الثلاثاء، 30 أغسطس 2011

رمضان الأكثر دموية في تاريخ الجزائر



kolonagaza7

الشروق

أب أفطر على ابنيه برصاصتين وشاب نحر زوجته أثناء السحور
2011.08.29
ناصر
رغم أن الجريمة التي بصم عليها الدمويون في أكاديمية شرشال تزامنا مع الاحتفال بليلة القدر المباركة قد شغلتنا جميعا، إلا أن ما حدث في مختلف المدن والقرى من جرائم خلال الشهر الفضيل لشهر أوت 2011 من المفروض أن تهز مختلف القطاعات الاجتماعية والدينية بالخصوص لم يحدث وأن عاشت الجزائر مثيلا لها في بشاعتها بسبب العلاقات الأسرية ورباط الأبوة والأخوة بين المتهم والضحية، ولم تترك الجرائم أي علاقة رحم بين الناس إلا وطالتها حيث هناك من قتل أبناءه وهناك من قتل والده ومن قتل شقيقه ومن قتل زوجته.
أما عن قتل أبناء العمومة والأصهار فقد تحوّلت إلى ظاهرة حقيقية خلال شهر رمضان بسبب مشاكل الميراث التي تندلع بعد الإنفاق المالي الكبير ونرفزة العطش بسبب الحرارة القياسية التي عرفها الجزائريون في رمضان.. وجولة جغرافية مع الجرائم تؤكد أن منطقة الشرق الجزائري هي الأولى، تليها منطقة الغرب وبعدها منطقتا الوسط والجنوب الذي دخل هو أيضا عالم جرائم القتل البشعة.. أما الجولة التاريخية فتبيّن أن وسط الشهر الفضيل وما بعد الإفطار كانت التواقيت التي شهدت أدمى الحوادث وأبشعها.
ولعل أخطر الجرائم على الإطلاق التي هزت الجزائر تلك التي أقدم خلالها شيخ من الدفاع الذاتي في الثانية والستين من العمر بمشتة الزيتون الواقعة بأولاد عسكر بولاية جيجل على قتل ابنه وابنته بواسطة بندقية من نوع الكرابيلا أودت بحياة ابنه البالغ من العمر 37 سنة، وهو أب لثلاثة أبناء هم أحفاد الجاني، وقتل ابنته التي لم تكمل ربيعها الثلاثين وهي ممرضة، ورغم أن القاتل المسنّ قد تم توقيفه، إلا أنه لا أحد فهم سبب الجريمة لحد الآن، خاصة أنه فعلها مع سبق الإصرار والترصد، إذ تبع ابنته مسعودة رغم فرارها ولم يتركها إلا بعد أن زرع في جسمها عدة رصاصات.
أما في باتنة التي عاشت أربع جرائم قتل في رمضان، فكانت آخرها قتل شاب لشقيقه الأكبر، فكانت هذه الجريمة هي الأبشع إذ وقعت في بلدية سفيان بسبب خلاف بسيط بين الشقيقين على أثاث المنزل الذي فكرت الوالدة في تغييره، فقام الجاني البالغ من العمر 20 عاما بطعن شقيقه على مستوى القلب، وعندما تم نقله بسيارة أحد الجيران لفظ أنفاسه في مستشفى نقاوس بولاية باتنة، ولكن الجريمة التي ما زالت على لسان أهل الأوراس هي إقدام مراهقة عمرها 17 عاما على قتل والدها الذي لم يبلغ الخمسين بعد، والذي لا يمتلك غيرها وشقيقتها الكبرى التي لم تتعد 19 عاما، الصبية القاتلة لم تترك والدها يُنعش جسمه بقطرات ماء بعد يوم صيام حار فقتلته وراحت تهدد الجميع بالقتل إن حاولوا الاقتراب منها قبل أن يتم توقيفها وهي الآن رهن الحبس المؤقت..
وكان شاب في 22 سنة من العمر قد زرع خنجره في جسد ابن عمه، وهذا ببلدية اولاد سي سليمان بولاية باتنة، إذ بعد الإفطار حدث عراك في مقهى البلدة بين ابني العم انتهى بطعنات عديدة عجلت بوفاة الضحية فهلك، واتضح أن سبب العراك هو من الذي يشرب قبل الآخر من منبع مائي كل طرف يقول إنه تابع لزرالدة رغم أن الوالدين ليسا إلا شقيقين من أب وأم واحدة.
وحتى ولاية ميلة التي يسميها أهلها مدينة السلام، شهدت إقدام شاب في سن 22 على ذبح عمه بعد مناوشة عادية كان من المفروض أن تُحل وديا أو قضائيا حول من له أحقية الاستفادة من محل تجاري متنازع عليه بوادي العثمانية، العم الضحية المذبوح البالغ من العمر 41 سنة ترك شقيقا أكبر هو والد الجاني كان أحزن الناس على شقيقه وبدأ الشهر المعظم منذ يومه الثاني بجريمة على شاكلة ما حدث بين قابيل وهايبل، حيث قام قاصر وهو تلميذ في سن 14 من سكان دشرة لمباطل ببني زيد بولاية سكيكدة بقتل أخيه الذي لم يبلغ بعد سن العشرين عبر طعنات متعددة، توفي إثرها في زمن الإفطار وفرّ قبل أن تقبض عليه المصالح الأمنية.
أما مدينة سطيف التي عاشت هدوءا متميزا في الشهر الفضيل فلم تهنأ أمنيا واجتماعيا بسبب الجريمة البشعة التي كان بطلها مسبوق قضائيا لم يفرح كثيرا بإطلاق سراحه في عيد الاستقلال التاسع والأربعين، فقام بقتل شقيقه الأصغر إثر سوء تفاهم عن من الذي يجلس في مقابلة شاشة التلفاز.
ولم يتوقف القتل بين الإخوة عند متوسطي الحال بل بلغ الفقراء والرعاة كما حدث في قرية الحجاجية بالمشروحة بولاية سوق اهراس حيث قتل راعي جاوز سن الستين شقيقه الذي جاوز سن السبعين بواسطة بندقية صيد، وسلّم نفسه لمصالح الدرك الوطني، أما الأصهار فإن نصيبهم أيضا القتل في ولاية ڤالمة وبالتحديد في قرية باجي مختار ببلدية مجاز الصفاء حيث هلك خلالها كهل في سن 51 تلقى قبل الإفطار طعنات خنجر من شاب في سن 29 عاما يعمل حارس في حظيرة سيارات أقدم على قتل والذي زوج أخته.

مشاركة مميزة