الجمعة، 5 أغسطس 2011

نداء إلى الشعب اليمني (الثورة اليمنية والمؤامرة الأمريكية)

kolonagaza7

بقلم / د . حاكم المطيري

أيها الشعب اليمني الحر ..
لقد ضربتم للعالم أروع مثل في ثورتكم الشعبية السلمية التي شارك فيها الجميع رجالا ونساء وشيوخا وشبابا وجنوبا وشمالا، بكل عزيمة وصدق، وصمدتم في الميادين أربعة أشهر، من أجل الحرية والحق، لتؤكدوا للعالم بأن مشكلة اليمن الحقيقية ليست القاعدة ولا الحراك جنوبا ولا في أهل صعدة شمالا، بل المشكلة هي في علي صالح ونظامه الساقط المدعوم أمريكيا، الذي أفقر اليمن، وأشعل الفتن، ومزق الشعب اليمني الواحد، وحول اليمن إلى ضيعة له ولحاشيته وأبنائه، مما أفضى إلى تفكك اليمن ودخوله في عداد الدول الفاشلة!
أيها الثوار الأحرار في كل مدن اليمن ..
إن هذه الثورة التاريخية المباركة ضد الطغيان والفساد تواجه اليوم تحد خطير، ومكر كبير، حيث يراد لها بعد كل هذه التضحيات والتحولات، أن تنتهي من حيث بدأت، ليخرج صالح ويحكم نائبه ونظامه الساقط، وبترتيب أمريكي، وبمبادرة خليجية من الدول التي تعد نموذج الفساد والاستبداد الأسوأ في العالم العربي كله!
إن ما يجري الآن في اليمن ليس له مثيل في العالم كله، فالشعب يثور ويسقط الدكتاتور، ليظل رئيسا وهو مطرود في الخارج، ولتبدأ المفاوضات باسمه ليحكم نائبه وابنه وحزبه، وكأن صالحا لم يسقط ولم يخرج من السلطة، أو كأنه خرج من السلطة باختياره، أو كأن شيئا لم يكن في اليمن طول هذه الأربعة أشهر!
لقد سبق أن حذر المراقبون المخلصون من المؤامرات التي تحاك في الغرب من أجل احتواء الثورة العربية والسيطرة عليها والتحكم بها، وقد اتخذ الغرب من دول الخليج العربي حصان طروادة لاختراق الثورة بالمال والمكر الخليجي، سواء بدعم الثورة المضادة كما في تونس ومصر، أو بالتحكم فيها بالدعم المالي كما في ليبيا واليمن!
وليس غريبا أن تقوم دول الخليج بهذا الدور المشبوه لتدعم الغرب الاستعماري من جهة، والأنظمة الدكتاتورية العميلة له من جهة أخرى، على حساب الشعوب العربية وحقوقها وحريتها وكرامتها، وإنما الغريب أن يتورط اللقاء المشترك والمعارضة في هذه المؤامرة بدعوى حقن الدماء!
فهل قامت الثورة وأراق الشباب دماءهم من أجل حقن دماءهم؟ أم من أجل أن ينتهي به الأمر كمجرد ورقة للمساومة وعقد الصفقات في مكتب السفير الأمريكي بين الحزب الحاكم واللقاء المشترك؟!
وهل ضحى الشعب اليمني مدة أربعة أشهر بالرجال والأموال من أجل الحرية والاستقلال ليخرج عليه من يتفاوض باسمه ويتنازل عن حقه بدعوى حقن الدماء وبحضور السفير الأمريكي؟!
من الذي يحكم اليمن؟ وما دخل السفير الأمريكي في الموضوع؟ وكيف سقطت المعارضة في هذا الفخ لتجعل من الشأن الداخلي للشعب اليمني شأنا أمريكيا، للسفير الأمريكي فيه القول الفصل؟!
إن الأمر لا يحتاج إلى تحليل وتعليل فالسفير الأمريكي في اليمن كالسفير الأمريكي في العراق وكالسفير الأمريكي في الخليج فهو الحاكم الفعلي ليس من وراء الكواليس بل في الواجهة وأمام عدسات الكاميرات ففي كل هذه الدول (بريمر)أمريكي يدير شئونها ويسوس أمورها!
أيها الثوار الأحرار ..
لقد بذل الشعب اليمني دمه من أجل كرامته وحريته وحقوقه، فكل تراجع عن ذلك بحجة حقن الدماء خيانة للشعب وخيانة لدماء مئات الشهداء الأحرار الذين قدموا أرواحهم من أجل الحرية ليس فقط من استبداد علي صالح وعصابته، بل من الاحتلال الأمريكي ونفوذه الذي حول اليمن إلى قاعدة عسكرية له باسم التعاون لمكافحة الإرهاب، ليسقط اليمن كما سقط الخليج والعراق تحت الاحتلال الأمريكي، إلا أن العراق سقط عنوة وحربا، والخليج العربي واليمن سقطا تحت الاحتلال سلما وطوعا!
نعم إن ما يقوم به اللقاء المشترك اليوم من تفاوض هو خيانة للثورة، وعلى الشباب اليمني الثائر أن لا يسلم أمره لمن يريد الوصول إلى السلطة على حساب دمائه ونضاله، وإن الحديث عن أي شرعية دستورية أو سياسية خلا الشرعية الثورية هو باطل لا وزن ولا قيمة له في ظل الثورة الشعبية.
إن على الثوار ترتيب صفوفهم والمبادرة لتشكيل اللجان الشعبية الثورية والزحف على كل المؤسسات المدنية والسيطرة عليها والدفاع عنها وفرض واقع جديد على الجميع، وعدم الدخول في مواجهة مع الجيش الذي وقف مع الثورة منذ انطلاقها.
إن سبب ضعف أداء الشباب هو أنهم ملايين بلا قيادة، وأغلبية بلا تنظيم، بينما الأطراف التي تتحاور وتتفاوض مع السفير الأمريكي قوى منظمة لها أجنداتها، ولهذا يجب قطع الطريق عليها من خلال تشكيل اللجان الشعبية الثورية في كل مدينة وفي كل محافظة، والتنسيق فيما بينها، وقيادة الشعب اليمني لتحرير إرادته ممن يساومون ويعبثون ويشترون به ويبيعون!
أيها الشباب اليمني الحر في ميادين الحرية ..
إن وحدة اليمن وحريته واستقراره مرهون بنجاح ثورتكم المباركة، وقيام نظام سياسي جديد يعبر عن تطلعات كل الشعب اليمني بجميع مكوناته، وإن أي التفاف على الثورة أو تراجع عنها من أي طرف سيؤدي قطعا إلى انفصال الجنوب واضطراب الشمال، وهو ما حالت الثورة حتى الآن دون حدوثه، أملا من الجميع أن تحقق الثورة أهدافها، فلا تخيبوا آمال شعبكم، وآمال أمتكم من ورائكم، ولا تؤتى الثورة العربية المباركة من قبلكم، فقد قرب فجر نصركم ونصر الأمة بكم ومعكم، {ولينصرن الله من ينصره}..

مشاركة مميزة