kolonagaza7
sos o_0
في ناموس الطبيعة ليس هناك خياران لضمان البقاء.. إما أن يقبل الكائن الحي بالتطور والتكيف مع قوانين وقواعد فصولها، وإما المآل إلى النهاية بالتدمير الذاتي.. فلكل فصل طبيعي خصوصياته البيولوجية والمعنوية التي تتفاعل بحسب قانون التكوين.. النشوء.. والإرتقاء ثم النهاية الطبيعية المحتومة التي تعني بشكل من الأشكال إنتقال الكائن إلى حياة أخرى متجددة، مليئة بالحيوية.. مشبعة بالنشاط والتطور.
ومما لاشك فيه ليس هناك كائن يدب على هذا الكوكب الأزرق.. كائن حي وعاقل لا يقبل تلقائيا إن لم نقل فطريا بشروط هذه الحياة في تطورها وارتقائها.. وهذا أيضا هو حال الدول والأمم والحضارات… تنطلق من برعم فكرة (فلسفة أو عقيدة أو مذهب) أو قد تنطلق من حدث (حرب أو ثورة) ثم تشكل واكتمال وأخيرا أفول لكي يشرق من جديد فجرآخر بديل.. بطقس جديد.. برجال جدد.. بمؤسسات جديدة.. وبفلسفة تدبير جديدة للحياة أيضا…
ما ينهرق وينسفك من دماء في الشوارع العربية وبسلاح الحكام العرب يجعلنا نجزم كما لو أن هؤلاء الطواغيت قد بوؤا قسرا على أرائك حمكهم بدعم من جهات غير عربية بقصد تركيع الشعوب ولجم أصواتها وقص أجنحتها لحرمانها من التحليق في سماوات الحرية، وللحاكم العربي في أشكال هذا القمع كل العبقرية على إبتداع المبررات في النزول إلى الشارع بمدرعاته ومدفعيته وفيالقه.. فإن لم يكن خطر القاعدة فهناك خطر العدو الخارجي المفترض، وإن لم يكن هذا وذاك تكون الممانعة والإصطفاف الكركوزي في ما يسمى بجبهة الصمود العربية، ظاهرها التصدي للعدو الصهيوني وباطنها المستتر تكريس وضع استاتيكو سياسي يخدم مصالح خارجية أكثر منها ذريعة لحماية الأمن الداخلي من الخطر الخارجي..
هكذا رأينا كيف أن الديكتاتور القذافي صنع من المد الإمبريالي غولا لتخويف شعبه، تخويفا أمن له البقاء في حكمه المستبد لأزيد من أربعة عقود وسمت بتورطه الواضح في خلق قلاقل وتوترات وانقلابات وتصدعات في الصف العربي خدمة للآخر وليس دفاعا عن الأممية العربية كما كان يدعي في خطبه وخرجاته السياسية المسعورة… وكانت نهاية هذه المسرحية القذافية رفع ستارها على تواطؤ مكشوف لعل أقل مظاهره العلنية ضخه للمليارات من الدولارات من عرق الشعب الليبي في حساب القائد (البطل) وأبنائه في بنوك “أعدائه الإمبرياليين”.
وها هو حاكم فرعوني يصنع من ذريعة التطرف الإسلامي ومن الإرهاب بعبعا يرهب به الغرب ويهدد به الإستقرار المصري من أجل بقائه في الحكم، كما عمد وذاك ديدنه إلى توظيف جميع الآليات والأحابيل الديكتاتورية الدنيئة لتزييف إنتخابات مجلس الشعب وجعل صناديق الإقتراع خزائن في ملكه الخاص تذر عليه 99% من الأصوات أي مزيدا من بقشيش الدولارات وتحويلها إلى حسابه أيضا في المصاريف الأوروبية والأميركية… في الوقت الذي تصطف فيه طوابير الشعب المصري الغلبان من أجل كسرة خبز (عيش)، لكن الله يمهل ولا يهمل وهاهي رياح الربيع العربي تعصف به لتعري فداحة وحجم الفساد في بطانة السيد الريس وأزلامه…
وهاهو الحاكم الصوري وليس السوري يختلق وصفة الممانعة ضد شعبه وليس ضد إسرائيل يكشف بما لا يدع مجالا للشك أن هذه الممانعة ليست إلا فذلكة ديبلوماسية ومؤامرة ذكية على الشعب السوري الذي يحمل في جيناته الطبيعية وإرثه التاريخي وذاكرته الثقافية كل مقومات الإقلاع نحو التقدم والإنعتاق من طقوس البيات السياسي الذي تطوقه به هذه الممانعة البغيضة… وهكذا نرى أنه في الوقت الذي تتجه إختيارات الإنسانية قاطبة إلى عصر التعددية الديموقراطية ورحمة الإختلاف، نرى أن الطغمة الحاكمة في سوريا مازالت تجتر ما تبقى من عبث بعثيتها الستالينية البائدة والتي لا يعني كل هذا العض العصابي عليها بنواجذ الديكتاتورية سوى الشجرة التي تخفي غابة التواطؤ..
ومن اليقين أن قطار الديموقراطية الذي يعبر حاليا قرى، مدن وعواصم العالم العربي لابد إن عاجلا أم آجلا أن يمر على دمشق عبر درعا وحمص وغيرهما سواء إعترض سكته جمرك الممانعة أو بأية ذريعة جديدة من قبيل المؤامرة الخارجية على وحدة سورية باعتبارها “الدرع العربي القوي في مواجهة الخطر الصهيوني” كما يتشدق بذلك حكامها.
وهذه الممانعة هي أشبه مات كون ببورصة أسلحة يعتاش عليها النظام وأزلامه بدعم من النظام الموسكوفي.. هذا الأخير الذي لم يتخلص وبعد مرور زهاء ربع قرن على الكلاسنوست والبريسترويكا من عقلية التآمر على الشعوب العربية (الحليفة) بتحريضها على الرفض والممانعة كآخر الإختيارات السياسية من أجل تكريس وضع الستاتيكو في منطقة إستراتيجية ملتهبة كان من الأولى أن تكون منطقة لتعايش الأديان والتسامح وتكريس القيم الكونية الديموقراطية… لكن مع الأسف هي منطقة كانت ومازالت ومنذ النكبة الفلسطينية المحرك الأساسي لمصانع الأسلحة في الشرق الأوسط، بمعنى الإصرار على أن يبقى قدرها الأزلي منطقة لصناعة الموت العربي بمختلف أشكاله وأسبابه.
إنه نفس السلاح السوري (عفوا الروسي) الذي مازال يفتك بأرواح الأبرياء والذين بلغ عدد ضحاياهم إلى حدود هذه اللحظة 5000 قتيل من بينهم قرابة 400 طفل وهو رقم رغم فداحته الإنسانية لم يحرك مع الأسف البالغ ولوكرسيا واحدا في مجلس منظمة حماية الطفولة العالمية (اليونيسيف).
لقد عرى الربيع العربي عن خريف السياسة الكامن في ثنايا عقليات بعض الحكام العرب والتي تقوم على منطق إطلاقي لا يختلف عن عناوين بعض المسلسلات المكسيكية مثل (المستبد) و(أنا أو ل اأحد) و(السجينة) و(الخيانة)..إلخ
من يصدق اليوم تصريحات الرئيس السوري وجرأته البلقاء في عدم مسؤوليته الواضحة علن كل رصاصة تطلق على صدر المواطن السوري الذي لا يطالب أكثر من فتح كوة أوكسجين في سور الممانعة الحديدي ليشتم هواء التعددية الحزبية والإعلامية والبرلمانية والحقوقية…
وأخيرا دعوني أسرد عليكم هذه القصة الواقعية من زمن القمع السوري، فقد حكى لي أحد الكتاب المغاربة أنه وخلال فعاليات إحدى الملتقيات الثقافية في المغرب إستضاف في غرفته بالفندق أحد الكتاب السوريين.. وبعد تطور ودفئ علاقة الصداقة بينهما خلال تلك المدة القصيرة من الملتقى طلب هذا الكاتب المغربي من شقيقه السوري أن يتحدث له عن المشهد السياسي والحقوقي في سورية.. فبدت على محيا هذا الأخير علامات التردد والتوجس ثم في لحظة قام صديقي وأغلق باب الغرفة بالمزلاج إلى آخر لفة.. ورغم ذلك لم يسلم صاحبنا من إحمرار التردد والتوجس.. ثم قام وجال ببصره في كل أركان الغرفة وتفحصها زاوية زاوية إلى أن تأكد بأن المكان آمن وأن ليس به لا كاميرا ولا ميكروفون مدسوس يتربص به.. ولا عين جاسوس تتلصص عليهما من فتحة ما.. وبالرغم من كل شروط الأمان والثقة الزائدة التي وفرها صديقي الكاتب فإن صاحبنا المثقف السوري الغلبان لم يجرؤ على أن ينبس ولو بكلمة واحدة في حق النظام في سوريا ثم فجأة قام وانصرف.
ألهذه الدرجة أيها السادة يسكن رقيب الممانعة في تلافيف سيكولوجية بعض المثقفين السوريين، فما بالكم بالمواطن العادي الذي لا يطمح سوى لحياة كريمة؟ أهذا أقصى ما استطاع الحكام في سوريا أن يحققوه.. مواطن لا يفتح فمه إلا عند التثاؤب.
ومما لاشك فيه ليس هناك كائن يدب على هذا الكوكب الأزرق.. كائن حي وعاقل لا يقبل تلقائيا إن لم نقل فطريا بشروط هذه الحياة في تطورها وارتقائها.. وهذا أيضا هو حال الدول والأمم والحضارات… تنطلق من برعم فكرة (فلسفة أو عقيدة أو مذهب) أو قد تنطلق من حدث (حرب أو ثورة) ثم تشكل واكتمال وأخيرا أفول لكي يشرق من جديد فجرآخر بديل.. بطقس جديد.. برجال جدد.. بمؤسسات جديدة.. وبفلسفة تدبير جديدة للحياة أيضا…
ما ينهرق وينسفك من دماء في الشوارع العربية وبسلاح الحكام العرب يجعلنا نجزم كما لو أن هؤلاء الطواغيت قد بوؤا قسرا على أرائك حمكهم بدعم من جهات غير عربية بقصد تركيع الشعوب ولجم أصواتها وقص أجنحتها لحرمانها من التحليق في سماوات الحرية، وللحاكم العربي في أشكال هذا القمع كل العبقرية على إبتداع المبررات في النزول إلى الشارع بمدرعاته ومدفعيته وفيالقه.. فإن لم يكن خطر القاعدة فهناك خطر العدو الخارجي المفترض، وإن لم يكن هذا وذاك تكون الممانعة والإصطفاف الكركوزي في ما يسمى بجبهة الصمود العربية، ظاهرها التصدي للعدو الصهيوني وباطنها المستتر تكريس وضع استاتيكو سياسي يخدم مصالح خارجية أكثر منها ذريعة لحماية الأمن الداخلي من الخطر الخارجي..
هكذا رأينا كيف أن الديكتاتور القذافي صنع من المد الإمبريالي غولا لتخويف شعبه، تخويفا أمن له البقاء في حكمه المستبد لأزيد من أربعة عقود وسمت بتورطه الواضح في خلق قلاقل وتوترات وانقلابات وتصدعات في الصف العربي خدمة للآخر وليس دفاعا عن الأممية العربية كما كان يدعي في خطبه وخرجاته السياسية المسعورة… وكانت نهاية هذه المسرحية القذافية رفع ستارها على تواطؤ مكشوف لعل أقل مظاهره العلنية ضخه للمليارات من الدولارات من عرق الشعب الليبي في حساب القائد (البطل) وأبنائه في بنوك “أعدائه الإمبرياليين”.
وها هو حاكم فرعوني يصنع من ذريعة التطرف الإسلامي ومن الإرهاب بعبعا يرهب به الغرب ويهدد به الإستقرار المصري من أجل بقائه في الحكم، كما عمد وذاك ديدنه إلى توظيف جميع الآليات والأحابيل الديكتاتورية الدنيئة لتزييف إنتخابات مجلس الشعب وجعل صناديق الإقتراع خزائن في ملكه الخاص تذر عليه 99% من الأصوات أي مزيدا من بقشيش الدولارات وتحويلها إلى حسابه أيضا في المصاريف الأوروبية والأميركية… في الوقت الذي تصطف فيه طوابير الشعب المصري الغلبان من أجل كسرة خبز (عيش)، لكن الله يمهل ولا يهمل وهاهي رياح الربيع العربي تعصف به لتعري فداحة وحجم الفساد في بطانة السيد الريس وأزلامه…
وهاهو الحاكم الصوري وليس السوري يختلق وصفة الممانعة ضد شعبه وليس ضد إسرائيل يكشف بما لا يدع مجالا للشك أن هذه الممانعة ليست إلا فذلكة ديبلوماسية ومؤامرة ذكية على الشعب السوري الذي يحمل في جيناته الطبيعية وإرثه التاريخي وذاكرته الثقافية كل مقومات الإقلاع نحو التقدم والإنعتاق من طقوس البيات السياسي الذي تطوقه به هذه الممانعة البغيضة… وهكذا نرى أنه في الوقت الذي تتجه إختيارات الإنسانية قاطبة إلى عصر التعددية الديموقراطية ورحمة الإختلاف، نرى أن الطغمة الحاكمة في سوريا مازالت تجتر ما تبقى من عبث بعثيتها الستالينية البائدة والتي لا يعني كل هذا العض العصابي عليها بنواجذ الديكتاتورية سوى الشجرة التي تخفي غابة التواطؤ..
ومن اليقين أن قطار الديموقراطية الذي يعبر حاليا قرى، مدن وعواصم العالم العربي لابد إن عاجلا أم آجلا أن يمر على دمشق عبر درعا وحمص وغيرهما سواء إعترض سكته جمرك الممانعة أو بأية ذريعة جديدة من قبيل المؤامرة الخارجية على وحدة سورية باعتبارها “الدرع العربي القوي في مواجهة الخطر الصهيوني” كما يتشدق بذلك حكامها.
وهذه الممانعة هي أشبه مات كون ببورصة أسلحة يعتاش عليها النظام وأزلامه بدعم من النظام الموسكوفي.. هذا الأخير الذي لم يتخلص وبعد مرور زهاء ربع قرن على الكلاسنوست والبريسترويكا من عقلية التآمر على الشعوب العربية (الحليفة) بتحريضها على الرفض والممانعة كآخر الإختيارات السياسية من أجل تكريس وضع الستاتيكو في منطقة إستراتيجية ملتهبة كان من الأولى أن تكون منطقة لتعايش الأديان والتسامح وتكريس القيم الكونية الديموقراطية… لكن مع الأسف هي منطقة كانت ومازالت ومنذ النكبة الفلسطينية المحرك الأساسي لمصانع الأسلحة في الشرق الأوسط، بمعنى الإصرار على أن يبقى قدرها الأزلي منطقة لصناعة الموت العربي بمختلف أشكاله وأسبابه.
إنه نفس السلاح السوري (عفوا الروسي) الذي مازال يفتك بأرواح الأبرياء والذين بلغ عدد ضحاياهم إلى حدود هذه اللحظة 5000 قتيل من بينهم قرابة 400 طفل وهو رقم رغم فداحته الإنسانية لم يحرك مع الأسف البالغ ولوكرسيا واحدا في مجلس منظمة حماية الطفولة العالمية (اليونيسيف).
لقد عرى الربيع العربي عن خريف السياسة الكامن في ثنايا عقليات بعض الحكام العرب والتي تقوم على منطق إطلاقي لا يختلف عن عناوين بعض المسلسلات المكسيكية مثل (المستبد) و(أنا أو ل اأحد) و(السجينة) و(الخيانة)..إلخ
من يصدق اليوم تصريحات الرئيس السوري وجرأته البلقاء في عدم مسؤوليته الواضحة علن كل رصاصة تطلق على صدر المواطن السوري الذي لا يطالب أكثر من فتح كوة أوكسجين في سور الممانعة الحديدي ليشتم هواء التعددية الحزبية والإعلامية والبرلمانية والحقوقية…
وأخيرا دعوني أسرد عليكم هذه القصة الواقعية من زمن القمع السوري، فقد حكى لي أحد الكتاب المغاربة أنه وخلال فعاليات إحدى الملتقيات الثقافية في المغرب إستضاف في غرفته بالفندق أحد الكتاب السوريين.. وبعد تطور ودفئ علاقة الصداقة بينهما خلال تلك المدة القصيرة من الملتقى طلب هذا الكاتب المغربي من شقيقه السوري أن يتحدث له عن المشهد السياسي والحقوقي في سورية.. فبدت على محيا هذا الأخير علامات التردد والتوجس ثم في لحظة قام صديقي وأغلق باب الغرفة بالمزلاج إلى آخر لفة.. ورغم ذلك لم يسلم صاحبنا من إحمرار التردد والتوجس.. ثم قام وجال ببصره في كل أركان الغرفة وتفحصها زاوية زاوية إلى أن تأكد بأن المكان آمن وأن ليس به لا كاميرا ولا ميكروفون مدسوس يتربص به.. ولا عين جاسوس تتلصص عليهما من فتحة ما.. وبالرغم من كل شروط الأمان والثقة الزائدة التي وفرها صديقي الكاتب فإن صاحبنا المثقف السوري الغلبان لم يجرؤ على أن ينبس ولو بكلمة واحدة في حق النظام في سوريا ثم فجأة قام وانصرف.
ألهذه الدرجة أيها السادة يسكن رقيب الممانعة في تلافيف سيكولوجية بعض المثقفين السوريين، فما بالكم بالمواطن العادي الذي لا يطمح سوى لحياة كريمة؟ أهذا أقصى ما استطاع الحكام في سوريا أن يحققوه.. مواطن لا يفتح فمه إلا عند التثاؤب.