الاثنين، 16 أغسطس 2010

رمضان والشحاذة في اليمن


kolonagaza7
رضوان ناصر الشريف
يتزايد عدد المتسولين في شهر رمضان الكريم ،،، أينما ذهبنا نجد المتسولين في الشوارع و المساجد في المنتزهات وفي الأماكن العامة !!!!
يعتبر المتسولين شهر رمضان المبارك هو شهر جمع الأموال ........ الغريب أن هناك أسر ترسل النساء و الأطفال في رمضان من أجل التسول و أخذ تلك الصدقات و التبرعات التي يقدمها أصحاب المتاجر الكبيرة و الذي عادة تكون صدقاتهم وزكاتهم في شهر رمضان .
رغم أن هذه الأسر ليست بتلك الحاجة الذي تستدعي ذلك الاستنفار الأسري وتشريد النساء و الأطفال ، يجوبون الشوارع من بعد صلاة المغرب حتى مطلع الفجر .
عندما سألت إحدى النساء اللاتي يتسولن أمام إحدى المتاجر الكبيرة في شارع جمال بصنعاء لماذا تتسولي ؟
قالت : زوجي عاطل عن العمل ورمضان الناس كلها تحب عمل الخير فيه و أنا محتاجة للمال لإعالة أسرتي إلى أن يجد زوجي عمل و يتكفل بالنفقة علينا .
التسول أصبح فن وامتهان حيث يقوم بممارسته أناس لهم خبرة عالية وكفاءة في الإقناع ... أشخاص لا أدري هل هي الحاجة التي جعلتهم يتقنون هذا الفن أم أنهم مدربون و مجهزون على يد خبراء في الشحاذة ؟؟؟؟
لأنك عندما تمر من قرب أحد المتسولين لن تتعداه إلا بعد أن تعطيه نقودا ليس شفقه به و لكن لجعله يتركك تمر في حال سبيلك ،،،،، فبعض المتسولين يمسك بك ولا يفلتك أبداً وهو ينهل عليك بكل أنواع الدعاء الذي يحفظ .
ضاعت عزة النفس والكرامة ، واختفت العفة والتعفف والسبب في ذلك الحاجة الملحة الناجحة عن سياسة التجويع .
حيث يقول أحد المتسولين وهو شخص عاجز أصابه شلل نصفي ، أنا لدي أربعة أطفال وبيت إيجار بخمسة عشر ألف ريال يمني وحالتي الصحية لا تسمح لي بالعمل ، الدولة لا تعطيني إلا أثنى عشر ألف ريال فقط معاش ما تسمية الضمان الاجتماعي وهو لا يأتي إلا كل ثلاثة أشهر يعنى مش حتى حق إيجار شهر واحد للبيت ، فتوجب علي التسول والإلحاح على الناس من أجل الاستمرار في العيش وإلا أصبحت أنا وأسرتي في الشارع .نلاحظ في الآونة الأخيرة ارتفاع وتزايد كبير في أعداد المتسولين ، وأجزم أنه لا تخلى منطقة واحدة في الجمهورية اليمنية من الشحاذين محليين وأجنبيين حيث تشير دراسات ميدانية أن نسبة المتسولين من اليمنيين أنفسهم 85% ، 15% من جنسيات أخرى حيث أن نسبة 43% من المتسولين هم أطفال .
إذا لابد من وقفة صادقة أمام هذه الظاهرة التي تعكس مدى المجاعة التي يعيش فيها أبتاء اليمن كونها من البلدان النامية والمتزايدة سكاناً بنسبة كبيرة سنوياً.
يجب على الجهات المختصة إن وجدت أساساً تعمل على نشر الوعي وخلق فرص عمل جديدة للحد من البطالة ويأخذوا بيد المحتاج ويعلموه صنعة يستطيع بها أكل لقمة العيش بكرامة دون اللجؤ إلى مثل هذه الأساليب ، وأيضاً يجب على الجهة المختصة وضع عقوبات صارمة ورادعة لمن يرسلون أبنائهم إلى الشوارع وأرصفة الشوارع للتسول .
إلى متى ستظل الدولة متفرجة لا تحرك ساكن ولا تسعى لتحسين وضع المواطنين وتأمين حياتهم المعيشية ،،،،، تساهلات ولدت مشاكل وفتن كثيرة مست عقيدتنا وكرامتنا ومست حتى وحدتنا.
اختتم مقالي هذا بقول يونس بن ميسره:
رب يوم بكيت منه فلما
صرت في غيرة بكيت عليه

مشاركة مميزة