الثلاثاء، 17 أغسطس 2010

ماذا يجري في العراق؟

kolonagaza7
مجموعة العراق
د. محمد صالح المسفر
نصف عام مضى منذ إجراء العملية الانتخابية في العراق ولم تستطعالديمقراطية المستوردة إلى العراق تشكيل حكومة حتى هذه الساعة. حزب ايادعلاوي حصل على أغلبية أصوات الناخبين العراقيين ومن حقه دستوريا ــ بصرفالنظر عن رأينا في الدستور الذي تمت صياغته في ظروف غير طبيعية وغيردستورية ـــ أن يشكل الحكومة كما هو الحال في الدول الديمقراطية ، لكنالمالكي 'رئيس الوزراء الحالي' يرأس حزب ما يسمى'دولة القانون' رفض نتائجالانتخابات وأمر بإعادة فرز الأصوات في بعض المواقع لكي يجد مبررا لرفضه،وعلى الرغم من ذلك فشل في إيجاد المبررات إلا انه ظل على تعنته.المالكي الذي لم يحلم في حياته قط أن يكون موظفا في دائرة حكومية فيالعراق ولو كانت وظيفة بواب قبل الاحتلال ، إلا انه بقدرة قادر أصبح رئيسوزراء العراق في ظل الاحتلال الأمريكي البريطاني لذلك القطر الشقيق،ولكون ثقافة هذا المخلوق في سياسة ادارة الدولة لا تتعدى أزقة وحواري حيالسيدة زينب في دمشق مكان إقامته قبل الاحتلال عندما كان يطوف بها يؤلبالنعرات الطائفية ويبث بذور الفتنة بين أفراد الجالية العراقية التيترتاد تلك الأحياء، انه لا يعلم بان هناك ثقافة أخرى هي 'ثقافة تداولالسلطة سلميا' عبر صناديق الانتخابات، انه مازال يعيش في الموروث المرفوضوالذي مؤداه 'ثقافة التشبث بالسلطة حتى الموت'.إن ديمقراطية الاحتلال أنتجت نمطا جديدا في النظام السياسي في العراق،أهمها وللاختصار في هذا السياق أن تجري انتخابات على أسس طائفية وليس علىبرامج سياسية وطنية يعتد بها. فمثلا المالكي والصدر والحكيم خلفهم تيارطائفي وعصبية جاهلية معممة تستند إلى حقب تاريخية تحتاج إلى إعادة نظر،وعلى ذلك لن يسمحوا بالاختراق أو خروج السلطة من تحت أيديهم تحت أي ذريعةكانت، والديمقراطية عندهم هي التي تأتي بهم إلى السلطة وما عداهادكتاتورية بغيضة .إن المالكي وحلفاءه لن يسمحوا للسيد اياد علاوي الذي حصل حزبه على أغلبيةالأصوات بتشكيل حكومة وطنية لان جمهور الناخبين للسيد علاوي يتشكل منتوليفة من أطياف الشعب العراقي ليست مبنية على أسس طائفية أو عرقية.ولنفترض أن السيد علاوي حظي بعد مخاض طالت مدته بالموافقة له لتشكيلالحكومة العراقية فاني اجزم بان وزارته ستكون بلا سلطات.اعني انه 'علاوي' لن يكون الجيش والمخابرات والأمن والاقتصاد والبترولوالخارجية تحت إمرته بل ستوزع هذه المناصب على رؤساء الطوائف الأمر الذيلن يكون لرئيس الوزراء اياد علاوي اي سلطة .إن السباق السياسي في العراق في عهد الاحتلال الأمريكي لم يبن على مشروعوطني واضح المعالم وإنما بني على أساس مصالح فردية وطائفية. إن القياداتالسياسية التي افرزها الاحتلال الأمريكي ليس لها مشروع وطني للعراق وليسمن اهتماماتهم وحدته وسلامة أراضيه واستقلاله الوطني. لقد اثبتوا بما لايدع مجالا للشك أنهم طلاب ثروة وجاه ومنصب. لقد ثبت بالتجربة والمشاهدةأن هذه الطغمة السياسية التي أتى بها الاحتلال عبارة عن حفنة منالشعوبيين والطائفيين والانتهازيين والحاقدين والموتورين سياسيا وثقافياواجتماعيا يقودون العراق إلى الهاوية.في عهد هذه الحفنة السياسية المستوردة مع جحافل الغزاة للعراق أهينالإنسان العراقي تحت سمع وبصر العالم كله، ونهبت ذاكرته التاريخية، ودمرتمعالم حضارة بلاد الرافدين، ونهبت ثرواته المالية والنفطية، وفتتت وحدتهالسياسية وترسخت جذور الطائفية البغيضة في كل أرجاء العراق بفعل الهيمنةالأمريكية.ولا عجب أن نرى ونسمع ونقرأ أن الرئيس الأمريكي (باراك أوباما) توجهبخطابه إلى زعيم طائفة دينية متنفذة 'السيد السيستاني' طالبا منه وراجياالتدخل لدى أتباعه القابضين بزمام أمور السلطة في العراق التعجيل بتشكيلحكومة عراقية معبرا عن فشل كل جهوده ومبعوثيه في إقناع تلك العصبة التيأتى بها الاحتلال الأمريكي لتشكيل الحكومة طبقا لنتائج الانتخابات، أليسمن الغرابة بمكان أن نسمع ونقرأ ونشاهد الجهود الأمريكية لإرغام القياداتالعربية بالحد من المظاهر الدينية وتعديل المناهج التعليمية بما يتناسبوالمخطط الأمريكي في نفس الوقت الذي تلجأ الإدارة الأمريكية الحاليةللاستعانة برجال الطائفة الدينية المهيمنة على العراق على تشكيل حكومة .آخر القول: مابرح عندي أمل كبير في أن القادة العرب يستطيعون تغيير الحالفي العراق بأحسن مما هو فيه اليوم، فهل هم فاعلون؟

مشاركة مميزة