kolonagaza7
بقلم: عمر البهلولمع بدء خروج القوات الأمريكية من العراق في مؤشر على نهاية الغزو الأمريكي للعراق، الذي تطرح حوله العديد من التساؤلات، عن من يتحمل مسؤولية هذا الغزو الباطل..؟؟ ومن سوق الأسباب الواهية وخدع العالم بالقول أن العراق يمتك الأسلحة النووية.؟؟ وعن الجرائم التي قام بها الجيش الأمريكي في العراق والموثقة بالصوت والصورة وبل بإعتراف الجنود الأمريكيين أنفسهم، المهم الآن أن الحرب إنتهت، وهناك مؤشرات سلبية تنذر بعودة الإحتقان الطائفي من جديد، ومحاولة الإستفراد بالسلطة من بعض القوى التي وجدت في عهد الإحتلال، وعاشت وتربت على فتات الإحتلال أيضا، مثل قائمة نوري المالكي والهاشمي والقائمة تطول،الإتهامات الموجهة ضد الهاشمي من قبل القضاء العراقي المسيس والفاسد حتى النخاع، تنيئ ببدء الصراعات الداخلية عبر إستعمال مختلف الوسائل، فمن الإغتيالات والتفجيرات التي قوضت الأمن في الدولة العراقية، وحولت هذا البلد الى كومة من الخراب، واليوم وصل الأمر الى إستعمال القضاء كسلاح في هذه المواجهة، ولأن الهاشمي جزء لايتجزء من السلطة في العراق فهو يعرف جيدا حقيقة القضاء وعدم نزاهته، لذلك طلب نقل قضيته الى كردستان العراق طمعا في مساعدة الساسة الأكراد في المحكمة كما ساعدوه في السفر، عندما أقول هذا الكلام لست أدافع على طرف دون الأخر، لأن الجميع فاسد بدون إستثناء، حتى المالكي الذي يتشدق بالعدالة ونزاهة القضاء وأصبح يتكلم وكأنه رجل متضلع في القانون، يسرد على الناس حقيقة الوضع، وأن الأمر بسيط لا يستدعي حضور الجامعة العربية أو ممثلين عن الأمم المتحدة، ونسي نفسه وتناسى الجرائم التي قام بها، من إعتقال للناس في سجون سرية تحت الأرض كان هو المسؤول المباشر عنها، وعن العصابات المسلحة التي ترافقه وتسهر على حمايته، والتي تأتمر بأمره وتعتقل وتقتل وتغتال دون تنسيق مع وزارة الداخلية أو القوى الأمنية الأخرى مايؤكد أنه لا يوجد في العراق مسؤول نزيه يمكن التعويل عليه، وهنا نتسائل، هل يستطيع القضاء العراقي محاسبة المالكي أو إستدعائه للإستجواب مثلا..؟؟ لا يمكن ذلك فالرجل الذي إغتصب السلطة من الحزب الفائز في الإنتخابات، وفرض نفسه رئيسا للوزراء بحد السيف يمكن أن يفعل أي شيئ دون أي محاسبة تذكر،الهاشمي اليوم يدفع الثمن غاليا عن كل التصرفات التي كان يقوم ويدفع ضريبة المواقف الداعمة للإحتلال وتخليه عن المبادئ التي كان يتشدق بها ليلا نهارا، إنه الزمن يتقلب, لقد كان الرجل يعتقد أن التماشي مع الخط الإستسلامي والمهادن للإحتلال سيوصله الى بر الأمان، وسيجنبه الإعتقال أو القتل، وفعلا أصبح الهاشمي من الرؤوس الكبيرة التي كان يعول عليها الإحتلال في إستمالة أهل السنة وتجميل صورة الإحتلال ودفع الشبهات عنه، أما الآن وقد خرج الإحتلال وذهب عنه الغطاء الذي كان يحميه هو وغيره، فقد أصبح فريسة سهلة بيد المالكي،الهاشمي نجح في تعامله مع الإحتلال وكان مجدا في تسفيه المقاومة العراقية ووصفها بأبشع الأوصاف، ولكنه فشل في تشكيل قوة تحميه من أعداء اليوم أصدقاء الأمس، وفشل في التغلغل داخل المؤسسات العراقية الفاعلة، ماجعله هدفا مكشوفا للجميع، أما مطالبته بحضور ممثلين عن الجامعة والأمم المتحدة فجائت لعلمه المسبق بأن المثول أمام القضاء لن يكون إلا بابا مفتوحا وخطوة أولى تقوده الى حبل المشنقة كما حصل مع سياسيين غيره، لأن الأدلة موجودة ومعدة مسبقا والشهود موجودين ولو من وراء حجاب، وهكذا إكتمل المشهد ولم يعد ينقص إلا حضور الهاشمي حتى يعطي إشارة البدء..!! هذا مصير كل من تعامل مع الإحتلال، وحتى المالكي الذي يسعى لتصفيه خصومه واحدا تلوى الأخر، وقرر أن يبدء بالطرف الأضعف وهو الهاشمي، وغض بصره عن التيار الصدري وجرائم ميليشيات المهدي التابعة لهذا التيار، والتي قتلت أهل السنة وخربت ديارهم، لم تجد من يحاسبها لأنها مسلحة وهذا سيكلف المالكي غاليا، لذلك يمكن للمالكي التفاهم حبيا مع التيار الصدري فيما بعد،المالكي لن يكون هو الأخر بعيدا عن المحاسبة إن شاء الله، وعسى أن يخرج من بين العراقيين سياسيون شرفاء، يتمتعون بكل عوامل القوة التي تعينهم على محاسبة الفاسدين واحدا تلو الأخر محاسبة عادلة أمام قضاء نزيه، حفظ الله العراق وشعب العراق