الخميس، 9 فبراير 2012

الشام تستجير فهل من مجير؟

kolonagaza7

محمد فايز الإفرنجي
مرت شهور طوال ودماء أبناء الشام تتدفق لنيل حرية طال انتظارها والسعي لها, قدمت سوريا ولازالت تقدم أبنائها قوافل يومية من الشهداء الأبرار, لا تخلوا من أطفال وشبان وشيبًا, جميعهم يفتدون أرض الشام لتنال حريتها من طواغيت الزمان .
إن ما يندى له جبين الشعوب العربية والإسلامية الحالة التي يعامل بها الشعب السوري, فهو يذبح من الوريد للوريد, يستصرخ الأحرار من العالم فلا مجيب لصدى أصوات بحت حناجرها, تنادي العروبة والإسلام فيأتي قرار هنا وقرار هناك خجول لا يظهر إلى النور ليعطي المزيد من الوقت للنظام السوري لذبح الشعب الحر حتى يرضخ للطغيان ويعود عن قراره بالسير قدما حتى بلوغ حرية طال انتظارها.
جامعة عربية, أمم متحدة, منظمات دولية وحقوقية وأخرى إنسانية؛ جميعها تقف موقف المتفرج بينما دماء الأحرار تسيل مدارًا حتى كادت أن تغسل أرض الشام من رجز الأقزام من نظام البعث ومن يدور في فلكه.
هي المصالح التي تبقي هذا النظام فوق رقاب الشعب السوري , وهي السياسة التي يدفع ثمنها أبناء الشام من دمائهم ودماء فلذات أكبادهم منذ شهور طوال دون توقف ولا انفراج في الأفق يشير إلى قرب نهاية هذه المجازر البشعة التي يعيشها الشعب السوري على مدار الساعة.
شعب أعزل إلا من الكرامة والحرية, يتعرض لقصف الدبابات وكافة أنواع الأسلحة الثقيلة لا يتوانى في التصدي لها بصدور عارية تخفي في طياتها قلوب ثائرة تنشد الخلاص من نظام أثخن الشعب عذابًا وتنكيلًا على مر العقود, توارث الظلم والقتل والتنكيل ليخرج أهل الشام من صمت طال, ويقولوا كفى فلن نركع بعد اليوم لظالم.
أيتها الجامعة العربية عبثا سميت بالعربية والعربية منك براء, لم تكن نشأتك للحفاظ على أنظمة البغي والطغيان؛ لم يكن الهدف من وجودك مراقبة الدماء وهي تراق, لم يكن وجودك لحماية طواغيت تقتل أبناء الشعب العربي أمام ناظري مراقبيك البلهاء, لقد كفرنا بك أيتها الجامعة الغير عربية كفرنا بمراقبيك وبكل قراراتك السامة التي لم تخدم يومًا قضايانا ولم تكن يوما بقدر مسؤولياتها.
لقد ناداكم الشعب السوري وعقد عليكم الآمال أيتها الجامعة, وبعد مخاض عسير ولدت قراراتكم التي هي بمثابة "قردة بشعة" زادت من بشاعة المشهد وأصبحت جرائم ومجازر النظام السوري تسير أمام مرأى مراقبيك أيتها الجامعة.
أمم متحدة , منظمات دولية حقوقية وإنسانية تقف موقف المتفرج فمصالحها لا تستوجب معاداة النظام السوري, فتصدر قرار هنا وقررا هناك لا يوجب وقف المجازر ولا يتسبب بانهيار نظام بات يستقي وجوده من دماء أبناء الشعب السوري الحر, سياسة تكتال بألف مكيال ومكيال وتسير حسب الأهواء والمصالح فترسل حاملات الطائرات وصواريخ كروز إلى ليبيا, وتقف موقف المتفرج من سوريا واليمن وربما القادم مذهل اكبر وأكثر.
أيتها الشعوب العربية الحرة ما عاد يجدي رهانكم على جامعة ليس لها من العربية سوى الاسم, ولا من أنظمة متعفنة تنساق حسب أهوائها ومصالحها وما تمليه الدول الكبرى عليها من سياسات, أيتها الشعوب الحرة في كل مكان ما عادى يجدي رهانكم إلا على أنفسكم على أحرار العالم العربي والإسلامي فلا طائل من غير هؤلاء الأحرار للخلاص من ظلم قد طغى وتجبر. أيتها الشام الحرة هبي قاطبة في وجه الطغيان فالحرية لا تطلب بل تأخذ عنوة من الظلام, فدماء من ارتقى من أبنائكم هي وقودًا لمسيرتكم فلا تتوانوا في الحفاظ على نيل حرية ضحى الألوف من أجلها بأرواحهم؛ فلا تبخسوهم مطالبهم التي من أجلها ضحوا بدمائهم و لا تجعلوها تذهب أدراج الرياح .
أيتها الشام الحرة انتفضي عن بكرة أبيك في وجه الظلم والطغيان ولن ينجح الظلم في الدوام وإن استخدم ترسانة من الأسلحة, كان المفترض بها أن تعرف عنوانها وتتوجه إلى تحرير أرض مغتصبة لا لصدور أبناء الشام, أيتها الشام لن يضرك من خذلك من أزلام الجامعة العربية ولا من هيئة الأمم ومنظمات ما يقال عنها بالإنسانية والحقوقية بل ستنالين الحرية بدماء الشرفاء من أبنائك أبناء الشام. ثوري يا شام فلن "يحك ظهرك مثل ظفرك " فالكل تخلى وأصبح تماما كالنعام.

مشاركة مميزة