الأحد، 5 فبراير 2012

فخ الشرق الأوسط الجديد



kolonagaza7

بقلم د.يوسف الحاضري
Alhadree_yusef@hotmail.com
- نظرية الشرق الأوسط الجديد وفكرته وصورته النهائية وسعي الغرب لإنتاجه والعمل به في أرض الواقع وربط كل حدث أو مأساة أو مشكلة تحدث في أي دولة من دول الشرق الأوسط بهذه النظرية ليست أكثر من (جزرة) وُضعت لحمار (عربي) يحاول جاهدا المسك بها حيثما يوجه حامل الجزرة يتغير اتجاه سير هذا الحمار وفي الأخير قد يلتهمها الحمار أو يتم الاحتفاظ بها لمغامرة قادمة ,,, وليس أكثر من "وهم" زرعوه في أنفسنا لنحارب ضده أو معه وننشغل بهذه الأحداث والأفكار ولنترك الجو مهيأ لهم للاستمرار في خططهم وأهدافهم دون أي إعاقات ,,, هناك شرق أوسط جديد موضوع ومخطط له ,, نعم نعلم ذلك وقد شاهدنا مقترح الخريطة عدة مرات وتفقهنا في أهداف هذا الشرق ورؤية واضعيه وأهدافهم ,,, ولكن كل ما وضعوه في فكرتهم للشرق الأوسط الجديد في الأصل والأساس مطبق على الواقع دون أن نحتاج لإعادة هيكلة للدول ,,, فمن الأهداف من هذا الشرق أن يتم تجزئة الأوطان العربية أكثر ليتم تهيئة الأجواء للكيان الصهيوني في التواجد أكثر والاستقرار غير أن الواقع الحالي يبين لنا أن هذا الكيان أكثر استقرار له من ذي قبل والدليل (زيادة الإشاعات بأنها خائفة من ربيع العرب وأنها في هستيريا وخائفة جدا مما قد يحدث لها ) عوضا عن انشغال الدول المحيط بها في صراعات مع أبناءها فمصر الحبيبة أنفجر شبابها (الذي وصفهم رسول الله ذات يوم بأنهم خير جنود الله) في وجه حكامهم وكل يوم وهم في شأن وخبر ومشكلة ومأساة جديدة وينقادون أيما انقياد لواضعي المؤامرة حتى أصبحت الدماء في مصر والحديث عنه حديث روتيني كما حصل في الصومال ثم في العراق (مصبوغة بصبغة الشهيد حسب فتوى مجلس الإخوان (الشعب) المصري ) ,,, والأردن التي لا ينقصها سوى نجمه سداسية وسط علمها لكي تكون واضحة تماما للعيان أنها فرع لتل أبيب قرب تل أبيب ,,, وسوريا الحرة مازال الجميع يقاتل ضدها ليسقطها ويرقص على جثتها بعد أن حول المتآمرون العملية السياسية إلى عملية دينية مذهبية (علوية وسنية ) ,,, فأي راحة وأمن واستقرار ستبحث عنه (الكيان الصهيوني) أكثر مما هي عليه الآن .
- وعندما نتكلم عن هدف آخر من أهداف هذا الشرق الأوسط الجديد من خلال تقسيم الوطن العربي إلى أجزاء مرتكزة على المذهبية الدينية تظل في مشاكل وتناحر وحروب فالوضع الحالي أشد مما قد يحدث في المستقبل الأوسطي الجديد بل أنه أخطر كون التناحر المذهبي موجود ضمن نطاقات جغرافية أضيق بل في قرى صغيرة تحتوي على مذاهب متعددة كانت قبل فترة (آمنة مطمئنة يأتي رزقها وعافيتها وراحة بالها وتقيم شعائرها دون مضايقات أو منازعات ) ولا أظن أن الدول المتآمرة ستسعى بأي حال من الأحوال أن تفرق بين هذه المذاهب وتبعدها عن بعضها وتضعها دول مستقلة تحوي كل دولة على فئات مذهبية محددة كما يروج له في خارطة الشرق الأوسط الجديد (الدولة السنية والدولة الشيعية ) ومن هذه الأقاويل لأن استمرار تناحر المسلمين والعرب ضمن نطاق جغرافي ضيق أحب إليهم من حرب دولة مع دولة فالتاريخ يعلمنا أن حروب الطوائف والقبايل والجماعات أشد وأخطر وأطول وأكثر فرقة وشتات من حرب دولة مع دولة
- ولو تطرقنا إلى حديث جديد عن هدف جديد لهذا الشرق الأوسط الجديد سيكون (الثروات ونهبها من الدول المتآمرة) فهذا هدف من أهداف الخريطة الجديدة لهذه المنطقة كون الدول ستكون في شتات وتناحر وبداية تكوين ونشأة وأيضا سيكون القائمون عليها مازالوا (عملاء ناشئين يانعين ) تجتاحهم طاقات الشباب فسيسعى كل عميل لإظهار حسن نية لمن وضعه في رأس دويلة جديدة أو منطقة جديدة من خلال تقريب القرابين إلى أربابهم في الغرب ,,, رغم أن هذا كله ما نشاهده حاليا دون أن نحتاج أصلا إلى شرق جديد أو قديم فثروات الوطن العربي تذهب حصة كبيرة منها إلى هذه الدول (بشكل رسمي أو سري ) لأن تشكيل دويلات جديدة سيكون لها ردة فعل عكسية على مصالح وأطماع المتآمرين وليس كما يتم طرحه في المخططات ,,, فالدولة ناشئة تسعى للنهوض ويسعى القائمون عليها لإثبات جدارتهم لشعبهم وغير ذلك من أفكار نعلمها جميعا رغم أننا لا ندركها أو نستوعبها أو حتى نكلف أنفسنا بالقيام بالشيء الصحيح والسليم .
- ومن هذه الأطروحات وغير ذلك يتضح لنا أن موضوع الشرق الأوسط الجديد ليس إلا (فخ) كبير جدا تم استدراج عقولنا وأفكارنا وقلوبنا تجاه هذا الأمر وتحويل انتباهنا وتركيزنا عكس الأمر الذي يجب أن نركز فيه وعليه ,,, لأن واضعو هذه الأفكار يدركون تمام الإدراك حجم عقليتنا – نحن العرب- والتي في الأصل مرتبطة بعاطفتنا أيما ارتباط وسهلة التشكل والتوجه والجذب والشد ويعلمون تمام العلم أن أي حيلة مهما كانت ستنطلي علينا دون أدنى جهد ما يحتاج لها إلا (إعلام عميل ) و (أموال حرام ) و (أفراد مرتزقة ) و(شعارات دينية زائفة مغالطة ) وستجدنا في نهاية المطاف أنتجنا بيئة عربية مستوية جاهزة للغير لاستباحتها أو نهبها أو التهامها أو اغتصابها ولا نحتاج لما يقال علينا اليوم في بروتوكولاتهم (تشكيلات جغرافية جديدة ) لأن أي سعي لهذه التشكيلات الجغرافية الجديدة فيها من المغامرة الكثير والكثير للمتآمرين حيث أن احتمالات إنفلات السيطرة الغربية عليها كبير جدا ومع ذلك لا ضير لهؤلاء أن يظهروا لنا كل فترة وأخرى بموضوع أو فكرة جديدة تشغلنا عن واقعنا المرير وتوهمنا بالسيطرة أو بالتحررية أو بالنمو أو بالفهم ,,, فهذه أفكار واتجاهات وأعمال يتلاعب المتآمرون بعقولنا ليسهل لهم استمرار سيطرتهم علينا ونهب ثرواتنا (أهم هدف لهم ) وما دون ذلك فلا يشكل لهم أي اهتمام أو اعتبار مثلها مثل (دعوات التحرر والديمقراطية والعدالة والمساواة والتداول السلمي للسلطة وحقوق الأقليات و غيرها ) ,,, فيا ترى متى تتحول أمة (أقرأ) لأمة (تقرأ) وتفهم ما (تقرأ) وتعمل بما تفهم ومتى سنصحو من سباتنا ونعمل لأنفسنا خارطة جديدة ترتكز على أهدافنا لأنفسنا نستغل فيها ثرواتنا لأوطاننا وشعوبنا ونترك المتآمرون يتعفنون في بروجهم بدل ما نحن الآن من بتعفن في تحليلاتهم وانجرارهم وتهاوشهم خلفهم,,, فيا ليت قومي يعلمون ويفقهون ,,, ويا ليتهم يقرءون!!

مشاركة مميزة