الأربعاء، 9 نوفمبر 2011

تقرير: العدو الصهيوني ما بعد الهجوم على إيران ؟؟



kolonagaza7

ترجمة خاصة- المشهد الصهيوني
كشفت صحيفة معاريف الصهيونية عن تقرير يصف حالة العدو الصهيوني في اليوم التالي للهجوم على إيران, قام بإعداده كل من عبد الله طوقان وأنتوني كوردسمان من مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن.
وجاء في التقرير وفقاً لترجمة المشهد الصهيوني أنه في ظل غياب المعلومات الاستخباراتيه الدقيقة منذ العام 1999 فإن أي هجوم على إيران سيحمل نتائج كارثية على العدو الصهيوني.
ويقول التقرير أن أي طائرات حربية صهيونية ستهاجم المواقع النووية الإيرانية سيتم إسقاط ثلثها بصواريخ مضادة للطيران وبرنامج دفاع روسي تستخدمه إيران وأن عملية مهاجمة المواقع النووية ستكون خطيرة ومعقدة والعدو يعلم ذلك.
وسيكون الخيار الصهيوني في حال قرروا الهجوم على إيران, وهو مهاجمة ثلاثة مواقع يعتبرها القلب النابض للبرنامج النووي الإيراني: مركز الأبحاث في أصفهان، مركز تخصيب اليورانيوم في نطنز، ومفاعل المياه الثقيلة في أراك.
سلاح الطيران الصهيوني سيحلق حسب الاعتقاد على طول الحدود بين تركيا وروسيا ومن ثم التغلل في الأجواء الإيرانية من الشمال الجنوبي للعراق، وسيرافق الطائرات الحربية جميع طائرات تزويد الوقود لكن سيصعب عليها تزويد الطائرات بالوقود في الجو خشية رصدها من قبل السوريين أو الأتراك.
في الهجوم نفسه سيتم إطلاق قنابل خارقة للحصون نظراً للتحصينات القوية التي تتمتع بها المواقع (مفاعل نطنز يقع على عمق 25 مترا) وسيكون وزن القنبلة 900 كجم ومنها 2 طن وربع، وتشير التقديرات إلى نجاح الغواصة الروسية المتقدمة من إسقاط العديد من الطائرات الصهيونية.
هذا من جانب، وفي المقابل، سيكتشف الطيارون الذين سيعودون لقواعدهم أنهم عادوا لدولة تختلف عن تلك التي تركوها مسافة الرحلة فقط، الرد الإيراني على الهجوم سيكون حاد جداً, إيران سترد بقوة باستخدام صواريخ أرض- أرض "شهاب 3" التي تغطي جميع أرجاء العدو الصهيوني.
وترجع التقديرات بأن يكون بعضها مزوداً برؤوس كيماوية، وهذه فقط ستكون البداية, وجنباً إلى جنب، ستقوم إيران باستخدام حماس وحزب الله لعمليات انتقامية واسعة النطاق من خلال استخدام الاستشهاديين والصواريخ, إضافة إلى نشوب أزمة نفط في العالم من خلال ضرب المصالح النفطية في الخليج العربي.
الجدل الجماهيري في العدو حول ضرورة قيام الكيان بمهاجمة إيران اكتسب مؤخراً منحى شخصي, رئيس الموساد السابق مئير دغان عبر عن خشيته من غياب قيادة صهيونية مناسبة ومن مغامرات كل من نتنياهو وباراك التي من شأنها أن تعجل الهجوم على إيران.
مقربين من نتنياهو ووزراء يتهمون دغان "بالجنون" وهذه الاتهامات تهدف فرض حظر على السياسيين طبقا لرؤية نتنياهو والمقربين منه، والعمل على تشتيت الجدل عن مسألة ماذا سيحدث في اليوم الذي سيلي الهجوم.
لن نستطيع البقاء
افرايم هليفي، رئيس الموساد السابق، توقع قبل ثلاثة أعوام نتائج هذا الهجوم, وفي مقابلة لصحيفة "التايم" البريطانية في يوليو 2008، قال هليفي أن أي هجوم عسكري على إيران سيسبب نتائج كارثية على المدى البعيد ومن الممكن أن يؤثر على الكيان لمائة سنة قدماً، إضافة إلى التأثير السلبي في الرأي العام العربي، لذا يجب الهجوم كحل أخير.
هليفي لم يغير موقفه، ففي تصريحات نهاية الأسبوع للصحافة الصهيونية أكد أن موقفه لم يتغير وما زال يعتقد أن الأمور واضحة جداً لم أقل كلمة مائة عام بل قلت "قرن" والهدف منها توضيح أن التأثير سيكون طويل المدى وليس تحديداً مائة عام.
بدوره يوافق شلومو جازيت، رئيس شعبة الاستخبارات السابق، كلام هليفي مشيراً إلى ان أي هجوم على المفاعل النووي الايراني سيؤدي لزوال الكيان منوهاً ان العدو الصهيوني لن يستطيع البقاء عقب الهجوم الإيراني وأن النتائج ستكون عكسية جداً.
وأوضح جازيت أن إيران ستصبح دولة نووية على الملأ فيما سيقع العدو تحت رحمة الصواريخ القادمة من إيران وحماس وحزب الله, إيران ستستخدم أيضاً سلاح النفط للحصول على قرار أممي بالعودة لحدود 67 ومجلس الأمن سيفرض علينا قراراً بتضمين القدس أيضاً ضمن هذه القرار الأممي.
وأشار جازيت إلى أن تهديد الصواريخ الإيرانية والضغط الدولي والحاجة اللحظية لإخلاء المناطق لا يمكن للكيان مواجهة كل هذه الظروف وعلى ما يبدو هذا ما يقصده مئير دغان مطالباً بضرورة استخدام التفكير والمسؤولية وضرورة توجيه سؤال للنفس لماذا هذا الهجوم؟
من جانبه اعتبر أبيعام سيلع، أحد مخططي الهجوم على المفاعل النووي العراقي، أن العالم تغير وحدثت الكثير من الأمور عما كان قديماً, وأوضح سيلع انه خلال سنوات عديدة كان الكيان ينتظر ردة فعل انتقامية عراقية منوهاً أنه في أعقاب الهجوم كان علي الكيان تكثيف انظمة الدفاع في المناطق الإستراتيجية في كافة المناطق الأمر الذي كلف الكثير من المال لكن الرد العراقي وصل عام 1991 خلال حرب الخليج. وكان سيلع قد أشار في مقابلة صحفية قبل 16 عاماً أن استخدام الطرق الدبلوماسية هي الحل المفضل على استخدام الطيران الحربي.
مهمة مستحيلة
من جهته قال عوزي عيلام، مدير لجنة الطاقة الذرية أبان الهجوم على المفاعل العراقي، أنه يعارض وبشدة فكرة الهجوم على إيران كما عارض الهجوم على المفاعل العراقي، وعبر عيلام في كتابه "شبكة عيلام" عن خشيته من فرض عقوبات على الكيان على خلفية هجومها على إيران بالإضافة إلى إعاقة عملية السلام في المنطقة.
معارضته كانت قوية في السابق الأمر الذي دفع مناحيم بيغين حينها إلى إبعاده عن اجتماعات الكابينت حتى لا يؤثر على الوزراء.
وأضاف عيلام كنت اعتقد أن صدام حسين سينزل لمخبأه ويقوم بتنفيذ أمور لا علم لنا بها وهذا ما حدث بالفعل, ففي عام 2003 وعقب عمليات التفتيش التي قامت بها الأمم المتحدة تبين أنه لا يملك أي سلاح دمار شامل، لكن في أعقاب الهجوم توجه صدام لهذا الاتجاه وفي عام 1991 كان له مفاعل نووي وسلاح بيولوجي ومدافع طويلة المدى, مهاجمة المفاعل لم تمنع صدام من تطوير سلاح نووي إنما أبطأته.
الهجوم على إيران سيكون مختلفاً في النتائج
وأضاف عيلام " في البداية يجب أن نعلم أن الكيان لوحده لا يمكنه القضاء وبضربة واحدة على كافة مواقع البرنامج النووي الإيرانية، حتى الولايات المتحد لا يمكنها ذلك، فعملية ضرب المنشآت النووية الإيرانية بأسلوب "السرعة" غبي جداً وسيكون له آثار إضافية ستفسد الأمر لنا بدلاً من إصلاحه, ففي حال هاجمنا إيران فسيرد العالم العربي وإيران بصورة صعبة جداً, إيران تمتلك العديد من الحلفاء حماس وحزب الله ولا اعلم تأثير ذلك على مصر والبحرين, مغزى الهجوم فتح جبهة جادة في المنطقة وأمريكا لا تمتلك القوة لمواجهة ذلك وبالتاكيد ليس لدي الكيان قوة أيضاً".
أحد المعارضين للهجوم على إيران بنيامين بن العيزر، وزير الحرب السابق للعدو، أوضح أنه لا يريد سرد تفاصيل مرعبة معرباً عن تضامنه مع أقول دغان وأنه ليس الوحيد في ذلك فهناك العديد من الأشخاص يفكرون بنفس الطريقة.
وأضاف أنه في أحسن الأحوال فإن الهجوم سيعيق العمل في المفاعل النووي الإيراني لكنه لن يوقفه منوهاً انه إيران حينها ستتجه لتطوير البرنامج لأغراض عسكرية, وأشار بن العيزر أن من يعتقد أن الإيرانيين سيلتزمون الهدوء فهو إنسان غير عاقل ويهذي.
داني ياتوم، رئيس الموساد السابق، يصف سيناريو الرعب، "في حال هاجم الكيان إيران ستندلع حرب إقليمية، حزب الله سيطلق صواريخه من جنوب لبنان، حماس من غزة، إيران ستطلق صواريخ وربما سوريا ستنضم للهجوم، سيكون هناك إصابات مهولة، مدعياً أن الكيان سيخوض الحرب وينتصر ولكن الثمن سيكون أضرار جسيمة للبنية التحتية ومدن العدو.
وأوضح أن أعداد المصابين ستكون أقل من المتوقع حال استخدمت إيران قنبلة ذرية حال كانت تمتلك واحدة ولكن هذا سيتسبب في عدم القدرة على النهوض مرة أخرى.
نتاي شروني، مساعد مدير العمليات السابق، عبر أيضاً عن معارضته شن هجوم على العراق عام 1981 معتقداً انه يجب تأجيل الهجوم للحظة الأخيرة في حال لم يكن هناك خيار آخر.
وعلى نفس المنوال عبر شروني عن معارضته شن هجوم على إيران لما يحمله هذا الهجوم من نتائج على الكيان معتبراً أن الكيان لا يستطيع تقييم الأضرار الناجمة عن ذلك، إيران ستطلق الصواريخ سوريا ربما تشارك والنتيجة حرب على جبهات عديدة واصفاً الخطوة بالغباء المطلق، "يمكننا تخطي الهجوم والعيش لكن ليس كما هو الحال اليوم بل سيكون هناك الكثير من المعاناة".
وأوضح شروني أن الكيان تعرض لهجوم صاروخي خلال حرب الخليج لكن الأرقام تغيرت الآن، يجب على الطيارون التعرف على كيفية العيش في ظل هجوم صاروخي من سكان الشمال قبل أن يقوموا بعملهم.
رئيس مجلس ما يسمى "شلومي" جابي نعمان أوضح أنه لا يحب التذكر بأسلوب الحياة تحت تهديد الصواريخ، منوهاً أن أي هجوم على إيران سيعيد الذكريات الأليمة لسكان المنطقة، سيكون الوضع ضياع سنخضع لوضع أمني وسنضطر للاعتماد على الجيش لحل المشاكل إذا استطاع أصلاً, أري صواريخ حزب الله، التعليم معطل الحياة في ظل حالة الطوارئ، المجلس سيقوم بعمله من تحت الأرض والعديد من السكان لن يعجبهم الأمر".
من جهته عبر زئيف ليفنا، قائد الجبهة الداخلية السابق، عن خشيته من أن الهجوم على إيران لن يمس فقط بسكان الشمال بل بكل سكان العدو واعتبر أن من يريد هجوم على إيران عليه تجهيز الوضع الداخلي لحرب مع سوريا وحماس وحزب الله.
ووصف ليفنا الوضع بأن الكيان سيتعرض لصواريخ من كافة الجهات، كل مناطق الكيان ستكون مغطاة بصواريخ صغيرة وكبيرة.
وحذر ليفنا أن هذا الوضع يتطلب الجاهزية القصوى لأن النتائج ستكون العديد من المصابين والكثير من الأضرار وفي النهاية لن يكون الكيان متأكداً من القضاء على القدرة النووية الإيرانية.
وأوضح أن الهجوم يمكن أن يأتي بنتائج عكسية ويسفر عن سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط وهذا أمر يجب التفكير فيه، ففي نهاية المطاف الحديث يدور عن قرار سياسي صعب جداً مع تبعات خطيرة.
الثمن السياسي
المعارضون للهجوم على العراق كانوا يخشون من ردة الفعل العراقية خصوصاً صدام حسين، لكن خافوا أكثر من ردة الفعل الأمريكية, نائب رئيس الحكومة آنذاك، إيغال يدين، ورئيس "أمان" يوهشوع شجاي، اعتبرو أن الهجوم سيثير غضب الولايات المتحدة لعدم إشراكها في الخطة, ساعتين بعد الهجوم على المفاعل العراقي، اتصل مناحيم بيغين بالسفير الأمريكي في الكيان صامويل لويس وأخبره عن الهجوم وفي وقت قصير أدانت الولايات المتحدة وبشدة الهجوم.
"الهجوم على إيران، فيما يتعلق بالعلاقات مع الولايات المتحدة، سيكون على نطاق مختلف تماماً" أوضح البروفيسور إيتمار روبينوفيتش، سفير الكيان السابق لدي أمريكا، أن الحكومة الأمريكية لا تريد إيران نووية، في عام 1981 المفاعل العراقي لم يزعج الأمريكيين، لكن اليوم نراهم منزعجين جداً من المفاعل الايراني".
واشار إلى أن إيران تعتبر اليوم دولة مع طموح مرتفع جداً عما كانت عليه العراق قبل ثلاثين عاماً، فهي معادية لأمريكا على عكس العراق، ولذا فمن المتوقع أن لا تعارض الولايات المتحدة الهجوم على إيران، إضافة إلى العديد من الدول الأخري. لكن في نفس الوقت سينتقدنا كل من أوروبا وهيئة الأمم المتحدة ودول العالم الثالث، سندفع ثمناً سياسياً باهظاً ثمن الهجوم، ليس فقط من الصواريخ وما أسماه الارهاب الايراني ضد المصالح الصهيونية واليهودية.

مشاركة مميزة