الثلاثاء، 17 يناير 2012

المرأة العربية بين الدين والتقاليد

kolonagaza7

أود أن أتقدم أولاً بالشكر الجزيل ل"مركز الحوار العربي" لدوره المتميز في رفع مستوى الوعي الثقافي والسياسي في أركان الجالية العربية الأمريكية، ودعوته لهم إلى المشاركة الفعالة في تقديم مشاريع إصلاحية تعالج مشكلات العالم العربي المعقدة من خلال الحوار. فبورك في جهودكم الطيبة.
المقدمة:
تتناول هذه المحاضرة متابعة وتحليل موضوع المرأة العربية ودورها في المجتمع عبر المسار التاريخي، مع التركيز على هذا الدور في إطار التغيير الثقافي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي. إذا افترضنا أنّ للمرأةِ دوراً هامّاً في المجتمع الإنساني، فما هي معطياتُ هذا الدور، وماذا عن تأثيره في تطور أو تدهور المجتمعات الإنسانية قديماً وحديثاً؟ ماهي المقاييس التي من خلالها يتمّ تحديد نجاح دور المرأة أو فشله؟ وما أهمية التوازن بين دوري الرجل والمرأة في بناء المجتمع... وهل للمرأة دور في الأمّة خاصة في عمليات التغيير الكبرى (الربيع العربي) التي تجري في الساحة العربية؟
المرأة العربية في الجاهلية:
على الرغم من تعدّد صور التعامل مع المرأة في الجاهلية على حسب أعراف وتقاليد القبائل، إلا أنه من الثابت أن حالة المرأة انقسمت بين الشريفات ذوات الحسب والنسب من بنات الأثرياء وسادات القبيلة كأمثال خديجة بنت خويلد، وهند بنت عتبة وغيرهن من النساء، والقسم الأغلب وهن (نساء العوام). فكان لبعض الشريفات دور فاعل إلى حدٍّ ما والذي ظهر في الإجارة (1). وهي أن تجير من يلجأ إليها فتوفر له الحماية، وكذلك المشاركة في الحروب لإثارة الهمم. وكما كانت أحيانا السبب في قيام الحروب، كما في حرب البسوس (2) . كانت أحياناً أخرى سبباً في منع الحروب لحصافة عقلها وحكمتها، كما في حالة بهيسة ابنة أوس بن حارثة، وزوجها الحارث بن عوف المري. أمّا الغالبية العامة من النساء فكنّ مغلوبات على أمرهن مسلوبات الحقوق، فلا يرثن حتى الشريفات منهن. أمّا العامّة فمعرّضات للظلم والاعتداء، وفي بعض القبائل ظهر وأد البنات وتوريث المرأة بعد موت زوجها لأقرب ذكر له، وتزويجها كرهاً، وقتلها إن ارتكبت أو اتّهمت بالزنا. ويمكن الرجوع إلى خطبة جعفر بن أبي طالب مع النجاشي، وكذلك مقولة عمر في نظرتهم للمرأة في الجاهلية. فها هو عمر بن الخطاب يصف حالة التغيير ويجعل من نفسه مثلاً في ذلك فيقول: " ...والله إن كنا في الجاهلية ما نعد للنساء أمراً حتى أنزل الله فيهن ما أنزل وقسم لهن ما قسم. "وفي رواية (3): كنا في الجاهلية لا نعد النساء شيئاً، فلما جاء الإسلام وذكرهن الله، رأينا لهن بذلك علينا حقا، من غير أن ندخلهن في شئ من أمورنا" وفي رواية أخرى (4): "كنا معشر قريش نغلب النساء، فلما قدمنا على الأنصار إذا قوم تغلبهم نساؤهم، فطفق نساؤنا يأخذن من أدب نساء الأنصار". قال عمر: فبينا أنا في أمر أتأمره إذ قالت أمرأتي: لو صنعت كذا وكذا، فقلت لها: مالك ولها هنا! فيما تكلفك في أمر أريده! عجباً لك يا أبن الخطاب، ما تريد أن تراجع أنت، وإن ابنتك لتراجع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يظل يومه غضبان (5)"
ثمّ جاء الإسلام بكتابه الكريم "القرآن" ليحرّر الضعفاء والمستعبدين من النساء والرجال، بتسليحهم بالعلم والمعرفة التي كانت غالباً ما تنحصر في دائرة السادة والأثرياء وأبنائهم. جاء القرآن متحدّياً العقول والقلوب، رافضاً الخمول العقلي والفكري، داعياً إلى التأمّل والتدبّر من أجل الوصول الى الحقيقة، فاتحاً الآفاق أمام البشر، بجعل العلم متاحاً للجميع، فحرّر البشرية من عبودية العباد إلى عبادة رب العباد.
وجاءت تعاليم الإسلام لتحدث نقلة هائلة في وضع المرأة الاجتماعي والتشريعي، فما أن هُيّئت البيئة للتغيير حتى بدأت عمليات التحليل والتقييم، فأدان الإسلام بشدة موقف بعض القبائل العربية وأعرافها الجائرة ضد المرأة والضعفاء، ليتحول ذلك المجتمع الجاهلي من مجتمع أبوي قائم على رياسة الرجل المطلقة إلى مجتمع قائم على التعاون بين محوري الاستخلاف الرجل والمرأة، فأزال عنها معالم الظلم، وأعلن مبدأ المساواة ليمحو العديد من الممارسات الشاذة آنذاك. فمارست المرأة من موقعها أعمال الإعمار والتأسيس للدولة الإسلامية الفتية.
وهكذا كانت المرأة من أوائل من أسلم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل وأول من قدمت حياتها راضية مرضية (سمية أم عمار) في سبيله (6). وكانت المرأة من أوائل من خاطرت بحياتها لتهاجر إلى الحبشة، ومن أوائل من بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في العقبة الكبرى مع رجال الأوس والخزرج على الإيمان بالله الواحد الأحد ونصرة رسوله، (امرأتان أم عمارة وأختها وقيل وأسماء بنت عمرو بن عدي) (7) وبعد الهجرة توافدت النساء عند قدومه المدينة للمبايعة أمثال أم سلمة التي خرجت من مكة تريد المدينة وليس معها أحد ولقيها أحد الصحابة فشيعها الى المدينة (8)، وشاركت النساء في بيعة الرضوان (سورة الفتح:18)، وكانت النساء تهاجر إلى المدينة لتبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكن يتسسللن خفية من أزواجهن وأهليهن ويتحملن عناء الهجرة فرارا بدينهن. وكذلك بايع النساء بعد فتح مكة. ومما سجله القرآن الكريم وفصّلته كتب السنن والسيرة ما يسمى ببيعة النساء بعد فتح مكة (9):
جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد فيه هند بنت عتبة متنكرة وعزمت على أن لا تتحدث كي لا يعرفها الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن سكتت النسوة معها وكان زوجها أبو سفيان وعمر بن الخطاب حاضرين: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تبايعنني على ألا تشركن بالله، ولا تسرقن، فقالت هند كنت أصيب من مال أبي سفيان الهنة والهنة وما أدري أكان حلالي أم لا. قال أبو سفيان: ما أصبت فيما مضى فأنت منه في حل. قال صلى الله عليه وسلم: وإنك لهند بنت عتبة، قالت: أنا هند فاعفُ عما سلف عفا الله عنك. قال: ولا تزنين، قالت: أو تزني الحرة؟ قال: ولا تقتلن أولادكن، قالت: ربيناهم صغاراً وقتلتهم يوم بدر كبارا فأنت وهم أعلم، قال: ولا تأتين ببهتان تفترينه بين أيديكن وارجلكن، قالت: والله إن إتيان البهتان لقبيح، وإنك لا تأمر إلا بالرشد ومكارم الأخلاق، قال: ولا تعصينني في معروف، قالت: ما جلسنا هذا المجلس ونريد أن نعصيك في معروف. فبايعهن واستغفر لهن، وقيل أن المجموعة التي جاءت مع أميمة بنت رقيقة قال لما بلغ ولا تعصينني في معروف، قال: فيما استطعتن وأطقتن، فقلن: الله ورسوله أرحم بنا من أنفسنا.
ما هي أهم دلالات البيعة : (10)
1- أن النساء بايعن بأنفسهن ولم ينب عنهن أب أو زوج، بل كان أبو سفيان حاضراً ولم ينب عن هند، لأن البيعة عهد وميثاق بينهن وبين الله على إفراده بالعبادة، حتى يصبح التوحيد للمؤمن به رؤية كلية تحدد من خلالها معاني وغايات خلق الإنسان (الذكر والأنثى)، وعلاقته بالكون والحياة بحيث تنعكس على منهج التفكير والممارسة العملية ولا ينبغي وجود وسيط بين الإنسان وربّه في هذا العهد.
2- تصريح بمفهوم المساواة، فلا فضل لرجل على امرأة، ولا للمرأة الشريفة الغنية على الفقيرة المعدمة، فلا تفاخر بالأنساب والأحساب، إلا بالتقوى وبكفاءة العمل المتمثلة بمفهوم العمل الصالح.
3- مناداة الى التعاون الجاد والتكامل من أجل إتقان العمل: فمفهوم الزوجية في القرآن يؤكد على ضبط الثنائية المتكاملة بتحديد الذكر والانثى، والتي تتضح فيها وحدة الأصل وتعدد الفروع (11) . قال تعالى ﴿يا أيّها النّاسُ اتقوا ربَّكُمُ الذي خلقكم من نفسٍ واحدةٍ وخلقَ منها زوجَها وبثَّ منهما رجالاً كثيراً ونساءً ..﴾ النساء: 1، وهذه الوحدة يعبر عنها القرآن الكريم في أكثر من موضع تأكيداً للوشائج الإنسانية التي تربط بين الجنسين وتؤطر لأي رباط قانوني أو اجتماعي مستحدث، وبذلك يصبح الاختلاف تكاملاً وتعاونا. فطالما الزوجية تعني وحدة الأصل وتعدد الفروع، فلا بد من التكامل الوظيفي، فلا يستغني أي من الجنسين عن الآخر. وبذلك يصبح للانقسام النوعي وظيفة هي إيجاد وسيلة إستمرار وبقاء النوع البشري والتكاثر من خلال التزاوج بين الذكر والأنثى لتحقيق التكاثر والإعمار المادي ( يا أيّها الناس إنّا خلقناكم من ذكرٍ وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائلَ لتعارفوا إنّ أكرَمكم عند الله أتقاكُم﴾ الحجرات: 13. وهكذا يدعو مفهوم الزوجية إلى التكامل والتعاون والمشاركة وتبادل الخبرات وتنوعها الايجابي الذي يساعد على إتقان أداء المسؤوليات المختلفة، حيث إن وجد أحدهما منفردا يؤدي إلى اختلال في التوازن الوظيفي.
4- البيعة تؤكد على الاعتراف بكامل أهلية المرأة، حيث تستلزم البيعة صفة التكليف في المبايع لتحقيق مفهوم الاستخلاف الذي يضبط حركة الإنسان (الذكر والأنثى) من خلال التعريف بمهمتهما وغايات وجودهما، لما يحملان من خصائص وصفات تؤهلهما لحمل الأمانة التي كلفا فيها، في تحقيق معاني التزكية والعبادة والعمران (سورة البقرة: 30). ولم يكتفِ القرآن بتحديد المهمة للإنسان، بل قدم منظومة مفاهيمية واسعة في مجال العلاقة بين المؤمنين والمؤمنات لتسع جميع مجالات التفاعل الإنساني وليخرج بتلك العلاقة من إطار علاقة أفراد إلى تكوين أمّة. قال تعالى: ﴿والمؤمنونَ والمؤمناتُ بعضُهُم أولياءُ بعض، يأمرونَ بالمعروفِ وينهوْنَ عن المنكَر ويقيمونَ الصلاةَ ويؤتونَ الزكاةَ ويطيعونَ اللهَ ورسولَه، أؤلئك سيرحمُهُم الله، إنّ اللهَ عزيزٌ حكيم. وعَدَ اللهُ المؤمنينَ والمؤمناتِ جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهارُ خالدينَ فيها ومساكنَ طيّبةً في جنّات عدْن، ورِضوانٌ من اللهِ أكبرُ، ذلك هو الفوزُ العظيم.﴾ التوبة: 71-72. والولاية في الآية تحمل معاني التعاون على تفعيل المعروف، ومعالجة المنكر، والتناصح الصادق بين المؤمنين التي تعد أهم المحاور التي تؤسس لبناتها معالم الأمة الخيرة ﴿كُنْتُم خيرَ أمّةٍ أُخرِجَت للناس تأمرون بالمعروفِ وتنْهَونَ عن المنكَر وتؤمنون بالله﴾ آل عمران:110، ومن الصعب أن تتعاون مجموعة من الناس على الخير والمعروف ما لم تتآلف القلوب وتتوحد الأهداف، قال تعالى ﴿واعتصموا بحبلِ الله جميعا ولا تفرَّقوا، واذكروا نِعْمتَ اللهِ عليكم إذْ كنتُم أعداءَ فألّفَ بين قلوبِكم فأصبحتم بنعمتِه إخواناً وكنتم على شفا حفرةٍ من النّار فأنقذكم منها، كذلك يُبيّن اللهُ لكم آياتِهِ لعلّكم تهتدون. ولتكُنْ منكم أمّةٌ يدعونَ إلى الخيرِ ويأمرونَ بالمعروفِ وينهوْن عن المنكَر، وأؤلئك همُ المفلحون﴾ آل عمران، 103-104. ففي مفهوم الولاية تتحرر العلاقة بين الرجل والمرأة من المستوى المؤسس على الاختلاف بين الجنسين أو تمايز أحدهما على الآخر لا لسبب كسبي أو لعمل قدمه إلا لكونه ذكراً أو أنثى، لتخرج العلاقة إلى مستوى أهم وأعلى، وهو الاختلاف والاتفاق على اختيار أسس العقيدة والتنافس في إجادة العمل المؤدي إلى سعادة الدنيا والآخرة، فيكون هناك فريقان أو وحدتان: فريق من آمن بالله من الرجال والنساء، وفريق من كفر بالله وخالف أوامره ونواهيه من الرجال والنساء أيضاً.
5- إن البيعة بمثابة إعلان رسمي على وجوب تفعيل دور المرأة في الأمّة ووجوب مشاركتها في شؤون الأمة السياسية والقانونية والاجتماعية والثقافية وغيرها. وقد قامت المرأة بدورها في تأسيس اللبنات الأولى للأمّة الخيرة، فأجارت المستجير، واستشار رسول الله صلى الله عليه وسلم المرأة في أمور الحرب والسلم، وأصبح حقها في إبداء الرأي في شؤون الأمّة يستبطن مسؤولية تستوجب طلب العلم والمشاركة الفعالة في صنع القرار.
6- كذلك كان لها دورها في المعارضة السياسية وظهر ذلك في عهد الخلفاء الراشدين، كما ورد في حادثة عمر بن الخطاب واعتراض امرأة من عامة النساء عليه في تحديد المهور، حتى قال: (أصابت امرأة وأخطأ عمر). وواصلت النساء دور المعارضة السياسية، خاصة في موقف العديد من النساء في تأييد علي بن ابي طالب رضي الله عنه ووقوفهن بشجاعة ضد خلفاء بني أمية (12).
7- ومن آثار البيعة مشاركة النساء في الحروب، حيث خرجت النساء مع رسول الله صلى الله عليه وسلم للحرب يمرضن ويداوين الجرحى، بل وخصص أماكن آمنة في المعسكرات، حيث خصص النبي صلى الله عليه وسلم خيمة لرفيدة الأسلمية لتمريض الجرحى (13) ولم يقتصر دورهن على التمريض بل ضربن أروع الأمثلة في الشجاعة والتضحية مثل نسيبة وغيرها (14) .
8- ومن الأدوار التي مارستها المرأة في ظل البيعة طلب العلم، فهي إنسان مكلف ومسؤول يجب عليها أن تتعلم مسؤوليتها لتؤديها على أكمل وجه، فأصبحت عالمة ومتعلمة، فأقبلت النساء على تحصيل العلم حتى وصل عدد النساء في تعلم القراءة والكتابة نصف عدد الرجال كما روى البلاذري في (فتوح البلدان)، فاشتهرن بالعلوم الدينية والدنيوية على السواء. أمهات المؤمنين والشفاء بن عبد الله، وأسماء بنت يزيد الأنصارية ....(15)
ومن هنا أصبحت علاقة المؤمنين والمؤمنات في عصر النبوة خير نموذج ومثل، فيه تآلفت القلوب، حين سمعوا منادياً ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنوا، وضاقت عليهم الحياة الجاهلية ومطامعها، ولم يسعهم إلا الإيمان بالله ورسوله، فدخلوا في السلم كافّة بقلوبهم وجوارحهم وأرواحهم، وتعاونوا على البر والتقوى، وأصبحوا للناس القسطاس المستقيم، قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسهم أو الوالدين أو الأقربين، فسخّر الله لهم الأرض وأصبحوا عصمة للبشرية ووقاية للعالم (16). وهذا النموذج الإنساني قادر على الظهور مرات ومرات طالما مكوناته التأسيسية باقية إلى يوم القيامة، وما على البشر إلاّ إحياء روح الايمان لتظهر نماذج بشرية تستعيد صور عصر النبوة.
***
توالت العصور وتغيرت أحوال الأمّة عموماً وحالة المرأة خصوصاً حتى أصبحت بين مد وجزر. فأثرت التغيرات السياسية والاقتصادية وكثرة الحروب على التركيبة الثقافية والاجتماعية للأمّة، بالإضافة إلى الفتوحات وانضمام مختلف الشعوب وما يحملون من عادات وتقاليد وسلوكيات اجتماعية معقّد فيها السلبي والإيجابي، أثرت بشكل مباشر وغير مباشر على تركيبة المجتمع. وبدأ دور المرأة الفعال في المجتمع يتراجع، ولكنه يعود ليظهر بين الحين والآخر في أزمنة وأماكن مختلفة حسب بُعد الأمة وقربها من كتاب الله وسنة نبيّه. فنرى على الرغم من تراجع دور النساء الثقافي والسياسي في زمان أو مكان معينين، نجدها تتسابق في فعل الخيرات في أماكن أخرى من خلال نظام الأوقاف التي اتخذته ساحة لبناء المجتمع المدني التي تستجيب من خلاله لاحتياجات المجتمع الثقافية والاجتماعية. فنجدها تقوم بتشييد المساجد والمدارس والملاجئ ودور الأيتام وإطعام المساكين وغيرها مستجيبة لحاجات مجتمعها، وكم من النماذج التي تعاونت فيه نساء السلاطين مع الفقيهات والعالمات ليقمن بإنشاء مؤسسات وبرامج اجتماعية مهمة. وما على الباحث إلا العودة إلى عشرات المؤلفات والتراجم وأرشيفات المحاكم وغيرها ليتعلم عن دور المرأة في تلك المجتمعات.
أما العصر الحديث: فعلى الرغم من تعارف المؤرخين والباحثين على صعوبة وضع فاصل زمني داخل سياق التطور التاريخي للمجتمعات، إلا أن محاولة تحديد هذا الفاصل في غاية الأهمية، خاصة في القرنين الأخيرين التاسع عشر والعشرين الميلادي. وقد مرّ العالم الإسلامي بجملة من التغييرات السياسية والمراحل العصيبة والتي تتمثل:
1- نهاية الدولة العثمانية وبدء مرحلة الاستعمار
2- ما بعد الاستقلال
3- المرحلة الآنية وتطوراتها.
المرحلة الأولى:. اعتبر الغرب وضعية المرأة في المجتمعات المسلمة دليلا واضحاً على تدني الإسلام والمسلمين، وجعلوها سبباً لتبرير سياساتهم الاستعمارية لتخليصها وتحريرها. ولذلك تمثل تلك المرحلة التاريخية حقبة حاسمة في تاريخ المرأة في المجتمعات العربية والإسلامية، حيث تغيرت خلالها طبيعة التعامل مع المرأة، وموقعها ودورها في المجتمع. فتطورت الدراسات الخاصة بالمرأة وقضاياها تطوراً كبيرا، لما تحمله من تحديات، تصدت لها العديد من التيارات الفكرية العربية والاسلامية، وتباينت مواقفها وردود فعلها اتجاهها. وباتت الحداثة هي المرجعية التي يستفتيها الجميع، فاتجهت الدراسات إلى توظيف منهج المقاربات والمقارنات غافلة عن أن الفكر الديني لا يمكن تطويره من الخارج. وهكذا ظهرت تيارات ثلاثة أخذت موقف الرفض المطلق للوافد، أو القبول المطلق، أو التوسط. ووقعت قضايا المرأة بين متحرر منصهر في الغرب، واتجاه محافظ يحاول تقديس التراث. وازدات الكتابات حول لباس المرأة وتعليمها وعملها ولا تزال صديات تلك المرحلة إلى اليوم، وقد غاب عن الوعي المرجعية القرآنية بكلياتها ومطلقاتها. وإن أخطر ما اتسمت به عصور التقليد المتأخرة الخلط الحاصل بين التقاليد الاجتماعية والتعاليم الاسلامية، فالتبست الأعراف المتراكمة بمظاهر الدين وكأنها جزء واحد.
ثم بدأت مرحلة المراجعات محاولة تنقية التراث من ناحية وتقديم بدائل ترفع مستوى الوعي لمواجهة المستعمر من جهة، وما أفرزته التقاليد والعادات الاجتماعية من جور وانحراف فكري وقيمي في قضايا المرأة والأسرة والسياسة وغيرها من جهة أخرى. ولذلك يجب أن تدرس تلك المشاريع الإصلاحية (محمد عبده وغيره في سياقها التاريخي والاجتماعي في إطار منظومة الفكر النهضوي مع بدايات الاحتكاك بالغرب). وبرزت في تلك الفترة سيدات مثل حفني ناصف، وقدرية ابنة السلطان حسين كامل وغيرهن، اللاتي أكدن على أن نهصة المرأة لا تتحقق إلا بتحرير الدين من القراءات التاريخية التجزيئية التي نبعت من بيئات وأعراف مناهضة للدين.
المرحلة الثانية: بعد الاستقلال: ظهرت التيارات النسوية واتهم الدين بتكريس فكرة الأبوية وظهرت أول وثيقة عالمية تبنت فيها حقوق المساواة بين الرجل والمرأة في عام 1945م. وانتقلت نداءات تلك الحركة إلى العالم الإسلامي الذي له واقع مخالف للغرب. والواقع أنه لا يمكن لأحد أن ينكر الأوضاع المتردية التي تعيشها المرأة في بعض المجتمعات العربية والإسلامية، ولذلك جاءت نداءات الحركة النسوية تحمل صوتاً يدعو إلى الخلاص. فاستجاب لها من استجاب، وما أن أدركت المرأة العربية خصوصية حالتها واختلاف أوضاعها حتى بدأت مراجعتها الجادة في محاور التغيير ومصادره. فبدأت تعود إلى الأصول إلى القرآن الكريم وكلياته، وإلى المنهج النبوي التطبيقي وأولوياته في بناء الجيل الأول، جيل التلقي.
فتمخضت هذه المرحلة عن إسهامات بنت الشاطئ على سبيل المثال في علوم القرآن والحديث والتراجم والأدب والسيرة الذاتية وغيرها. وهذا يتطلب قراءة تحليلية دقيقة لتلك الفترة التي يجب أن نخرج فيها من الخاص المتعلق ببنت الشاطئ إلى فضاء العام، المتعلق بالنخب الثقافية العربية وخطابها المنتج طوال القرن في الحقول المختلفة التي أنتجت بنت الشاطئ خطابها من داخلها، وتقوم هذه القراءة بعملية تفكيك وتشريح لأطروحات معينة بحثاً عن أنساب تلك الأطروحات، وتسكين الفروع في الأصول، وتتبع خيوط الفكرة قبل نسيجها، وما ارتبط بها من مؤثرات فكرية داخلية أو خارجية، بل ولا بد من طرح تساؤلات حول العقل العربي الذي اصطرعته توجهات فكرية متنازعة مع احتكاكه وانفعاله بالحداثة الغربية، فتأرجح في موقفه من قضايا الإصلاح والتغيير والتطوير بين الأصالة من ناحية، وبين التحديث والعلمنة، من ناحية أخرى. وهنا تكمن أهمية بنت الشاطئ كونها تمثل شريحة قد شهدت قرناً بأكمله، وأنتجت خطابها بشكل يتقاطع أحياناً معها، ويختلف أحياناً أخرى عن تلك الخطابات المحيطة لها. لنخرج برؤية واضحة ترسم معالم التوجه الفكري وتطوراته في ذلك الوقت (17).
أما في المرحلة الثالثة: فقد اتسمت بتصاعد دور العولمة في كل أمر، وكذلك تصاعد دور مؤسسات المجتمع المدني، وأخذت العديد منها تمارس دوراً مؤثراً على الصعيد العالمي، منه البرنامج العالمي لمكافحة المجاعة وأطباء بلا حدود، ومعالجة البطالة والفقر والأمية والتمييز ضد المرأة والطفل. وواصلت الحركة النسوية نضالها وعقدت عدة مؤتمرات حول حقوق المرأة في 1975، 1980ـ 1985، وقد سميت فترة ما بين عام 1976-1985م بعقد المرأة حيث أصبحت قضية المرأة تحتل مكاناً هاماً في الأمم المتحدة. وتتسم هذه المرحلة بالتأثير الواسع للبعد الدولي على قضايا المرأة في العالم الاسلامي، خاصة بعد انهيار نظام القطبية الثنائية، وثورة المعلومات والاتصالات ونحوها.... تغلغلت ثقافة الجندر في العالم العربي والإسلامي... وقد أعطت الأمم المتحدة أهمية قصوى للتعليم في عملية التنمية ولكن ما تزال نسية الأمية عالية. وشهدت المجتمعات العربية في العقود الماضية تحولات اقتصادية واجتماعية وسياسية مهمة برزت فيها مشاركة المرأة على الأصعدة كافة.
د. منى أبو فضل وإسهامات المرأة المعاصرة في (تعليم الدين):
سأركز هنا على إسهامات المرأة المعاصرة في (تعليم الدين) على مستويين الخاص (الأكاديمي) والعام والتوجه الى الدراسات الإسلامية والشرعية (المساجد والمدارس ونحوها).
ففي الإطار الأكاديمي على سبيل المثال لا الحصر: تأتي منى أبو الفضل في مقدمة مفكري العصر الذين اتخذوا القرآن الكريم وكلياته ومقاصده المرجعية الأساس لتكشف عن الطاقات الهائلة لمصادر التنظير الإسلامي وتفعيلها، ليس فقط في علوم الأمّة – بل تجاوزت ذلك إلى العلوم الاجتماعية خاصة العلوم السياسية، وكذلك في مراجعاتها للفكر النسوي الغربي. أسست لبنات مهمة في بنية المنظور الحضاري الإسلامي، ذي توجه عمراني إنساني يتخذ البعد الحضاري العمراني ركيزة له، ويتشكل في ظل منظومة معرفية توحيدية (توحيدي إبستيم). وأكدت على ضرورة المنهاج، وأنه إذا فقدته الأمّة فلا يمكن تعويضه بأي نوع من المعرفة، لتتجاوز منهج (التلفيق والتوفيق والمقاربات والمقارنات) لتتجه بخطى منهجية ثابتة نحو كسر الحواجز النفسية بين علماء الاجتماعيات وبين الوحي، تلك الحواجز التي بناها النسق الحضاري المهيمن لا على أسس علمية موضوعية، بل على أسس الهيمنة السيايسة والعسكرية ليدفعنا الى إيجاد القطيعة بيننا وبين تراثنا في المجالات التشريعية ثم المعرفية والتربوية والثقافية (18)
ووضحت د. أبو فضل أن دعائم المنهاجية أربعة ( المفاهيم، والنسق القياسي، والمنظور الحضاري، والإطار المرجعي)، ولكل منها وظيفته الدقيقة في تأسيس المنهجية، والتأصيل للمفاهيم، كما في أصول الفقه ( تخريج المناط) ثم (تنقيح المناط) لتبلغ في نهاية المطاف مرحلة (تحقيق المناط). وقد حذرت أبو الفضل من إساءة فهم المنهج، وعدم التقييد بدقة في الإطار المنهجي، فيصيب العلوم السياسية أو العلوم الاجتماعية ما أصاب الفقه من الاستغراق بالجزئيات، وإهمال الكليات والوقوف عند المباحث اللفظية)، وإنما التركيز على المقاصد والكليات وفهم الجزئي في إطار الكلي، ومقابلة المنحى اللفظي بمنحى فكري مقاصدي (10)
ومن هنا كان السؤال المحوري: هل رسم القرآن الكريم منهاجاً للتنظير في الحقل السياسي (20)؟
وبعد جولة بين سور القرآن الكريم سمحت لها أن تبلغ مستوى توظيف النظرة الكلية في متابعة الوحدة الموضوعية على مستوى الجزء، لتستنبط نسقاً للتنشئة القرآنية السياسية للأمّة، وتصوراً للفروق التي يقدمها القرآن بكلياته ومحاوره ومنظومة مقاصده وقيمه للفوارق بين (مفهوم السلطة) في القرآن ومعناها في المنظومة الوضعية، بدأت د. أبو فضل بتحديد المفاهيم المرتبطة بالموضوع مثل الأمّة والشورى، والولاية، والحكم، والملك، والشرع، والقضاء والأمر، والعدل، والفرقة، والميزان، والبغي، والحق والباطل، وغيرها، لتصل إلى أن منطلقات "التنشئة للأمّة" في القرآن هي ( أمّة وسط ذات وظيفة حضارية، تحمل الأمانة، وتشهد بالحق والعدل، وتحمي حرية التدين للإنسان). وبذلك اتخذت د. أبو فضل خطوات جادة في التأسيس للفكر السياسي الإسلامي، والنظرية السياسية، والنظم السياسية الإسلامية، والعلاقات الدولية من منظور إسلامي، وغيرها (21)...
دور المرأة في الجانب الفقهي والقانوني:
واسمحوا لي أن أنطلق من هنا إلى المستوى الآخر التي شاركت فيه المرأة وهو الدراسات الشرعية خاصة الفقه وأصوله.
فكما صار من الصعب استصحاب أصول الفقه الى مجالات العلوم الاجتماعية وغيرها، نتيجة تغلغل النظرات الجزئية فيه، وكما قال ابن عاشور في ذلك: (..إنه قد استمر الخلاف بين الفروع، لأن قواعد الأصول انتزعوها من صفات تلك الفروع، إذ لم يدون علم الأصول إلا بعد تدوين الفقه بزهاء قرنين، .... لذلك لم يجعل علم الأصول منتهى ينتهي إلى حكمه المختلفون في الفقه، فتعذر بهم الرجوع إلى وحدة رأي أو تقريب حال...) مقاصد الشريعة. وهكذا فلا بد من مراجعة شاملة لميراثنا الأصولي بمنحى فكري مقاصدي.
وهذا الجانب هو الذي وقع فيه الكثير من غبن لحقوق المرأة في مجالات الزواج والطلاق والميراث وغيرها من قوانين الأسرة أو الأحوال الشخصية، فاتجهت العديد من النسوة لدراسة هذا الحقل وتمحيصه لتصحيح المفاهيم الخاطئة والقوانين الجائرة، فانتشرت جمعيات ومؤسسات للمرأة في كل أنحاء العالم تدعو إلى تعديل القوانين والأحكام، ونجحت في بعضها وما زالت تقاوم في البعض الآخر.
التعليم الديني العام:
أما المساجد والمدارس فقد تزعمت المرأة المسلمة، منذ ثمانينات القرن العشرين، حملات دعوية شاملة في مختلف أنحاء العالم العربي والإسلامي، تعلم القرآن ومعانيه والسنة وغيره على شكل حلقات أو دروس غير رسمية في المساجد والجمعيات النسوية والاجتماعية. مما لفت انتباه الباحثين والباحثات خاصة في الغرب لدراسة هذه الظاهرة، فقامت صبا محمود على سبيل المثال بدراسة دور المرأة المسلمة في مصر في حركة التغيير اليوم، لتجد أن المرأة عادت تطالب المجتمع بحقوقها من خلال القرآن الكريم وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
فعلى الرغم من حرج المرحلة الحاضرة وصعوبة القدرة على تحديد نتائج ومعطيات "الربيع العربي"، إلا أن الرغبة في التغيير بغض النظر عن الأسباب الظاهرة أو الخفية، قد يعتبر أمراً إيجابيا. وبالتأكيد أن الربيع العربي لم يخرج من فراغ، فهو من جهود تراكمت عبر عقود من الزمن، لم يرضَ رجالها ونساؤها بالذل والفقر والظلم، حتى آن الأوان لتثور على الطغيان، ولذلك فلن ترضَ المرأة بمن ينادون باختزال الشريعة في نظامها العقابي، أو حصرها بفتح باب تعدد الزوجات، أو نحوها من غير مراعاة لظروفها الاجتماعية والنفسية وغيرها. ولن ترضَ كذلك بالتنحي عن الساحة السياسية التي قدمت فيها من التضحيات والجهد مثل أخيها الرجل أو يزيد. وفي هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها الأمة اليوم، لابد من توخي الحكمة والدراسة الواعية لمجريات الساحة وأحداثها وتحديد الأهداف بدقة ووعي. وجعل العمل على توحيد صفوف الأمة من أهم الأهداف التي يجب أن تسعى على تحقيقها جميع الأطراف، فهي مسؤولية الجميع.
الخاتمة: نظرات مستقبلية
ما هي عوائق تنمية المرأة:
1- الأعراف الاجتماعية المتعلقة بالمرأة. لا بد من تحديد الأعراف وتأكيد عدم مخالفتها للشرع، فالحضور الجاد للمرأة في المجالات الاجتماعية بضوابطه الشرعية أمر ضروري وهو من أساسيات الأسلام.
2- تأويل النصوص الشرعية وأثرها في تحديد دور المرأة. إن العديد من النصوص الشرعية المتعلقة بالمرأة جاءت ظنية الثبوت، ظنية الدلالة، وثمة مسائل لم يرد فيها نص من كتاب أو سنة. لا بد من التركيز على دراسة القرآن الكريم بكل جوانبه كمصدر للمعرفة لإعادة بناء أركان الأمّة والأسرة والفرد، لا بد من دراسته بدقة وصرف الجهد في ذلك وإنشاء مؤسسات بحثية جادة لتحديد خطط العمل على تفعيل دور القرآن الكريم في بناء الأمّة وعلومها وشعوبها...
مقترحات مستقبلية:
1- إدراك أهمية دور المرأة في المجتمع وفق رؤية إسلامية معتدلة نابعة من القرآن الكريم.
2- لا بد للمرأة أن تكون عضواً فعالاً في جميع مجالات المجتمع.
3- نشر الوعي لدى المرأة على حقوقها وواجباتها حسب الرؤية الإسلامية المعتدلة.
4- بلورة شخصية الطفل والاهتمام بالتنشئة الاجتماعية خاصة بالنسبة للبنات وتوجيه سلوكها السياسي.
5- تضافر جهود الجمعيات والمراكز التي تحمل هموم المرأة والأسرة، والارتقاء بالتنسيق بين المؤسسات النسوية العربية على نفس الأسس التي تعترف للمرأة العربية بحقوقها بالمشاركة السياسية في كل عمليات التغيير.
6- دعم المؤسسات الحكومية لمنظمات المجتمع المدني التي تديرها النساء وتعاونهما في تفعيل الأنشطة وبرامج شبكات التعاون الاجتماعي لحماية ذوي الدخل المحدود.
7- لا بد من تعزيز ثقافة الوعي بقضايا المرأة وأهميتها في ترسيخ دعائم الأمّة والمجتمع، ولا يتم ذلك إلا من خلال المؤسسات التعليمية والتربوية، المناهج الدراسية، والإعلام بكل وسائله.
8- تفعيل دور المؤسسات الدينية، والتركيز على تفعيل ثقافة الحوار على جميع المستويات.
نسأل الله أن يجمع كلمة الأمة ويوحد صفوفها ويصلح أحوال ابنائها وبناتها حتى يقيموا مبادئ الحق العدل والإحسان على هذه الأرض.
1. [1] عبدالله عفيفي، المرأة العربية في جاهليتها وإسلامها (القاهرة: مطبعة المعارف، 1932) ج1، ص25-30.
2. [1] عبد الله عفيفي، المرجع السابق، ص26-27.
3. [1] رواه البخاري، كتاب اللباس، باب: ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتجوز من اللباس والبسط، ج12، ص418.
4. عبد الحليم أبو شقة. تحرير المرأة في عصر الرسالة. (الكويت: دار القلم، 1990م)، ج5، ص107.
5. [1] البخاري، مرجع سابق، كتاب النكاح، باب: موعظة الرجل أبنته لحال زوجها، ج11، ص190.
6. [1] البخاري، كتاب التفسير، باب: (تبتغي مرضاة أزواجك) ج10، ص190. وصحيح مسلم، كتاب الطلاق، باب: في الإيلاء واعتزال النساء، ج4، ص192.
7. [1] عبد الحليم أبو شقة، مرجع سابق.
8. [1] عبد الملك بن هشام بن أيوب الحميري، السيرة النبوية لابن هشام، تحقيق: طه عبد الرؤوف سعد (بيروت، دار الجيل، ط1، 1411هــ) ص279-287 .
9. [1] صفي الدين المباركفوري، الرحيق المختوم (القاهرة: مكتبة الدعوة، د.ت) ص140.
10. [1] ابن جرير الطبري، تاريخ الأمم والملوك ( بيروت: دار الكتب العلمية، 1407هـ) ج2، ص 161.
11. الطبري، جامع البيان عن تأويل القرآن (بيروت: دار الفكر، 1405) ج28، ص70-78
12. [1] منال يحيى، بيعة النساء: نقطة التحول في السيرة السياسية للمرأة في صدر الإسلام (القاهرة: مجلة المرأة والحضارة، العدد الثاني- ربيع أول 1422هـ - 2001م) ص18-32.
13. [1] Lois Lamya’ Al-faruqi, Women, Muslim Society and Islam (Plainfield, Ind, American Trust Publications, 1988).
14. [1] ابن طيفور، أحمد بن أبي طاهر، بلاغات النساء ( القاهرة: مطبعة مدرسة والدة عباس الأول، 1326هـ - 1908م) ص 16-22.
15. [1] عمر رضا كحالة، أعلام النساء (بيروت: مؤسسة الرسالة، 1991م) ج1، ص451.
16. [1] كحالة، المرجع السابق، ج5، ص175.
17. [1] كحالة، مرجع سابق، ج2، 300-301.
18. [1] الندوي، أبو الحسن، ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين، مرجع سابق، ص92-95.
19. [1] أنظر معطيات الندوة المهمة التي عقدتها جمعية دراسات المرأة والحضارة لدراسة وتحليل فكر بنت الشاطئ: بنت الشاطئ: خطاب المرأة أم خطاب العصر؟ مدارسة في جينيولوجيا النخب الثقافية، أشراف وتحرير: منى أبو الفضل، أماني صالح، وهند مصطفى (القاهرة: جمعية دراسات المرأة والحضارة، 1431هـ - 2010م).
20. [1] منى أبو الفضل و طه جابر العلواني، نحو إعادة بناء علوم الأمة الاجتماعية والشرعية: مراجعات منهاجية وتاريخية ( القاهرة: دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة، ط1، 1430هـ - 2009م) ص 23-28.
21. [1] المرجع السابق، ص 97-129.
22. [1] المرجع السابق، ص30 وما بعدها.
23. [1] المرجع السابق. وأنظر: منى أبو الفضل، الأمة القطب: نحو تأصيل منهاجي لمفهوم الأمة في الإسلام (القاهرة: دار الشروق الدولية،1426هـ - 2005م

ندوة "مركز الحوار العربي"- 7 كانون الأول/ديسمبر 2011

مشاركة مميزة