الأحد، 29 أغسطس 2010

عن الصحف الاسرائيلية

kolonagaza7
"المصدر" عطا القيمري - القدس
– المسيرة السلمية – يديعوت – من شمعون شيفر:
اوباما سيأتي لصنع السلام../ الولايات المتحدة ستضغط: وقعوا على اتفاق في غضون سنة وطبقوا في غضون عشر سنوات../اتفاق الان – سلام بعد ذلك../
حكومة اوباما تعتزم ان تعرض على اسرائيل وعلى السلطة الفلسطينية صيغة جديدة لانهاء النزاع. وعلمت "يديعوت احرونوت" بأن الامريكيين سيضغطون على الطرفين للتوقيع على اتفاق اطار للتسوية الدائمة في غضون سنة – ولكن الاتفاق نفسه سيطبق في غضون بضع سنوات، اغلب الظن حتى عشر سنوات في اقصى الاحوال.
وتعتزم الادارة الامريكية استثمار كل الجهود كي تنتهي المحادثات المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين والتي ستبدأ بشكل رسمي يوم الخميس القادم باتفاق وليس بازمة، مثلما حصل في الجولات السابقة من المفاوضات. براك اوباما، الذي بلغت شعبيته في الاستطلاعات اسفل الدرك، معني جدا بأن يسجل لنفسه نجاحا أول في الساحة الشرق اوسطية – في ضوء حمام الدماء المتواصل في العراق وافغانستان.
لهذا الغرض يعتزم الرئيس الامريكي الدخول هذه المرة بنفسه الى المعمعان: دان شابيرو، المسؤول في مجلس الامن القومي عن الشرق الاوسط، كشف النقاب لرؤساء المنظمات اليهودية في امريكا بأن اوباما يعتزم في سياق السنة القريبة القادمة ان يزور اسرائيل والسلطة الفلسطينية. الرئيس الامريكي معني باستغلال مكانته لاقناع الشعبين بتأييد حل وسط أليم من اجل السلام.
قبل بضعة ايام اجرى رؤساء المنظمات اليهودية في امريكا حديث مؤتمر مع ثلاثة من كبار الشخصيات المقررة لسياسة الادارة تجاه الشرق الاوسط. اكبرهم، دنيس روس، كان مشاركا في كل الاتصالات بين الاسرائيليين والفلسطينيين منذ اتفاقات اوسلو. ويعتبر روس اليوم الخبير رقم واحد لدى اوباما لشؤون الشرق الاوسط. والى جانب روس شارك في حديث المؤتمر دان شابيرو وديفيد هيل، نائب المبعوث الخاص جورج ميتشيل.
بادرات طيبة من الدول العربية
وصل الى يد "يديعوت احرونوت" المحضر الذي يجمل حديث المؤتمر الذي كتب في البيت الابيض. وتوفر الوثيقة اطلالة مشوقة على مخططات الادارة للفترة القريبة القادمة. وحسب الخطة الامريكية، فان طواقم المفاوضات لاسرائيل وللسلطة ستدير محادثات حثيثة بهدف الوصول الى اتفاق اطار على التسوية الدائمة في غضون سنة. المحادثات المكثفة ستجرى في مواقع منعزلة كي تتمكن الطواقم من البحث بهدوء في المواضيع الجوهرية للاتفاق الدائم: مستقبل القدس، الحدود، المستوطنات واللاجئين. بنيامين نتنياهو وابو مازن سيكونان مطالبين باللقاء في احيان متواترة لحل المشاكل ودفع مراحل المفاوضات الى الامام.
في النقاط التي تعلق فيها المفاوضات في مأزق يتدخل كبار مسؤولي الادارة في المحادثات ويطرحوا على الطرفين اقتراحات جسر. اضافة الى ذلك ستحاول الولايات المتحدة اقناع الدول العربية المعتدلة بتنفيذ بادرات طيبة تجاه اسرائيل والتأثير على الفلسطينيين للمساومة.
في ختام السنة المكثفة يفترض ان يوقع اتفاق الاطار لانهاء النزاع. ومن تلك اللحظة لاحقا ينفذ تطبيق الاتفاق بالتدريج على مدى بضع سنوات.
"كثيرون سيحاولون المس بالمحادثات. تحدينا سيكون ضمان نجاحها"، قدر روس. "ما الذي يمكن ان نتعلمه من الاخطاء التي افشلت المحاولات السابقة لحل النزاع"، سأل الزعماء اليهود. "تعلمت انه محظور التسليم بوضع يتحدث فيه الطرفان بشكل واحد داخل الغرفة وبشكل آخر خارجها"، أجاب روس. بتعبير آخر: الادارة لن ترى بعين جميلة وضعا "يوسخ" فيه المسؤولين الاسرائيليين والفلسطينيين الواحد الآخر خارج غرف الجلسات. "هل نتنياهو قادر على الوصول الى اتفاق يحظى بتأييد سياسي في اسرائيل؟"، سأل الزعماء اليهود. هيل أجاب بأن نتنياهو وعد بأنه قادر على عمل ذلك. "نحن نرى فيه شريكا قويا ملتزما بالمسيرة"، قال هيل.
بين مريدور وليبرمان
غير أن مسؤولين كبار في الساحة السياسية في اسرائيل يكشفون النقاب عن ان نتنياهو لم يعد بعد أي موقف ملموس قبيل المحادثات المباشرة. في الحكومة لا يوجد بعد اتفاق على الصيغة للتسوية الدائمة – ناهيك عن مسألة تجميد البناء. "بيبي سينجو بجلدته من واشنطن بصعوبة"، قدر مصدر كبير في القدس. فالوزير دان مريدور، بعلم نتنياهو، يحاول اقناع روس وشبيرو بالموافقة على الصيغة التي اقترحها قبيل نهاية فترة التجميد في 26 ايلول: تجميد البناء سيستمر فقط في المستوطنات المنعزلة ولكن البناء سيستأنف في الكتل الاستيطانية التي من المتوقع أن تبقى ضمن السيادة الاسرائيلية. حاليا، وزير واحد فقط من بين وزراء السباعية يؤيد هذه الفكرة: ايهود باراك.
ويعتقد وزير الخارجية افيغدور ليبران بانه يجب تبليغ الامريكيين بان البناء في الكتل الاستيطانية سيستمر دون قيد، بينما في المستوطنات المنعزلة سيستأنف حسب النمو الطبيعي للسكان. اما الفلسطينيون من جهتهم فقد سبق أن اوضحوا مطالبهم مع بدء المحادثات: اقامة دولة فلسطينية عاصمتها شرقي القدس. في بدء المحادثات سيطلبون من اسرائيل الانسحاب من منطقة في شمالي البحر الميت كبادرة طيبة قبيل استمرار المفاوضات. ومن المتوقع للسلطة أن توافق على تبادل للاراضي مع اسرائيل: مقابل التنازل عن 3.9 في المائة من اراضي الضفة حيث توجد الكتل الاستيطانية، يتوقع الفلسطينيون الحصول على اراض في النقب.
اسرائيل اليوم – من شلومو تسزنا:
الخطة: خط قطار بين رام الله وغزة../ الوزارات الحكومية تخطط "ممرا آمنا" للفلسطينيين../ اكسبرس الى غزة.
في الاسبوع القادم تدشن في واشنطن المفاوضات المباشرة بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية، حيث سيبحث في كل المسائل الجوهرية بما في ذلك مسألة "الممر الامن"، الذي يسمح بحركة حرة للفلسطينيين من غزة الى يهودا والسامرة. ولكن حتى المتفائلين في القيادة السياسية سيجدون صعوبة في تصديق القصة التالية: بهدوء هادىء اسرائيل منذ الان تخطط لخط قطار من رام الله الى غزة.
هذه القصة هي مثال كلاسيكي على صدور الخير من المر. قبل نحو خمس سنوات تبين بان المسار المخطط للخط السريع للقطار بين القدس وتل أبيب يمر في مقطعين يقومان خلف الخط الاخضر ويوجد على اراضي سكان السلطة الفلسطينية. الحاجة الى مصادرة اراضي الفلسطينيين ولدت مشكلة قانونية، وبعد توجه الى المستشار القانوني للحكومة اقترح رئيس الادارة المدنية العميد يوآف (فولي) مردخاي، على وزارة الدفاع مصادرة الارض – ولكن استغلالها لصالح الجمهور الفلسطيني نفسه.
وهكذا ولدت مشكلة الربط بين رام الله وبين سكة حديد الخط السريع القدس – تل أبيب. القطار من رام الله سيرتبط بالخط السريع عند مفسيرت تسيون، ومن هناك يستمر شمالا – غربا حتى منطقة موديعين، يمر بمطار بن غوريون، وعندها يذهب جنوبا باتجاه عسقلان، نتيفوت وغزة.
في قطار اسرائيل أكدوا تفاصيل المسار واضافوا: "قطار اسرائيل هو ذراع تنفيذي لوزارة المواصلات والمالية. تلقينا تعليمات بتخطيط خط بين رام الله وغزة، يربط بين شطري السلطة ويسمح بمرور سريع وآمن لسكانها". كما علم أيضا بان الخطة توجد في مرحلة متقدمة من التخطيط والايداع.
وسيسمح التخطيط الفلسطيني لسكان المناطق بالصعود الى القطار في رام الله والوصول حتى غزة بسرعة وبدون حواجز. واضافة الى ذلك، في اتفاق دائم مستقبلي يكون بوسع الفلسطينيين الوصول الى مطار بن غوريون وبالتالي استخدام خدمات المطار الدولي.
ولما كانت المنطقة جبلية وحاجة القطار للسفر دون التواءات وزوايا حادة، فان معظم المسار يمر في انفاق بطول اجمالي بنحو 10كم وكذا على ثمانية جسور تسمح بتجاوز الوديان. في قسم من المسار يمر القطار في السكك القائمة. وصحيح حتى الان، فان المحطات الوحيدة التي يتوقف فيها القطار ويسمح فيها بالصعود والنزول للمسافرين هي رام الله، مطار بن غوريون وغزة.
في القيادة السياسية هناك من يحاول طرح الخطة كمبادرة للقيادة المهنية فقط. من يبرز في صمته بالنسبة للخطة هو وزير المواصلات اسرائيل كاتس الذي فضل عدم التعقيب على الامر.
الخضر يعارضون
يعارض الخطة بشدة اوساط في وزارة حماية البيئة، ويجتذب هذا وراءه المنظمات الخضر، ولا سيما بسبب المس بالمشهد وخلق فائض من التراب بكميات هائلة. وزير حماية البيئة جلعاد اردان قال لاسرائيل اليوم انه يعمل ضد الخطة. "للمس بالبيئة لا توجد حدود اقليمية ومناطق سيطرة. بالضبط مثلما لن نسمح بالتنازل عن مطالب بيئية متشددة في البناء الاسرائيلي، هكذا سنعمل ايضا تجاه البناء الفلسطيني الذي من شأنه أن يمس ويهدم مناطق طبيعية وتكون له اثار بيئة خطيرة"، قال اردان.
الناطق بلسان وزارة العدل قال أمس: "قيل لنا من الادارة المدنية في يهودا والسامرة بانه في اطار خطوط القطار المخطط له بين تل أبيب والقدس يوجد مقطعان يمران في منطقة يهودا والسامرة. بالنسبة للمقطعين انتهت اجراءات التخطيط والمصادرة منذ قبل بضع سنوات. كما أنه انتهت اجراءات التخطيط بالنسبة لمقطعين آخرين يستخدمان، ضمن امور اخرى لطرق الوصول ومناطق الانتظام، وبشأنهما انتهى اجراء المصادرة لمقطع واحد، والثاني يوجد ضمن الاجراءات. وجاء من الادارة المدنية: "نحن الجهة المسؤولة عن تطوير المنطقة في نطاق يهودا والسامرة. وفي ضوء اشغال الترتيب التخطيطي المطلوب من الادارة تنفيذه في مسار القطار تل أبيب – القدس المستقبلي الذي يمر في يهودا والسامرة، اشترط رئيس الادارة اصدار الاذن للخطة بالدفع الى الامام باقامة شبكة قطارات تخدم سكان المنطقة في المستقبل. واضاف مسؤول كبير في الادارة بان الخط الذي يوجه الخطة هو القدرة على خدمة اليهود والفلسطينيين على حد سواء في المستقبل.
الوضع الاقتصادي – الاجتماعي – معاريف – من يوفال غورين:
530.280 طفل جائع../كل طفل خامس – جائع../
يفترض بهذا ان يكون عيدا يرمز ببداية جديدة وأملا معطرا بالعسل، ولكن عشية رأس السنة العبرية، الذي يحل بعد أقل من اسبوعين، لن تكون حلوة بالنسبة لواحد من كل خمسة أطفال: فحص شامل اجرته منظمة المعونة "لتيت" (العطاء) يبين أن 530.280 طفلا في اسرائيل يوجدون في وضع من عدم الامن الغذائي، المطلوب لهم من أجل النمو والتطور السليمين. المعنى الذي تقشعر له الابدان: ليس أقل من نصف مليون طفل يعيشون دون ضمانة لمنتج أكثر اساسية وأكثر تسليما – الطعام.
الفحص الاول من نوعه، الذي اجراه في الاشهر الاخيرة رجال "لتيت" واستند الى عدد كبير من مصادر المعلومات، بينها معطيات الفقر في مؤسسة التأمين الوطني، معلوماته جمعت من مكتب الاحصاء المركزي، فحص عينة في اقسام الرفاه في السلطات المحلية وفي اوساط الجمعيات الخيرية، اظهر صورة شوهاء بموجبها عائلة كل طفل خامس في اسرائيل توجد في مصاعب اقتصادية وفي أزمة لا تسمح لها بان تشتري الغذاء الاساس اللازم لمعيشتها (الامن الغذائي).
العدد الهائل للاطفال الجوعى في اسرائيل يشكل ثلثي عدد الاطفال الذين يعيشون تحت خط الفقر في البلاد (783.600)، يشكلون 34 في المائة من العدد الاجمالي لاطفال اسرائيل. وحسب تقدير منظمة "لتيت" فان نحو نصف مليون منهم يعيشون في عدم أمن غذائي، وهم 22 في المائة من عموم الاطفال الذين يعيشون هنا.
القدس في المقدمة
يعطي الفحص مفهوما أوليا عن عدد العائلات غير القادرة على توفير وجبة ساخنة لاطفالها، مدخولها الشهري لا يكفي لوضع اكل على الطاولة. الى أن تنفذ دولة اسرائيل تغييرا معمقا في سلم اولوياتها وتبدأ بأخذ المسؤولية عن مواطنيها بالافعال وليس فقط بالاقوال، تدعو منظمة "لتيت" مواطني اسرائيل، بمشاركة "معاريف" الى ابداء التكافل المتبادل والمعونة في جمع الغذاء للعائلات الجوعى التي لا تستطيع الاحتفال كما ينبغي برأس السنة.
حسب معطيات المنظمة يمكن ان نرى بوضوح بان الضائقة لا تتجاوز احدا: في رحوفوت مثلما في رمات غان، في نتانيا وفي بيت شيمش توجد الاف العائلات التي تحتاج الى الدعم كي تعد وجبة مناسبة لاطفالها. في رأس قائمة المدن التي يسكن فيها الاطفال الذين يعانون من عدم الامن الغذائي توجد القدس، التي تعتبر المدينة الفقيرة في اسرائيل: 117.980 من سكانها الصغار يجدون صعوبة في تناول الطعام كما ينبغي، ومثلهم ايضا في بني براك (المكان الثاني في القائمة مع 25.520 طفلا)، اسدود (18.200)، بيت شيمش (12.010)، تل أبيب – يافا (11.540) وحيفا (9.790). "لا يدور الحديث عن التعليم العالي أو كبديل عن الخروج في اجازة، ولا عن منع التدهور نحو المخدرات والكحول"، شرح مدير عام منظمة "لتيت" عيران فينتروف. "نحن نعنى هنا بالحاجة الى اخراج نصف مليون طفل من دائرة عدم الامن، يتعلق بالامر الاكثر اساسية التي يمكن تصوره. هذا العدد يجب أن يقلقنا جميعنا، ولكن اكثر من ذلك – ان يدفع الدولة الى أخذ المسؤولية عن وضع الاطفال مرة واحدة والى الابد". في اثناء السنة تعمل المنظمة بادارة فينتروف على تفعيل جار لنحو 150 جمعية لجمع الغذاء وتوزيعه على المحتاجين في 95 بلدة في ارجاء البلاد. هذه السنة ايضا، مثلما في كل فترة الاعياد يطفو مرة اخرى موضوع توزيع الغذاء للمحتاجين والارتفاع في اعدادهم، ولكن حسب مدير عام "لتيت" الخطاب الجماهيري في الموضوع لم يعد ذا صلة. "بينما ملأ مئات الاف الاطفال البطاريات في اثناء العطلة الكبرى وينتظرون الان بانفعال بدء السنة الدراسية القادمة، فان مئات الالاف الاخرين يوجدون في مكان آخر تماما، تحدياتهم المرتقبة كفيلة بان تكون متعذرة"، اجمل فينتروف واضاف: "هذه شهادة فقر للدولة والمجتمع والى ان يعملا على تقليص الفوارق الاجتماعية يوجد هنا لكل واحد فرصة لعمل شيء بنفسه.
لغة الدولة / بقلم: أسرة التحرير
قرار هام ومبارك اتخذته وزارة التعليم حين أمرت بتعليم اللغة العربية في 179 مدرسة ابتدائية في الشمال. لا ريب أن الواقع الذي تكون فيه الاقلية العربية نحو خُمس عدد السكان في اسرائيل والعربية معترف بها كلغة لا يكون تعليم اللغة المحلية الثانية مجرد حاجة عملية بل يفترض أن يكون جزءا من الفهم المدني.
على مدى عشرات السنين اعتبر تعليم العربية كمهمة امنية. "اعرف عدوك" كان الشعار الذي اعطى الشرعية لتعليم اللغة. متعلمو العربية في معظمهم رشحوا أنفسهم لخدمة اجهزة الاستخبارات والامن وهي التي ايضا اقامت اطر تعليم متطورة لتأهيل عامليها لاهداف عملهم فقط، وليس كأداة لمعرفة الجيران وثقافتهم.
هذا الميل استوى جيدا مع الفهم القاضي بان اسرائيل، كجزء من الغرب ملزمة بان تعطي تلاميذها الادوات للتكيف في البيئة الغربية. وكون اسرائيل هي جزء من الشرق الاوسط، محوطة بدول سكانها يتكلمون العربية ويستهلكون الثقافة العربية وجد تعبيره فقط عبر النزاع – وهنا ايضا لا يمكن لمعظم الاسرائيليين أن يفهموا الجانب العربي.
على المستوى العملي، تبين ان عدم معرفة العربية يؤدي الى مس بحقوق المواطن. هكذا، مثلا، في فرع التأمين الوطني في حيفا لا يوجد أي موظف استقبال يتكلم العربية. مواطنون عرب عبريتهم ليست طليقة على السنتهم وجدوا أنفسهم في تنغيص للعيش وفي ظل الظلم فقط لانه لم يكن هناك من يشرح لهم حقوقهم بلغتهم.
قرار وزارة التعليم ليس كافيا.ضيق الدوائر لتعليم التعربية في الجامعات – في بعض منهم يعرضون تعلم الشرق الاوسط دون تعلم العربية – يدل على الضرر المتراكم جراء اهمال اللغة. كما أن حجم التعليم في المنهاج الجديد الذي سيتبع في الشمال، ساعتين في الاسبوع، ليس سوى لحظات تذوق، وستمر سنوات الى أن يتسع المشروع ليشمل كامل الجهاز، اذا ما اتسع اصلا.
ولكن رغم قيوده هذا القرار هام، اذا ما اتسع وطبق كما ينبغي، فانه كفيل بان يشكل مرحلة حيوية في انقاذ العربية من العداء تجاهها، وعلى أي حال التقريب بين الفئتين السكانيتين في الدولة.
معاريف - مقال - يغلقون عليه من اليمين / بقلم: بن كاسبيت
(المضمون: الحل الوسط، وهذا ما يعرفوه ايضا في "يشع"، سيكون في النهاية عمليا. التجميد لن يمدد، ولكن البناء لن يستأنف. المفاتيح لدى واحد، ايهود باراك - المصدر).
يكاد يكون شهر تبقى على نهاية التجميد، ولكن يبدو ان الامور تصل الى نقطة الغليان منذ الان. الوسيط الامريكي دنيس روس يصل الى المنطقة على أمل ايجاد سبيل لتربيع الدائرة، ابقاء نتنياهو على قيد الحياة حيال اليمين، وابو مازن ذا صلة حيال حماس. مجلس "يشع" ("المتجدد") لا يعتزم جعل الحياة سهلة على نتنياهو. نفتالي بنات، المدير العام، يعرف كل الاحابيل والحيل لدى نتنياهو. فقد كان رئيس قيادته، وهو يدشن الان حملة هائلة في كل ارجاء البلاد وهو جدي. لرئيس الوزراء يخرج من هذا الان.
بنات يعرف بانه لا شيء يثير اهتمام او قلق نتنياهو أكثر من الاستطلاعات. قبل بضعة اشهر استدعى استطلاعا من "مركز مأغار محوت"، تبين فيه بان منتسبي الليكود يعارضون بشكل جارف استمرار التجميد. وأمس وصلت نتائج استطلاع "فولو أب" اجراه ذات المعهد على عينة من 410 منتسب في الليكود. النتائج الطازجة ستقلق نتنياهو، ولكن اكثر بكثير منه، ستقلق وزراء الليكود، اولئك الذين يفترض بهم أن يقدموا له الاسناد. وهاكم بعضا منها:
سؤال: اذا تقرر استمرار التجميد، فهل سيؤدي الامر ام لن تؤدي الى انشقاق في الليكود؟ 54 في المائة (من اصحاب الرأي) يعتقدون ان نعم، 46 في المائة يعتقدون أن لا. في الاستطلاع السابق، في شهر تموز، كانت النتيجة معاكسة (39 في المائة حيال 61 في المائة في صالح اولئك الذين يعتقدون أنه لن يكون انشقاق). بتعبير آخر، تغيير دراماتيكي. في آب معظم منتسبي الليكود يعتقدون بان استمرار التجميد سيؤدي الى انشقاق في الليكود.
سؤال: اذا استمر التجميد، فهل سيدفعك هذا الى النظر في نقل تأييدك من الليكود الى اسرائيل بيتنا؟ 29 في المائة اجابوا على هذا السؤال بالايجاب. قرابة الثلث. 71 في المائة من المنتسبين اجابوا بالنفي.
سؤال: الوزير ميخائيل ايتان اعلن بانه مع استمرار التجميد في اجزاء من يهودا والسامرة. هل الامر سيعزز ام يضعف الاحتمال بان تؤيده في الانتخابات التمهيدية التالية؟ 57 في المائة اجابوا بان هذا سيضعف الاحتمال. بتعبير آخر: ميكي ايتان هو سياسي شجاع، ولكن خيرا لن يخرج له من ذلك.
سؤال: لو قرر بنيامين نتنياهو عدم استمرار البناء. فهل ينبغي لوزراء الليكود أن يأخذوا بموقفه ام يعملوا بكل قوتهم ضده؟ في تموز الماضي، اعتقد 47 في المائة بان على الوزراء أن ينسجموا مع رئيس الوزراء. اما الان فـ 41 في المائة فقط يعتقدون ذلك. في تموز 53 في المائة اعتقدوا بان عليهم ان يعارضوا بكل قوتهم. اليوم يعتقد ذلك 59 في المائة. في هذه المسألة ايضا التغيير دراماتيكي في طالح استمرار التجميد.
سؤال: اذا كان وزراء الليكود سيؤيدون استمرار التجميد، فهل الامر سيعزز أو سيضعف الاحتمال في ان تؤيدوهم في الانتخابات التمهيدية التالية؟ 52 في المائة يقولون ان هذا سيضعف احتمال تأييدهم لهم، وفقط 18 في المائة يقولون انه سيعزز تأييدهم. هنا ايضا، تعزز كبير منذ تموز الماضي في صالح معارضي التجميد. نتنياهو نفسه يتلقى هو ايضا معطيات مشابهة. 50 في المائة من منتسبي الليكود يصرحون بانه اذا مدد التجميد فسيضعف هذا احتمال تأييدهم له في الانتخابات التالية لرئاسة الحركة. 41 في المائة يقولون ان استمرار التجميد سيضعف الاحتمال بان يصوتوا لليكود في صندوق الاقتراع.
سطر آخير واضح: منتسبو الليكود يعارضون معارضة قاطعة استمرار التجميد وسيجبون، حسب تصريحهم اليوم، ثمنا باهظا من اولئك الذين سيعملون في هذا الاتجاه. من رئيس الوزراء جنوبا. الامر الذي يشرح لنا الوقوف الجماعي لوزراء الليكود امام الميكروفونات والكاميرات في الايام الاخيرة في السباق نحو التصريحات الملتهبة.
حملة "يشع" التي تبدأ هذه الايام ستكون عدوانية. والشعار سيكون "نبني على كلمتكم". كبار الليكود سيجدون أنفسهم نجوما في اليافطات الضخمة التي تحمل تصريحاتهم، بما في ذلك التاريخ والاقتباس الدقيق. يا لفنات، نبني على كلمتك. يا كحلون، نبني على كلمتك. "يشع" يتخلى عن الجمهور العام. ليس هذا همه الان. القرار سيؤخذ لدى السياسيين، الضغط على نتنياهو يجب أن يأتي من الوزراء، والى هؤلاء تتوجه يافطات نفتالي بنات. بالضبط الى هناك. الوزراء سيتعرضون للهجوم من كل صوب محتمل. رسائل قصيرة، هدايا للاعياد، رفع نخب في "يشع". بالمناسبة، في نهاية الاسبوع توجه غير قليل من كبار المسؤولين والوزراء لرجال يشع في محاولة لـ "تعديل" اقتباساتهم. مسيرة اقتباسات لامعة ستزين في الاسابيع القريبة يافطات ضخمة في شوارع البلاد.
الحل الوسط، وهذا ما يعرفوه ايضا في "يشع"، سيكون في النهاية عمليا. التجميد لن يمدد، ولكن البناء لن يستأنف. المفاتيح لدى واحد، ايهود باراك، وهو على ما يبدو لن يوقع على مصادقات البناء ولن يسمح بالعطاءات. هذا ايضا أستعدوا له في "يشع" في خطوة مضادة. وهم يحددون هدف 3 الاف وحدة بناء في السنة، باذن صريح من صاحب السيادة (وزير الدفاع) وهذه كانت الوتيرة لدى ايهود اولمرت وهذه ينبغي أن تكون ايضا الوتيرة لدى بيبي وباراك. هكذا، على الاقل، يفكرون في "يشع". "نبني ليس اقل من اولمرت"، يقولون. وماذا اذا عرقل باراك؟ عندها ينبغي سحب المفاتيح منه.
المشكلة هي ان اولمرت بنى لانه ادار مسيرة سياسية مصداقة. اما نتنياهو فيريد أن يبني بدونها. وفي ظل هذه الجلبة يعلق الامريكيون الذين يعدون الفلسطينيين بان "سيكون الحال على ما يرام" و "لا تقلقوا، علينا المسؤولية لايجاد حل". تبقى شهر بالضبط للاسيتضاح اذا كان لهذا الوعد ما يستند اليه، واذا كان للفلسطينيين من يعتمدون عليه.

مشاركة مميزة