الأربعاء، 21 يونيو 2023

في أسوأ أعمال العنف والتدابير الانتقامية، مقتل مواطن وإحراق عشرات المنازل

kolonagaza7

 

المرجع: 70/2023

التاريخ: 21 يونيو 2023

التوقيت: 19:30 بتوقيت جرينتش

في أسوأ أعمال العنف والتدابير الانتقامية، مقتل مواطن وإحراق عشرات المنازل والمركبات في اعتداءات واسعة للمستوطنين وقوات الاحتلال في رام الله



يدين المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بأشد العبارات أعمال العنف والانتقام واسعة النطاق التي نفذها مئات المستوطنين بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم في بلدة ترمسعيا، شمال رام الله، شمال الضفة الغربية، وأدت إلى مقتل مواطن وإصابة 11 آخرين بجروح بعضهم حالتهم خطيرة، وإحراق عشرات المنازل والمنشآت والمركبات.

وتأتي هذه الاعتداءات نتيجة لسياسة التحريض المستمرة من وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي، وهي تتكرر بسبب سياسة الإفلات من العقاب والحماية التي يحظى بها العنف الذي يمارسه المستوطنون، بما يدلل على أن عنف بصبغة عنصرية يتم برعاية أعلى المستويات السياسية والعسكرية في دولة الاحتلال.

 ووفق المعلومات الأولية التي جمعتها باحثة المركز، ففي حوالي الساعة 1:58 مساء اليوم الأربعاء، اقتحم عشرات المستوطنين المسلحون والملثمون انطلاقاً من مستوطنة "شيللو" المقامة على أراضي شرق رام الله، بلدة ترمسعيا. على الفور شرع المستوطنون بتنفيذ أعمال عنف ذات طابع انتقامي، وأطلقوا النار عشوائيًّا، تجاه المواطنين ومنازلهم، وأضرموا النار بالعديد من المركبات المتوقفة في شوارع البلدة. تجمع أهالي البلدة وحاولوا التصدي للمستوطنين بإلقاء الحجارة تجاههم، فأطلق المستوطنون النار مباشرة على المواطنين، وأضرموا النار داخل العديد من المنازل السكنية، واندلعت مواجهات عنيفة، في شوارع البلدة، مع انتشار كثيف للدخان الناتج عن احراق عدد من المركبات والمنازل. ووصلت أعداد إضافية من المستوطنين واقتحموا غالبية المنازل السكنية الواقعة على يمين المدخل الرئيسي، وأجبروا السكان على الخروج منها، واضرموا النار فيها، وداخل حدائقها، ومن ثم اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال البلدة وسط إطلاق نار كثيف وكذلك إطلاق قنابل الغاز بكثافة صوب المتظاهرين، وشكلت حماية للمستوطنين خلال تنفيذ اعتداءاتهم.

 وأفاد رئيس مجلس بلدي ترمسعيا لافي أديب شلبي لباحثة المركز، أن الحصيلة الأولية لاعتداءات المستوطنين أسفرت عن حرق حوالي 30 منزلاً بالكامل، و60 مركبة.

وفي حوالي الساعة 4:00 مساءً، ومع اشتداد المواجهات، أمّنت قوات الاحتلال انسحاب المستوطنين إلى الشارع60 الاستيطاني، أي إلى مدخل البلدة الرئيسي. في تلك الأثناء لحق بهم المتظاهرون، فأطلقت قوات الاحتلال النار تجاههم، ما أدى إلى إصابة 12 مواطنًا، بأعيرة نارية. نقل المصابون إلى مشفى محلي في البلدة، وتبين أن عدة إصابات خطيرة، نقلت إلى مجمع فلسطين الطبي، بينهم المواطن عمر هشام عبد الله جبارة،25عامًا، الذي أصيب بعيار ناري في صدره، وحاول طاقم الأطباء إنقاذ حياته دون جدوى حتى الإعلان عن وفاته حوالي الساعة 4:22 مساءً.

 وعقب انسحاب المستوطنين من بلدة ترمسعيا، توجهت أعداد من المستوطنين إلى بلدة سنجل شمال شرقي رام الله، وشرعت في تنفيذ اعتداءات وسط اندلاع مواجهات مع المواطنين وانتشار لقوات الاحتلال.

 ومساء أمس الثلاثاء، وفي أعقاب عملية إطلاق النار التي أدت لمقتل 4 مستوطنين وإصابة 4 آخرين قرب مستوطنة عيلي بين نابلس ورام الله، نفذ عشرات المستوطنين اعتداءات عدة في بلدات نابلس وأضرموا النار في مركبة وألحقوا الأضرار بمركبتين إضافيتين، في حين أصيب مواطنان، أحدهما طفل، برصاص قوات الاحتلال التي تدخلت لحمايتهم.

 وإذ يدين المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان عنف المستوطنين فإنه يحذر من أن تصبح مثل هذه الاعتداءات الانتقامية معتادة ويستمر وزراء الاحتلال ومسؤولوه بالتشجيع على ارتكاب مجازر بحق الشعب الفلسطيني دون أي رادع في حال عدم محاسبة إسرائيل على انتهاكاتها وممارساتها ولم يتم تفعيل القانون الدولي ضدها.

ويؤكد المركز أن قوات الاحتلال تتحمل المسؤولية عن هذا العنف الممنهج المسنود بقرار من أعلى المستويات السياسية في إسرائيل.

 ويدعو المركز المجتمع الدولي والهيئات الأممية لتحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية، والتدخل الفاعل لوقف جرائم قوات الاحتلال والمستوطنين ضد الفلسطينيين، والعمل على توفير الحماية لهم.

 

 

 

مشاركة مميزة