السبت، 31 ديسمبر 2011

هذه المَرَّة الحسابات ستكون مُرة



kolonagaza7

بقلم : مصطفى منيغ
صراخ العقلاء منزه عن الضوضاء، وما يتفجر عن الصدور بعد غليان الخواطر المشحونة بما حصل ولا زال ، إنما تعبير صادق على رفض الواقع المصطنع بأكثر من حيلة مَرَدُّها البدء من الصفر للمرة السابعة لغرض غير مخفي على مخيخ هذا الجيل من مغاربة ما بعد الاستقلال مباشرة . ما يطفو على السطح لا ولن يؤثر في مسار السياسة النائية بهذا البلد عما تتطلبه سُنَّة التغيير من شروط أولها كآخرها إصلاح لا مفر منه ، وترك مطلق لمناورات المستغلين خلف الستائر تحسبا لكل طارئ محتمل ، وتصريف أمور الشأن العام وفق مبدإ استمرارية الدولة بمفهوم ملاحقة التطور الحقيقي بعقول نيرة .. متعلمة.. مدركة.. عالمة .. متخصصة في كل المجالات(بنجاح مقوماتها وما تقدمه من خدمات إنسانية عامة ) مؤشر تقدم وازدهار أي دولة عبر المعمور.
.. هناك إتجاه من بين أخرى، يسعى جهده في تكريس تجربة أخرى من بين تجارب يتكرر بها فاعل اجتهاد حراس دائرة الصفر حتى لا تنقلب بكثرة الدوران مع الفراغ إلى مستطيل ينفلت من إحدى زواياه الأربع بصيص من أمل التحرر من الشكل والمضمون والولوج لعالم الأرقام الصحيحة الضرورية لحماية وراحة وتطلعات هذا البلد وما يخزنه من طاقات على مختلف المستويات ، ولن تفلح هذه الجهة مهما أخذها نشوة الاندفاع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه حسب تصورها غير الدقيق ، إذ مع الأيام تتحول النشوة إلى كابوس يقصي النعاس من جفون ألفت التمتع بلذة الثرثرة ولا شيئا غيرها كحل ترى .
... هناك ذاك ... ومَنْ يقابله أقوى ... ومن غيره سوى الشعب المغربي العظيم بصبره وشيوع تجلده بين الأمصار ، من يقضي بلا هوادة على كل صنوف المنكر .
... الشعب قادر على منح فسحة من الزمان ، قبل تعليق الميزان ، ليحل على كفتيه ، المنادين بالقصاص وتنفيذ قوانين حقوق الإنسان ، في الهواء الطلق إذ لا مكاتب مغلقة أو مفتوحة تستوعب جموع الشعب الهادر ، المجسمة فيها إرادة مد وجزر بما تريد وكيفما تريد .
... انطلاقا من هذه الإشارة الواضحة المعالم والخلفيات ثمة إعلان أكيد أن تجربة مضافة في الفشل لسابقاتها لت تعمر أطول من أي محاولة لتكريسها حلا هلاميا لا يقوى على حمل برامجه بالأحرى الوقوف في وجه سيل جارف لن يرحم هذه المرة توقيفه بنفس البداية من نفس الصفر.
... مهما تفلسف المتفلسفون ، ومهما تناقلت مرئيات فضاء(تجهل عمق المغرب ولا تتجاهله) ما تسميها تحليلات سياسية تمحورها حسب خطها التحريري ، لن يجدي الفاعل شيئا ، إذ الشارع المغربي أنضج مما يتصوره القابعون في مكاتب مكيفة الهواء تتناقل داخلها أوراق محملة بأخبار استباقية مغلوطة ، الشارع المغربي يتجول فيه مَنْ صراخهم إذا علا سيكون صراخ عقلاء منزهين عن إثارة الضوضاء ، يعول عليه في وضع النقط على الحروف لتزدحم بإرادة من لا يخشون في الحق لا قنابل مسيلة للدموع ، وسياط بين يدي يفكر أصحابه في صروف الدهر ووخز الجوع ، لذا هي نصيحة تدغدغ ألباب المتحدثين وكأن المستمعين إليهم (على قلتهم) مجرد خرفان في مزرعة يتداول التصرف في خيراتها فلان بعد فلان ، أن هذه المَرَّة .. الحسابات ستكون مُرَّة ، ولا تجربة بعد الآن تنفع إن كانت كسابقاتها قائمة على فريق يَتَرَفَّع .. وآخر يَتَمَنَّع .. وآخر اشترى وباع .. وآخر كالثري إذا جاع فيزدرد دون تركيز ما إليه رجع وبه لا يقنع .. وآخر كل صباح يختار لوجهه أغرب قناع .
مصطفى منيغ

مشاركة مميزة