السبت، 28 أغسطس 2010

خطيب الجمعة: ما أحوجنا إلى الثبات في زمن السبات


kolonagaza7
مركز إعلام القدس -خاص- القدس - السبت 28 / 08 / 2010 :-
أدى العشرات من أبناء مدينة القدس مع النواب المقدسيين ووزير شؤون القدس السابق المعتصمون في مقر البعثة الدولية للصليب الأحمر منذ ثمانية وخمسين يوماً صلاة الجمعة التاسعة على التوالي داخل خيمة اعتصامهم.وخطب الجمعة فضيلة الشيخ صالح بركات الذي أكد في خطبته على معاني الثبات وثمراته في الحفاظ على المبادئ وتحقيق النصر المنشود.وقال الشيخ بركات: "إن من معاني الثبات هو القوة، وقد ذكره الله تعالى في كتابه "يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ"، فالله عز وجل يثبت الذين آمنوا، يثبتهم في مواقفهم ويثبتهم في عقيدتهم، وعكس الثبات هو الضعف والزوال والدعه، والله عز وجل يحب لعباده معالي الأمور ويكره لهم السفاسف".كما ضرب فضيلته عدة مواقف لثبات العلماء والحكام، وكيف أن ثباتهم في مواقفهم رفع قدرهم عند الله تعالى، ومن هذه المواقف موقف الأنصار في غزوة بدر التي تصادف ذكراها هذا اليوم، حيث كان موقف سعد بن معاذ "امض يا رسول الله لما أمرك الله، فوالذي بعثك بالحق، إن استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك، ما يتخلف منا رجل واحد"، وكان لهذا الموقف الأثر العظيم في نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أنه قال: "لو سلك الناس وادياً، وسلكت الأنصار شعباً، لسلكت شعب الأنصار"، فكان للأنصار مكانة في قلب رسول الله لثباتهم وموقفهم، فهم الرجال الذين وجدوا في ليلة فُقد فيها الناس وفي الليلة الظلماء يُفتقد البدر.وأضاف فضيلته: "إن الثبات على المبدأ والعقيدة والصراط المستقيم هو سر القوة التي تربط العبد بالله عز وجل، وهذا هو درب العلماء والشهداء والأولياء ونحن على دربهم بإذن الله".وبين خطيب الجمعة كيف أن الله عز وجل عاتب أهل بدر حين التفتوا إلى الدنيا واختلفوا في الغنائم، وكيف أن الله عز وجل أمرهم أن لا يلتفتوا إلى الدنيا وحطامها الزائل وأن لا تتعلق قلوبهم بها، فما لهذا خُلقوا وإنما لغاية هي أسمى من هذا، فهم جيل التأسيس الذين تعقد عليهم الآمال فحسنات الأبرار سيئات المقربين.وعن محبة الله عز وجل والتي تشكل سراً من أسرار قوة العبد واتصاله بربه قال الشيخ بركات: "عندما سئل الإمام الجنيد عن محبة الله أطرق رأسه ودمعت عيناه ثم قال: "عبد ذاهب عن نفسه متصل بذكر ربه قائم بأداء حقوقه ناظر إليه بقلبه أحرق قلبه أنوار هيبته وصفا شرابه من كأس مودته، وانكشف له الحياء من أستار غيبه فإن تكلم فبالله وإن نطق فعن الله وإن تحرك فبأمر الله وإن سكن فمع الله فهو لله وبالله ومع الله"، فمحبة الله ليست كلمات تقال وإنما هي مواقف ننطلق منها لدعوة الله ولنصرة دينه".وأكد خطيب الجمعة على ضرورة التمسك بالصراط المستقيم فقد روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه (خط خطاً مستقيماً، فقال: هذا سبيل الله، ثم خط خطوطاً عن يمينه وشماله، وقال: هذه السبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه، ثم تلا هذه الآية: "وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ")، فهذا الطريق سلكه من قبلنا من العلماء والحكام والقادة والأولياء، فلا فرق فيه بين عربي أو أعجمي ولا بين أبيض ولا أسود، فمن حاد عن صراط الله في الدنيا سقط عنه في الآخرة ومن تمسك به في الدنيا ثبته الله على الصراط في الآخرة.وخاطب النواب قائلاً: "أنتم اليوم في موقف لا يقل قيمة عن مواقف من سبقكم من العلماء والشهداء والقادة العظام، والناس في بيت المقدس ينظرون إليكم وأعينهم ترقبكم وهم ينتظرون منكم موقف ثبات، فمزيداً من الثبات ومزيداً من الإقدام فوالله لو خضتم بنا البحر لخضناه معكم فأنتم قادتنا، وما صلاتنا هنا كأي صلاة جمعة وإنما هي ساعة ثبات وموقف ثبات، فنحن معكم ونسأل الله أن يزيدكم ثباتاً وقوة".

مشاركة مميزة