الخميس، 19 يناير 2012

تسلّمه من "السي آي أي": نظام الأسد أطلق سراح "أبو مصعب السوري" في "حلب



kolonagaza7

كشفت مصادر وثيقة الصلة في مدينة "حلب" عن إفراج النظام السوري عن القيادي الجهادي أبي مصعب السوري"، مصطفى ست مريم نصار” (53 عاماً، مواليد "حلب") المقرب من تنظيم القاعدة مع مساعده "أبي" خالد" قبل أيام.
وكانت الولايات المتحدة، بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 قد خصّصت جائزة 5 مليون دولار للقبض على "أبو مصعب السوري".
واعتقل "أبو مصعب السوري" في مايو / أيار من عام 2006 في مدينة "كويتا" الباكستانية من قبل المخابرات الباكستانية وتم تسليمه إلى المخابرات الأميركية التي سلّمته بدورها إلى المخابرات السورية.
ويحمل أبو مصعب السوري، المعروف بأنه أحد منظري الجماعات الإسلامية المسلحة في أفغانستان والعالم العربي، الجنسية الإسبانية.
وطرح توقيت الإفراج عنه في هذه الأيام أسئلة كثيرة. ويرى متابعون أن الإفراج عنه ربما يكون إشارة من النظام السوري على وقف التعاون الأمني مع الأميركيين، وبالتالي الإفراج عن كل من تعتبرهم واشنطن تهديدا لها ولمصالحها. ويوجد في السجون السورية معتقلون آخرون من "القاعدة" بعضهم تسلّمه السوريون من ألمانيا، وشارك محقّقون ألمان في استجوابهم في سجون سورية. كما يوجد عدد كبير من السعوديين.
بينما يرى مراقبون آخرون أن ذلك قد يندرج في إطار معرفة قوة هذه الجماعات المعادية للنظام السوري وجس نبض علاقاته مع المسلحين في سورية قبل أن ينفجر الوضع المسلح في سورية، وبالتالي يتمكن النظام السوري من التعامل مع المسلحين..
وتعتقد مصادر "جهادية" مطّلعة أنه يصعب تصديق أن يقوم النظام السوري بالتخلّي عن ورقة "ثمينة" (بكل المعاني، حتى بمعنى "البيع والشراء" الذي اعتاد عليه النظام السوري..) مثل "أبو مصعب السوري". خصوصاً أنه بدأ حياته السياسية مع "الطليعة المقاتلة" لـ"الإخوان المسلمين" في حماه في 1982، قبل أن يشارك في مشروعات "جهادية" في باكستان وأفغانستان والجزائر، وربما في عمليات مدريد ولندن الإرهابية.
مما يعني أنه ربما تمّ الإفراج عنه لكن مع وضعه تحت مراقبة شديدة أو قيد الإقامة الجبرية. ولا تستبعد هذه المصادر أن تلجأ سلطات الأسد إلى "تصفية" أبو مصعب السوري إذا دعت الحاجة! ويمكن أن تزعم أنه "التحق بجماعات المسلّحين والإرهابيين" بعد إطلاق سراحه!
خلفية:
أبو مصعب السوري هو من رتّب لقناة "الجزيرة" إفتتاح مكتبها الشهير في "كابول" أثناء حكم الطالبان، حيث أنه كان في حينه يعمل في "إعلام" إمارة الطالبان.
كان "الشفاف" قد نشر خبر اعتقال "أبو مصعب السوري" في 4 نوفمبر 2005 . وجاء في الخبر نقلاً عن موقع وزارة العدل الاميركية على الانترنت أن مصطفى ست مريم نصار ناشط في تنظيم القاعدة رصد موقعه في باكستان او افغانستان وهو يحمل ايضا الجنسية الاسبانية من خلال زواجه واقام فترة في لندن.
ويفيد الموقع انه "بحسب معلومات صحافية اخيرة غير مؤكدة فقد لعب دورا في اعتداءات 11 اذار/مارس في مدريد" التي اوقعت 191 قتيلا.
واضاف الموقع ان المشتبه به شارك في تدريب ارهابيين ولا سيما على استخدام الاسلحة الكيميائية في معسكري تدريب في افغانستان واعلن الولاء لاسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة بعد اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة.
كما نقلت معلومات صحافية عن مسؤولين في اجهزة الاستخبارات البريطانية ان نصار مطلوب للاشتباه بضلوعه في اعتداءات 7 تموز/ يوليو في لندن التي اوقعت 56 قتيلا بينهم اربعة انتحاريين.
ولكن معلومات أخرى، أكثر مصداقية من معلومات الأميركيين (الذين أطلقوا صفة "القاعدة" على جميع "الجهاديين" في أفغانستان...) أكّدت أن "أبو مصعب السوري" تعاون فعلاً مع "القاعدة" لبعض الوقت ولكنه "بايع" الملا عمر، ووقف أحياناً إلى جانب "الطالبان" ضد "الأفغان العرب".
سيرة أبو مصعب السوري حسب "المرصد الإٍسلامي: من "الطليعة المقاتلة" في "حماه" في 1982 إلى أفغانستان و"القاعدة" والملا عمر
التحق الشيخ بتنظيم "الطليعة المقاتلة"، الذي أسسه مروان حديد في سورية لقتال النظام البعثي.
تلقى عددا من الدورات العسكرية بإشراف ضباط فارين من الجيش السوري في الاردن، وضباط من الجيش العراقي والمصري في بغداد والقاهرة، وكانت هذه الدورات ضمن دعم النظامين العراقي والمصري لتنظيم الإخوان المسلمين ضد النظام في سوريا لخلافات وجدت بين تلك الأنظمة في حينها.
تخصص في علم هندسة المتفجرات وحرب عصابات المدن والعمليات الخاصة، وعمل مدربا في قواعد الجهاز العسكري لتنظيم الإخوان المسلمين في الأردن، وفي معسكراته ببغداد.
أثناء معارك حماة، عينت قيادة تنظيم الإخوان المسلمين المقيمة في بغداد الشيخ أبا مصعب عضوا في القيادة العسكرية العليا بإمارة الشيخ سعيد حوى، ونائبا للمسؤولعن منطقة شمال غرب سوريا.
إثر دمار مدينة حماة وانهيار برنامج المواجهة مع النظام ، أعلن الشيخ أبو مصعب انفصاله عن تنظيم الإخوان المسلمين، احتجاجا على إبرامهم "التحالف الوطني" مع الأحزاب العلمانية والشيوعية والفرع العراقي لحزب البعث! وذلك لأسباب عقدية منهجية، واحتجاجا على الفساد وسوء الإدارة لدى الإخوان، واعتبرهم مسؤولين عن دمارحماة وفشل وإجهاض الثورة الجهادية.
وسجل فيما بعد تفاصيل ذلك في كتابه المشهور والذي أرَّخ فيه لتاريخ تلك التجربة ودروسها.
شارك الشيخ مرة أخرى مع الشيخ عدنان عقلة في محاولة إعادة بناء "الطليعة المقاتلة" في سوريا، لكن تلك المحاولة باءت بالفشل، واعتقل الشيخ عدنان عقلة، ومعظممن تبقى من "الطليعة".
تفرغ الشيخ بعد ذلك لاحياء العمل الجهادي في بلاد الشام، وقد قادته تلك المحاولات إلى أفغانستان، حيث تعرف في يبشاور/ باكستان على الشيخ عبد الله عزام الذي أقنعه بالانضمام إلى تجمع المجاهدين العرب، ليضع خبراته العسكرية في تدريب الوافدين الجدد إلى أفغانستان.
التحق بتنظيم القاعدة في بداية تأسيسه، وقد كان قبل ذلك من المقربين من الشيخ أسامة خلال مرحلة الجهاد الأفغاني.
تعرف الشيخ أبو مصعب خلال الجهاد الأفغاني على الشيخ عبد القادر بن عبد العزيز (المعتقل الآن في مصر)، صاحب كتابي "العمدة" و "الجامع"، واستفاد منه في تحصيله الشرعي، وكان الشيخ يترددعليه دائماً ويعرض عليه كتاباته. وذكر مرة، أنه لم ينشر كتابه "التجربة السورية" إلا بعد عرضه على الشيخ عبد الله عزام، ثم مراجعته وقراءته من قبل الشيخ عبد القادربن عبد العزيز وإجازته له بنشره، كما عرض عليه البيان الأول لدعوة المقاومة الإسلامية العالمية، قبل نشره، وأجاز ما فيه من فتاوى.
انكب الشيخ خلال فترة الجهاد الأفغاني على دراسة الكتب الشرعية، وخاصة كتب ابن تيمية وتلميذه ابن القيم، واهتم بتراث علماء السلف وكتب أئمة الدعوة النجدية. . واهتم بمطالعة كتابات الشيخين الشهيدين سيد قطب وعبد الله عزام، وتأثر بهما تأثراً بالغاً في منهجه وكتاباته.
أثناء وجوده في باكستان وأفغانستان درس الشيخ في جامعة بيروت العربية، في قسم التاريخ - بالمراسلة - وحصل على شهادة "ليسانس" في التاريخ، من فرع الجامعة في عمان / الأردن.
سافر الشيخ إلى بريطانيا بناء على دعوة الشيخ قاري سعيد الجزائري الذي عاد من أفغانستان إلى الجزائر ليشارك في تأسيس "الجماعة الإسلامية المسلحة"، فمكث الشيخ في لندن وعمل مع الخلية الإعلامية الداعمة للجهاد الجزائري، وكتب في نشرة الأنصار الجزائرية وغيرها من نشرات الجماعات الجهادية التي كانت تصدر من أوروبا خلال تلكالفترة، وخاصة "الفجر" الليبية و "المجاهدون" المصرية.
أسس في لندن "مكتب دراسات صراعات العالم الإسلامي"، وقام المكتب يتنفيذ مشروع مقابلتين صحفيتين مع أسامة بن لادن، الأولى لصالح القناة التلفزيونية الرابعةفي "BBC"، والثانية مع شبكة "CNN".
على إثر نجاح حركة طالبان في إقامة الإمارة الإسلامية، هاجر الشيخ إلى أفغانستان، وبايع أمير المؤمنين ملا محمد عمر في قندهار، وشكل مجموعة مجاهدة عملت ميدانيا مع الطالبان، كما عمل الشيخ مع وزارة الإعلام، وكتب في جريدة "الشريعة" الناطقة الرسمية باسم الإمارة، وشارك في إعداد برامج إذاعة كابل العربية.
أسس الشيخ في أفغانستان، "معسكر الغرباء"، في قاعدة "قرغة" العسكرية الشهيرة فيكابل بتعاون مع وزارة دفاع الطالبان، وقد تعرض هذا المعسكر إلى تدمير الطائرات الأميركية بالكامل، أثناء هجومها على الإمارة الإسلامية إثر أحداث سبتمبر.
أسس الشيخ في أفغانستان "مركز الغرباء للدراسات الإسلامية والإعلام"، وأصدرمجلة "قضايا الظاهرين على الحق". إثر سقوط الإمارة الإسلامية في أفغانستان اعتزل الشيخ وتفرغ للبحثوالتأليف.
أعلن الشيخ إنهاء عزلته، ليستأنف نشاطه الميداني، إثر نشر وزارة الخارجيةالأمريكية مذكرة بحث واعتقال بحقه وتخصيصها مكافأة مالية للقبض عليه.. ثم اعتقل في باكستان عام 2005 م ثم أصبح مصيره مجهولا .

مشاركة مميزة