الجمعة، 6 أغسطس 2010

الامين العام السابق لحزب الله: لا بد من تغيير قيادة الحزب وقادة طهران يجهلون بعض ما يحدث بينهم فكيف يعرفون ما بيننا


kolonagaza7
أرض كنعان الإخبارية
طالب الأمين العام السابق لحزب الله، الشيخ صبحي الطفيلي، قيادة الحزب الحالية بـ"عملية تغيير"، لأن في التغيير حالة صحية، و"خطأ المؤسسات والدول والأحزاب التي لا تتبدل فيها القيادات من حين إلى آخر يدل على أنها حالة مرضية"، معتبرا أن "ثبات القيادة حالة قاتلة للبشرية التي وصلت إلى مستوى راق جدا ومتطور فالحاكم سيأتي يوم يصبح فيه مواطنا عاديا ويعني بأن لا تتحول السلطة في يده إلى مخالب وأنياب وهذه مسألة مخيفة جدا". واعرب عن اعتقاده بأن "التغيير ممكن أن يجعل لنا مخرجا في موضوع المحكمة وهو تنشيط للعمل السياسي وعفو أهل الدم (آل الحريري) أيضا يصب في نفس الإطار وهذا ما طالبت به".
واستغرب الطفيلي في حوار مع "الشرق الأوسط" تهديد البعض بـ"7 أيار" (احتلال بيروت الغربية عام 2008) جديد، مشددا على "أن هذا الأمر حرام ومن أعظم المحرمات"، هم يعرفون ونحن أيضا أنه لا علاقة لهم بهذا الشأن (المحكمة) فالمصالح الغربية ترسم السياسة والأمور الأخرى المتعلقة بها، والحديث عن القرار الظني ليس بالجدي وقد يكون هناك نية للترحيل لكن حاولوا محاولة ابتزاز وكشف نوايا واستكشاف وابتزاز، والتأجيل هو من جملة الاحتمالات، وكنا نتمنى أن ما حصل في 7 مايو (أيار) 2008 لم يحصل حتى يملأ الإنسان فمه بكلمة أن "لا أحد يستطيع أن يدفع بنا إلى الآتون المذهبي"، لكن للأسف بعضنا تسرع وأخطأ وارتكب ما لا يجوز ارتكابه.
وسأل الطفيلي إذا ما كان قرار التصدي للقوة الإسرائيلية في جنوب لبنان "هو قرار طارئ أخذ في جو سياسي فقط وفي لحظة معينة آنية، أو إذا كان ذلك قد حصل ضمن سياسة عامة"، معتبرا أنه "إذا ما كان ذلك ضمن سياسة عامة، وهذا ما يجب أن يكون وما يجب أن نبني عليه، فهذا ما يجعلنا نؤيده وندعمه ونطالب جميع الناس في لبنان أن يكونوا على خطه. أما إذا كان في المسألة أن أحدا محرج في أمر ما، أو فيلم معين في ظرف ما فنأسف أن تكون الدماء والحدود والأوطان والإسلام والقبلة هي في معرض التجارة والربح والخسارة". وفيما يأتي نص الحوار:
* كيف تقيمون ما حصل عند الحدود الثلاثاء الماضي؟
- ما جرى هو الطبيعي أو حتى دون الطبيعي، وما كان يحصل دائما من سكوت وتخاذل وشكوى لمجلس الأمن وبكاء على أبواب الدول الكبرى هو غير الطبيعي، والطبيعي جدا والحق الطبيعي هو لزوم الدفاع عن النفس وعن الشعب والجيش والمقاومة. وعلى كل من يستطيع أن يدافع عن أرضنا وعن ديارنا وعن أطفالنا وعن أرزاقنا ومستقبلنا أن يفعل ذلك، حينها يدرك العدو الجاثم على أرضنا أنه سوف يتعرض لخطر السلاح حتى ولو كان هذا السلاح فرديا أو متوسطا وبالتالي فهذا سيجعله يفكر مليا بكل خطوة سيقدم عليها. وأضيف في هذا المجال أن جميع القوى والأطراف في لبنان واجبهم أن يدافعوا ويقاتلوا العدو. ليس صحيحا أنه إذا اشتبك الجيش مع العدو أن المعركة هي معركة الجيش والآخرون لا. لا يعني أنهم إذا ناصروا الجيش يقدمون خدمة للجيش، هذا الكلام ليس صحيحا. على الجميع حتى المواطن العادي عليه إن استطاع أن يدافع أو يقاتل مثله مثل أي جندي وأي مقاوم. وعندما يُضرب الجيش فهذا لا يعني أن المقاومة يجب أن لا تَضرب. أو حينما تضرب المقاومة فهذا لا يعني أن الجيش لا يضرب. هذه التصنيفات أو الثنائيات أو غيرها منطق لا علاقة له بكوننا بلدا واحدا ووطنا واحدا ودولة واحدة. آمل أن تكون هذه الخطوة فعلا بداية لعقلية جديدة واستراتيجية جديدة، بداية لتعاطي منطق الدولة والشعب في التعاطي السليم والصحيح كما أنني لا أحب أن أتفاءل تفاؤلا بغير موقعه. أنا لا أظن أن اللبنانيين تخطوا مرحلة الطفولة والمراهقة وباتوا راشدين ويتصرفون تصرف الدول الراشدة ويتعاطون مع المسائل الكبرى والمهمة تعاطي الدول المحترمة، وقد تكون هناك أسباب وحيثيات ما في مكان ما دفعت الأمور بالأمس إلى ما حصل. آمل أن يصبح هذا قاعدة وآمل ألا يبقى الآخرون متفرجين.
أنا مأخذي ولومي للعقلية اللبنانية ككل وللأسف هذه العقلية، ليست عقلية شعب واحد أو دولة واحدة أو مؤسسات واحدة إنما هي عقلية دول وشعوب. فإذا ابتلينا بأمر ما في منطقة لبنانية في الشمال مثلا فباقي المناطق تعتبر نفسها غير معنية ولا علاقة لها بذلك وكأن ما حصل قد حصل في الصين أو اليابان. أو إذا ابتلينا في منطقة ما أو دائرة ما مذهبية أو دينية فباقي المناطق تعتبر نفسها بعيدة وغير معنية وهذه مشكلة خطيرة بينما ما يتوجب علينا أن نعمل ونفكر على أننا شعب واحد. وعلينا أن نعتبر أن المشكلة مشكلة الجميع لا مشكلة طائفة أو مذهب والمعالجة مطلوبة من الجميع.
وأكرر، آمل أن تكون بداية جديدة لفهم جديد لتناول جديد لعمل جديد وأسأل الله أن لا تكون حادثة وقعت في لحظة ما لسبب ليس له علاقة بالاستراتيجية الدفاعية أو الدفاع عن كينونة هذا الشعب.
* هل ترى أن الجيش اللبناني سجّل انتصارا في الاشتباكات؟
- باللغة العسكرية لا تبحث الأمور بهذه العقلية. فالمسألة ليست كم قتل من طرف وسقط من الطرف الآخر. الموضوع هو هل هذا قرار طارئ أخذ في جو سياسي يتيم فقط وفي لحظة معينة ولأسباب آنية ولظرف ما، أو سياسة عامّة وإذا كان لسياسة عامة وما يجب أن يكون فإننا نثني عليه ونخدمه ونؤيده وندعمه ونطالب الجميع في لبنان أن يكونوا على شاكلته وخطه أما إذا كانت مسألة أن أحدا محرج في أمر ما أو فيلم معين في ظرف ما، نأسف أن تكون الدماء والحدود والأوطان والإسلام هي في معرض تجارة الربح والخسارة، وسأذكر لكم قصة قديمة؛ في استراتيجيتنا كنا نعرف أن المقاومة مقاومة ولا يمكن أن تكون شيئا آخر وحينما نقول إن المقاومة هي أولوية ليس فوقها أولوية كنا نعني ما نقول لهذا ما كنا لنحسب حسابا لأي شيء آخر وما من شيء يجب أن يبنى أو يوقع على حالة المقاومة.
* في رأيكم هل جرى تأخير في الرد وترك الجيش لوحده في الساحة؟
- طبعا لا أريد أن أوجه سهام النقد إلى فريق لان كل الأفرقاء هم شركاء وإذا أردنا أن نميز بين الأفرقاء فإخواننا في حزب الله هم أقل الأطراف التي يمكن أن توجه لهم سهام النقد في هذا الخصوص، هم مبادرون أكثر من غيرهم وإن كانت هذه المبادرات غير كافية.
* هل تعتقد أننا مقبلون على صيف حار أو أن هناك تراجعا إسرائيليا حسب تصريح وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك؟
- أولا كل شيء محتمل ولا يحق لأي إنسان أن يبعد أيا من الاحتمالات وليس لنا حق أن ننام على حرير ونطمئن لما يجري حولنا. هذا خطأ في كل الأحوال، وإن كنت في مقام ترجيح الاحتمالات، فالظاهر حتى اليوم عدم وقوع الحرب مع العدو الإسرائيلي في هذا الصيف، وهو احتمال أكبر في نظري. وأنا أعلل هذا الأمر بأن الكيان الصهيوني عادة لا يقدم على عمل دون ضوء أخضر أميركي، والأميركيون في تقديري، حتى هذه اللحظة، لم يستنفدوا السياسة المعلنة التي طرحها أوباما مع مجيئه إلى رئاسة الجمهورية الأميركية هذه السياسة هي استراتيجية فترة رئاسية بشكل عام لا تتبدل وتتغير. حاول أوباما أن يقدم نفسه على أنه حمامة سلام ولسان حوار وما شابه ذلك وخلافا لما يقوله البعض هو يجني ثمار هذه السياسة وليس بالسهولة تركها واعتماد سياسة الجنرالات. من هنا أستبعد وقوع حرب في هذا الصيف وهناك حيثيات أخرى يمكن أن تشكل قرائن إضافية في هذا الميدان.
* ما هي احتمالات حصول فتنة داخلية انطلاقا من موضوع المحكمة الدولية وقرارها الظني؟
- الفتنة الداخلية أم المحن. الفتنة الداخلية سياسية دولية نشطة وموضوعة على النار وهي تغلي وتفور، وبشكل عام هناك رغبة دولية في إغراق شعوب المنطقة في دمائها لتسبح هذه الشعوب في دماء بعضها البعض وينهش بعضها البعض في باكستان والعراق واليمن والسودان والصومال وغيرها. وأهم عنصر في هذه المعارك هو الصراع المذهبي فالأميركيون يسعون ويعملون على ابتلاع الشعوب كما ابتلعوا الأنظمة فالأنظمة كلها في خدمة المشروع الغربي لكن تبقى هناك حالة قلق وعدم اطمئنان، الشعوب ترفض الهيمنة الغربية الأوروبية – الأميركية، وأميركا تريد أن تخضع الشعوب لابتلاعها وأن ترضخ هذه الشعوب للهيمنة الأميركية. وكي تخضع هذه الشعوب للهيمنة الأميركية يجب أن تشعر هذه الشعوب بمنفعة من وجود الجيوش الأميركية في بلادها وبضرورة وجود هذه الجيوش وحينما تشعر بالخوف وتسعى لمن يحميها فلن تجد إلا الجيش الأميركي وحينها يصبح وجود الجيش الأميركي مبررا ومرغوبا ومطلوبا. يعني حصول هيمنة ليس على الأنظمة وحدها بل على الشعوب باعتبارها خافت، وكي تخاف هذه الشعوب يجب أن تخاف من بعضها فالشيعة العراقيون حين طغى صدام خافوا فاستعانوا بالأميركيين. اليوم مطلوب في منطقة الخليج بشكل عام والجزيرة العربية وبعض البلاد الأخرى إرعاب الشارع السني حتى يستجدي الأميركيين وتصبح الاستعانة بالأميركي واجبا شرعيا لتدفع الخطر الأعظم والأهم بالخطر الأقل فيصبح الخطر الشيعي خطرا داهما فتدفعه بخطر أقل أهمية وهو الخطر الأميركي، من هنا أتى تضخيم الحساسية ما بين إيران من جهة وجيرانها من جهة أخرى وللأسف فالمسؤولون الإيرانيون يبدون وكأنهم يصبون الزيت على النار في هذا المجال وكأنهم يتقاطعون مع الأميركيين في هذا الأمر. ومن هنا نفهم الأزمة والحالة المفتعلة في اليمن في موضوع الحوثيين وكل متتبع وقارئ يجد أن هذه المسالة مصنوعة لجعل الخوف في المنطقة جديا، وهذه سياسة أميركية.
* أين لبنان من هذا الأمر؟
- من هنا نحن نخاف جدا على وضعنا الداخلي وانعكاساته على مجمل مساحة الأمة، باعتبار أن للبنان تأثيراته وحضوره الإعلامي الفاعل في المنطقة والصدام السني الشيعي في لبنان مرير وله ضرره العظيم والكبير على الداخل وعلى مجمل العالم الإسلامي للأسف كنا نتمنى لو أن ما حصل في 7 مايو 2008 لم يحصل حتى يملأ الواحد منا فمه بالقول: لا يمكن لأحد أن يدفع بنا إلى الآتون المذهبي لكن للأسف بعضنا تسرع وأخطأ وارتكب ما لا يجوز ارتكابه في أي حال ودخلنا في صراع مذهبي لفترة وجيزة. المشكلة ليست بنا ليس نحن من تمنّع عن الدخول للأسف أن الأمر هكذا، أن الأميركي هو الذي منع الطرف الآخر، أو لم يمكن الطرف الآخر من الرد أو المشاركة في المعركة ولو أن الأميركي أراد أن تستكمل عناصر الفتنة المذهبية في لبنان لكان باستطاعته أن يعطي ضوءا أخضر ما مع سلاح أحمر وتبدأ المعركة السنية - الشيعية ولا تنتهي.
* هل تتوقع 7 أيار جديدا؟
- المترقب لحديث أهل الشأن يبدو أن الأمر غير غائب عن الأذهان، تسمع في طيات حديث بعضهم تهديدا في هذا الأمر. ولذلك حذرت قبل أيام وتمنيت وذكرت وقلت إن هذا الأمر حرام ومن أعظم المحرمات. والله يقول: "واعتصموا بحبل الله جميعا"، هذا عمل بنقيض الآية وموضوع المحكمة كيف ما كانت لا يجوز لنا، أنا أقول ومن موقعي الفقهي ومن موقعي الأبوي ومن موقعي السياسي، أن نفكر في العنف المذهبي، أقول للجميع، للسنة والشيعة، لأن المبادرة ليست في كل وقت بيد هذا الطرف أو هذا الطرف والتسرع والهرولة نحو الدماء عمل لا يخدم أحدا وليفهم كل هؤلاء أن هذا لا يخدم دينهم سنة كانوا أم شيعة بل يخدم الشيطان والكفر وعدو الإسلام الذي يريد لمنطقتكم الدمار، لهذا أتمنى على الجميع في لبنان أولا وفي العالم الإسلامي أن يفكروا طويلا فيما اقترفت أيديهم فيما مضى ويفكروا أكثر في الآتي عليهم حتى إن لم يكتب لنا النجاة على أيديهم فبالحد الأقل لا تكتب المصائب والبلايا على أيديهم.
* طلبت من حزب الله أن يترفع، وكذلك من أولياء الدم، وهل في رأيكم زيارة القادة العرب يمكن أن تصب في خانة ترحيل المحكمة؟
- المصالح الغربية هي التي ترسم السياسة. الأمر الآخر ترحيل القرار الظني. قد يكون الحديث عن القرار الظني غير جدي وقد تكون هناك أساسا نية للترحيل لكنهم حاولوا محاولة ابتزاز وكشف النوايا والمستور لكنهم سوّقوا القرار الظني ليستكشفوا ويبتزوا والتأجيل هو من جملة الاحتمالات. وهنا الخطأ القاتل والمشكلة الحقيقية، لا يجوز لنا أن نلجأ إلى من لا يحمينا وإلى من لا ينصفنا، فالعدو لا ينصفك، العدو لا يحميك، العدو يأكلك، والمحكمة اليوم لم تعد بيد اللبنانيين أو بيد دول المنطقة ولو استجرنا بمن استجرنا، فالمحكمة أصبحت خارج أيدينا ولا أعرف إذا هناك إمكانية لتعطيل دورة الحياة لهذه المحكمة. لا أدري، لكن بالتأكيد أن ما سيجري على يد هذه المحكمة لن يكون في خدمة دم الرئيس الحريري ولا في خدمة الحق وإنما هو في خدمة المصالح فقط من هنا توجهت إلى أولياء الدم. نعم، إن كانت هذه المحكمة ستكشف الحقيقة وتطالب بها أو كانت مسيسة وليس لها علاقة بالحقيقة فهناك جهة ستتهمها هذا الحكمة. وهذه الجهة ليست مستعدة بأي حال أن ترضخ وتذهب إلى مواقع خطرة كما حصل في 7 مايو 2008 أو أكثر من ذلك، العقل والمنطق والحكمة والإدراك والرشد يقولون في هذه الحال يترفع المرء ولا يقف على دمه "المطلول" (الدم الذي لا يؤخذ حقه) شرعا وأخلاقا لسنا قادرين على إنصاف صاحب الدم وعليه دعيت إلى موقف مترفع ومتسامح بحده الأدنى، وهذا يتعلق بأولياء الدم ومن هنا تمنيت عليهم أن يعفوا ويوم القيامة يأخذ الله الحقوق لأصحابها، وبالنسبة لحزب الله، وهو يقول نحن أبرياء، ذكرت أنهم أبرياء وأنا لا أقول غير هذا.
* هم أبرياء في نظرك؟
- أنا لست محكمة، فكل إنسان بريء حتى تثبت إدانته وهم أبرياء.
* هل تشك في المحكمة وفي أنها غير ذات مصداقية؟
*- أكيد، هذه المحكمة غير ذات مصداقية. إذا فرضنا أن المحكمة ستكون حبلا من مسد وقرارات ستجر قرارات وأشخاصا تجر أشخاص وأسماء تتابع، يعني سندفع أثمانا باهظة كأمة وشعب ومقاومة. علينا أن نفكر بجدية للخروج من هذا، ولهذا ضربت مثلا بصدام حسين، فلو أنه ترك السلطة وتنحى حتى لو أخذ بجريرة نفسه أو بجريرة ما ارتكب بالحد الأدنى لكان النظام العراقي والشعب العراقي قد سلما. ومن دفع الثمن حينها؟ صدام أو بعض الأشخاص من حوله. في هذه الحال هذه تضحية والناس تلجأ إليها دائما في حالات كهذه، فالاستشهادي هو أول المتضررين من عمليته ولأن المصلحة العامة تقتضي أن يكون استشهاديا هو يحزم نفسه بالمتفجرات ويقتل نفسه ويقتل عدوه، من هنا طالبت الحزب بأن تحصل عملية تغيير والتغيير حالة صحية. فالمؤسسات والدول الأحزاب التي لا تتبدل فيها القيادات بين حين وآخر هي حالة مرضية، وثبات القيادة حالة قاتلة، والبشرية وصلت إلى مستوى راق جدا ومتطور جدا من النظام الإداري حينما أرست قواعد تناقل السلطة وتداولها، والحاكم سيأتي يوم يصبح فيه مواطنا عاديا يعني لن تتحول السلطة بيده إلى مخالب وأنياب. هذه المسألة جدا مخيفة وحين ندعو إلى التغيير فنحن ندعو إلى الحالة الصحية الصحيحة وذكرت أن هناك إحباطات وإخفاقات كثيرة أمنية ودينية وسياسية واقتصادية تستدعي إعادة النظر، والتغيير يمكن أن يقدم لنا مخرجا ما في موضوع المحكمة وتنشيطا للعمل السياسي، والعفو أيضا نفس الشيء. من هنا طالبت بالأمرين.
* تحدثت للإعلام عن سجن "كهريزك" ماذا كنت تقصد بذلك؟
- لعلكم سمعتم منذ فترة عن أن هناك تعذيبا في بعض السجون في طهران، خاصة بعد الاعتقالات التي أعقبت الانتخابات وعن أن بعض السجناء السياسيين ماتوا تحت التعذيب وادعى بعضهم أن هناك اعتداءات أخلاقية وقعت و"جرى ما جرى". وهذا السجن معروف هناك بهذه الأعمال المنكرة وبأساليب القتل. وبعد الضجة التي حصلت وبعد موت من مات فيه صدر أمر بإقفاله وقيل إنه أقفل. ويؤسفني، وفي مرارة جارحة، تؤلمك الحقيقة المرة والمظلومية، أنه في طهران وفي سجن تحت إدارة الدولة يقع فيه هذا الظلم المخيف وتغيب عنه عيون وآذان المسؤولين. هذه مشكلة فالعيب ليس في وجود السجن وحده العيب الأعظم أن المسؤول غفل عن ذلك ولم يعرف بوجوده، فقلت إذا كان هذا الأمر في طهران ولا يعرفونه فكيف سيعرفون ماذا يجري بينن

مشاركة مميزة