kolonagaza7
د. محمد احمد جميعان
ليس من الهين اتخاذ قرار التصفية الجسدية او الاغتيال (السياسي)تجاه أيقائد او رمز او ناشط او مثقف في أي زمن كان ،ما لم يكن هناك مكاسب كبرى او أهداف عظمى لا يمكن تحقيقها لا بحتمية هذا الاغتيال ، سواء كان هذا القرار من مجموعة مناوئة او تنظيم سري او جهاز استخباري لدولة او كيان حزبي مستقل ،ليس من باب الرأفة و الرحمة لدم يراق من قبل هؤلاء الذين يفترض ان يدركوا معنى الحياة وإزهاق الروح فحسب ،وإنما وقبل كل شيء من اجل نجاح الاهداف اولا ، وعدم كشفهم ثانيا كجهة منفذة التي في سبيلها تم التخطيط والتنفيذ و تعدي العقبات وتذليل الصعوبات لتصفية هذا المسؤول او ذاك المتحمس لفكر او لفكرة ما يدافع عنها او يهاجم في سبيلها ذلك التنظيم او تلك الدولة او يحرض عليها او يشكل عليها خطرا ما ..
ولعل الأصعب والأخطر والأعظم حين يكون الهدف من الاغتيال غير مباشر يقصد منه إشاعة الفوضى و الاضطراب السياسي والاجتماعي التي من شانها خدمة الدولة او ذاك التنظيم لتحقيق مأربهم فيما بعد …؟!
ان طبيعة العمليات (اغتيال بعض الرموز الوطنية والشعبية اللبنانية التي أصبحت معروفة للجميع من الرئيس رفيق الحريري الى آخره )التي نفذت على الساحة اللبنانية مؤخرا اتصلت مع بعضها البعض في اغلبها في سلسلة مترابطة متواصلة مبرمجة كان لها قواسم مشتركة تمثلت فيما يلي:
أولا :الدقة المتناهية في الاستطلاع الميداني والحصول على المعلومات الدقيقة و التخطيط المحكم ، والتوقيت الملائم ،والمكان المناسب ،وحجم المتفجرات وطريقة التنفيذ الذي يخدم الهدف فقط وبدقة عالية جدا حيث كان التنفيذ الدقيق الذي لا يخطئ الهدف انطلاقا من القاعدة الاستخبارية (ان العمل الاستخباري لا يحتمل الفشل )سواء من حيث التنفيذ او عدم الكشف او عدم ترك دلائل ومؤشرات للجهة المنفذة…
ثانيا : التقنية العالية التي استخدمت في تعطيل أجهزة الاتصال والكشف والوصول ونوعية المتفجرات الفاعلة والمؤثرة والقدرة على زراعتها وتفجيرها دون إثارة شك وريبة رغم تكرار العمليات ومستوى الوعي الذي تولد من هذا التكرار..
ثالثا:الحرص الشديد على عدم ترك إي دليل إجرامي او تحقيقي يمكن من خلاله التعرف على هوية المنفذين من خلال التقييد التام بالمهارات الاستخبارية كالاختفاء وخطة الهرب والانسحاب السريع المنظم بعد التنفيذ وما الى ذلك …
رابعا :الخبرة والاحتراف والقدرة الميدانية الفائقة التي تنم من عن تدريب عالي المستوى للمجموعة المنفذة والتي استطاعت تكرار هذه العمليات من الاستطلاع والوصول الى الهدف وزراعة المتفجرات و الانسحاب وإعادة التنفيذ مرة أخرى وبنفس الأسلوب والدقة والتقنية دون ترك أي اثر يمكن الاستفادة منه .
خامسا :ان طبيعة الشخصيات التي تم اغتيالها تمثل رموزا وطنية شعبية لبنانية ذات بعد سياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي كان لها موقف موحد وواضح من مجمل القضايا اللبنانية لا سيما الموقف من الوجود السوري في لبنان مطالبة برحيله على أساس وثيقة الطائف وبقية توابعها…مما يعني ان المستهدف لهذه الشخصيات يحقق اكثر من غرض في وقت واحد ،تصفية هذه القوى وخلط الأوراق وإشاعة الفوضى وبث التشكيك وبالتالي وضع لبنان في حالة عدم استقرار تخدم مصالحة..
سادسا:استخدام التضليل والخداع الاستخباري من ذات العمل التخريبي الذي اتبع لإخفاء الهدف الحقيقي من وراء الاغتيالات من خلال العمليات الصغيرة التي نفذت بوضع عبوات ناسفة او سيارة مفخخة في بعض المواقع التي كانت الخسائر فيها محدودة وخرجت عن منهجية الاغتيالات نفسها (لتعطي انطباعا بعدم الاحتراف والخبرة من قبل المنفذين)إنما هي عمليات قصد منها تضليل التحقيق وإخفاء الهوية الحقيقية لمنفذي الاغتيالات من خلال خلط الأوراق وإشاعة الفوضى والبلبلة لأنه في الحقيقة ان الأسلوب والتقنية والتنفيذ والانسحاب في هذه العمليات الصغيرة كانت في سياق الاغتيالات نفسها وتتمتع بالاحتراف والخبرة والدقة نفسها للحد الذي لم يترك أثرا أيضا يمكن ان يستفيد منه المحققون.
سابعا:عدم الإعلان عن الجهة المنفذة او هويتها او مقاصدها او مطالبها بل ان الشريط الذي ظهر وبثته الفضائيات في أعقاب اغتيال الرئيس رفيق الحريري وأعلن فيه عن الاغتيال والهدف والمقاصد كان مرتبكا ومهلهلا ولا ينم عن هوية الفاعلين بقدر ما ينم عن جهة استخبارية فبركت هذا الشريط كغطاء للأهداف التي تقصدها من وراء العملية ، بل ان التحقيقات لم تستطع ان تصل الى أي فرد او مجموعة لها صلة او وجود بهذا الشريط سوى ان الشخص الذي ظهر في الشريط اختفى من بيت أهله قبل أيام من تنفيذ العملية …؟!ولم يتم بعد ذلك تبني او الإعلان عن بقية العمليات التي تمت بعد ذلك مطلقا من أي جهة كانت…؟!
ثامنا : التكرار في تنفيذ العمليات يؤكد ان هناك سيطرة تامة تنم عن قدرات وامكانيات تجعل المنفذين في مأمن وتتوفر لهم التسهيلات اللوجستية والبيوت الامنة، في اطار شبكة متكاملة اصبحت على دراية وخبرة في تنفيذ واجباتها..
ان كل ذلك يؤكد بشكل قاطع استبعاد ان يكون وراء هذه الاغتيالات مجموعات او تنظيمات سرية من أي لون كان،بل ان وراء كل هذه العمليات جهة استخبارية واحدة تتلقى القرار من قيادة سياسية واحدة ليتم بعد ذلك وضع القرار محل التنفيذ حيث تعطي التوجيهات وتقدم المعلومات ،وتزود المنفذين بالتقنية اللازمة والتمويل والمتفجرات والأسلحة التي تخدم الغرض وقد هيأت المجموعة المنفذة نفسيا ودربتها عمليا بمستوى عال للقيام بهذه المهمة في إطار تكتيك مبرمج ومعد مسبقا يستهدف تشكيل مكاسب تراكمية تؤدي في النهاية الى أهداف عظمى تتحقق،لعلها تتمثل في إثارة الفوضى و الاضطراب السياسي والاجتماعي والطائفي الذي من شانه وضع لبنان على عتبة الحرب الأهلية ان لم تكن الحرب نفسها "ان استطاعت الى ذلك سبيلا"
ولكن ان لم تستطع فهي تحقق الأدنى الذي يخلق نزاعا وتوترا وعدم استقرار يخدم الإغراض المتوخاة من ذلك والأسئلة التي يجب طرحها والإجابة عليها من له مصلحة في كل ذلك ؟ ومن يملك القدرة والتدريب والتقنية العالية على التنفيذ بهذا المستوى الدقيق ؟ ومن هي الجهة التي لديها أهداف عظمى في لبنان لا يمكن تحقيقها إلا بالاغتيال ؟ ولماذا الإصرار على تنفيذ مزيدا من الاغتيالات رغم الحذر والاحتياطات الأمنية والتحذيرات المسبقة لهؤلاء الشخصيات ؟ وهل حققت الاغتيالات السابقة بعض الاهدف مما دفع ويدفع الجهة المنفذة تنفيذ المزيد منها ؟
ان الحكمة والسياسة والاهم من ذلك معطيات التحقيق تقتضي ان توضع كافة الاحتمالات في الحسبان ولعل الاحتمال الأقوى أجهزة الموساد الإسرائيلية بما لديها من خبرة وتقنية ومهارة وقسم متخصص بذلك بل وله سوابق معروفة ومدركة للجميع هي التي تقف وراء هذه العمليات لا سيما ما كشف مؤخرا في لبنان نفسه عن مجموعة اعترفت بارتباطها بالموساد الإسرائيلي وأنها نفذت مجموعة من الاغتيالات..
ناهيك ان لإسرائيل مصلحة كبرى في خلق عدم الاستقرار والفتن والشقاق في لبنان والدول ألمجاورة لها لأضعافها وارباك المقاومة فيها خدمة لبقائها سيما، أنها لم تستطع ان تخترق المقاومة اللبنانية ، ولم تستطع ان تقضي عليها بل ان هذه المقاومة أرغمتها على الانسحاب لأول مرة في تاريخ إسرائيل وخلقت معادلة استراتيجية جديدة أصبحت معها هذه المقاومة تشكل تهديدا مباشرا لبقاء إسرائيل في المنطقة باعتراف شمعون بيريز نفسه ..أليس ذلك مدعاة للتأمل والتفكير والتحقيق ..ومرة أخرى أقول احتمالية كبيرة ان يقف الموساد واذرعه المختلفه وراء هذه العمليات ؟
ما سبق نصه تحليل كنت قد كتبته ونشر بتاريخ 27/ 11/ 2006 اي بعيد اغتيال الرئيس الحرير وبعض الاخرين من القيادات والنشطاء على الساحة اللبنانية ، والان وقد توفرت حصيلة كبيرة من المعلومات بعد اعتقال نحو مئة عميل او يزيد يرتبطون باجهزة المخابرات الاسرائيلية في مفاصل ومواقع مهمة وحساسة ومسيطرة عسكرية ومدنية على الساحة الللبنانية ، كلها تؤكد ان لاسرائيل سيطرة تامة وقدرة فائقة ومصلحة ولا شك في تنفيذ هذه الاغتيالات ، وكلنا بانتظار المؤتمر الصحفي للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لنسمع المزيد المزيد..
ليس من الهين اتخاذ قرار التصفية الجسدية او الاغتيال (السياسي)تجاه أيقائد او رمز او ناشط او مثقف في أي زمن كان ،ما لم يكن هناك مكاسب كبرى او أهداف عظمى لا يمكن تحقيقها لا بحتمية هذا الاغتيال ، سواء كان هذا القرار من مجموعة مناوئة او تنظيم سري او جهاز استخباري لدولة او كيان حزبي مستقل ،ليس من باب الرأفة و الرحمة لدم يراق من قبل هؤلاء الذين يفترض ان يدركوا معنى الحياة وإزهاق الروح فحسب ،وإنما وقبل كل شيء من اجل نجاح الاهداف اولا ، وعدم كشفهم ثانيا كجهة منفذة التي في سبيلها تم التخطيط والتنفيذ و تعدي العقبات وتذليل الصعوبات لتصفية هذا المسؤول او ذاك المتحمس لفكر او لفكرة ما يدافع عنها او يهاجم في سبيلها ذلك التنظيم او تلك الدولة او يحرض عليها او يشكل عليها خطرا ما ..
ولعل الأصعب والأخطر والأعظم حين يكون الهدف من الاغتيال غير مباشر يقصد منه إشاعة الفوضى و الاضطراب السياسي والاجتماعي التي من شانها خدمة الدولة او ذاك التنظيم لتحقيق مأربهم فيما بعد …؟!
ان طبيعة العمليات (اغتيال بعض الرموز الوطنية والشعبية اللبنانية التي أصبحت معروفة للجميع من الرئيس رفيق الحريري الى آخره )التي نفذت على الساحة اللبنانية مؤخرا اتصلت مع بعضها البعض في اغلبها في سلسلة مترابطة متواصلة مبرمجة كان لها قواسم مشتركة تمثلت فيما يلي:
أولا :الدقة المتناهية في الاستطلاع الميداني والحصول على المعلومات الدقيقة و التخطيط المحكم ، والتوقيت الملائم ،والمكان المناسب ،وحجم المتفجرات وطريقة التنفيذ الذي يخدم الهدف فقط وبدقة عالية جدا حيث كان التنفيذ الدقيق الذي لا يخطئ الهدف انطلاقا من القاعدة الاستخبارية (ان العمل الاستخباري لا يحتمل الفشل )سواء من حيث التنفيذ او عدم الكشف او عدم ترك دلائل ومؤشرات للجهة المنفذة…
ثانيا : التقنية العالية التي استخدمت في تعطيل أجهزة الاتصال والكشف والوصول ونوعية المتفجرات الفاعلة والمؤثرة والقدرة على زراعتها وتفجيرها دون إثارة شك وريبة رغم تكرار العمليات ومستوى الوعي الذي تولد من هذا التكرار..
ثالثا:الحرص الشديد على عدم ترك إي دليل إجرامي او تحقيقي يمكن من خلاله التعرف على هوية المنفذين من خلال التقييد التام بالمهارات الاستخبارية كالاختفاء وخطة الهرب والانسحاب السريع المنظم بعد التنفيذ وما الى ذلك …
رابعا :الخبرة والاحتراف والقدرة الميدانية الفائقة التي تنم من عن تدريب عالي المستوى للمجموعة المنفذة والتي استطاعت تكرار هذه العمليات من الاستطلاع والوصول الى الهدف وزراعة المتفجرات و الانسحاب وإعادة التنفيذ مرة أخرى وبنفس الأسلوب والدقة والتقنية دون ترك أي اثر يمكن الاستفادة منه .
خامسا :ان طبيعة الشخصيات التي تم اغتيالها تمثل رموزا وطنية شعبية لبنانية ذات بعد سياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي كان لها موقف موحد وواضح من مجمل القضايا اللبنانية لا سيما الموقف من الوجود السوري في لبنان مطالبة برحيله على أساس وثيقة الطائف وبقية توابعها…مما يعني ان المستهدف لهذه الشخصيات يحقق اكثر من غرض في وقت واحد ،تصفية هذه القوى وخلط الأوراق وإشاعة الفوضى وبث التشكيك وبالتالي وضع لبنان في حالة عدم استقرار تخدم مصالحة..
سادسا:استخدام التضليل والخداع الاستخباري من ذات العمل التخريبي الذي اتبع لإخفاء الهدف الحقيقي من وراء الاغتيالات من خلال العمليات الصغيرة التي نفذت بوضع عبوات ناسفة او سيارة مفخخة في بعض المواقع التي كانت الخسائر فيها محدودة وخرجت عن منهجية الاغتيالات نفسها (لتعطي انطباعا بعدم الاحتراف والخبرة من قبل المنفذين)إنما هي عمليات قصد منها تضليل التحقيق وإخفاء الهوية الحقيقية لمنفذي الاغتيالات من خلال خلط الأوراق وإشاعة الفوضى والبلبلة لأنه في الحقيقة ان الأسلوب والتقنية والتنفيذ والانسحاب في هذه العمليات الصغيرة كانت في سياق الاغتيالات نفسها وتتمتع بالاحتراف والخبرة والدقة نفسها للحد الذي لم يترك أثرا أيضا يمكن ان يستفيد منه المحققون.
سابعا:عدم الإعلان عن الجهة المنفذة او هويتها او مقاصدها او مطالبها بل ان الشريط الذي ظهر وبثته الفضائيات في أعقاب اغتيال الرئيس رفيق الحريري وأعلن فيه عن الاغتيال والهدف والمقاصد كان مرتبكا ومهلهلا ولا ينم عن هوية الفاعلين بقدر ما ينم عن جهة استخبارية فبركت هذا الشريط كغطاء للأهداف التي تقصدها من وراء العملية ، بل ان التحقيقات لم تستطع ان تصل الى أي فرد او مجموعة لها صلة او وجود بهذا الشريط سوى ان الشخص الذي ظهر في الشريط اختفى من بيت أهله قبل أيام من تنفيذ العملية …؟!ولم يتم بعد ذلك تبني او الإعلان عن بقية العمليات التي تمت بعد ذلك مطلقا من أي جهة كانت…؟!
ثامنا : التكرار في تنفيذ العمليات يؤكد ان هناك سيطرة تامة تنم عن قدرات وامكانيات تجعل المنفذين في مأمن وتتوفر لهم التسهيلات اللوجستية والبيوت الامنة، في اطار شبكة متكاملة اصبحت على دراية وخبرة في تنفيذ واجباتها..
ان كل ذلك يؤكد بشكل قاطع استبعاد ان يكون وراء هذه الاغتيالات مجموعات او تنظيمات سرية من أي لون كان،بل ان وراء كل هذه العمليات جهة استخبارية واحدة تتلقى القرار من قيادة سياسية واحدة ليتم بعد ذلك وضع القرار محل التنفيذ حيث تعطي التوجيهات وتقدم المعلومات ،وتزود المنفذين بالتقنية اللازمة والتمويل والمتفجرات والأسلحة التي تخدم الغرض وقد هيأت المجموعة المنفذة نفسيا ودربتها عمليا بمستوى عال للقيام بهذه المهمة في إطار تكتيك مبرمج ومعد مسبقا يستهدف تشكيل مكاسب تراكمية تؤدي في النهاية الى أهداف عظمى تتحقق،لعلها تتمثل في إثارة الفوضى و الاضطراب السياسي والاجتماعي والطائفي الذي من شانه وضع لبنان على عتبة الحرب الأهلية ان لم تكن الحرب نفسها "ان استطاعت الى ذلك سبيلا"
ولكن ان لم تستطع فهي تحقق الأدنى الذي يخلق نزاعا وتوترا وعدم استقرار يخدم الإغراض المتوخاة من ذلك والأسئلة التي يجب طرحها والإجابة عليها من له مصلحة في كل ذلك ؟ ومن يملك القدرة والتدريب والتقنية العالية على التنفيذ بهذا المستوى الدقيق ؟ ومن هي الجهة التي لديها أهداف عظمى في لبنان لا يمكن تحقيقها إلا بالاغتيال ؟ ولماذا الإصرار على تنفيذ مزيدا من الاغتيالات رغم الحذر والاحتياطات الأمنية والتحذيرات المسبقة لهؤلاء الشخصيات ؟ وهل حققت الاغتيالات السابقة بعض الاهدف مما دفع ويدفع الجهة المنفذة تنفيذ المزيد منها ؟
ان الحكمة والسياسة والاهم من ذلك معطيات التحقيق تقتضي ان توضع كافة الاحتمالات في الحسبان ولعل الاحتمال الأقوى أجهزة الموساد الإسرائيلية بما لديها من خبرة وتقنية ومهارة وقسم متخصص بذلك بل وله سوابق معروفة ومدركة للجميع هي التي تقف وراء هذه العمليات لا سيما ما كشف مؤخرا في لبنان نفسه عن مجموعة اعترفت بارتباطها بالموساد الإسرائيلي وأنها نفذت مجموعة من الاغتيالات..
ناهيك ان لإسرائيل مصلحة كبرى في خلق عدم الاستقرار والفتن والشقاق في لبنان والدول ألمجاورة لها لأضعافها وارباك المقاومة فيها خدمة لبقائها سيما، أنها لم تستطع ان تخترق المقاومة اللبنانية ، ولم تستطع ان تقضي عليها بل ان هذه المقاومة أرغمتها على الانسحاب لأول مرة في تاريخ إسرائيل وخلقت معادلة استراتيجية جديدة أصبحت معها هذه المقاومة تشكل تهديدا مباشرا لبقاء إسرائيل في المنطقة باعتراف شمعون بيريز نفسه ..أليس ذلك مدعاة للتأمل والتفكير والتحقيق ..ومرة أخرى أقول احتمالية كبيرة ان يقف الموساد واذرعه المختلفه وراء هذه العمليات ؟
ما سبق نصه تحليل كنت قد كتبته ونشر بتاريخ 27/ 11/ 2006 اي بعيد اغتيال الرئيس الحرير وبعض الاخرين من القيادات والنشطاء على الساحة اللبنانية ، والان وقد توفرت حصيلة كبيرة من المعلومات بعد اعتقال نحو مئة عميل او يزيد يرتبطون باجهزة المخابرات الاسرائيلية في مفاصل ومواقع مهمة وحساسة ومسيطرة عسكرية ومدنية على الساحة الللبنانية ، كلها تؤكد ان لاسرائيل سيطرة تامة وقدرة فائقة ومصلحة ولا شك في تنفيذ هذه الاغتيالات ، وكلنا بانتظار المؤتمر الصحفي للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لنسمع المزيد المزيد..