الشهر شهر يونيو والمكان معبر رفح
الزمن الساعة الواحدة
المكان بوابة معبر رفح المتنفس الوحيد لأهالي قطاع عزة
الساعة الثانية عشرة ظهراً ودرجة الحرارة تتجاوز الثلاثين والشمس تلفح الوجوه بأشعتها وصالة المسافرين على الجانب الفلسطيني لمعبر رفح المنفذ الوحيد لغزة على مصر، خالية تماماً من المسافرين حيث يجب على المسافرين أن يدخلوا الصالة بعد سماع أسمائهم ومكاتب مراقبة الجوازات خالية أيضاً من الموظفين. أما خارج الصالة فتجلس مجموعة من الفلسطينيين على أرض تظللها الأشجار منذ الصباح في انتظار سماع أسمائها..
هناك كانت تجلس هناء وتحمل بيدها رزمه من الأوراق تثبت أنها بطريقها لأخذ جرعه الكيماوي للعلاج من مرض السرطان وكما يقول زوجها أنها مضطرة لرحلة العذاب كل شهر- لقد بدا الإرهاق والتعب على وجهها وهي تقول أليس من الاقضل أن أموت كريمة في بيتي..
وبجانبها كانت تجلس ألاء العروس التي لم يمضي على زفافها أيام وهي في طريقها وعريسها إلى الإمارات – ألاء تقول لو كنت اعلم إني سأتعرض لهذا الذل لما قبلت أن أتزوج، الأكرم لنا أن نموت فوق ترابنا..
احمد طالب يدرس في ماليزيا يقول انه منذ ثلاثة أيام يتعرض لنفس رحلة لعذاب ويركب الباص في طريقه إلى دولة الجوار مصر العربية ليستقل الطائرة إلى ماليزيا ولكن فجاه تقرر مصر إغلاق المعبر فيعود إلى بيته وفي اليوم التالي يسرع إلى المعبر – أنها ضريبة فرضت على من يريد أن يبقى مواطنا من غزة إذا رغب في تحسين وضعه الثقافي أو المالي فمصر تقرر غلق المعبر فجأة وإعادة المسافرين الذين امضوا يومهم مفترشين الأرض تحت أشعة الشمس الحارة
الأماكن محجوزة حتى شهر أكتوبر أي لا تستطيع السفر قبل أكتوبر ....
ففي الجانب الفلسطيني المسئولون الحاليين يقولون إنهم لا يستطعون السيطرة على الوضع إداريا بسبب عدم التزام الجانب المصري بالوعود حيث ليس هناك اتفاقيات ملزمه وهم ليسوا مسؤولون عن عذاب المسافرين.
والجانب المصري يقول انه يقوم بعمل إنساني بفتح المعبر حتى لو ادخل حاله مرضيه واحده..
لقد تأمل خيرا أهالي القطاع بالتغيير الذي حصل في مصر ولكن مازال الوضع على ماهو..
ما زال يشعر الفلسطيني أن رجل الأمن المصري ينتظر إليه نظره غريبة إذا كان هذا المسافر لا يحمل تنسيقا من رام الله..
· أما آن الاوان لمنظمات حقوق الإنسان أن تنظر بعين الاعتبار لعذاب الشعب الفلسطيني على الحدود؟
· أما آن لرئيس الحكومة في غزة أن يعين موظفين أكفاء لإدارة المعبر في ضوء الإجراءات المصرية الحالية بحيث تحفظ كرامة شعب غزة؟
· أما آن للمسئولين المصريين أن يعلموا أن شعب غزة وشعب مصر جزء من الشعب العربي وأن يحافظوا على ابسط تعاليم الإسلام وهو حق الجوار؟
· إما آن لرئيس السلطة الفلسطينية أن يحافظ على كرامة الشعب الفلسطيني في غزة – لا نطالبه بوقف التنسيقيات ولكن يجب ان يأخذوا دورهم مثل الباقي لا أن يأتوا بسيارتهم وينتقلوا الى الجانب المصري – متى سنقضي على الرشوة والمحسوبية!!
· والسؤال الذي يطرح نفسه لمن أماكن السفر محجوزة حتى أكتوبر 2011!!