الجمعة، 6 أغسطس 2010

السلبيون في الوطن

kolonagaza7
بقلم الكاتب /عزام الحملاوى
مازال هناك بعض التنظيمات الفلسطينية التي تبحث عن تحقيق بعض المكاسب الخاصة بها بعد أن فشلت سواء على الصعيد التنظيمي أو على الصعيد الوطني, نتيجة سياساتها المتخبطة وعدم قدرتها على التعاطي مع الأحداث, وخاصة أحداث الانقسام وتبعاته بعد أن ظهرت وكأن هذه الأحداث لاتعنيها, وان الشعب وقضيته لاتهمهم ,وبدلا من أن تقوم هذه الفصائل بمراجعة سياساتها ومعالجتها, وتكون صاحبة قرار نابع عبر برنامجها السياسي تخدم من خلاله المصالح الوطنية لشعبنا, وتعمل على راب الصدع بصورة جدية, إلا أنها مازالت تصر على تكرار نفسها وأخطائها دون استخلاص العبر وتصحيح مسارها. إن هذه الفصائل أثبتت إنها لاتعى شيئا في العمل السياسي, فلاتعرف كيف تكون قوى معارضة ولا حتى قوى حاكمة,وفق برامج منطقية وأهداف عقلانية وبناءة تساهم في البناء, وتعمل على تطوير الاقتصاد, وتحسين الأمور الحياتية للمواطنين, وتساهم أيضا في بناء الاستقرار السياسي الذي يعمل على تدفق الاستثمارات, لتطوير الاقتصاد الوطني حتى تسيير العجلة الاقتصادية, مما سيؤدى إلى فتح فرص عمل جديدة تعمل على تطوير الحياة الاجتماعية وتحسين أحوال الشعب0 إن هذه السياسة الخرقاء لهذه التنظيمات, أوصلت القضية الوطنية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا إلى درجة الصفر دون اى اكتراث من قادتها, فمنهم من ارتضي لنفسه أن يكون ظلا لتنظيم آخر, أو تابعا لدولة,رغم تعارض هذا مع المشروع الوطني ومصالح شعبنا, وكذلك أوصلت هذه السياسة قادتها إلى درجة الإفلاس, وجعلتهم لايميزوا بين المصلحة الوطنية والمصلحة الحزبية, وبين ما يفيدنا ومايضرنا, وبين المشروع والممنوع, وبين الديمقراطية والدكتاتورية.لهذا ستظل كثير من التساؤلات تطرح نفسها: ماذا تريد هذه القوى السياسية من هذه المواقف اللامسؤولة؟؟ومالذى تبحث عنه؟؟والى أين تريد أن تصل بفلسطين وشعبها؟؟ وماذا تريد منهم؟؟ ومالذى تريد الوصول إليه, خاصة وانه لم يعد هناك اى ضابط وطني, أو سياسي أو ديمقراطي أو حتى ديني, وان ما تتغنى به هذه التنظيمات ماهو الإشعارات زائفة, فهل هدفها الاساسى إضعاف هذا الوطن وشعبه من اجل مصالح خاصة وتصفية حسابات سياسية مع خصومها؟؟!!! 0إن هذه الفئة التي لاتمتلك قرارها أصبحت مكشوفة لأبناء الشعب الفلسطيني, لذلك عليها أن تغير من نهجها من اجل مصلحتها أولا, لأنها أصبحت تقترب كثيرا من الفصل الأخير من مسرحيتهم الهزيلة, وسيتهاوون على خشبة المسرح كما تهاوى الكثير من قبلهم. إن هذه التنظيمات التي لم تكتف فقط بمواقفها الدكتاتورية والقمعية والسلبية, وتدمير الحياة الاجتماعية, بل تعمل وبإصرار على تدمير الإنسان الفلسطيني, وتعزيز الانقسام0 أن هذه التصرفات والمواقف لايمكن أن تعبر عن فصائل هدفها وحدة الأرض والإنسان, ومواجهة الاحتلال, وإنهاء الانقسام, بسبب عدم امتلاكها لقرارها, وعدم القدرة على سيطرتها على وضعها الداخلي, والسياسة القمعية التي تتبعها ضد ابناء شعبها جعلها تفقد ثقة شعبها, وأصبحت من وجهة نظره أنها غير أمينة على قضاياه الوطنية, وتحقيق برنامجه الوطني 0 لذلك يجب على هذه التنظيمات أن تعود إلى شعبها باسترداد قرارها, وقبولهم بنهج الديمقراطية والتعددية السياسية, وعليهم أن يتنافسوا من خلال البرامج السياسية ومدى خدمتهم لشعبهم لتحقيق أهدافه, وان تكون صناديق الانتخابات هي الفيصل للوصول إلى مايريده هذا التنظيم أو ذاك, وليس بارتداء ثوب الوطنية والمزايدات والتضليل والبرامج الكاذبة. إن مالحق بالشعب من ضرر وتدمير لقضيته الوطنية جراء تصرفات هذه التنظيمات وهذا الانقسام اللعين وتبعاته, جعل مطلب الشعب الوحيد إنهاء الانقسام لمعرفته بمعنى وأهمية الوحدة الوطنية, وحجم الأخطار التي تواجهه, وحرصه على التجربة الديمقراطية التي خاضها, ولإبقاء هذه الفصائل ضمن النسيج الوطني الفلسطيني لأنهم جميعا أبناء شعب واحد لهذا الوطن, أما الفئة التي تجاوزت القانون ومارست كل أشكال الظلم ضد ابناء شعبها, يجب محاسبتها بالقانون حتى يرد اعتبار وحق كل مواطن امتهن.لقد آن الأوان لان تستشعر هذه الفصائل والقوى السياسية مسؤوليتها ,وان تنهى حالة الانقسام والتشرذم, وان يتفق الجميع على الأقل على العمل سويا ضمن القواسم المشتركة, وان يعملوا جنبا إلى جنب مع الحكومة حتى يستطيعوا مواجهة العدو المشترك, والعمل على استقرار الوضع حتى يتم استنهاض الوضع السياسي والاجتماعي والاقتصادي ,وتدفق المستثمرين في ظل وضع امن ومستقر ,أما إذا لم يتم ذلك فبالعربي الفصيح مللنا حلوا عنا .

مشاركة مميزة