الأحد، 18 نوفمبر 2012

دور المثقف في تحطيم جدار الرعب والصمت

kolonagaza7

دور المثقف في تحطيم جدار الرعب والصمت

استطعنا مؤخرا بعد إثارة قضية شخصية أن نجعل كثيرين يتحدثون بجرأة عن أحد أجهزة المخابرات العربية ودوره ويذكرونه بالإسم، وبتنا نرى التعليقات والمقالات والتصريحات والشعارات على الإنترنت وعلى الأرض بكثرة الآن. كانت الأغلبية تخشى ذكر اسمه أو الإشارة إليه أو أن تتحدث عن دوره المهيمن في إدارة البلاد وإعاقة عملية الإصلاح والتغيير، لا أرضيا ولا رقميا، وأعتقد أن هذا سيتفاعل ويتزايد تباعا في قادم الأيام.

 ليس بالضرورة أن تهاجم لكن يمكنك أن تتحدث بهدوء وتثير بذكاء نقاشا أو جدلا فكريا واجتماعيا وصحفيا وإعلاميا بإشراك الآلاف، يمكنك كمثقف مسلح أن تمارس ضغطا فكريا وإعلاميا وأخلاقيا وتزيل جدار الخوف والصمت تدريجيا وترفع معنويات الناس ومن ثم نبرتهم وأصواتهم. تخيل مثلا أن يصل هذا المقال إلى مليون عقل عربي عبر شبكات إعلامية ومواقع إخبارية. هؤلاء ليسوا رقما يُمر عنه مرور الكرام بل مليون عقل عربي! تخيل حجم التوعية والتثقيف والتنوير. تخيل حجم التأثير النفسي والثقافي والفكري والمعنوي.

نحن نقول علنا لأجهزة المخابرات أنكم لستم أعداءنا، لكننا نريد منكم التغيير ورفع المظالم عن الناس وإعادة الحقوق والاعتبار إليهم والابتعاد عن تعذيبهم وإهانتهم والتهديد بالإساءة لأعراضهم لأن هذا غباء مدمر لكم ولسمعتكم ومعيب بحقكم أصلا. حدث بسيط قد يؤدي إلى ثورة وقلب نظام حكم بأكمله وأنتم رأيتم أنظمة الحكم التي تدحرجت هي ورؤسائها إلى مزابل التاريخ. يفترض بكم أنكم أذكياء وأدرى الناس بنبض وتوجهات الناس. يفترض بكم أن تعرفوا قوتنا كمثقفين وشعوب. صحيح قد يعتبرنا البعض مجانين لأننا نتحدث بهذه النبرة وهذه الثقة، لكننا واقعيا لسنا كذلك، نحن نتحدث معكم بصدق وجرأة وثقة ووضوح، وندرك ونعي ما نتكلم.

قال ضابط مخابرات لا أريد أن أذكر جنسيته حاليا حتى لا يقال أنني أحرض على ثورة في بلد ما:
نحن نعمل على تأجيل حدوث الثورة لا منعها!

إذن نحن نتعامل مع أناس أذكياء، والأذكياء يفهمون على الأذكياء!

عامر العظم

مشاركة مميزة