الأربعاء، 2 نوفمبر 2011

شهادة تفصيلية على ما رأيته فى قضية الضحية عصام عطا

kolonagaza7

أنا اسمى محمد ماجد الصمدى- دكتور أشعة-ثائر من أطباء التحرير- أكتب شهادتى التفصيلية بما رأيت بعينى بناء على طلب زملائى- شهادة بأوقاتها أكتبها و فى يدى الموبايل و مواعيد كل الاتصالات- شهادة لوجه الله- لتوضع مع باقى الشهادات التى دونت و التى أتصور أنها تكمل بعضها و لا تعارض بعضها- أكتبها لجلاء الحقيقة و ليسود العدل الذى حين ننوله نكون حققنا أهم أهداف الثورة
اتصلت بى الزميلة العزيزة دكتورة أمانى صادق عضو جمعية اطباء التحرير الساعة الواحدة و 11 دقيقة و كنت وقتها فى ميدان التحرير و طلبت منى التوجه على الفور لمشرحة زينهم لأنهم يريدون طبيبا مستقلا لحضور تشريح الضحية عصام عطا الذى حاكموه محاكمة عسكرية و مات فى ظروف غامضة أثناء مجهود الجميع فى الطعن على هذه المحاكمة الظالمة
توجهت إلى هناك على الفور و وصلت لباب المشرحة فى الواحدة و 25 دقيقة و كلمت الناشط مالك مصطفى فى الواحدة و 27 دقيقة و دخلت البوابة و قدمت كارنيه نقابة الأطباء و طلبت حضور التشريح كمستقل
عاودت الاتصال بالدكتورة أمانى صادق و اتفقنا على أنه من الأفضل وجود اثنين من الأطباء و بدأت فى البحث عن من يحمل معى هذه الأمانة و كتبت مكانى فى صفحة يدخلها زملائى الأطباء
كلمت الدكتورة ماجدة أستاذة الطب الشرعى لأتمكن من الإلمام بأساسيات ما أحتاجه لهذه المهمة الثقيلة و ما يمكن مشاهدته لبيان تعرض عصام لبعض أنواع التعذيب و بالمناسبة أفادت أن الطب الشرعى قد لا يجزم بتعرضه لكثير من أنواع التعذيب خاصة موضوع الخراطيم و خلافه
اتصل بى الدكتور أحمد صيام الساعة واحدة و سبعة و خمسين دقيقة و أخبرته أنى فى مشرحة زينهم فقال لى أنه قادم ليساعد فى ما يقدر عليه لأخذ حق هذا الضحية فى قضية من قضايا كثيرة للداخلية و مصلحة السجون فيها كل الخطايا
قابلت محامى كان مع الضحية و قرأنا قرار النيابة الذى يطالب بعينة عشوائية من الأمعاء لبيان تعاطيه المخدرات و اتفقنا على عدم كفاية الطلبات و ضرورة التشريح الكامل الذى قد يأتى بجديد و قد لا يجزم بتعذيب الشاب كما وضحت لى الدكتورة ماجدة أستاذة الطب الشرعى
وصل الدكتور أحمد صيام فى الساعة الثانية و أربعين دقيقة و بعد أقل من خمس دقائق نادى عامل المشرحة على طبيب حقوق الإنسان و كان يقصدنى و على قريب من الدرجة الأولى للمتوفى
تقدمنا أنا و صيام و قريب المتوفى الذى قال أنه مش قادر يدخل عشان هايب الموقف و ده شىء طبيعى فقلنا لهم أدخل انا و الدكتور صيام كأطباء فوافقوا و طلع أحمد صيام كارنيه نقابة الأطباء و العامل بيقوله مالهاش لازمة يا دكتور فقاله ازاى ده حقك و لازم تتأكد انى طبيب
دخلنا الساعة 2 و 45 دقيقة و قلنا للأطباء أنا دخلنا لنحميهم من أى ضغوط قد تمارس عليهم لمنع جلاء الحقيقة أكدت لنا الدكتورة سعاد انها صعيدية و مفيش ضغوط ممكن تتحط عليها و دخلتنا لنسجل أى إصابات خارجية
وجدنا آثار بداية تشريح - قطع تشريحى لفروة الرأس و قطع تشريحى فى مقدمة الجبهة - و قطع فى الصدر أخبرونا أنه مكان ما يشبه الوحمة ليروا امتدادها و أنهم أوقفوا التشريح لحين وصول الدكتورة سعاد و لحين وصول أطباء مستقلين و اتفقنا على ضرورة عمل تشريح كامل للجثة لجلاء الحقيقة
لم نجد آثار تعذيب خارجى بالعين المجردة لم نجد إصابات تظهر للعين المجردة فى فتحة الشرج و جدنا جرحا فى الجانب الأيسر
كان طبيب التشريح يصور كل المشاهدات بالكاميرا
و احنا جوة المشرحة العامل بلغ الدكتورة سعاد بوجود نقيب على باب المشرحة يطلب الدخول و سمحت بدخوله
أكيد دخل.. أنا ما شفتوش فى غرفة التشريح مع ملاحظة وجود غرف كثيرة داخل مبنى المشرحة غير غرفة التشريح
و عندها طلبوا منا مغادرة المشرحة و نرجع بعد انتهائهم من التشريح و إزاء إصرارنا على حضور التشريح قالوا لنا ممكن واحد يفضل فاخترت الدكتور صيام لكونه دكتور جراحة و أنا دكتور اشعة و سيكون أكثر قدرة على متابعة ما يحدث و فى نفس الوقت و أنا فى الخارج لو لمّح لى صيام بأى تجاوز سأكون قادرا على فضحه لحظتها
دى كانت اسباب خروجى تركت المشرحة فى الثالثة و الربع
بعد خروجى تعرفت على الدكتورة عايدة سيف الدولة و هى أستاذة امراض نفسية فى جامعة عين شمس و كانت ترغب فى الدخول و متشككة من حيادية المشرحة لسابق تعرضنا للكثير من الظلم فى الماضى و نحتاج الكثير لنزيل هذا
ده غير الكثير من الحاجات اللى هى شايفاها لازم تتعمل و فعلا ممكن تضيف فبالطبع مشارحنا غير مجهزة و الطب الشرعى فى مصر زى غيره من تخصصات الطب فى ركود و يحتاج ميزانية ترتقى بصحة الناس و هما عايشين و تنصفهم لما يموتوا
حاولت الدكتورة عايدة الدخول و لم يستجيبوا لها-جاء احمد صيام الى الشباك ليهدئ من الناس لحرصه على إتمام التشريح فى الداخل و طلبنا منه يقول لهم عايزين ندخل الدكتورة عايدة و قال هاحاول و جاء مرة أخرى ليؤكد رفضهم و صعوبة فتح المشرحة تانى و عشان يهدى الناس و عشان ياخد الكاميرا بتاعتى يصوروا بيها بعد ما خلصت ذاكرة الكاميرا اللى جوة بس ما استخدموهاش و فضلوا يصوروا بالموبايل الخاص بدكتور الطب الشرعى
طلبت من صيام يحاول تانى يدخل الدكتورة عايدة و هنروح فى المدخل الجانبى عشان يفتحوا للدكتورة عايدة
انتظرنا و رفضوا يفتحوا وقالوا هندخل كل من له حيثية بعد التشريح و قبل ما نقفل أى حاجة أخبرنى صيام بذلك
كنت باكلمه عشان اتابع كل خمس دقايق كلمته أكثر من عشر مرات و خليت الدكتورة عايدة تكلمه و تديله كل الملاحظات اللى فى دماغها و فى مرة منهم قال لى هاوضح لك اللى شفته بعد ما اخرج و يبدو أنه كان يقصد الجسم الغريب و بعدها بدأت تظهر عصبية من حوله و انا باكلمه و تعالى صوتهم يطالبونه بانهاء المكالمات دلوقتى
و تصاعد بين الوقت و الآخر التخبيط لرغبة بعض الأهل و رغبة الدكتورة عايدة الدخول للاطمئنان على ما يجرى و للتأكد من عدم وجود أى تدليس أو إخفاء جريمة
عايز اوضح الجو العام اللى كان سائد و فى ظل هذا الغموض بالفعل انفعلت و قلت يا ريتنى كنت ما اتزحزحتش من جوة و انا غلطان انى خرجت و ده لأن إحساس اللى جوة غير اللى برة تماما و بعدين كل قرار له مميزاته و عيوبه و ما حدش كان يتوقع تطور الأحداث كل ما كنت أتوقعه أن لا يجدوا آثارا واضحة زى ما فهمتنى الدكتورة ماجدة و تبقى شهادات الشهود و معها الفحص الميكروسكوبى و التحاليل اللى بتتعمل فى يوم آخر
انفعلت فعلا لأنى كل همى كشف الحقائق و الوقوف ضد كل الممارسات الخاطئة و الغموض الذى يحيط بالسجون و بممارسات الداخلية
فى الساعة 4 و 35 دقيقة طلب منى صيام أن أقول للدكتورة عايدة تيجى عند الباب لتشاركه فى المشاهدات و فعلا نادى العامل على أبو الضحية و دخل هو و خال الضحية و المحامى و الدكتورة عايدة فى الخامسة الا ربع
بعد ربع ساعة فى تمام الخامسة تعالى صوت الدكتورة عايدة من داخل المشرحة بأن هؤلاء مش راضيين يخرجوها و جرينا ع الباب و رزعناه و مالك خبط جامد لغاية ما قدرنا نخرجها و هو تصرف مش مفهوم من اللى كانوا جوة المشرحة
الدكتورة عايدة خدتنا على جنب و ذكرت ما شاهدته و قالت انها مش عايزة تقوله بشكل أوسع عشان لا تثير أهل عصام و تكلمت عن القصور الرهيب فى غرفة التشريح و هو قصور فى كل الطب فى مصر بس طبعا الأهم يوفروا الميزانية للداخلية عشان تعرف تعذب اخواتنا و تحمى النظام و تفترى علينا
أسرع أهل عصام بعمل تصريح الدفن و أخرجوا الجثة لنسير بالنعش فى موكب مهيب حتى ميدان التحرير نشيع ضحية جديدة من شبابنا
كلنا فى وضع شك و نطالب باستكمال الفحوصات و إجابات جازمة عن سبب الوفاة و لا يكفى وجود آثار سموم بالدم للجزم بسبب الوفاة
هل بلع الجسم الغريب و ده ممكن اثباته او نفيه باستخدام دى ان ايه
لا نستطيع الجزم ان كان بلعها بمزاجه أو أرغم على ذلك بأى طرق الإرهاب
و حدث كثيرا و انا على علم شخصيا بحدوث ذلك سابقا بإجبار البعض بوسائل تهديد على بلع أى مادة ليتخلصوا من الضحية و ليخفوا ما يريدون إخفاءه
دى كلها تساؤلات تحتاج إجابات جازمة
طبعا أعود إلى سؤال سابوه يموت ليه؟ لو كان حصل تسمم فعلاجه ممكن انما طبعا هناك تخاذل طبى و عدم عدل بين المساجين فى الرعاية لأن عندنا مساجين خمس نجوم وحدهم يستحقون الاهتمام تماما زى عدم العدل بين كل المصريين فى بلد قامت فيها ثورة بس للأسف لسة ما تحققتش العدالة
عصام عطا حلقة فى سلسلة تجاوزات متكررة للداخلية بحق المصريين المساجين فى سجون الداخلية خلف أسوارها أو فى سجونها فى بلد ما زالت سجنا كبيرا
سلسلة جرائم تبدأ من الإهمال الطبى الجسيم و تصل إلى القتل العمد اللى كان آخرهم الشهيد معتز مرورا بالخطف و التعذيب و كل أنواع التجاوزات التى حدث منها الكثير و اخشى أنها لن تكون الأخيرة فى جهاز اعتاد على التجاوزات و يحتاج التطهير و الشفافية و مزيد من الرقابة
هذه شهادتى المفصلة لوجه الله أضعها بعد أن طلبوها منى بالأمس لتضاف لباقى الشهادات لتكملها و لا تناقضها و لنكمل مسيرتنا معا حتى نحرر بلدنا
محمد ماجد الصمدى

مشاركة مميزة