الأحد، 16 أكتوبر 2011

حماس تتجسس على الناس

kolonagaza7

د. فايز أبو شمالة
حركة حماس تنسق مع إسرائيل، ولما كان كل منسق مع إسرائيل هو جاسوس، من وجهة نظر وزير خارجية حكومة سلام فياض، فإن حركة حماس هم مجموعة من الجواسيس لإسرائيل، لأن ترتيب صفقة تبادل الأسرى في هذا الوقت بالذات تهدف إلى تعزيز شعبية حكومة نتانياهو وحركة حماس في مواجهة السلطة الفلسطينية والرئيس عباس! هذا مستخلص كلام الوزير رياض المالكي، وسؤاله المشروع الذي طرحة في مقابلة مع تلفزيون "فرنس 24"، والذي عبر من خلاله عن خيبة أمل السلطة الفلسطينية من موافقة حركة حماس على نفي عدد من المعتقلين المقرر الإفراج عنهم ضمن صفقة تبادل الأسرى!.
كلام الوزير رياض المالكي ليس جديراً بالتعليق، لأنه كلام وزير يتشكك بحقائق تفقأ عين كل من يدعوه المستوطنون لأن يلقي محاضرات أمامهم مثل رياض المالكي نفسه، وتخزي عين كل مبايع للصهاينة بالحق في فلسطين، وتسخف كل مسهل للاحتلال، وميسر لأمره من خلال المفاوضات، وتهين كل مخادع للشعب الفلسطيني يتقاسم الصلاحيات مع إسرائيل في الضفة الغربية، ويقبل تقسيمها إلى مناطق ألف؛ التي يسمح فيها لرجال السلطة بالسيطرة التامة على الناس، ومناطق جيم التي لا يسمح فيها لرجال السلطة بالوجود!.
الوزير رياض المالكي الذي يعبر عن خيبة أمله من نفي عدد من المعتقلين المحررين، ينسى أنه شارك وسلطته في نفي مجموعة من المقاومين المعتصمين في كنيسة المهد، وما زال بعضهم منفياً في البرازيل حتى يومنا هذا، وينسي رياض المالكي أن عباس نفسه الذي هندس اتفاقية أوسلو قد نفى ملايين اللاجئين الفلسطينيين عن قضيتهم، وعزلهم عن وطنهم، وتفرد بالحل على أجزاء من أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة، وينسي المالكي أن سلطته في رام الله قد باركت إسرائيل ضمن حدود 67، وهذا يعني تعزيز نفي ملايين اللاجئين الفلسطينيين عن موطنهم، وينسي المالكي أن الموافقة على تبادل الأراضي تعني بقاء نصف مليون مستوطن يسيطرون على مفارق الطرق فوق أراضي الضفة الغربية، وهذا يعني نفي ما ظل من فلسطينيين عن أرضهم، وتقطيع طرق تواصلهم.
فإذا كانت مشاركة حركة حماس في التفاوض مع إسرائيل لمرة واحد مخيبة للآمال، وإذا كان توقيع حماس لصفقة تبادل الأسرى التي سيفرج فيها عن أكثر من ثلاثمائة أسير محكوم بالمؤبد مخيبة للآمال، وإذا كانت الموافقة على نفي عدد من الأسرى المحررين مقابل إعادة جندي إسرائيلي أسير إلى أهله مخيبة للآمال، وإذا كان الصمود في الحرب على غزة سنة 2008 مخيباً للآمال، وإذا كان تهريب السلاح إلى غزة والتدرب عليه وتخزينه مخيباً للآمال، وإذا كان استعداد كتائب القسام للمواجهة مع إسرائيل مخيباً للآمال، فماذا نسمي تواصل المفاوضات مع إسرائيل لمدة ثمانية عشر عاماً؛ تم خلالها التنازل لليهود عن 78% من أرض فلسطين، وتم خلالها التنسيق الأمني مع المخابرات الإسرائيلية، وتم خلالها تصفية المقاومة في الضفة الغربية، وتم خلالها تذويب القضية الفلسطينية، مع بقاء آلاف الأسرى في السجون الإسرائيلية؟ ماذا نسمي كل ذلك؟!.

مشاركة مميزة