kolonagaza7
بقلم د.يوسف الحاضري
- كنا إلى ما قبل أحداث عام 2011م نقول كلاما كثيرا عن الفارق الهش بين عامي 48 و67 من القرن الماضي وأن الثاني جاء مكملا للأول أو بالأصح امتدادا له ,,, وخلال فترة ما بين 67 و2011م أستطاع لحد ما العالم العربي أن يحافظ على كيانه الجغرافي أمام التوسع الصهيوني رغم كل التوسعات التي كانت للكيان في المجالات الأخرى وأهمها الاقتصادي مع العالم العربي ,,, وأصبح 48 ومازال سنة النكسة العربية والتي فيها تم اغتصاب أرض عربية مقدسة لم نستطع أن نعمل حيالها شيء إلا الصياح والنياح والبكاء والتباكي وإطلاق التصريحات والتنديدات في الصباح والضحك والتواصل معهم والتهاني والتقاط الصور التذكارية في المساء وهكذا أستمرينا في حالة غياب وسبات روي وعقلي ووطني وقومي وديني لا مثيل له مستسلمين لأمر مفاده بأننا (( وصلنا إلى أحط مرحلة من مراحلنا الحياتية وما بعد هذا الانحطاط إلا النهوض )) كوننا شعوب تقرأ التاريخ وتنقاد خلفه وتمتع نفسها بأن التاريخ يعيد نفسه منتظره من هذا التاريخ أن يعيد نفسه كما أعاد نفسه في عهود عده أهمها عهد صلاح الدين والظاهر بيبرس بل أن الأمر وصل ببعضهم أن ينتظر خروج المهدي المنتظر ونزول نبي الله عيسى عليه السلام ليخلصنا ويعيد مجدنا وينفخ الحياة في أجسادنا الميتة كما كان يحييها بنفخة (بإذن الله) ,,, وخلال مدة ما بين 1948 ويمنا هذا ونحن واضعين أيدينا على خدودنا ننظر إلى غروب الشمس منتظر متى يشرق بعدها مجد انتظرناه ونحن في غيابت الجب نائمون كسالى متواكلين ,,, غير أن هناك من قرأ تاريخنا أفضل مما قرأناه نحن بل أنه درس منهاجنا الديني من قرآن وسنة نبوية وأحداث وسيرة وغيرها وصدقها أكثر مما صدقناها نحن وعمل بمقتضاها وفقا لما تقتضيه مصلحته ورؤيته وتوجهه وفكره ,,, وسار على هذا الأمر حتى أوصل العرب إلى مرحلة أكثر انحطاطا مما كنا عليه خلال الفترة ما بين العامين المذكورين ,,, ففي 48 ورغم أن الأرض اغتصبت غير أن هناك أراضي عربية كثيرة في تلك الفترة تحررت وسعت للتحرر من الغزو الأوربي والأجنبي ,,, وفي تلك الفترة تم احتلال أرض فلسطين ومن خلال إحلال اليهود مكان المغتصب الأوروبي والذي كان في أوج ازدهاره وكانوا ينادوا العرب ليوافقوا على هذا الاحتلال والتقسيم وكنا نرفض رفضا تام رغم حالتنا المأساوية والانحطاط الدنيوي في تلك الحقبة ,,,وفي تلك الفترة كان الحال المأسوي من الجهل والتخلف والظلال عذرا شرعيا لتخبطنا ذات اليمين وذات الشمال دون أن نعيي ما يحاك ضدنا ,,, ومرت السنون ونحن منتظرون الفرج يأتي من هنا أو هناك دون أن نسعى بأن يأتي الفرج من بين أيدينا وأرجلنا وذاتنا كوننا أصبحنا أمة متواكلة على الغير في كل شيء سواء كان هذا الشيء اقتصاديا أو اجتماعيا أو ثقافيا أو جغرافيا أو غير ذلك ,,, حتى جاء 1967م وفيها توسع الصهاينة شمالا وجنوبا شرقا وغربا ولكنها قوبلت بعد سنين بمقاومة شعبية وتم إخراجها من بعض الأراضي العربية وبقت لليوم في بعضها ,,, فتأكدت الصهيونية العالمية وحلفائها من دول الغرب بأن الاحتلال الميداني لهذه الأراضي ليست ذات جدوى وبأنها جميعا ستبوء بالفشل والكفاح الشعبي والمقاومة وغير ذلك وأخذوا الدروس والعبر من الماضي والحاضر خاصة في أفغانستان والعراق ,,, فأعدوا العدة القصوى ل2011م وأطلقوا عليه مسمى يعجب العرب المغفلين (ربيع عربي) ويا له من مسمى رائع يبعث في نفوس العرب الجهلاء الراحة والطمأنينة ويعطيهم جرعه هواء يتنشقونه فرحين مستبشرين ومسرورين,,, فأقحمت الدول العربية في صراعات شرسة وطاحنة بين العرب والعرب بل أنه أصبح بين الوطن الواحد وأبناء الوطن الواحد ووصل الأمر بين أبناء البيت الواحد والجيران في ظل ما يسمى "ربيع عربي" وكان من ثمار هذا الربيع العربي في 2011م أنه عكس كل قوانين البشر على مر التاريخ من حيث النزعة الفطرية البشرية لطرد كل مستعمر غربي خارجي لأراضيها بيد أن هذا الربيع جاء ليطالب هؤلاء باحتلاله واحتلال أراضيه واغتصاب كل شيء فيه وهذا الذي حصل في بلدان عده ك(ليبيا) ومطالبتهم لنسخ التجربة في(سوريا) و ( اليمن) وبقية البلدان ,,, عوضا عن أن القتلى في هذا الربيع المزهر تعدى بعشرات الأضعاف عدد القتلى في 48م والفارق بين هذا وذاك أن هؤلاء قتلوا بيد بعضهم البعض وهؤلاك على أيدي المحتلين الغزاة والفرق واضح في الجانب الديني!!! أحداث 48 أخرجت للناس علماء ربانيون يدعون ويبتهلون لله لكي ينصر أبناء الوطن العربي والإسلامي على أعدائهم وكل محتل بغيض وربيعنا العربي لعام 2011 أخرج لنا علماء بفقه ثوري يدعو للغرب بأن يستبيحوا الأرض والإنسان العربي حتى لو وصل الحال لاغتصاب كل ما هو محرم ومنهي عنه !!! أحداث 48 لم نخسر إلا بقعة جغرافية محددة وأحداث وعوضا عنها تماسك أبناء الوطن العربي من المحيط إلى الخليج واتحدت أفكاره وأهدافه ورؤاه ضد عدو واحد هو العدو الصهيوني أما أحداث هذا الربيع العربي فقد خسرنا كل بقعة جغرافية في أرض العرب حتى لو لم نر الصهاينة يتجولون في أزقتها فقد احتلونا أيما احتلال وهم من يسيرون أمورنا سواء بإعلامهم أو باقتصادهم أو بمغرياتهم أو بشعارات ماسونية مستوحاة من كلمات ثلاث (الحرية – العدالة – المساواة) وأيضا تشتت أفكارنا ورؤانا وأهدافنا واتجاهنا وتحولت وجهتنا العدائية من عداء الصهاينة إلى عداء أنفسنا لبعضنا البعض وعداء ولاة أمورنا ووضعهم ضمن قائمة العدو الأول والأوحد وانتقلنا من الضحك على اليهود بأن الله وصفهم بأنهم يخربون أوطانهم بأيديهم إلى واقع معاش بأننا نحن أنفسنا نخرب ونهدم كل جميل في وطننا (حتى وإن كان قليل) بإرادتنا وتحت شعار (الحرية) ,,,, بعد 48 تعربنا وأصبحنا عروبة أوقى وأشد وفي 2011 تغربنا وأصبحنا مفتخرين بالفكر الغربي والرؤية ونتمنى أن ترضى عنا اليهود والنصارى وأزلامهم ,,, هذه مفارقات عجيبة وغريبة حصلت في 2011 لتبين لنا جميعا بأن 48 كان أرحم علينا مما نحن فيه الآن بل أن الخوف كل الخوف أن يأتي 2012 بما هو أشد وأنكى على العرب والعروبة والإسلام حيث ونحن أصبحنا اسم ومملكة في غير موضعها وأجساد بلا عقول وكما قال أحدهم (( أجساد البغال وأحلام العصافير)) ,,, فيا ترى أيهما أرحم بنا 1948 أم 2011م ومن منهم كان نكاية وخراب ودمار أشد على الأمتين العربية والإسلامية !!!!
- كنا إلى ما قبل أحداث عام 2011م نقول كلاما كثيرا عن الفارق الهش بين عامي 48 و67 من القرن الماضي وأن الثاني جاء مكملا للأول أو بالأصح امتدادا له ,,, وخلال فترة ما بين 67 و2011م أستطاع لحد ما العالم العربي أن يحافظ على كيانه الجغرافي أمام التوسع الصهيوني رغم كل التوسعات التي كانت للكيان في المجالات الأخرى وأهمها الاقتصادي مع العالم العربي ,,, وأصبح 48 ومازال سنة النكسة العربية والتي فيها تم اغتصاب أرض عربية مقدسة لم نستطع أن نعمل حيالها شيء إلا الصياح والنياح والبكاء والتباكي وإطلاق التصريحات والتنديدات في الصباح والضحك والتواصل معهم والتهاني والتقاط الصور التذكارية في المساء وهكذا أستمرينا في حالة غياب وسبات روي وعقلي ووطني وقومي وديني لا مثيل له مستسلمين لأمر مفاده بأننا (( وصلنا إلى أحط مرحلة من مراحلنا الحياتية وما بعد هذا الانحطاط إلا النهوض )) كوننا شعوب تقرأ التاريخ وتنقاد خلفه وتمتع نفسها بأن التاريخ يعيد نفسه منتظره من هذا التاريخ أن يعيد نفسه كما أعاد نفسه في عهود عده أهمها عهد صلاح الدين والظاهر بيبرس بل أن الأمر وصل ببعضهم أن ينتظر خروج المهدي المنتظر ونزول نبي الله عيسى عليه السلام ليخلصنا ويعيد مجدنا وينفخ الحياة في أجسادنا الميتة كما كان يحييها بنفخة (بإذن الله) ,,, وخلال مدة ما بين 1948 ويمنا هذا ونحن واضعين أيدينا على خدودنا ننظر إلى غروب الشمس منتظر متى يشرق بعدها مجد انتظرناه ونحن في غيابت الجب نائمون كسالى متواكلين ,,, غير أن هناك من قرأ تاريخنا أفضل مما قرأناه نحن بل أنه درس منهاجنا الديني من قرآن وسنة نبوية وأحداث وسيرة وغيرها وصدقها أكثر مما صدقناها نحن وعمل بمقتضاها وفقا لما تقتضيه مصلحته ورؤيته وتوجهه وفكره ,,, وسار على هذا الأمر حتى أوصل العرب إلى مرحلة أكثر انحطاطا مما كنا عليه خلال الفترة ما بين العامين المذكورين ,,, ففي 48 ورغم أن الأرض اغتصبت غير أن هناك أراضي عربية كثيرة في تلك الفترة تحررت وسعت للتحرر من الغزو الأوربي والأجنبي ,,, وفي تلك الفترة تم احتلال أرض فلسطين ومن خلال إحلال اليهود مكان المغتصب الأوروبي والذي كان في أوج ازدهاره وكانوا ينادوا العرب ليوافقوا على هذا الاحتلال والتقسيم وكنا نرفض رفضا تام رغم حالتنا المأساوية والانحطاط الدنيوي في تلك الحقبة ,,,وفي تلك الفترة كان الحال المأسوي من الجهل والتخلف والظلال عذرا شرعيا لتخبطنا ذات اليمين وذات الشمال دون أن نعيي ما يحاك ضدنا ,,, ومرت السنون ونحن منتظرون الفرج يأتي من هنا أو هناك دون أن نسعى بأن يأتي الفرج من بين أيدينا وأرجلنا وذاتنا كوننا أصبحنا أمة متواكلة على الغير في كل شيء سواء كان هذا الشيء اقتصاديا أو اجتماعيا أو ثقافيا أو جغرافيا أو غير ذلك ,,, حتى جاء 1967م وفيها توسع الصهاينة شمالا وجنوبا شرقا وغربا ولكنها قوبلت بعد سنين بمقاومة شعبية وتم إخراجها من بعض الأراضي العربية وبقت لليوم في بعضها ,,, فتأكدت الصهيونية العالمية وحلفائها من دول الغرب بأن الاحتلال الميداني لهذه الأراضي ليست ذات جدوى وبأنها جميعا ستبوء بالفشل والكفاح الشعبي والمقاومة وغير ذلك وأخذوا الدروس والعبر من الماضي والحاضر خاصة في أفغانستان والعراق ,,, فأعدوا العدة القصوى ل2011م وأطلقوا عليه مسمى يعجب العرب المغفلين (ربيع عربي) ويا له من مسمى رائع يبعث في نفوس العرب الجهلاء الراحة والطمأنينة ويعطيهم جرعه هواء يتنشقونه فرحين مستبشرين ومسرورين,,, فأقحمت الدول العربية في صراعات شرسة وطاحنة بين العرب والعرب بل أنه أصبح بين الوطن الواحد وأبناء الوطن الواحد ووصل الأمر بين أبناء البيت الواحد والجيران في ظل ما يسمى "ربيع عربي" وكان من ثمار هذا الربيع العربي في 2011م أنه عكس كل قوانين البشر على مر التاريخ من حيث النزعة الفطرية البشرية لطرد كل مستعمر غربي خارجي لأراضيها بيد أن هذا الربيع جاء ليطالب هؤلاء باحتلاله واحتلال أراضيه واغتصاب كل شيء فيه وهذا الذي حصل في بلدان عده ك(ليبيا) ومطالبتهم لنسخ التجربة في(سوريا) و ( اليمن) وبقية البلدان ,,, عوضا عن أن القتلى في هذا الربيع المزهر تعدى بعشرات الأضعاف عدد القتلى في 48م والفارق بين هذا وذاك أن هؤلاء قتلوا بيد بعضهم البعض وهؤلاك على أيدي المحتلين الغزاة والفرق واضح في الجانب الديني!!! أحداث 48 أخرجت للناس علماء ربانيون يدعون ويبتهلون لله لكي ينصر أبناء الوطن العربي والإسلامي على أعدائهم وكل محتل بغيض وربيعنا العربي لعام 2011 أخرج لنا علماء بفقه ثوري يدعو للغرب بأن يستبيحوا الأرض والإنسان العربي حتى لو وصل الحال لاغتصاب كل ما هو محرم ومنهي عنه !!! أحداث 48 لم نخسر إلا بقعة جغرافية محددة وأحداث وعوضا عنها تماسك أبناء الوطن العربي من المحيط إلى الخليج واتحدت أفكاره وأهدافه ورؤاه ضد عدو واحد هو العدو الصهيوني أما أحداث هذا الربيع العربي فقد خسرنا كل بقعة جغرافية في أرض العرب حتى لو لم نر الصهاينة يتجولون في أزقتها فقد احتلونا أيما احتلال وهم من يسيرون أمورنا سواء بإعلامهم أو باقتصادهم أو بمغرياتهم أو بشعارات ماسونية مستوحاة من كلمات ثلاث (الحرية – العدالة – المساواة) وأيضا تشتت أفكارنا ورؤانا وأهدافنا واتجاهنا وتحولت وجهتنا العدائية من عداء الصهاينة إلى عداء أنفسنا لبعضنا البعض وعداء ولاة أمورنا ووضعهم ضمن قائمة العدو الأول والأوحد وانتقلنا من الضحك على اليهود بأن الله وصفهم بأنهم يخربون أوطانهم بأيديهم إلى واقع معاش بأننا نحن أنفسنا نخرب ونهدم كل جميل في وطننا (حتى وإن كان قليل) بإرادتنا وتحت شعار (الحرية) ,,,, بعد 48 تعربنا وأصبحنا عروبة أوقى وأشد وفي 2011 تغربنا وأصبحنا مفتخرين بالفكر الغربي والرؤية ونتمنى أن ترضى عنا اليهود والنصارى وأزلامهم ,,, هذه مفارقات عجيبة وغريبة حصلت في 2011 لتبين لنا جميعا بأن 48 كان أرحم علينا مما نحن فيه الآن بل أن الخوف كل الخوف أن يأتي 2012 بما هو أشد وأنكى على العرب والعروبة والإسلام حيث ونحن أصبحنا اسم ومملكة في غير موضعها وأجساد بلا عقول وكما قال أحدهم (( أجساد البغال وأحلام العصافير)) ,,, فيا ترى أيهما أرحم بنا 1948 أم 2011م ومن منهم كان نكاية وخراب ودمار أشد على الأمتين العربية والإسلامية !!!!