الاثنين، 13 سبتمبر 2010

البرفيسور عصام الاشقر: حين يحاصر القيد والمرض عالم فلسطين وعقلها الفيزيائي


kolonagaza7
ابتهال منصور
حق لفلسطين أن ترفع رأسها عالياً فخراً وتيهاً بأمثال هذا الرجل، بل وتصرخ في كل الميادين معلنة أن بأمثال هذه العقول سيأتي النصر، والأولى أن تمزج صرخاتها بصوت ناقوس الخطر يدق لإنقاذه من براثن مرض وقيد حاصره، إنه البروفيسور عصام الأشقر العالم الأسير اسم ارتبط حباً واحتراماً في عقول وضمائر من عرفه وخاصة من نهل من علمه وفكره.
من هو البروفيسور الأشقر؟
البروفسور عصام راشد الأشقر "أبو مجاهد" (52 عاماً)، مواليد بلدة صيدا قضاء طولكرم، متزوج ولديه من الأبناء 5 أولاد وبنت (مجاهد، حذيفة، أنس، راشد، عمر، و ولاء)، حصل على البكالوريوس في الفيزياء من جامعة "اليرموك" في الأردن عام 1980، ثم حصل على منحة لدراسة الماجستير في نفس التخصص من الجامعة "الأردنية" عام 1982، حيث عمل مساعداً للتدريس، ومن ثم عمل محاضراً في جامعة النجاح الوطنية بنابلس من الأعوام 1982-1984، وحصل بعدها على منحة خاصة لدراسة الدكتوراة في ولاية أوهايو الأمريكية عام 1984، وحصل على الدكتوراه في الفيزياء من جامعة "توليدو" عام 1990، ثم عاد بعدها أستاذاً مساعداً في الفيزياء في كلية العلوم في جامعة النجاح الوطنية. أبدع الدكتور عصام الأشقر في التدريس والبحث العلمي رغم المحددات التي عانت منها بيئة البحث العلمي في الجامعة بشكل عام وفي العلوم بشكل خاص، واستطاع تخطي العقبات كافة وحصل على رتبة أستاذ مشارك في الفيزياء ومن ثم رتبة أستاذ دكتور (بروفسور) في الفيزياء على أبحاثه ودراساته التي بلغت المئات ونشرت في المجلات العلمية المتخصصة العالمية والمحلية.
وتنبع أهمية أبحاث الأستاذ الدكتور عصام الأشقر في كونها تطبيقاً للعلم الذي اكتسبه في بلاد الغرب على البيئة التي عاشها في وطنه فلسطين، كما أشرف العالم الأشقر على عدة رسائل ماجستير وشارك في العديد من المؤتمرات مقدماً فيها الأوراق والمداخلات العلمية ممثلاً جامعته ووطنه أفضل تمثيل، وقد تخرج على يديه ثلة من أساتذة العلوم والفيزياء والذين ينشرون الفائدة لمجتمعهم كمدرسين في التربية والتعليم ومحاضرين في الجامعات الفلسطينية المختلفة.
العالم الأسير
ولأنه العالم والمعلم فمكانه في عقلية المحتل المحاربة للعقول والكوادر العلمية السجون، ولينتزع من بين أهله وطلبته المرة تلو المرة ليقضي ما مجموعة ثلاث سنوات ويزيد في سجون الاحتلال الصهيوني وكانت آخر اعتقالاته بـ 19/3/2009 ولا زال معتقلاً.
خطر يهدد حياته
سجون المحتل بقسوتها ومرارة قيدها كانت كفيلة بأن تصيب البروفيسور الأشقر بالعديد من الأمراض المزمنة وتحاصر جسده بآلام مستمرة وخطيرة، حيث يعاني من ضغط الدم المرتفع والذي فشلت الأدوية في تخفيضه والذي تسبب بإصابة الأجهزة الدموية لشبكية العينين لديه الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى تدن ملموس في الرؤية وصولاً إلى العمى، إضافة إلى وجود ضعف وضيق في أوردة الكلى لديه مما ينذر بخطر يحيط بحياته حيث أن هذا التضيق قد يتسبب بجلطة دماغية وتوقف عضلة القلب وعدم انتظام في ضرباته، ويتلقى البروفيسور العديد من الأدوية يومياً في علاج وقتي لا يحل المشكلة بل يزيد من تدهورها بشكل متسارع، حتى أن محققي الاحتلال لم يتمكنوا من التحقيق معه بسبب وضعه الصحي وتمت إحالته للاعتقال الإداري فيما رفضت معظم السجون إستقباله لخطورة وضعه الصحي، فأمضى معظم مدة اعتقاله بما يعرف بسجن مستشفى الرملة.
لا لعلاج القيد
ويكمن العلاج للبروفيسور الأشقر بتوسيع ضيق الأوردة أو إيجاد بديل لتزويد الدم الكافي للكلى حتى يصل ضغط الدم إلى حاله استقرار وإيقاف التدهور في وضعه الصحي الأمر الذي يحتاج لتدخل جراحي يرفض البروفيسور عصام أن يخضع لأي عملية جراحية داخل السجون الصهيونية فكيف ستتوفر الرعاية الصحية المناسبة والراحة التامة لعملية بهذه الدقة في سجون الاحتلال الذي يشترط إجراء العملية للبروفيسور وهو مقيد اليدين والرجلين في سجون تفتقر أصلاً لأبسط مقومات الحياة، ويصر البروفيسور على حقه في تلقي العلاج خارج السجن وبعيداً عن القيود.
في السجن
زملاء القيد ممن عايشوا البروفيسور الأشقر في السجن نقلوا بإعجاب تحدي البروفيسور لواقع السجن الصعب وصبره على وضعه الصحي الخطر في ظل اهمال طبي وانعدام مقومات الحياة الصحية والمعيشية، بل وأنه يرفد من حوله من الأسرى بعلمه وعقله في دورات تثقيفية وعلمية مميزة أبرزها محاضرات علم الفلك التي ينتظرها الأسرى بفارغ الصبر.
اعتقال إداري
ويرفض الاحتلال الصهيوني الإفراج عن الأسير البروفيسور عصام الأشقر رغم وضعه الصحي الصعب وتفاقم الخطر المحيط بحياته دون توجيه تهمه محدده له بحجة وجود ملف سري له وتجدد له الاعتقال الاداري، تطبيقا لمخطط الاحتلال الساعي لإفراغ الساحة الفلسطينية من العقليات العلمية.
ومع قرب الإفراج عنه تأبى إدارة السجون الصهيونية أن تقدم له العلاج المناسب وإنما نقلته إلى سجن عوفر حيث يوجد فقط عيادة للرعاية الصحية الأولية (يسميها الأسرى عيادة الأكامول حيث يعطى الأكامول للكل).
البروفيسور عصام الأشقر أمام عزيمته وصبره تقف الكلمات ويبقى السؤال مفتوحا، أين العالم من نصرة هذا العالم؟ واجب كبير ومسؤولية عظيمة ستلازم كواهل من قصر في حقه مؤسسات ومسؤولين وأصحاب ضمائر حية.

مشاركة مميزة