الأربعاء، 17 أغسطس 2011

استمرار التضييق على الحريات الفردية والجماعية والمؤسسية في قطاع غزة

kolonagaza7

بداية لتفكك منظومة القهر والقمع
إذا كنت صائما وأردت أن تفطر في أحد مطاعم غزة فأنت بحاجة إلى تصريح مسبق من الشرطة
استمرار لمسلسل انتهاك حريات المواطنين في قطاع غزة، على أيدي شرطة المقالة، وفي سابقة جديدة من نوعها: المباحث العامة في مدينة الزهراء بغزة تأمر بإلغاء إفطار جماعي لشباب في أحد مطاعم المدينة.
وفي حيثيات الموضوع، قام مجموعة من الشباب بعضهم متطوعين في شارك بالتنسيق لإفطار جماعي في أحد مطاعم مدينة غزة، وقد قامت المباحث العامة (فرع الزهراء) والتابعة لشرطة المقالة، وبناء على قرار من مدير جهاز المباحث في قطاع غزة بالاتصال بإدارة المطعم، طالبة منه عدم استقبال الشباب الصائمين، وإلغاء حجزهم، ورفض تقديم طعام الإفطار لهم، هذا بعد أن كان صاحب المطعم قد جهز المواد اللازمة للإفطار، ما يعني تكبيده خسارة مادية، دون أن تتحمل المباحث مسؤوليتها عن هذه الخسارة، وتعويض صاحب المطعم. كما قامت المباحث أيضا، بالاتصال بمنسق الإفطار، وإبلاغه بمنع إقامة هذا الإفطار أو غيره.
إن تجاوز شرطة المقالة وأجهزتها التنفيذية جميع الخطوط الحمراء فيما يتعلق بحريات وحقوق المواطنين في قطاع غزة، لا يمكن فهمه إلا في سياق ذهنية قائمة على الإقصاء المنهجي، ومحاولة ترويض الناس بقهرهم وإذلالهم والتدخل في تفاصيل حياتهم، دون أي رادع قانوني، والأنكى من ذلك، أن يقوم هؤلاء –مع إدعائهم الدائم بتطبيقهم للشرع والدين- بمنع صائمين من تناول طعام الإفطار، وقد يكون ذلك نابع من احتكارهم لا للدين وتفسيره وحسب، بل حتى حق الآخرين بالتزام بالفرائض والسنن.
إن تمادي أجهزة المقالة في تدخلها وانتهاكها للحريات، إنما نتيجة حتمية لتقاعس القوى الديمقراطية الأهلية والحزبية عن القيام بدورها دفاعا عن حريات الناس، وحقوقهم، وعن القيام بدورها الوطني والمدني والديمقراطي، بل والأهم من ذلك، أن تقوم هذه المؤسسات التي تدعي لنفسها أنها ذات فكر منفتح ومتسامح، بدورها في مجابهة الفكر الظلامي، والرد عليه، ومحاصرته، للحيلولة دون فرضه على طبقات واسعة من مجتمعنا.
إننا في منتدى شارك، وإن كنا لا نحمل ضغينة لأي طرف فلسطيني، ومع إيماننا الكامل بحق الجميع في التعبير عن آرائهم، وممارسة فكرهم ومعتقداتهم، دون تدخل من احد، ورغم محاولتنا الدائمة لتجنب الاحتكاك بما قد يحسب اصطفافا سياسيا، قد ضقنا ذرعا بمثل هذه الممارسات، وبتنا مجبرين –لتحملنا مسؤولية أخلاقية أمام قطاع عريض من شباب فلسطين- أن نعبر بكل وضوح وصراحة، ودون مواربة أو مجاملة عن موقفنا من هذه الأحداث وغيرها.
ورغم انتقادنا لكل هذه الممارسات، فإن واجب الأخوة يحتمل علينا أن نتوجه بالنصح إلى أخوتنا في مقالة غزة، بأن الإمعان والإصرار على فرض الرأي الواحد على الناس، لا يولد إلا رفضا مضاعفا لبرامجكم وممارساتكم، وأن انتهاك الحريات، بل وتشريع الأبواب واسعة للتدخل في تفاصيل الحياة اليومية للناس، لن يؤدي بكم إلا لوضع يشبه ما يجري عربيا، فقد بدأت عصى الدكتاتورية العربية بالوهن كلما اشتدت غلظتها، فهلا اتعظتم؟

مشاركة مميزة