الاثنين، 16 أغسطس 2010

يا سلام على سلام

kolonagaza7
د. طريف عاشور
لم نكن يوما عبيدا لأشخاص ، ولم يعلمنا الوطن أن نكون كما البعض ( معهم معهم ، عليهم عليهم ) بل تعلمنا من الوطن أن نقول للظالم بكل جرأة انك ظالم ، كما للمبدع بكل فخر : أنت كذلك .
انظر ومعي الكثيرين بكل ايجابية إلى التكامل بين اطر وقيادة حركة فتح ، ووزارات ورئاسة الحكومة الفلسطينية ، فهنا إبداعات وتقصير كما هنالك أيضا إبداعات وإخفاقات ، تماما كأي تنظيم أو قيادة أو حكومة على هذه الأرض منذ نشأتها إلى أن يرث الله الأرض وما عليها ، ثم من قال أن هذه الحكومة الحالية هي بعيده عن فتح ، فهي حكومة السيد الرئيس ، الذي هو اختارها وهو رئيس فتح المنتخب ، وفيها 13 وزيرا من فتح ، ونهجها ليس بعيدا أبدا عن أبجديات فتح .
عندما نتحدث عن التكامل ، لا يعيب الحديث مطلقا أي حديث عن التنافس الحر لصالح المواطن الفلسطيني ، فمن منا لم يرفع رأسه عاليا والأخ عباس زكي ، المناضل الصلب عضو مركزية فتح الذي قارب السبعين ، يشارك في مسيرات من اجل حرية العبادة للمؤمنين من كافة الديانات ، حيث كانت المسيرة آنذاك لصالح حرية العبادة لأهلنا النصارى والمطالبة بحرية دخولهم إلى كنسية القيامة من كنيسة المهد عبر حواجز الموت ، اعتقل أبو مشعل وزج به في السجن وزجت معه كافة الأكاذيب أن فتح ما عادت لتقاوم ، بالحجر والمسيرة والرصاص.
من منا لم يسعد بل ويفتخر وهو يرى من كان على رأس المؤسسة الاستخبارية توفيق الطيراوي والغاز السام يدمع عينيه ، هو وأعضاء كثر من مركزية وثوري فتح ومعهم الكثير من فصائل العمل الوطني في مسيرات بلعين ونعلين والمعصرة والعشرات من المواقع الأخرى، حيث الاشتباك المتواصل بين أصحاب الأرض والغرباء شذاذ الآفاق؟
من منا لم يرفع رأسه بعز وفخار وهو يرى عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير تيسير خالد عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصاب بالرصاص المطاطي وهو يشارك أبناء شعبه في مسيرات ضد جدار الضم والتوسع ؟
هل نقول إذن أن هنالك تنافس بين فتح والديمقراطية ، أو بين فتح مركزيتها وثوريها، أو فلسطين حكومتها وتنظيماتها ؟ فليكن إذن كذلك ، وما العيب طالما أن هذا التنافس لصالح الهدف الأسمى التحرير والقدس ، لماذا نفسره على انه ظاهره سلبية ، لماذا لا يكون شعارنا : وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ؟
لتتنافس فتح ومعها كافة أخواتها من الحركات الفلسطينية في خدمة المشروع الوطني الفلسطيني وخدمة أهلهم وناسهم ، لماذا لا تتنافس بل وتتسابق كل تلك الحركات مع الحكومة الفلسطينية ووزاراتها والمؤسسات الأهلية والخاصة كذلك من اجل خدمة القضية والوطن والمواطن ، وما ضير هذا التنافس المشروع طالما انه لم يخرج عن إطار العمل الوطني ؟
عودة إلى الحكومة الفلسطينية الحالية ، هذه الحكومة التي قام رئيسها د. سلام فياض بنفسه بإلقاء منتجات المستوطنات في النار ، واتبع ذلك قانون تجريمي لكل من يتعامل مع تلك القاذورات ، وما تلا ذلك من إخبار مفرحة عن إغلاق العشرات من تلك المصانع في عدد كبير من المغتصبات ، مع العلم أن اقتصادنا بالمجمل مرتبط مع الاحتلال ، والتأثيرات التي لوحت ولا تزال بها تل أبيب من حرمان مصانعنا من أي مواد خام طالما بقيت المقاطعة ، تلك التهديدات التي لم تجد لها سامع في الحكومة ، وكأنها تقول للمواطنين : استمروا .
من منا لم يشاهد أو يسمع عن سلام فياض وهو يحرث الأرض قرب قرية قراوة بني حسان ، يحرثها ويعد أصحابها بالمحافظة عليها من الغول الاستيطاني لمستوطنة ما يسمى " خفات يائير " ، وكأنه يقول للموطنين استمروا بالدفاع والهجوم معا .
من منا لم يسمع أن رئيس الوزراء د. سلام فياض ، هذا الرجل الثري قبل أن يدخل الحكومة ، اثر أن يتعالج من عارض صحي الم به ، في مستشفى حكومي ، مع العلم أن مسئولين كثر يتعالجون خارج الوطن بسبب عوارض صحية ربما اخف مما الم به ، وكأنه يقول للمواطن الفلسطيني : ثقتنا كبيرة بالطواقم الطبية وها أنا أتعالج معكم في مشافينا التي أضحت بفضل سياسة الحكومة مفخرة للجميع مسؤولين ومواطنين وفي كثير من المواقع ولا يزال العمل جاريا ولن يتوقف .
وهنا لا بد لي من الإشارة إلى بلاغ وصل إلى بيت احد الوزراء في الحكومة الحالية ، يطالبه بإحضار تأمينه الحكومي مرفقا مع هويته الشخصية إلى المستشفى حيث عولج ولم يكن يحمله معه ، وإلا – كما جاء في خطاب وزارة الصحة – حوّل للنائب العام ، امسك د. فياض الخطاب أمام وزراءه ، ابتسم وقال : اشعر بالفخر أننا نسير على خطى واثقة نحو إزالة كل ما علق من كلام في الماضي أن فلسطين وشعبها ينخر الفساد مؤسساتهم .
بعض المتشائلين ، اخذوا يقولون وهم متفرجين في مكاتبهم : سلام فياض لو دعاه احد على عيد ميلاده ، لما تأخر بالحضور ، ولا ادري لقائل تلك العبارة ، هل يحسب هذا الكلام لصالح الرجل أم ضده ؟
هل المطلوب من المسؤول أن يبقى رهين المحبسين ، محبس المكتب المكيف ومحبس التقارير التي تصله ربما كما يهوى لا كما هي الأمور على الأرض ؟
تجد الرجل وكثير من وزراءه في نفس اليوم الواحد في الخليل صباحا ، وفي جنين مساء وبينهم فعالية شاركوا فيها في رام الله وتقول : هذا هو الجهد الفلسطيني الواعد ، الذي يتكامل مع جهد السيد الرئيس المنصب خارجيا من اجل حشد الدعم السياسي والمالي لحكومته ولشعبه .
يحق لنا أن نقول : يا سلام على سلام .... فياض ، يا سلام على كثير من وزراء حكومته ومن خلفهم كثير من الرجال الرجال ، كما يا سلام أيضا على مركزيتنا وتنظيماتنا ، يا سلام على كل من امن أن فلسطين أمل وعمل ، يا سلام على كل من عمل للصالح العام بعيدا عن الفئوية والتناحر ، بل بهدف الوحدة والتكامل ، فنماذج كهذه ، حتما لن تضل طريقها نحو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين عن قريب بإذن الله شاء من شاء وأبى من أبى .

مشاركة مميزة