الأحد، 21 أغسطس 2011

فروانة : عميد الأسرى العرب يوجه رسالة لأهله مع دخوله العام 27 في سجون الإحتلال

kolonagaza7

20=8-2011- قال الأسير السابق ، الباحث المختص بشؤون الأسرى ، عبد الناصر فروانة ، بان عميد الأسرى العرب واحد قادة ورموز الحركة الأسيرة و" جنرالات الصبر " الأسير " صدقي المقت " يدخل عامه الـ 27 في سجون الإحتلال الإسرائيلي بشكل متواصل .
واضاف : بأن الأسير " صدقي سليمان المقت " 44 عاماً ، أعزب ومن مواليد مجدل شمس في الجولان السورية المحتلة ، وقد نشأ وترعرع لأسرة مناضلة عاشت قضايا شعبه وكان لهذه الأسرة دورا فعالا في مسيرة نضال الجولان .
وكان " المقت " أحد مؤسسي تنظيم حركة المقاومة السرية في الجولان المحتل. حيث جسد هذا التنظيم بمجموع رفاقه نضالاً بطولياً ضد الاحتلال، وقاموا بسلسلة عمليات عسكرية ضد قوات الاحتلال وقواعده في منطقة شمال الجولان المحتل ، وكان قد اعتقل بتاريخ 23-8-1985 مع مجموعة من رفاقه وحكمت عليه محكمة اللد العسكرية بالسجن لمدة 27 عاماً ، أمضى منها 26 عاما ولم يتبقَ له سوى بضعة شهور ، تنقل خلال سنوات اعتقاله الطويلة بين كافة المعتقلات؛ نفحة، عسقلان، بئر السبع، الرملة، الدامون، هداريم، تلموند، الجلمة، شطة والآن هو في سجن جلبوع .
وفي الأسر كان الأسير " صدقي المقت" ولا يزال أخاً ورفيقاً لجميع الأسرى، حيث جسد قيم النضال والوطنية والوحدة ، بانضباطه وعلاقاته، وصدقه في التعامل مع الجميع.
وأوضح فروانة بأن " المقت " قد شارك في كافة نضالات الحركة الأسيرة بدون استثناء، وهو في مقدمة الصفوف دائماً، جندياً وكادراً وقائداً ، وبسبب مواقفه عُزِل وعُوقب وحُوكم عشرات المرات في الزنازين، ومُنع زيارات الأهل، سواء كانت عِقابات فردية تطاله بالذات، أَم ضمن عِقابات جماعية لعدد كبير من رفاقه الأسرى.
والآن يخوض نضالاً باسم الحركة الأسيرة مع بعض رفاقه معركة الثقافة العربية، التي تحاول مديرية السجون حرمانها للأسرى، وذلك من خلال منع إدخال الكتب الثقافية العربية لهم، واستبدالها بقوائم تصدرها مصلحة السجون. وهذا النضال تجسد تحت عنوان لا بديل عن الثقافة العربية الأصيلة.
وأكد فروانة بأنه وبالرغم من سنوات الأسر الطويل إلا أنه بقي ثابتاً على مبادئه الوطنية والقومية، مؤمن بحقه في مقاومة الاحتلال أينما كان، في فلسطين ولبنان والجولان وكل ارض العرب ، وأن سنوات الاحتلال والأسر الطويلة لم تنل من إرادته وعزيمته.
وفي الذكرى الـ26 لإعتقاله ودخوله العام 27 وجه الأسير صدقي المقت رسالة الى أهله وشعبه وأحبته وهذا جزء منها :
أيها الأهل أيها الأحبة...
التقي بكم لنحيي سوية للمرة الأخيرة العام السابع والعشرين، والذي سيكون خاتمة رحلتي الطويلة داخل الأسر، عام سيطوي مرحلة مليئة بالصبر والصمود والثبات على ذات المبادئ والقيم الوطنية والنضالية، عام سيحطم ما تبقى من القيد لأعود إلى أجمل وأطهر بقعة على وجه الأرض، جولاننا العربي السوري، لأكمل الطريق الذي بدأناه قبل سبعة وعشرين عاما.
طريق المقاومة الذي لا رجعة عنه إلا برحيل المحتل عن أرضنا، كل أرضنا العربية في سوريا وفلسطين، كل فلسطين.
أيها الأهل في مثل هذه الأيام وقبل سبعة وعشرين عاما وقفت أنا ورفاق دربي في ذلك المسلخ الذي يسمى زورا محكمة، وقفنا ننشد النشيد العربي السوري وندافع عن خيار المقاومة.
الآن وبعد سبعة وعشرين عاما داخل الأسر وأنا أتهيأ لتحطيم أخر قيد منه، أقف وسط زنزانتي بكل فخر وشموخ وتحدي، لأقول لذلك الجلاد لقد هزمتك أيها المحتل وهذه سنواتكم السابعة والعشرون تحولت بفعل الصمود والثبات إلى لعنة تلاحقكم وتصرخ في وجهكم ليل نهار ... ارحلوا ... ارحلوا أيها الصهاينة... لا مكان لكم على أرضنا العربية.
أردتموها حرب إبادة، فلتكن كذلك، لقد أصدرتم حكمكم لا بأس بذلك، لكنا لم نقل نحن كلمتنا الأخيرة بعد، سنقولها صرخة مدوية في وجهكم، سنقولها رصاصة نطلقها، أو قذيفة مدفع أو صاروخ يحرق الأخضر واليابس، وستكون دماء شهدائنا ومعاناة أسرانا حاضرة في عقولنا ووجداننا، عندها نكتب المشهد الأخير من حكاية الوطن في الحرية الحقيقة وتحرير الأرض والإنسان.
التحية كل التحية إلى الأهل الكرام في الجولان المحتل المتمسكين بهويتهم السورية وانتمائهم العروبي الاصيل.
تحية إجلال وإكبار إلى أرواح رفيقي دربي الشهيد البطل هايل حسين أبو زيد والشهيد البطل سيطان نمر الولي وإلى أرواح كل شهدائنا الأبرار.
تحية نضال لرفاق دربي، بشر المقت وعاصم الولي، الذين عبرت وإياهم مسيرة النضال والأسر، ولكل الأسرى المحررين.
تحية حب ووفاء إلى أسرتي الغالية التي سارت معي كل رحلة الأسر الطويلة، أتنفس من خلالها الحرية واستمد منها كل عناصر الصمود والصبر.
تحية عزم وصمود إلى رفاقي أسرى الجولان العربي السوري المحتل داخل سجون الاحتلال، وإلى رفاقي الأسرى الفلسطينيين، مجسدين سوية أسمى أشكال التلاحم القومي المبني على الصمود والنضال المشترك داخل سجون الاحتلال.
والى اللقاء على أرض جولاننا محرراً من المحتل شامخاً بعروبته وانتمائه السوري .
مع تحياتي
الأسير العربي السوري داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي
صدقي سليمان المقت
سجن الجلبوع – أغسطس 2011

مشاركة مميزة