"علمت في بادئ الأمر أن عرفة قد أصيب في قصف إسرائيلي. بالطبع شعرت بالقلق، ولكن هنالك الكثير ممن أصيبوا في مجال عمله، والمهم بالنسبة لي أنه كان لا يزال على قيد الحياة. علمت أن عرفة قد فارق الحياة قبل 15 دقيقة من وصول جثته إلى منزل العائلة، فكانت الصدمة لا تحتمل"

امتهان عبد الدايم وأبناؤها حامد، وأحمد، وعبد الرحمن، وهاني (من اليسار إلى اليمين)
قتل عرفة عبد الدايم، 34 عاماً، في الرابع من يناير 2009 أثناء العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة فيما يعرف بــ "عملية الرصاص المصبوب." استجاب عرفة، الذي يعمل كمسعف، لنداء استغاثة نتيجة لاستهداف مجموعة من خمسة أشخاص عندما أطلقت دبابة إسرائيلية قذيفة مسمارية بشكل مباشر على تلك المجموعة.
عندما ترى عائلة عبد الدايم، تجد نفسك عاجزاً عن تقديم المساعدة، ولكن يمكنك أن تلاحظ الهدوء ورباطة الجأش التي يتمتع بها أفرادها. من الواضح أن امتهان عبد الدايم، 35 عاماً، قد ربّت أبناءها الأربعة: هاني، 11 عاماً، وحامد، 9 أعوام، وعبد الرحمن، 6 أعوام، وأحمد، 4 أعوام، تربية سليمة تقوم على الأدب والتهذيب. كان الأبناء يجلسون بهدوء بجوار والدتهم طوال فترة المقابلة.
عند استرجاعها لذلك اليوم قبل ثلاثة أعوام، تقول امتهان: "علمت في بادئ الأمر أن عرفة قد أصيب في قصف إسرائيلي. بالطبع شعرت بالقلق، ولكن هنالك الكثير ممن أصيبوا في مجال عمله، والمهم بالنسبة لي أنه كان لا يزال على قيد الحياة. علمت أن عرفة قد فارق الحياة قبل 15 دقيقة من وصول جثته إلى منزل العائلة، فكانت الصدمة لا تحتمل." كان صوتها يرتعش وهي تصف لحظة علمها بوفاة زوجها، ولكن هذه اللحظة كشفت عن ضعفها الذي لطالما أخفته "من أجل أبنائها والمستقبل الذي ينتظرهم."
لقد واجهت العائلة تحديات كبيرة منذ فقدانها لعرفة. ونتيجة لوجود خلاف مع أهل عرفة، الذين كان عرفة وزوجته وأبناؤه يسكنون معهم قبل وقوع الحادثة، اضطرت امتهان إلى ترك المنزل والانتقال إلى المنزل الذي كان عرفة قد بدأ ببنائه قبل مقتله، والذي كان لا يزال قيد الإنشاء. "عندما انتقلنا إلى هذا المنزل، لم يكن لدينا شيء، لا أثاث ولا نوافذ ولا سجاد، ولكن كان المنزل قد طلي قبل ذلك بعشرة أيام،" تقول امتهان. باستخدام مدخرات عرفة، تمكنت امتهان من تسديد ديون مستحقة عليهم، والتي حصلوا عليها لبناء المنزل، ولكن لم يكن لديها ما يكفي لاستكمال المنزل.
وبالحديث عن عرفة قبل وفاته، تخبرنا امتهان عن شجاعة عرفة ومحبة الناس له، فتقول: "أثناء الحرب، كان عرفة يأتي إلى المنزل لجلب الطعام لأطفاله ومن ثم يخرج للتطوع مع المسعفين، وفي حال كان الطاقم الطبي مكتملاً، كان ينتقل إلى طاقم طبي آخر." وتضيف امتهان: "لقد وصلتنا التعازي بوفاته من مختلف أنحاء العالم." وعلى نحو غير مستغرب، كانت امتهان تحاول أن تؤكد على "أهمية بقائها قوية" أثناء حديثنا معها حول حياة العائلة بعد وفاة زوجها.
كان مقتل عرفة مؤلماً بالنسبة لأبنائه حيث وصل إلى حد الصدمة، خاصة ابنه هاني الذي كانت تربطه به علاقة قوية. وقد تمثلت الصدمة الشديدة التي تعرضوا لها خلال السنة الأولى لوفاة والدهم في أعراض جسدية ونفسية لصدمة شديدة. "لكني كنت صادقة مع أبنائي بأنهم سوف يكونون مثلما أراد والدهم أن يكونوا عليه،" تقول امتهان. وقد أشارت جلسات الحديث اليومية مع طاقم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين في الفترة التي أعقبت وفاة عرفة إلى أن مستوى هاني الدراسي جيد في المدرسة وأنه متميز في مادة العلوم، وهي المادة التي كان يدرّسها والده في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا). من الواضح أن هاني يمثل رجل المنزل، حيث تراه يجلس هادئاً بالقرب من والدته وهو يراقب إخوته. أما أحمد، وهو أصغرهم سناً وقد كان يبلغ من العمر 4 أشهر عندما توفي والده، "فلم يكن لديه الفرصة كي يتعرف إلى والده أو أن يحبه،" حسبما تقول امتهان.
وبالحديث عن المستقبل، نجد امتهان متفائلة، "لدي الآن أربعة أبناء وأتمنى أن أراهم وقد تخرجوا من الجامعات وتزوجوا، ولكني امرأة وحيدة والمسئولية التي أحملها كبيرة، فيجب أن أكون قوية،" تقول امتهان. علاوة على ذلك، هي أيضاً متفائلة فيما يتعلق بالإجراءات القانونية بشأن تلقي تعويض لوفاة زوجها، حيث من الواضح أنه لم يكن هدفاً عسكرياً عندما قتل على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي.
من الجدير بالذكر أن المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان قد تقدم بشكوى جنائية بالنيابة عن عائلة عبد الدايم بتاريخ 21 أغسطس 2009، ولكن المركز لم يتلقَ المركز أي رد حتى الآن.
قتل عرفة عبد الدايم، 34 عاماً، في الرابع من يناير 2009 أثناء العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة فيما يعرف بــ "عملية الرصاص المصبوب." استجاب عرفة، الذي يعمل كمسعف، لنداء استغاثة نتيجة لاستهداف مجموعة من خمسة أشخاص عندما أطلقت دبابة إسرائيلية قذيفة مسمارية بشكل مباشر على تلك المجموعة.
عندما ترى عائلة عبد الدايم، تجد نفسك عاجزاً عن تقديم المساعدة، ولكن يمكنك أن تلاحظ الهدوء ورباطة الجأش التي يتمتع بها أفرادها. من الواضح أن امتهان عبد الدايم، 35 عاماً، قد ربّت أبناءها الأربعة: هاني، 11 عاماً، وحامد، 9 أعوام، وعبد الرحمن، 6 أعوام، وأحمد، 4 أعوام، تربية سليمة تقوم على الأدب والتهذيب. كان الأبناء يجلسون بهدوء بجوار والدتهم طوال فترة المقابلة.
عند استرجاعها لذلك اليوم قبل ثلاثة أعوام، تقول امتهان: "علمت في بادئ الأمر أن عرفة قد أصيب في قصف إسرائيلي. بالطبع شعرت بالقلق، ولكن هنالك الكثير ممن أصيبوا في مجال عمله، والمهم بالنسبة لي أنه كان لا يزال على قيد الحياة. علمت أن عرفة قد فارق الحياة قبل 15 دقيقة من وصول جثته إلى منزل العائلة، فكانت الصدمة لا تحتمل." كان صوتها يرتعش وهي تصف لحظة علمها بوفاة زوجها، ولكن هذه اللحظة كشفت عن ضعفها الذي لطالما أخفته "من أجل أبنائها والمستقبل الذي ينتظرهم."
لقد واجهت العائلة تحديات كبيرة منذ فقدانها لعرفة. ونتيجة لوجود خلاف مع أهل عرفة، الذين كان عرفة وزوجته وأبناؤه يسكنون معهم قبل وقوع الحادثة، اضطرت امتهان إلى ترك المنزل والانتقال إلى المنزل الذي كان عرفة قد بدأ ببنائه قبل مقتله، والذي كان لا يزال قيد الإنشاء. "عندما انتقلنا إلى هذا المنزل، لم يكن لدينا شيء، لا أثاث ولا نوافذ ولا سجاد، ولكن كان المنزل قد طلي قبل ذلك بعشرة أيام،" تقول امتهان. باستخدام مدخرات عرفة، تمكنت امتهان من تسديد ديون مستحقة عليهم، والتي حصلوا عليها لبناء المنزل، ولكن لم يكن لديها ما يكفي لاستكمال المنزل.
وبالحديث عن عرفة قبل وفاته، تخبرنا امتهان عن شجاعة عرفة ومحبة الناس له، فتقول: "أثناء الحرب، كان عرفة يأتي إلى المنزل لجلب الطعام لأطفاله ومن ثم يخرج للتطوع مع المسعفين، وفي حال كان الطاقم الطبي مكتملاً، كان ينتقل إلى طاقم طبي آخر." وتضيف امتهان: "لقد وصلتنا التعازي بوفاته من مختلف أنحاء العالم." وعلى نحو غير مستغرب، كانت امتهان تحاول أن تؤكد على "أهمية بقائها قوية" أثناء حديثنا معها حول حياة العائلة بعد وفاة زوجها.
كان مقتل عرفة مؤلماً بالنسبة لأبنائه حيث وصل إلى حد الصدمة، خاصة ابنه هاني الذي كانت تربطه به علاقة قوية. وقد تمثلت الصدمة الشديدة التي تعرضوا لها خلال السنة الأولى لوفاة والدهم في أعراض جسدية ونفسية لصدمة شديدة. "لكني كنت صادقة مع أبنائي بأنهم سوف يكونون مثلما أراد والدهم أن يكونوا عليه،" تقول امتهان. وقد أشارت جلسات الحديث اليومية مع طاقم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين في الفترة التي أعقبت وفاة عرفة إلى أن مستوى هاني الدراسي جيد في المدرسة وأنه متميز في مادة العلوم، وهي المادة التي كان يدرّسها والده في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا). من الواضح أن هاني يمثل رجل المنزل، حيث تراه يجلس هادئاً بالقرب من والدته وهو يراقب إخوته. أما أحمد، وهو أصغرهم سناً وقد كان يبلغ من العمر 4 أشهر عندما توفي والده، "فلم يكن لديه الفرصة كي يتعرف إلى والده أو أن يحبه،" حسبما تقول امتهان.
وبالحديث عن المستقبل، نجد امتهان متفائلة، "لدي الآن أربعة أبناء وأتمنى أن أراهم وقد تخرجوا من الجامعات وتزوجوا، ولكني امرأة وحيدة والمسئولية التي أحملها كبيرة، فيجب أن أكون قوية،" تقول امتهان. علاوة على ذلك، هي أيضاً متفائلة فيما يتعلق بالإجراءات القانونية بشأن تلقي تعويض لوفاة زوجها، حيث من الواضح أنه لم يكن هدفاً عسكرياً عندما قتل على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي.
من الجدير بالذكر أن المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان قد تقدم بشكوى جنائية بالنيابة عن عائلة عبد الدايم بتاريخ 21 أغسطس 2009، ولكن المركز لم يتلقَ المركز أي رد حتى الآن.