محمد ح. الحاج
كان لافتاً منذ بداية الأحداث في الشام التغير الكبير في نبرة الخطاب التركي الرسمي، خطاب لم تسمعه الحكومة السورية من قيادات الدول الشقيقة أو الحليفة،.. وتركيا ربما تعتبر نفسها من ضمن هؤلاء، الخطاب التركي الذي استظل يافطة النصائح جعل المراقبين في سوريا، والكثير من المهتمين يتساءلون : ماذا وراء الأكمة.؟. وكثيرون بدءوا البحث في مواقع نشر الفضائح والأسرار التي يتصيدها اختصاصيون وأخيرا ً....
تمكنت إدارة جيش سوريا الالكتروني من العثور على نص الاتفاق الموقع بين فرنسا وتركيا والذي حمل اسم (اتفاق جوبيه – أر دوغان) وذلك بعد أن نشرت نسخة منه على موقع فرنسي وفيما يلي نص الاتفاقية مترجماً إلى اللغة العربية ومن يرغب في قراءة النص الفرنسي فعليه مراجعة... الرابط التالي : http://foforum.xooit.com/t2090-Accord-Juppe-Erdogan.htm
نص الاتفاقية :
ان فرنسا عبر وزير خارجيتها ألان جوبيه تنظر بعين الاهتمام لتركيا بخصوص طلبها الانضمام إلى الاتحاد الأوربي، ونظراً للدور المهم لها في الشرق الأوسط فقد قررت فرنسا تقديم الدعم اللازم لدخول تركيا إلى الاتحاد الأوربي بعد تعهد تركيا بتنفيذ مضمون هذا الاتفاق والذي يعود بالفائدة على الاتحاد الأوربي وتركيا وفرنسا
1 - تقدم فرنسا الدعم اللازم لتركيا من اجل تسهيل دخولها إلى الاتحاد الأوربي قبل نهاية عام 2012
2 - تقوم تركيا بتقديم الدعم اللازم لفرنسا بشأن مشروعها الاستراتيجي في الشرق الأوسط وخاصة في لبنان وسوريا وإسرائيل
3 - تسمح تركيا لإسرائيل بمتابعة نشاطاتها العسكرية في تركيا ودعم وحداتها العسكرية
4 - تقوم فرنسا بالمقابل بتقديم الدعم اللازم لأردوغان في الانتخابات النيابية القادمة من اجل تغيير الدستور التركي بما يخدم عملية دخوله في الاتحاد الأوربي.
5 - تُسهل تركيا عمل المعارضة السورية من خلال استضافة اجتماعات المعارضة السورية في تركيا وذلك تحت إشراف فرنسا الممثلة للاتحاد الأوربي
6 - تقوم تركيا بفرض مجموعة من الضغوطات على النظام السوري من أجل السيطرة على منطقة الشرق الوسط وإسقاط نظام الأسد الفاسد والرافض لعملية التغيير في الشرق الأوسط
7 - تُسهل تركيا عملية دخول المهجرين السوريين وتسمح للإعلام الفرنسي أو أي إعلام متحالف بتقصي الحقائق في منطقة لجوء السوريين المهجرين.
8 - يسمح لتركيا بالسيطرة على منطقتي ادلب وحلب من الشمال السوري مقابل السماح لفرنسا وبريطانيا بالسيطرة على باقي الأراضي السورية
9 - تلتزم تركيا بعدم ممانعة إقامة قاعدة عسكرية أمريكية في منطقة دير الزور شرقي سورية و تقديم الدعم اللازم لذلك تقوم فرنسا بالاستفادة من وضعها في الاتحاد الأوربي باستصدار قرار أممي بشأن الأكراد في تركيا واقتراح حلول لهم بإنشاء دولة كردية في شمال العراق تحت إشراف مباشر من تركيا وفرنسا تلتزم فرنسا باستخدام حق النقض بشأن حقوق تركيا برسم الحدود التي تراها مناسبة بينها وبين الدولة الكردية المزمع إنشاؤها في شمال العراق.
تسهيل العمليات التجارية عبر الأراضي التركية إلى سوريا ولبنان، وعدم التدقيق على محتويات الناقلات الفرنسية العابرة من تركيا إلى سوريا ومنها إلى لبنان - استمرار التزام تركيا بالاتفاقية الفرنسية التركية بخصوص شؤون لبنان. تُقدم فرنسا الدعم اللازم لتركيا والغير مشروط بشأن القضايا العالقة بين تركيا وقبرص. تمنح فرنسا لتركيا مبلغ 45 مليار يورو من حسابات الاتحاد الأوربي لدعم عمليات التطوير في تركيا بعد التزام تركيا ببنود هذا الاتفاق ويتم صرف هذه المبالغ على دفعات بحسب التزامات تركيا ببنود هذا الاتفاق.
كلوني 2-11-2010
- يقول الفرنسيون أن الاتفاق يعود بالفائدة على الاتحاد الأوروبي وفرنسا وتركيا، وكان حريا بهم الاعتراف بأنه يخدم بالدرجة الأولى المصالح الصهيونية وذلك جلي في النص والفقرة الثالثة منه.
- يؤكد نص الاتفاق أن فرنسا (ساركوزي وجوبيه) هي مجرد تابع صغير وأداة في يد محفل الشرق الأعظم، لتحقيق التطلعات الصهيونية ومخططاتها بعيدة المدى في منطقتنا التي يطلقون عليها الشرق الأوسط الجديد أو الكبير، وما المطالبة بموافقة تركيا على إقامة قاعدة أمريكية في منطقة دير الزور إلا إثبات ودليل قطعي على هذا التوجه، والثمن هو السماح لتركيا بوضع يدها على منطقتي حلب وادلب، مقابل الموافقة على أن تضع بريطانيا وفرنسا أيديهما على ما بقي من الشام (وكأنها أرض سائبة)...!
- الآن وبعد افتضاح أمر الاتفاقية، يدرك الشعب السوري أبعاد ما حصل في جسر الشغور وبعض ريف ادلب من مجازر وعمليات تهجير (طوعي تحت الإغراء، وقسري، وأسباب منع عودة المهجرين، وربما يبقى الكثير منهم رهائن لأسباب نبينها لاحقاً).
- كادت العملية المخطط لها في الشمال أن تنجح لولا أن تنبهت القيادة لما يحصل، فخططت على جناح السرعة ونفذت عملية مخلب النسر فأغلقت الشريط الحدودي في المنطقة بوجه التسلل قبل مداهمة جسر الشغور والقرى المحيطة، وهذا لم يكن متوقعاً فسقط في قبضة الجيش العديد من الضباط الأتراك والجنود إضافة إلى العملاء المسلحين وربما الإعلاميين من جنسيات مختلفة وقد أسقط في يد القيادة التركية فتغيرت لهجة وزير الخارجية وتجري الاتصالات حثيثة لزيارة دمشق وتسوية المسألة، من هنا نقرأ تأخير عودة من أسموهم لاجئين وربما يبقى بضعة آلاف رهائن لحين انجاز تسوية، وربما المطلب الأول للحكومة التركية أن تستمر الحكومة السورية على رصانتها فلا تكشف المزيد من المعلومات عن عمليات جسر الشغور،.... وهكذا بقيت عملية مخلب النسر طي الكتمان إضافة إلى العمليات اللاحقة.
- كم هو مهم لتركيا أن تنضم للاتحاد الأوروبي، وتبيع دمشق في سوق مزاد فرنسي...؟.
- فشلت فرنسا في تعهدها لأر دوغان كي يفوز في الانتخابات الأخيرة بما يمكنه من تعديل الدستور، هل هذا سبب لتغيير دفة السياسة التركية أم هناك أسباب أخرى.؟.
- دمشق التي فتحت الأبواب مشرعة أمام المصالح التركية، اقتصاديا وسياسياً وصولاً إلى أقاصي الخليج، وقد تكون العائدات التركية أكثر بكثير من الوعود الفرنسية.... 45 مليار يورو وعلى دفعات، ونعلم أن الغرب يوجد الذرائع للتنصل من التزاماته، مع ذلك تبيعها تركيا في سوق المزاد الغربي، على وعد وضع اليد على الشمال السوري وكأنها لم تكتف بما سلبت من أراض في كيليكية وديار بكر واسكندرون، ونذكر أن ذلك حصل بدعم ومباركة الغرب وفرنسا بالذات، هل بلغ التفكير التركي هذا المبلغ من التواضع ليعتقد أن من السهولة وضع اليد على أجزاء من سوريا، ونسي أن دون ذلك الموت الزؤام وأنهار من الدماء.
- يقول القدماء في قريتنا : عدو جدك ما يودك،... نتمنى أن يخرج الأتراك من عدائهم وأطماعهم في أراضينا، على الأقل أن لا يمارسوا عكس ما يجهروا به.