الثلاثاء، 8 نوفمبر 2011

شلقم يجازي ” سنمار” !



kolonagaza7

بقلم سلطان الجميري
لقد كان السؤال الذي يدور في ذهني : كيف يمكن لليبيا أن ترد هذ الجميل لقطر والشعب القطري ! لم يدر بخلدي أبداً .. أن يقال عن جيشها الذي خاض المعارك اللوجستية جنباً الثوار بأنهم مجرد ” مرتزقة ” ! وأن ليبيا لن تكون ” أمارة لأمير المؤمنين في قطر ” ! لن أقول هذا ليس أسلوب سياسي ،، لكنني أقول هذا ليس أسلوب عربي أصيل ! خلقه الوفاء .. وشيتمه الإحسان لمن أحسن إليك .. !
نشرت صحيفة (الصنداي تايمز) في أعقاب حزيران1967 مقالا ملخصه ” أن عقربا أرادت عبور أحد الأنهار فرأت ضفدعةً على ضفة النهر فطلبت أن تحملها على ظهرها إلى الضفة الأخرى .. فأبدت الضفدعة تردداً وخافت فلمارأت ذلك العقرب هبت لمعاهدتها أنها ستكون آمنة من اللسع ، فاطمأنت الضفدعة وفعلت ..وعبرت بها وفي حين اقترابها من الضفة الأخرى شعرت الضفدعة بلسع العقرب ..وسرعان مابدءا العقرب والضفدع بالغرق فشرعت الضفدعة بالنقيق وهي تتساءل : لماذا فعلت ذلك ؟ فأجابت العقرب : ولماذا تعجبين ياصديقتي ؟؟ فكلانا عربا !!اللغة التي تحدث بها عبدالرحمن شلقم في برنامج ” مع الحدث ” لايمكن أن تكون لغة ناقد ، ولا لغة محذر ، إنها لغة عدوانية فيها قدر كبير من الإهانة لقطر حكومة وشعباً ! وطعنة في الظهر .. لاتأتي من كريم .. بماذا سيشعر القطريون وهم يرون أيديهم تعظ وأبناءهم يهددون في شوارع طرابلس ! يشار الى ” عبدالرحمن شلقم “ بأنه سياسي محنك ! فهل هناك محنك في العالم يعمل مع القذافي أربعين سنة ! لا أريد أن أعيره بالماضي ، فموقفه في الأمم المتحدة يشكر عليه ! لكنني كمحايد لم أقبل حديثه بهذا الأسلوب تجاه قطر في العلن ! أم أن هذي هي الدبلوماسية التي تعلمها .. !إختيار العبارة المناسبة .. في الوقت المناسب ، دلالة على الحكمة .. والدهاء ، ولم أجد ذرة منه في كلام عبدالرحمن شلقم .. وإذا كانت الوطنية تمر عبر إهانة الرفقاء … فهذه لصوصية ليس لها علاقة بحب الوطن !
لقد كان السؤال الذي يدور في ذهني : كيف يمكن لليبيا أن ترد هذ الجميل لقطر والشعب القطري ! لم يدر بخلدي أبداً .. أن يقال عن جيشها الذي خاض المعارك اللوجستية جنباً الثوار بأنهم مجرد ” مرتزقة ” !وأن ليبيا لن تكون ” أمارة لأمير المؤمنين في قطر ” ! لن أقول هذا ليس أسلوب سياسي ،، لكنني أقول هذا ليس أسلوب عربي أصيل ! خلقه الوفاء .. وشيتمه الإحسان لمن أحسن إليك .. !
إذا كان الأمر كذلك ،،، فنحن نتظر من أمثال شلقم أن يرسل شهادات شكر وتقدير لكل الدول التي لم تتدخل في ليبيا ولم تدعهم ولم تعترف بهم أصلاً .. ! هذا هو المفترض لإن الدول هذه كانت ولازالت حجتها أنها لاتتدخل في الشؤون الداخلية للغير ! لقد كان القذافي نفسه يقول للناس هذا شأن داخلي ! فهل كان يستسيغ الليببون الذين يفقدون أبنائهم إن قتلهم وتعذيبهم شأن داخلي ! هل هذا هو عين العقل والحكمة ،، ! دعوكم من العقل والحكمة الآن .. هل هذا هو الوفاء ! لماذا حين تخطو العرب خطوة للإمام أصبحنا نشك فيها .. ونعتبر أن الأصل هو الخذلان .. وأصبح أكثر قبولاً من مد يد العون !قطر مدت يد العون لليبيين منذ أول يوم .. وخسرت النظام ، يوم كان لدى كثير من دول العالم شك أن يسقط نظام القذافي ، حتى تركيا التي خطفت قلوب العرب بالفتات الذي تقدمه للفلسطينيين ، كانت تفاوض القذافي !
إذا كان هناك شيء أشكر شلقم عليه في مداخلته ،، فهو أنه جمل صورة بعض الدول التي ترددت في مساعدة الشعب الليبي .. وأشعرني أن هذه الحكومات ذكية جداً .. لم تتدخل ليس لإنها لاتريد .. بل لإنها تخشى أن تسمع من أمثال شلقم مثل هذا الكلام .. وتكون بذلك خسرت كل شيء .. ولقيت الشتيمة في نهاية المطاف ! يالعظمة هذه الدول المتخاذلة .. إنها تفكر بعمق .. لذلك ،، تركت الشعب الليبي .. ولم تتخذ موقفا إنسانياً !
إنني أسأل شلقم ،، هل يستيطع أن يشتم فرنسا وقوات التحالف كما شتم قطر ! ونحن قبل مجيئهم لليبيا نعلم أنهم ليسوا مؤسسات خيرية ! شلقم لايستيطع .. وهو يعرف أنهم جاءوا لمصلحة .. لكن “ المصالح ” ليست شتيمة ولاعيب .. ولايوجد دولة في العالم إلا ولها مصلحة في أي تحرك سياسي لها .. !
لماذا الآن أصبحت مساعدة قطر الآن كخة .. ! أنا لاأريد أن أصنع من قطر نموذج ملائكي … لكنني أقول كان بإمكانها أن تتخذ موقفا سلبيا كغيرها من الدول .. وليست بحاجة لنفط ليبيا .. وتسلم من هذه الشتيمة كلها .. ولاتتدخل ! هل كان ذلك سيرضي الليبيين ! الجزيرة ومذيعي الجزيرة .. ماهي أجندتهم ،، والمذيع يكاد يبكي وهو يشاهد الجثث التي تتناثر في مصراته وأجدابيا والبريقة .. وغيرها ،،، الذي حدث لليبيا .. إستنطق كل لسان ،،، وحرك كل الأحجار التي يكتنزها الرؤساء العرب في صدروهم .. !
لقد صفقنا لتركيا حين تحركت لمساعدة غزة .. ونعلم أن تركيا تعمل لمصالحها ،،، لكننا تعاطفنا حتى مع من يبحث عن مصلحة .. ! لكن لشدة يئسنا من أي تحرك .. أصبحنا نرحب من يتحرك حتى ولو لأجل المصلحة .. المهم أن يتحرك .. لإن الناس تموت … ! غيرهم يرى الناس تموت ولايتحرك لا لمصلحة ولا غيرها … !
لنحسن الظن بشلقم بأنه يريد السيادة أن تكون لحكومته الجديدة فقط .. ! حسنا مادخل مساحة قطر .. وشعبها ! أليس هذا تحقير .. وإهانة لاغير !لماذا تشتم قطر بصغرها .. وقلة عدد سكانها ! ماذا أفادكم أيها الليبيون كثرة عدد سكان بعض الدول العربية وكبر حجم دولها ! هل يعاب على قطر أن تكون دولة مختلفة .. تريد أن يكون لها دور .. ! هل الأولى لها أن تلحق بأخواتها العرب .. في الصمت والخذلان .. قطر وقفت مع الشعب المصري .. ومع الشعب التونسي من قبل في ثورته … ! فهل كان لها أجنده ! هل كان للشهيد على حسن الجابر .. أجنده خاصة وهو يلتقط الصور المؤلمة للعالم .. ليحرض الناس للوقوف مع الشعب الليبي !
ربما يقال لكن قطر ” زودتها حبتين ” في المساعدات تجاه ليبيا .. !لماذا نكابر .. ليبيا تحتاج بناء من الصفر .. لم تكن دولة ، كانت مزرعة للقذافي وأولاده ، يفعل فيها مايشاء .. ! يستيقظ من النوم ويصدر قرار .. وقبل أن ينام يلغي القرار .. ! ليبيا لم تجف شوارعها بعد من الدماء .. فلماذا يستعدون القطريين .. ! أنا لا أقول القطريين وحدهم هم من يتم إستعدائهم .. إنه يستعدي كل من يتعاطف ويقف مع الليبيين ! إذا كانت النتيجة أن نقلب لهم ظهر المجن !
هل التأريخ يكرر نفسه .. ليعود سنمار الرجل الرومي الذي بنى قصر الخورنق للنعمان ليستضيف فيه ابن ملك الفرس ، وحين أنتهى من تشييده كافأه النعمان بأن القاه من سطح القصر ليخر صريعاً .. جزاء صنيعه ! هل هذا جزاء القطريين .. !
اليس في ليبيا رجال أذكياء .. وسياسيون حصفاء يكتشفون مخطط قطر المزعوم ، وكانوا فقط بإنتظار ” شلقم ” يتحدث عن دور قطر المشبوه ! إن تصديق شلقم .. وترك عشرات من رجال ليبيا الأوفياء في المجلس الإنتقالي وغيره ، إساءة لليبيين ! أنا لم أقرأ ولم أسمع لمسؤول ليبي نقدا لاذعا لقطر مثل ماتحدث به شلقم ! .. فهل كلهم لايدركون شيء .. وحده شلقم الرجل العبقري .. وحده شلقم الوطني .. وحده شلقم الذي يجب أن يصدقوه الليبيين فيما يقول !
لو أغمضت عيني .. وسمعت كلام شلقم .. لأعتقدت أننا في بداية الآحداث .. لإن هذه اللسان هو نفسه الذي كان يتحدث به من نسميهم الطحالب الخضراء .. كنت أريد أن أعرف ردة فعل أنصار النظام البائد .. فشرعت أتصفح مواقعهم وصفحاتهم .. فوجدت أن معظم التعليقات على كلام حكاية ” شلقم ” تقول : (” شلقم آخيراً يستفيق من نومه ! لقد حذرناكم من قطر .. لقد كان القائد يعلم حقائق قطر وماتخفيه .. ألم يقل لكم سوف تندمون يوم لاينفع الندم ” ) !
إن موقف شلقم ومن معه ، يكبل يد كل دول عربية عن مد يد العون مستقبلاً ! إذا كان هذا هو الحال .. دوعني أعود بكم قليلاً .. لموقف السعودية شعبا وحكومة مع الكويت أيام أزمة الخليج .. لن أتحدث عن حسابات السياسي .. التي قد نختلف حولها ، لكن نتحدث عن حسابات شعب لشعب .. لقد تم إستضافة الكويتين في منازل السعوديين .. درسوا في مدارسنا .. وشيدت لهم مباني خاصة .. وكان يحصلون على مرتبات .. لقد عاشوا معنا كأفراد منا .. بل عاشوا أفضل منا .. وقدمت لهم من الخدمات مالم تقدم للفرد السعودي .. وحين عادوا للكويت شتمونا .. وأحتقروا دورنا !كانت تصرفات من أفراد لايعون مدى ماقدمه الشعب السعودي والحكومة لهم .. ! ولانظلم المثقفين الذين كانوا إلى حد قريب يشيدون ويشكرون موقفنا ولم ينسوه .. هذا هو الوفاء .. فهل نحن العرب أمام تجارب متكررة .. !
لقد إستجاب بعض الناس لكلام شلقم .. فكتب بعضهم بنفس الأسلوب في التحقير والتصغير : ( نحن لم نخرج من شرنقة الطاغية لنزج بأنفسنا في شرنقة دويلة قطر أو الدول الصديقة ، ولم نخرج من عباءة الطاغية لنرتدي شماغ القطريين فوق رؤوسنا ” ! و مقوله آخرى ( ليبيا برقعتها الشاسعة بجغرافيتها الواسعة ، وبموقعها الإستراتيجي برجالها وأحرارها وثوارها ، ليبيا التي ” قطر ” بما تحويه لايمكن أن تشكل نقطة حبر أمام تأريخ ليبيا “) !لم يتعرض أحد لتأريخ ليبيا .. ولا لسيادة ليبيا .. فلماذا تكيلون الشتائم ضعفين .. !لماذا هذه اللغة ! اليس بإمكان الساسة معالجة الأمر ،، بينهم ..إذا كان هناك إساءة فهم .. أم أن كل ساسة ليبيا اليوم مخدوعين .. وشلقم ومن معه وحدهم على حق ويرون أبعاد الأمور !
المجلس الإنتقالي كان يعلم أنه بحاجة لقوات التحالف بضعة أشهر إلى حين بناء الجيش .. وإستتباب الأمن ! .. وحين لم يحدث ذلك ، وقامت قطر بموضوع التحالف ..لطمأنة ليبيا الجديدة .. من بقايا النظام ! بإمكان الليبيين إيصال رسالتهم الى قطر .. بعدم الرغبة في هذه الفكرة ،، بكل إحترام .. لا أن يتحول الموضوع إلى السؤال ( أين التريس ياليبيا .. قطر الصغيرة تريد أن تحمينا ) !
إتهم شلقم قطر بأنها أصيبت بداء القذافي،، وأنا أقول أن شلقم نفسه مصاب بداء القذافي .. وهو الخيانة ،، والغدر ! كنت سأتفهم لغة النقد العارضة .. لكن ماقاله شلقم .. أشعرني أنه لازال في نظام القذافي .. ! إنه نفس اللسان الذي كان يستخدمه زبانية القذافي حين تذكر إسم قطر ..بعض الليبيين اليوم مثل من يقول ( شكراً .. وأقلب وجهك ) ! مافائدة شكراً هنا .. إذا كان بعدها شتيمه .. !
إذا كان ” شلقم ” وطنياً ، ومصدق على أي حال ، فعلى الليبيين أن يصدقوه حين قال أن موسى كوسا ” مبعوث الموت ” ، صديقه ويعرفه جيداً، ولايعلم أن يده ملطخة بدماء الليبيين ! لماذا يصدق في تهمة قطر ولايصدق في موسى كوسا !
أيها الليبيون .. الشعب القطري إستمع إلى شلقم ! يشتمهم ،،،

مشاركة مميزة