الجمعة، 19 أغسطس 2011

سياسيون : الدور التركي في المنطقة العربية مرتبك ومتذبذب

kolonagaza7

باريس ـ
قال سياسيون عرب ان الدور التركي في المنطقة العربية مرتبكا ومتذبذبا ، وبحسب تصريحات سجلتها ندوة إلكترونية أقامها مركز الدراسات العربي - الأوروبي ومقره باريس، تحت عنوان (كيف تقيمَون الدور الذي تلعبه تركيا في المنطقة العربية اليوم) ..رأى رئيس البرلمان العراقي الاسبق د. حاجم الحسني ان تركيا دولة محورية في المنطقة وهي تعمل لتحقيق مصالحها ، منوهاً بأن هذا حق طبيعي لكل دول المنطقة. واعتبر الحسني أن الموقف التركي في المنطقة تجاه ما وصفه ( ربيع الثورات) كان موقفا مرتبكا ومتذبذبا ، فبالنسبة لمصر كان الموقف أكثر وضوحا وقراءتهم كانت صحيحة بأن النظام في مصر آيل للسقوط فكانت تركيا متقدمة في مواقفها حتى على الولايات المتحدة الأمريكية والتي تأخرت في تحديد موقفها، ولعل انحياز تركيا للقوى المتصدية للتغيير دفعها الى اتخاذ موقف سريع بهذا الاتجاه. ولكن الموقف التركي تجاه أحداث ليبيا شهد مدا وجزرا وارتباكا كثيرا ، حيث ان خارطة التغيير لم تكن واضحة للأتراك كونهم من كبار المستثمرين في ليبيا وخوفا من استثمار بعض الدول الاوربية للتغيير في ليبيا خدمة لمصالحها الاقتصادية ، ولكنها عندما أدركت إن التغيير هو السيناريو الأقرب بدأت في تغيير موقفها وفتحت القنوات مع مصادر التغيير. واضاف الحسنى ان هذا يطرح الضوء الى نقطة مهمة وهي أن تركيا (دولة مؤسسات) بحسبه تهتم بمصالحها أكثر من اهتمامها في تصدير أيديولجيتها كما هو الحال لبعض الدول الأخرى. أما الوضع في سورية فهو أكثر تعقيدا لأن حسابات تركيا في سورية مرتبطة باعتبارات مركبة فهناك المصالح الاقتصادية وأخرى القائمة على محاربة الارهاب المتمثلة ببعض القوى الكردية في تركيا و(الصفقة التي تمت بتسليم اوجلان لتركيا) على حد تعبيره ، والملف الأكثر تعقيدا هو ارتباط الملف السوري بالملف الايراني والعلاقات الايرانية التركية والصراع الخفي بين ايران وتركيا على المنطقة وبخاصة بعد القرار التركي الاستراتيجي بطي ملف انضمام تركيا للاتحاد الاوربي واليأس التركي في هذا الخصوص والتوجه نحو الشرق. وفي السياق نفسه قال مستشار الشؤون الدولية لدى جمعية اللاعنف العربية د. نصير الحمود ان تركيا تلعب دورا مهما في إيجاد التوازنات في المنطقة ، إذ تعد حجر الرحى في منظومة التوازن السني الشيعي ( التركي السعودي- الإيراني)كما أنها تستحضر روح الإمبراطورية العثمانية حين الحديث عن ملفات المنطقة وهو ما قامت به إيران في مواقف مشابهة. واضاف الحمود انه بعد تعذر انضمام تركيا للإتحاد الأوروبي، وجد ساستها أنه من الضروري بمكان إيجاد أوراق يمكن من خلالها ممارسة التأثير في الساحة العربية، إذ تدرك أنقرة بأنها لاعب موثوق به بحسبه من قبل الشارع العربي، على الرغم من عدم إقدامها على لعب أي دور عملي تجاه هذا الشارع الذي لا يزال يأمل على حد تعبيره ، بعودة تركيا قوية في وجه القوتين الإسرائيلية والإيرانية. من جانبه قال الوزير البحريني الاسبق الدكتور علي فخرو في الآونة الأخيرة، صدرت تصريحات رسمية تركية حول الوضع في سورية، وما حملته من تهديدات مباشرة ومن لهجة متغطرسة ما أزعج الكثيرين وأشعرهم بعدم الثقة، في حين يجب على تركيا أن تحرص على عدم إثارة المخاوف من عودة العصر العثماني. .وأضاف فخرو : تستطيع تركيا أن تلعب دورا ايجابيا للغاية بإسم الإسلام، والجوار، والعدالة. ونحن نصلي ونأمل أن الحزب الحاكم سوف يعمل بحسب قناعاته الإسلامية وأن يتجنب لعب دور الأخ الأكبر أو المعلم.وخلص فخرو إلى أن هذا لا يعني الوقوف مكتوفي الأيدي تجاه حالات الاعتداء من قبل الحكومات العربية تجاه شعوبها، وهو النمط الذي ينبغي أن يوزن بعناية بما في ذلك المشاعر التركية السامية بحسبه تجاه آلام ومعاناة الشعب السوري على حد تعبيره.

مشاركة مميزة