الخميس، 4 أغسطس 2011

إلى مناضلي غزة بقلم / توفيق أبو شومر




kolonagaza7

إلى مطلقي الصواريخ في غزة :
لن أشكك في وطنيتكم ، ولا في انتمائكم لفلسطين، ولا في إرادتكم، ولا في جرأتكم،فأنا أعتبر بأن من حق كل فلسطيني أن يمارس الديمقراطية قولا وفعلا وأن يُدلي برأيه، حتى في سياسة إطلاق الصواريخ،والتي يخاف كثيرون نقاشها فهي من المحظورات(تابو).
هأنا أسمح لنفسي أن انتقدكم ، فقد حادثني يوما أحد مطلقي الصواريخ ممن لا أعرفهم بالهاتف يعتب عليّ ويعنِّفني لأنني (قللتُ) من منزلة الصواريخ التي تُطلق من غزة ، وقلت:
إنها صواريخ بدائية، وتُصنّع في ورشات الحدادة، وتقوم إسرائيل بتضخيمها عندما تذيع في نشرات أخبارها إنها دمَّرت (منصات) صواريخ، مما يوحي بأن غزة بأسرها أصبحت مصنعا لإنتاج المنصات، على الرغم من أن المنصات هي مخلفات أنابيب مستعملة، وهذا يطمس ما تفعله إسرائيل في غزة من تدمير وحصار وقهر وتجويع ،وكنتُ أقصد بالطبع الرد على الإعلام الإسرائيلي!!
أصدقكم القول إن الصواريخ التي تُطلق من غزة في أكثر الأحيان، تخدم إسرائيل، وتقوِّي تطرفها، وتعزز نسيجها الاجتماعي الهش، فهي لا تتوحد إلا في الأزمات والحروب!
فإسرائيل اليوم تشهد أكبر مظاهرات احتجاج في تاريخها المعاصر، ضد سياسة حكومتها المتطرفة وضد إنفاقها على أبشع أشكال العنصرية في العالم ، وهي المستوطنات أو المعازل العرقية، وهناك ثورة حقيقية في الشارع الإسرائيلي على الظلم الاجتماعي والقهر الوظيفي، والاستغلال الاقتصادي، الناجم بالطبع عن مواصلة الاحتلال، احتلال أرضنا وقهر شعبنا!
بالأمس أشار أحد أبرز الروائيين الإسرائيليين وهو عاموس عوز إلى أهم أسباب ثورة الخيام في إسرائيل، وعزا الثورة إلى مواصلة الإنفاق على بناء المستوطنات في الأراضي المحتلة بمليارات الدولارات منذ عام 1967 !
أليس حريا بنا أن نسعى لتكبير الدائرة الفكرية لعاموس عوز، بدلا من قتلها في مهدها بإطلاق صاروخ؟!!
كان مفروضا علينا أن ندرك حساسية ما يحدث في إسرائيل اليوم، وأن نكون سياسيين حكماء مرة واحدة في حياتنا، وأن نعرف بأن حكومة إسرائيل المتعصبة والمتطرفة تسعى لإيجاد مخرجٍ من أزمتها الداخلية المتمثلة في ثورة الخيام، وأزمتها الخارجية في كل المجالات، مع الفلسطينيين، ومع الأتراك، ومع دول السوق الأوروبية، كان مفروضا علينا أن ندرك بأن صواريخنا قد تكون هي حبل النجاة لهذه الحكومة اليمينية المتطرفة، وأن هذه الصواريخ قد تُستخدم ذريعة لوأد ثورة الخيام الإسرائيلية، وقد تستخدم أيضا صواريخنا مبررا لقمع احتجاجات الفلسطينيين الصامدين في أرضهم منذ عام 1948 في شهر سبتمبر القادم، أو في أي وقت من الأوقات!!
فقد أقدم اليمين الإسرائيلي المتطرف على إفساد ثورة الخيام منذ يومين، عندما غزا مئات من المستوطنين المتطرفين ، وعلى رأسهم عضو الكنيست المتطرف باروخ مارزيل شوارع تل أبيب وشرعوا في نصب خيام مضادة تحت شعار:
" تل أبيب يهودية"
" دعونا نبني المستوطنات في يهودا والسامرة لننتصر"!
سأظل أحلم بأن يجتاز النضالُ الفلسطيني مرحلة الاجتهاد والتجريب والنكاية، ليصل إلى طور الحكمة والسياسة وحسن الإدارة، فهل سيتحقق حلمي؟!!

مشاركة مميزة