الثلاثاء، 10 أغسطس 2010

مصر: دولتان وشرطى

kolonagaza7
يحيى القزاز
شجعنى مقال الاستاذ محمد عبدالحكم دياب "مصر: دولة الكنيسة ....." في صحيفة القدس العربى فى لندن يوم 8/8/2010 على كتابة مقال كنت افكر فيه منذ زمن وأخشى سوء تفسيره فى زمن متقلب، ومنطق عصى الاستقامة.
الناظر فى المشهد المصرى -ببساطة وبلا تدقيق- يرى أولا: أغلبية خاملة متناثرة من الناس متسولين هائمين على وجوههم يبحثون عن لقمة عيش وعن وطن. ثانيا: جماعة الإخوان المسلمين، تراها أكثرية فاعلة (أى أقلية نشطة تتحرك بين أغلبية خاملة هى أكثرية فاعلة). تتميز بالدهاء والمكر السياسيين مع الكتل المناوئة وتعرف كيف تستخدمهم ومتى. تجيد الكر والفر مع دولة مهترئة يحكمها نظام بوليسى ولا تسلم من هراواته، وتعقد معه "صفقات" على حد تعبير المرشد السابق فضيلة الأستاذ عاكف، و "تفاهمات" على حد تعبير الدكتور عصام العريان. وهى جماعة ذات مرجعية دينية، لها أنصار (شعب) وأرض ومؤسسات سياسية تدير شئون الحكم، واقتصادية تللتنمية وتحافظ على تواجدهم وتضمن استمرارهم فى مأمن من شطف العيش. بكل مؤهلاتها ومؤسسساتها ينطبق عليها تعريف الدولة، لكنها دولة فى طور النمو وتسعى للاعتراف بها. وهذا واضح فيما نراه من محاولات الشد والجذب مع المدعو النظام الحاكم، فالإخوان يسعون للاعتراف رسميا بهم من قبل النظام الحاكم ككيان (جماعة دينية) و حزب سياسى مدنى أو أحزاب سياسية متنوعة تنتمى لذات الخلفية الدينية على غرار الدولة الإيرانية. وبزيادة الفساد وإفقار الشعب من قبل النظام الحاكم، وبالتوازى مع مزيد من التضحيات والصبر والنفس الطويل، ونمو الإخوان السياسى والاقتصادى، ونجاح واستمرار مشروع الترضيات الاجتماعية والعلاج المجانى للشعب البائس المعدم تصير "جماعة الإخوان المسلمين" مرحبا بها وتكون دولة موازية للدولة المهترئة ذات النظام الحاكم الفاسد. كلما اشتدت عصا الأمن على جماعة الإخوان، وكثرت تضحياتهم ازداد الشعب تعاطفا معهم، وترسخت جذورهم في قاع الشعب المصرى. وعموما دولة –نختلف معها- ضد العدو الصهيونى، خير من دولة مع العدو الصهيونى.
ثالثا: لدولة الكنيسة ودورها واضح من خلال ممارسة سيادتها واستقلالها على أراضيها (الكنائس) وتتجلى قوة سلطتها المركزية في يد الحاكم (قداسة البابا شنودة الثالث)، بالرغم من صغر حجمها إلا إنه معترف بها، وتمارس الندية وأحيانا السيادة على نظام الدولة المهترئة. رابعا: نظام حاكم تحول إلى جهاز شرطة يلقى القبض على الهاربين أو المختطفين من مواطنى دولة الكنيسة وبدلا من حمايتهم وتسليمهم للنيابة العامة للتحقيق معهم فى دواعى الهروب وكيفية الاختطاف يقوم بتسليمهم لدولة الكنيسة. ورئيس دولة تنازل عن مقام الرئاسة وارتضى منصب كبير رجال الشرطة (باعتباره رئيس جهاز الشرطة الأعلى) بتدخله فى كل كبيرة وصغيرة تخص دولة الكنيسة وبحمايته تعديات البناء التى قام بها رهبان دير البحر الأحمر فى محافظة البحر الأحمر، وعدم تحويل الموضوع للقضاء.
مصر فى زمن مبارك باتت دولتان: دولة "الإخوان المسلمين" وتسعى للاعتراف بها، و "ودولة الكنيسة" معترف بها، ونظام شرطى عميل لحساب الكنيسة والموساد الصهيونى.
ويمارس الشرطى العميل دوره الخسيس فى سيناء، وتبقى سيناء أنشودة عذبة فى زمن "العديد"، وقلب معلق مضيء نابض بالحياة فى الركن الشمالى الشرقى من مصر. فى زمن زرع الأعضاء وبيعها، أخشى أن يُسرق القلب لصالح عدو حقير. بالله حافظوا على القلب ولا تتركوه يبتعد أو يُنزع، وإن ابتعد أعيدوه أولا، وبعدها يمكن استعادة مصر الدولة وتوحيدها. لاتنسوا... سيناء قلب معلق أوشك على الخنق والانفصال.
10/8/2010

مشاركة مميزة