الاثنين، 29 أغسطس 2011

الثورة الليبية من البداية إلى النصر..




kolonagaza7

علامات أون لاين

رضا عبد الودود

المشهد الأخير
اليوم انتهى حكم القذافي الذي اختفى كالجرذان بعد أن أضاع على الليبيين كل فرص النهوض والارتقاء وأبقى غالب الشعب تحت خط العوز والحاجة كي يضمن ولائه....
ويواصل الآن الثوار تطهير طرابلس من كتائب القذافي في الساعات الماضية، حيث اعتقلوا المئات، وتمكن الثوار من إطلاق سراح السجناء في سجون كل من تاجوراء وبوسليم والجديدة وعين زارة، وتم تحرير آلاف من المعتقلين السياسيين كانوا فيها، وتمكن بعضهم من التواصل مع ذويهم في مدينة بنغازي.
ونجح الثوار من تحرير أكثر من تسعمائة سجين من سجن عين زارة في طرابلس، معظمهم سجناء سياسيون.
وفي جانب من المشهد نرى انسحاب الكتائب وتخليها عن الزي العسكري، وهي تحتمي بمبنى باب العزيزية، فيما يتمركز فلول الكتائب في فندق ريكسوس بطرابلس وفي محيطه..
وفي الساحة الخضراء التي كان القذافي يلقي منها خطبه، سيطر عليها الثوار ورفعوا فيها علم الثورة وأنزلوا عنها العلم الأخضر الذي يرمز لنظام القذافي.
- وأطلقوا عليها "ميدان الشهداء"، مرددين أهازيجهم "يا قذافي موت موت الشعب الليبي كله خوت (إخوة)" و"ليبيا حرة حرة والقذافي يطلع برا" و"دم الشهداء ما يمشيش هباء".
وفي سياق الاحتفالات الليبية باستسلام وموت وهروب أركان الحكم القذافي، خرج الآلاف إلى شوارع طرابلس للاحتفال وتحية مواكب الثوار الذين دخلوا المدينة، وانطلق التكبير من مساجد المدينة.
أصل الحكاية
وقد مر النجاح الثوري وبزوغ فجر الربيع العربي على الشارع الليبي عبر محطات زمنية، ترسم مسار الثورة الليبية التي باتت قاب قوسين او أدني من قطف ثمار الحرية والنهضة ....
<!--[if !supportLists]-->- <!--[endif]-->بدأ القتال في ليبيا مع محاولات النظام الحاكم قمع التظاهرات المناوئة له في شهر فبراير الماضي، وذلك في أعقاب نجاح الثورتين التونسية والمصرية، غير أن الأحداث في ليبيا أخذت منحى تصاعدياً ودموياً للإطاحة بنظام معمر القذافي، الذي بدأ حكمه للبلاد إثر انقلاب أطاح بالنظام الملكي، قبل 42 عاماً.
<!--[if !supportLists]-->- <!--[endif]-->ولشهور عدة قاتل الثوار الليبيون - الذين سيطروا على بنغازي والمدن الواقعة في شرقي البلاد ، وكانت نقطة التحول الرئيسية في القتال هي فك الحصار المفروض على مدينة مصراتة، ثالث أكبر المدن الليبية، والقريبة من طرابلس.
سيرة ومسيرة
وفيما يلي أهم محطات الأحداث:
14 فبراير: بعد ثلاثة أيام على سقوط نظام الرئيس المصري المخلوع، حسني مبارك، ظهرت دعوات على موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" للخروج بمظاهرات سلمية ضد نظام القذافي، الذي كان قد أظهر تأييداً لمبارك، وللرئيس التونسي المخلوع، زين العابدين بن علي.
16 فبراير: خرجت مظاهرة في بنغازي شارك فيها نحو 200 شخص، وتم اعتقال العديد منهم وسط مواجهات مع قوات الأمن، ووصفت الحكومة الحدث بـ"لا يوجد شيء مهم هنا، وأن مجموعة من الشباب يقتتلون فيما بينهم."
18 فبراير: عرض التلفزيون الليبي لقطات لرجال وهم يهتفون بشعارات مؤيدة للقذافي ويلوحون بالأعلام الخضراء ويرقصون حول سيارتهم، وفي بنغازي قالت جماعات حقوقية ومتظاهرون إنهم يتعرضون للهجمات من قوات الأمن الليبية، وقتل 20 شخصاً على الأقل وأصيب 200 آخرين.
19 فبراير: تواصلت المظاهرات المناوئة للنظام وأخذت تتحول لمزيد من العنف مع بقاء عدد الضحايا من قتلى وجرحى غير واضح، ووقعت اشتباكات دامية في بنغازي، فيما اجتاحت المظاهرات المعادية للنظام معظم المدن الليبية. وأفادت منظمة "هيومان رايتس ووتش" بأنه قتل 84 شخصا بأيدي القوات الحكومية منذ 15 فبراير.
20 فبراير: تواصل العنف في ليبيا، وسيطر المتظاهرون المعارضون للنظام على مدينة بنغازي، وظهر نجل القذافي، سيف الإسلام محذراً المتظاهرين من احتمال انجرار البلاد إلى حرب أهلية.
21 فبراير: أعلنت تقارير صحفية أن وزير العدل الليبي استقال احتجاجاً على "الوضع الدامي والاستخدام المفرط للقوة" من قبل قوات الأمن الليبية.
22 فبراير: ظهر القذافي لأول مرة منذ اندلاع الأزمة لنفي شائعات بأنه فر خارج البلاد، وتعهد بأنه لن يغادر ليبيا وأنه "سيموت شهيداً في النهاية". وأصدر مجلس الأمن الدولي بياناً أدان فيه العنف واستخدام القوة المفرط ضد المدنيين، وعبر عن أسفه لسقوط مئات القتلى من المدنيين.
25 فبراير: أصدر الرئيس الأمريكي باراك أوباما قراراً بتجميد أموال وأصول القذافي.
26 فبراير: فرض مجلس الأمن الدولي عقوبات ضد ليبيا، بما فيها حظر الأسلحة وتجميد الأموال والأصول وحظر السفر على القذافي وأعوانه وكبار مساعديه، وأعلنت المعارضة لليبية تسمية زعيمها، وهو وزير العدل الليبي السابق، مصطفى عبد الجليل.
28 فبراير: الاتحاد الأوروبي يفرض حظراً على بيع الأسلحة لليبيا وتجميد أصول وأموال القذافي وخمسة من أفراد أسرته.

7 مارس: بدأ الناتو تطبيق قرار يقضي بمراقبة الأجواء فوق ليبيا.
17 مارس: صوّت مجلس الأمن الدولي لصالح قرار يقضي بفرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا واتخاذ كل الإجراءات الضرورية لحماية المدنيين.
19 مارس: بدأت القوات الفرنسية والبريطانية والأمريكية بأولى عملياتها العسكرية في ليبيا بإطلاق 110 صواريخ "توماهوك" من سفن حربية وغواصات بريطانية وأمريكية ضربت 20 هدفاً جويا ودفاعيا ليبياً.
20 مارس: وجه القذافي كلمة عبر التلفزيون الليبي، وقال إن ميثاق الأمم المتحدة يمنح ليبيا الحق بالدفاع عن نفسها في منطقة الحرب، مهددا بفتح مخازن الأسلحة أمام الليبيين.
30 مارس: وزير الخارجية الليبي، موسى كوسا يصل بريطانيا، ويعلن انشقاقه عن نظام القذافي.
6 أبريل: القذافي يحث أوباما على إنهاء عمليات القصف التي تشنها قوات الناتو على بلاده.
29 أبريل: كلمة أخرى للقذافي حث فيها الناتو على التفاوض وإنهاء الضربات الجوية واتهم قوات التحالف بقتل المدنيين وتدمير البنية التحتية لبلاده.
30 أبريل: شن الناتو ضربة صاروخية على منزل أسفرت عن مقتل ابن القذافي، سيف العرب وعدد من أحفاده.
22 مايو: الاتحاد الأوروبي يفتتح ممثليه له في بنغازي، وأعقب ذلك اعتراف دول بالمجلس الوطني ممثلاً شرعياً لليبيين.
27 يونيو: أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات جلب بحق معمر القذافي، ونجله سيف الإسلام وزوج شقيقته عبد الله السنوسي لارتكابهم جرائم ضد الإنسانية.
28 يوليو: الثوار الليبيون يعلنون اغتيال قائد أركانهم في بنغازي، بعد ساعات قليلة على إعلان تحقيقهم لنجاحات ساحقة.
15 أغسطس: حث القذافي الشعب الليبي على مواجهة المعارضة و"تطهير الأرض الليبية."
20 أغسطس: الثوار الليبيون يعلنون سيطرتهم على أحياء داخل طرابلس، وتصر الحكومة الليبية على أن كل شيء آمن داخل العاصمة وأنها تحت سيطرة القوات الحكومية.
21 أغسطس: القذافي يوجه كلمة يدعو فيها الليبيين للدفاع عن طرابلس، والثوار يعلنون القبض على اثنين من أبنائه.
22 أغسطس: القبض على ابن ثالث للقذافي، والثوار يسيطرون على معظم أحياء المدينة من دون مقاومة تذكر.
اثنين الحرية
ومنذ صبيحة اليوم الاثنين تتسارع الأحداث في ليبيا بصورة كبيرة مع "تحرير" العاصمة الليبية طرابلس من سيطرة العقيد معمر القذافي وكتائبه، وتدفق السيارات التي ترفع أعلام الاستقلال، حيث أبدى الثوار في البداية خشية من احتمال عودة القوات الموالية للقذافي إلى الساحة الخضراء، التي أعادوا تسميتها بـ"ميدان الشهداء" وهو الاسم الذي كانت تحمله سابقاً قبل أن يغيره النظام الحاكم.
وبعد ساعات من سيطرتهم على أجزاء كبيرة من العاصمة الليبية، طرابلس، سمعت أصوات إطلاق نار وانفجارات في مقر العقيد القذافي في باب العزيزية اليوم.
وخلال ساعات الصباح الباكر في ليبيا، واصل المواطنون الليبيون احتفالهم بـ"تحرير" المدينة، حيث سيطر الثوار على معظم أحياء المدينة.
وشارك في تحرير طرابلس القوات التي حملت اسم "لواء طرابلس"، والذي يتألف في معظمه من شباب وسكان العاصمة، وبعد دخول "ميدان الشهداء" انتشروا في أماكن مختلفة فيه لحمايته، خاصة مع تواجد الكثير من سكان وأهالي المدينة في تلك المنطقة الذين تجمعوا للاحتفال بالإطاحة بنظام القذافي.
مصير القذافي
وفي الأثناء، لا يزال مكان وجود الزعيم الليبي نفسه غير معروف، كما أن مصيره مجهول، بينما تم اعتقال ابنه سيف الإسلام، فيما سلّم ابنه الأكبر من زوجته الأولى، محمد، نفسه الذي راجت شائعات أنه قتل، فيما كان يتحدث في مقابلة هاتفية مع قناة الجزيرة الفضائية، وهو الأمر الذي نفاه رئيس المجلس الانتقالي الوطني، مصطفى عبد الجليل، حيث أكد أنه "بخير ولم يصب بأي أذى."
وبذلك يكون ثلاثة من أبناء القذافي قد اعتقلوا، هم محمد وسيف الإسلام والساعدي، بينما ذكرت أنباء سابقة أن ابنا رابعاً، هو سيف العرب قد قتل في قصف جوي للناتو، في حين تضاربت أنباء حول فرار هانيبعل مع شقيقته عائشة إلى تونس أو الجزائر. وكان الثوار قد سيطروا في وقت سابق من مساء الأحد على منزل عائشة القذافي، وتمت مصادرة بضعة سيارات كانت هناك.
أما خميس القذافي، فقد راجت شائعات سابقة حول مقتله في قصف جوي، غير أن التلفزيون الليبي سارع في مرتين إلى نفي هذه الشائعات ببث لقطات تلفزيونية تبينه (خميس) حياً، لكن مصيره ما زال مجهولاً حتى الآن.
ردود فعل دولية
وكان الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، قد صرح في وقت سابق من الاثنين إن حكم القذافي وصل إلى نهايته، وإن عليه أن يتنحى فوراً، وذلك في بيان صدر عن البيت الأبيض مساء أمس الأحد.
وأضاف أوباما بالقول: "الليلة، وصل الحراك الشعبي ضد القذافي إلى مرحلة متقدمة، فطرابلس بدأت تسقط من حكم الطاغية."
من ناحيته، أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، أندريس راسموسن، في بيان للحلف الاثنين، أن نظام القذافي "يتداعى بوضوح".
ودعا راسموسن الزعيم الليبي إلى إدراك أنه لا يمكنه أن ينتصر، وعليه أن يضع حداً لسفك الدماء. وختم البيان يقول إن عملية التحول في ليبيا "يجب أن تأتي بسلام والآن، ويجب أن يقودها ويحددها الشعب الليبي نفسه".
....ويبقى المستبدان الآخران يقبعان في أوهام تجاوز أحلام وحقوق الثوار في صنعاء ودمشق العروبة...إلا أن صيرورة الأحداث التاريخية في ليبيا التي ظل المستبدان يراهنان على قدرة أخيهم في الاستبداد والطغيان القذافي في دك أحلام أبنائها بنيران حقده...تثبت أن الربيع العربي لن يتوقف عند طاغية ولن يحول حائل دون وصول نسائم الحرية المستحقة للشعوب العربية الآبية التي قد تصبر على الظلم والقتل بل والموت ولكنها لا تموت.....

مشاركة مميزة