الاثنين، 21 نوفمبر 2011

"المرصد الأورومتوسطي" يدين استهداف المتظاهرين السلميين بغازات محرَّمة دوليًا في القاهرة

kolonagaza7

أدان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بشدة استهداف المتظاهرين السلميين على يد قوات الأمن والجيش المصري في مدينة القاهرة، واستخدام القوة المفرطة ضدهم التي أدت لمقتل عشرين مدنياً وإصابة أكتر من ألف وخمسمائة آخرين، وفق إحصائية رسمية لوزارة الصحة المصرية.
واعتبر المرصد في بيان له الاثنين (21/11) أنّ استخدام قوات الأمن والجيش للغاز المسيل للدموع والرصاص الحي وسلاح القناصة، في فض اعتصام سلمي هو أمر غير مقبول ويتناقض بشكل تام مع كافة المواثيق والأعراف الدولية التي ضمنت حق الاعتصام السلمي وعدم التعرض للمدنين.
وقالت المديرة الإقليمية للمرصد أماني السنوار، إنّ شهادات متواترة لنشطاء مصريين أكّدت استخدام قوات الأمن والجيش لنوع خطير من الغاز المسيل للدموع المحرَّم دوليًا ويُدعى غاز(CR) ، مضيفة أنّ المرصد حصل على شهادات متطابقة لأعراض الإصابة بهذا الغاز الذي يؤدي إلى التقيؤ اللا إرادي دون غيره من الغازات، إلى جانب أعراض الشلل وفقدان القدرة على الإبصار المؤقتيْن.
وأضافت السنوار أنّ المرصد وثق استخدام هذا الغاز ضدَّ المتظاهرين للمرة الأولى منذ تصاعد حركة الاحتجاج السلمي بمصر في الخامس والعشرين من يناير (كانون ثاني) الماضي، لافتة إلى أنّ المرصد حصل على افادات لناشطين من داخل ميدان التحرير تفيد باستخدام الأمن لعبوات غاز (CR).
واستنكر المرصد هذا الانتهاك الخطير بحق المدنيين باستخدام غاز محرَّم دوليًا ضدهم، ومصنُّف على أنه مادّة مسرطنة وقاتلة عند التعرض لها لفترات طويلة، قد جرّمت اتفاقية باريس بشأن الحرب الكيماوية المبرمة عام 1993 استخدامها، إلى جانب كل من اتفاقية لاهاي عام 1907 التي حرّمت استخدام الأسلحة السامة والتي تسبب عذابًا، وبروتوكول جنيف للعام 1925 الذي يحظر استخدام الغازات الخانقة والسامة.
وطالب المرصد الذي يتخذ من جنيف السويسرية مقرًا رئيسًا له، قيادة الأمن والجيش المصري إلى التوقف فورًا عن استهداف المدنيين، واحترام حقهم بالاعتصام السلمي، إلى جانب معاقبة المسؤولين عن الجرائم التي ارتكبت بحقهم خلال الثمانية وأربعين ساعة الماضية، لا سيما فقأ أعين عشرات من النشطاء والصحفيين، واستهداف آخرين في الصّدر على يد قناصة، وسحل المصابين أو القتلى داخل ميدان التحرير كما أظهرت فيديوهات نشرها النشطاء.
ودعا المرصد الحقوقي جميع المؤسسات الحقوقية المحلية في مصر، والدولية إلى توثيق شهادات النشطاء والمدنيين المتضررين، وتوحيد جهودها من أجل حماية المدنيين وصون حقهم بالتعبير والاحتجاج السلمي، كاشفاً أنه بصدد حشد موقف دولي يجرِّم قيادة الجيش والأمن المصريين التي أعطت أوامرها بانتهاك المدنيين بهذه الصورة السافرة والمخلة بالقانون.

مشاركة مميزة