الثلاثاء، 8 نوفمبر 2011

فتوى التقدمية بخصوص الشيخ العبيكان و خوضه في أولي الأمر

kolonagaza7

صدرالشيخ محسن العبيكان المستشار القضائي بوزارة العدل السعودية فتوى مضادة للدعوات التي رصدت مكافأة مالية لكل من يأسر جنديا صهيونيا لمبادلته بأسرى فلسطينيين وعرب محتجزين لدى الكيان المحتل منذ عشرات السنين.
وصف الشيخ عبد المحسن العبيكان دعوى أسر الجنود الإسرائيليين مقابل مكافأة مالية بالتصرف المستهجن والفردي ويدعو إلى العجب قائلاً أن الدعوة تعدٍ صريح على صلاحية ولاة الأمر.وعلق العبيكان في حديثه لصحيفة " سبق " بأن مطالبة المواطنين بأسر جنود إسرائيليين ودفع مبالغ مالية مقابل ذلك تدخلاً بالجهاد في سبيل الله وهو أمر منوط بولي الأ...مر، منتقداً الداعي لذلك ومضيفاً أنه " تدخل بشيء لا يعنيه " .وأشار إلى أن الدعوة تعَدّ تعدياً للحدود". وقال: "إن كل هذا الأمر لا يصح لا شرعاً ولا عقلاً ولا عُرْفاً". محذراً من أن هذا قد يضر بالسعودية، وقال: "للأسف، هذا الأمر قد يتسبب في الإضرار بالسعودية وسمعة السعودية بل والمسلمين عموماً".جاء ذلك على خلفية تناقل وسائل الإعلام المرئية والمقروءة خبراً مفاده مطالبة الشيخ عوض القرني بأسر جنود إسرائيليين لمبادلتهم بأسرى فلسطينيين على غرار صفقة شاليط وحماس واستعداده دفع مبلغ 100 ألف ريال مقابل ذلك، الأمر الذي تطور لاحقاً لتأييد الأمير خالد بن طلال للفكرة وعرضه مبلغ 900 ألف دولار؛ ليكمل المبلغ إلى مليون دولار لمن يأسر جندياً إسرائيلياً.

وأضاف الشيخ العبيكان قائلاً "إن مذهب أهل السنة والجماعة أكد أن الجهاد في سبيل الله منوط بولاة الأمر". مستدلاً بقول الإمام الطحاوي - رحمه الله - في عقيدته: "ونرى الجهاد مع كل إمام برًّا كان أو فاجراً". مؤكداً أن هذا هو مذهب أهل السنة والجماعة.وأشار الشيخ العبيكان إلى أن كل ما يتعلق بالجهاد من قتل المحاربين وأَسْرهم متفرع من إقامة الجهاد في سبيل الله، والجهاد منوط بولاة الأمر.وأضاف "إني لأعجب ممن يتعدى حدوده، ويتصرف تصرفات مستهجنة وفردية، قد تدعو إلى العجب، وتدعو إلى الانتقاد الشديد؛ لسبب أنه يدخل في شيء لا يعنيه".واستدل الشيخ العبيكان بقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه". مؤكداً أن إطلاق هذه الدعوات من سعوديين بأَسْر جنود إسرائيليين "يُعَدّ تعدياً للحدود". وقال: "إن كل هذا الأمر لا يصح لا شرعاً ولا عقلاً ولا عُرْفاً". محذراً من أن هذا قد يضر بالسعودية، وقال: "للأسف، هذا الأمر قد يتسبب في الإضرار بالسعودية وسمعة السعودية بل والمسلمين عموماً".ونصح الشيخ عبد المحسن العبيكان بترك هذه الأمور: "ينبغي أن يُترك ذلك الأمر كله للعقلاء وللقادة، وألا يتدخل الإنسان في شيء لا يعنيه".وقال: "إن من ينظر في هذه الأمور القضاء. إذا عُرض الأمر يُرجع فيه للقضاء؛ لأنه هو الذي يحدد المسؤولية والعقوبة".
علما وان البداية كانت مع مستوطنين صهاينة رصدوا مكافآت مالية لكل من يقتل أسيرا محررا بعد تنفيذ صفقة التبادل الأخيرة بين حماس والكيان الصهيوني. فأعلن الشيخ عائض القرني رصد مائة ألف دولار أمريكي لكل من يأسر جنديا صهيونيا رداً على دعوات المستوطنين الصهاينة لقتل الأسرى.
الشيخ القرني لم يدع للقتل فقط دعا لأسر جنود محتلين لمبادلتهم بأسرى يقبعون في السجون الصهيونية منذ عشرات السنين، وربما لم يعلم بهم العبيكان لأنه مشغول أمور أخرى غير التفكير في مأساة شعب أطرد من أرضه ويتعرض أحراره للسجون والتعذيب.
الصهاينة كعادتهم دعوا لقتل الشيخ القرني ورصدوا مكافأة قدرها مليون دولار لقتله، فقام أحد أمراء السعودية برصد تسعمائة ألف دولار تضامناً مع الشيخ القرني ليصبح المبلغ مليون دولار لكل من يأسر جندي صهيوني لمبادلته بالأسرى لدى الكيان.
ورغم أن تلك المكافآت ذات مدلول رمزي ومعنوي أكثر منه مادي أو سياسي، لأن كل الفصائل الفلسطينية تعمل على أسر جنود صهاينة منذ عشرات السنين ومن قبل أن تخرج تلك المكافآت، إلا أن ذلك لم يعجب حاخام آل سلول الأكبر فقال في تصريح نقلته وكالات الأنباء : إن مطالبة أي مواطن سعودي بأَسْر جنود إسرائيليين ودفع مبالغ مالية لمن يقومون بهذا العمل فيهما "نوع من التعدي على صلاحية الإمام وولاة الأمر". مؤكداً أنهما "أمر متعلق بالجهاد في سبيل الله، الذي هو منوط بولي الأمر".
وكأن أحداً طلب من المواطنين السعوديين أسر جنود؟! أما ولي الأمر فهو بالطبع مشغول ما بين واشنطن والمغرب فهل سيجد وقتاً للتفكير بالأسرى في سجون اليهود؟؟
لا شك أن كل أمر يمس اليهود يصيب العبيكان وأشباهه في مقتل فما بالنا بالحديث عن الجهاد وأسر الجنود؟
العبيكان يعيش في قصره المنيف بين خدمه وجواريه ولا يهمه أو لا يدري بأن المسجد الأقصى أسير وليس فقط آلاف المسلمين من الفلسطينيين وغيرهم، وغاب عن بال الحاخام كل الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة التي تدعو للذوذ عن بلاد المسلمين والجهاد في حالة وقوع المسلمين تحت الاحتلال حتى دون الرجوع لولي الأمر – على افتراض أن ولي الأمر غير مشغول في قصره في المغرب-
وفتوى العبيكان هذه ليست الأولى من نوعها، فهذا لمفتي غفر له اللهله تاريخ طويل في تفصيل الفتاوى بما يتماشى مع مصلحة إسرائيل وأمريكا. ففي ذروة الهجمة الصهيونية الشرسة على لبنان في صيف عام 2006 أصدر فتوى تحرم التعاطف مع حزب الله الذي لقن العدو درساً لن ينساه هو وعملائه، فجاءت تلك الفتوى متناغمة مع الدعاية الصهيونية التي قامت بالترويج لها وتوظيفها بما يخدم الكيان العبري. ولأن التضامن مع حزب الله حرام لأنه شيعي يتوجب التضامن مع اليهود لأنهم ليسوا شيعة!
وفي أبريل من العام2008 أصدر فتوى بتحريم العمليات الاستشهادية ضد اليهود وقال أن من يقوم بذلك يذهب للنار، كما حرم المقاومة وقال أن إسرائيل قوية وبالتالي لا يجوز مقاومتها
وفي شهر أكتوبر من العام 2008 أصدر فتوى تبيح للمرأة ضرب زوجها!
وقبلها أصدر فتوى بجواز إرضاع المرأة للكبير
وفتوى تحرم أداء الحج بتأشيرة العمرة
وغيرها الكثير من الفتاوى المثيرة للجدل وبالطبع حكام السعودية يناسبهم هذا النوع من المشايخ الذين يصدرون الفتاوى بما لا يغضب اصدقاءهم الامريكان والصهاينة
مصيبتنا الكبرى ليس في وجود الاحتلال فحسب، ولكن في وجود مشايخ السلاطين أمثال العبيكان الذين لن نتحرر شبراً واحداً طالما أنهم موجودين ويصدرون أمثال تلك الفتاوى خدمة لأعداء الأمة. إن شخصاً مثل العبيكان مكانه هو مصحة الأمراض العقلية وليس قصور السلاطين.
والشيخ العبيكان باحالتة المسألة الى أولي الأمر نتساءل هنا عن أي أولي أمر نتحدث هل يقصد بذلك سلطة أوسلو التي تفاوض الصهاينة منذ عشرين سنة د
ون تحقيق حتى الحد الادنى وهو تحرير الاراضي المحتلة عام 1967 اذا أحسنا الظن بهم كثيرا ليكون ذلك مجرد خطوة أولى على طريق تحرير كل فلسطين ولكن الوقائع وسير تحركاتهم والنتائج غير الموجودة أصلا لا تشير الى شيئ من ذلك اطلاقا
او انه يقصد حكام السعودية الضالعون تماما مع القوى الاستعمارية والصهيونية في كل المؤامرات التي تحاك ضد هذه الامة المسكينة وتفقيرهم لشعبنا في الحجاز وانفاقهم المليارات في صفقات سلاح فاسد ليس له من نفع للامة سوى اهدار عديد المليارات وفي النهاية يرتد هذا السلاح في وجه الامة العربية فقط دون استعماله ضد الغزاة الصهاينة كما حصل في اليمن في عهد عبد الناصر او ضد العراق فيما يسمى تحرير الكويت او ضد الشعب البحريني المنتفض ضد حكامه الفاسدين
ام انه يقصد باولي الامر الحكام العرب في مجموعهم فهل لهم صفة شرعية بعد انطلاق فعاليات الربيع العربي ومناداة الامة العربية باسقاطهم الواحد تلو الآخر اما اذا كان يقصد الحاكم الشرعي الوارد في قوله تعالى
يا أيها الذين امنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فان تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا النساء (آية 59)
فان ذلك يتطلب أن يكون الحاكم ملتزما بكل أحكام الشرع ومنها قوله تعالى
وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ
أي اتبعوا رسله وأطاعوا أمره واجتنبوا زجره " وأقاموا الصلاة" وهي أعظم العبادات لله عز وجل " وأمرهم شورى بينهم " أي لا يبرمون أمرا حتى يتشاوروا فيه ليتساعدوا بآرائهم في مثل الحروب وما جرى مجراها كما قال تبارك وتعالى " وشاورهم في الأمر " الآية ولهذا كان صلى الله عليه وسلم يشاورهم في الحروب ونحوها ليطيب بذلك قلوبهم وهكذا لما حضرت عمر بن الخطاب رضي الله عنه الوفاة حين طعن جعل الأمر بعده شورى في ستة نفر وهم عثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهم فاجتمع رأي الصحابة كلهم رضي الله عنهم على تقديم عثمان عليهم رضي الله عنهم" ومما رزقناهم ينفقون " وذلك بالإحسان إلى خلق الله الأقرب إليهم منهم فالأقرب .
وكذلك قوله تعالى
{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ} [سورة آل عمران: آية 159‏].
بحيث يكون بهذا النص القرآني الرسول ذاته عليه السلام مأمورا بالشورى وفي حادثة خالف فيها الصحابة تعليمات الرسول عليه السلام وأدى ذلك الى هزيمة عسكرية للمسلمين ومع ذلك يؤكد الله على الرسول ضرورة الشورئ التي يجعلها الله صفة من صفات المؤمنين فهل ان الحكام العرب بملوكهم وأمرائهم و رؤسائهم تنطبق عليهم مواصفات العاملين بشرع الله أم ان جميعهم ارتكبوا فظائع ما أنزل الله بها من سلطان مما أدى الى ثورة شعبية عارمة للاطاحة بهم وقد بدأ العد العكسي لوجودهم بسقوط البعض منهم والبعض الآخر على قاب قوسين أو أدنى في انتظار الدور على الجميع بمن فيهم من سمى نفسه أميرا للمؤمنين وطبق الشريعة وعوض أن يتحقق العدل فاذا الذي يحصل هو انقسام بلده ووقوع حروب اهلية مدمرة فيها فهل هذا هو الشرع الالاهي وهل هؤلاء هم أولو الأمر عند شيخنا الوقور غفر الله له وهداه الى سواء السبيل .--

الناصر خشيني نابل تونس

مشاركة مميزة