السبت، 31 ديسمبر 2011

عام استرجاع المبدعين



kolonagaza7

بقلم/ توفيق أبو شومر
وقعتُ في حيرة وأنا أبحثُ عم موضوعٍ يستحق أن يكون عنوانا لعامٍ عربي جديد، فهل أسميه ربيعا عربيا، وفق التسمية المشهورة؟ أم أنه عام الثورات على القمع الديكتاتوري؟ أم هو عام الصحوة العربية من سُباتٍ عميق طال أمدُهُ؟!!
ولعلي لا أبالغ إذا قُلتُ إنني اهتديتُ أخيرا إلى وضع عنوانٍ جديد ملائمٍ للعام القادم، وهو أن نجعل العام القادم مكرسا لاستعادة عقولنا العربية المهاجرة، وكفاءاتنا المشردة من القمع والظلم والاضطهاد.
أنا أعرف بأن لهذا العنوان مستحقاتٍ كثيرة يجب أن تتوفر أولا، قبل الشروع في المهمة، ولكنني سأظل أطمح إلى أن نُعيدَ لوطننا مجدَه الغابر، ولا يمكننا أن نشرع في التنفيذ، بدون أن نضع الأسس المطلوبة والعاجلة للحد من تهجير العقول.
فعلينا أولا أن نوقف نزف العقول في العالم العربي،حتى نكافح مرض أنيميا الثقافة والفكر والإبداع، وأن نُوقفَ تهريب العقول إلى الخارج، ثم أن نقوم ثانيا بتأسيس البنية الرئيسة للديمقراطية والحريات، وهو الآن مطلبُ كلِّ الشعوبِ العربية، وثالثا أن نسعى لاستقطاب الكفاءات في كل أنحاء العالم.
ولا بأس في أن نقبس من نُتفِ الأخبار التي نقرؤها من إسرائيل، والتي وضعتْ برنامجا مكثَّفَاً لاستعادة الكفاءات اليهودية من الخارج،علما بأن إسرائيل واظبتْ طوال أكثر من ستة عقود على اجتذاب الكفاءات من كل أنحاء العالم، واعتبرتْ اجتذاب العقول هدفا رئيسا لإسرائيل.
"فقد عُقد في القدس يوم 25/12/2011 مؤتمرٌ ضم مجموعات من العلماء والباحثين الإسرائيليين القاطنين خارج إسرائيل، ممن ولدوا في الخارج أو هاجروا من إسرائيل، وعُقد المؤتمر برعاية أكاديمية العلوم وممثلي الجامعات والمعاهد، لهدف استعادة العقول المهاجرة.
ونشرتْ أكاديمية العلوم الإحصاء التالي:
هناك 2061 عالما وباحثا سجلوا رغبتهم في العودة لإسرائيل، منهم 1505 يحملون درجة الدكتوراه، 447 مرشحون للدكتوراه، و101 يحملون درجة الماجستير، ومعظمهم يسكنون أمريكا، ويسكن بريطانيا 1370 مرشحا للعودة.
وأشار الخبر إلى أن هناك ميزاتٍ ستُمنح لهم فور عودتهم إلى إسرائيل، ومن هذه الميزات؛ أن مكاتبهم ومؤسساتهم وجمعياتهم ستعفى من الضرائب، كما أن موظفيهم سيتلقون رواتب بعشرات آلاف الشواقل في السنة الأولى والثانية من عودتهم لبلادهم، من خزينة الدولة "(صحيفة يديعوت 26/12/2011 )
أمنيات في العام الجديد
أن يعود مشردونا من ذوي الكفاءات إلى أوطانهم بدون أن يصابوا بذعر استدعاءات واعتقالات رجال المخابرات وحراس أمن الرؤساء العرب، وحاشيتهم ومقربيهم.
أن يرجع إخوتنا وأبناؤنا الأكْفاء المطرودون من أوطانهم العربية، ليستمتعوا ليس بجو أوطانهم الجغرافية، ولا بأجوائهم الاجتماعية فقط، بل بأجوائها الجديدة المشحونة بعبق الحريات والأمنيات التي ستتحول إلى إنجازاتٍ عملية!
أن يتحقق حلمنا بأن نجتذب يوما إلى أوطاننا الكفاءات العالمية، لنُغيِّرَ المفهوم السائد، وهو أن أوطان العرب هي البلاد التي يُهاجر منها، لا إليها!
أتمنى أخير أن يتحقق حُلمنا في أن تسود بيننا روحُ التسامحِ، فلا فرق بين عِرقٍ وعِرق، ولا بين فصيل وفصيل، ولا بين دينٍ ودين، ولا بين مِلةٍ وملة أخرى، ويُصبح قبولُ الآخرين جينةً عربيةً أصيلة، وليس شعارا فارغا من المضمون!!

مشاركة مميزة