الأربعاء، 17 أغسطس 2011

البيت الأبيض: خادم الحرمين وأوباما يدعوان لوقف الحملة العنيفة ضد الشعب السوري فورا



kolonagaza7

الرئيس الأميركي يجري اتصالا هاتفيا بالملك عبد الله ويتفقان على مواصلة المشاورات
بحث خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الأوضاع في سوريا مع الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس، في وقت تزداد المشاورات الأميركية مع الدول النافذة في المنطقة حول الخطوات المقبلة في التعامل مع الأزمة السورية. وأفاد بيان من البيت الأبيض بأن «الزعيمين عبرا عن قلقهما العميق والمشترك حول استخدام الحكومة السورية للعنف ضد مواطنيها». وأضاف البيان أنهما «اتفقا على أن حملة النظام السوري العنيفة والوحشية ضد الشعب السوري يجب أن تنتهي فورا». واتفق خادم الحرمين الشريفين والرئيس الأميركي على «مواصلة المشاورات المكثفة حول الوضع خلال الأيام المقبلة». وقالت وكالة الأنباء السعودية (واس) إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز تلقى أمس اتصالا هاتفيا من الرئيس الأميركي باراك أوباما، تم خلاله استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وسبل دعمها وتعزيزها في مختلف المجالات، إضافة إلى بحث تطورات الأحداث إقليميا ودوليا. وجاء اتصال أوباما بالعاهل السعودي في وقت تدرس الولايات المتحدة الخطوات المقبلة التي ستتخذها تجاه سوريا. وتركز واشنطن على أهمية الدور الإقليمي في التعامل مع النظام السوري والتطورات الداخلية للبلاد، إذ كما قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أول من أمس، لا تريد واشنطن أن تصبح المسألة مواجهة مع الولايات المتحدة أو الغرب. وأضافت أن «العزلة والضغط» وسيلتان تعتمدهما الإدارة الأميركية للتعامل مع النظام السوري، وذلك يتطلب جهودا إقليمية ودولية. وبحث أوباما الأزمة في سوريا مع العاهل السعودي هو أول اتصال لأوباما مع قائد عربي يعلن عنه حول المسألة، ولكنه قام قبل ذلك باتصالات عدة برئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان حول المسألة، وآخر اتصال كان قبل 3 أيام. كما أن أوباما تشاور مع قادة أوروبيين حول التطورات في سوريا من أجل تقوية العقوبات على سوريا والضغط عليها. واختتم البيان حول الاتصال بين خادم الحرمين الشريفين وأوباما بالقول إن الرئيس الأميركي «أعاد تأكيد التزام الولايات المتحدة البعيد الأمد بالسلام في المنطقة وأمنها». ويؤكد مسؤولون في الإدارة الأميركية لـ«الشرق الأوسط» أن أمن المنطقة واستقرارها بات يتطلب تحركا أوسع لاحتواء الأزمة السورية، وأن واشنطن تتشاور مع الدول الإقليمية حول الخطوات الملزمة المقبلة. وبعد أن قام وزير الخارجية التركي رجب طيب أردوغان بزيارة إلى دمشق الأسبوع الماضي، اعتبرت تركيا أن هناك حاجة إلى بضعة أيام لتظهر دمشق قدرتها على الإصلاح والتعامل مع الأزمة الداخلية. وتنتظر الإدارة الأميركية مرور تلك الأيام والاستعداد للمرحلة المقبلة، مع التشديد على أهمية الدور الإقليمي فيها. وجّه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز كلمة تاريخية إلى الشعب السوري أكد فيها رفض السعودية أعمال العنف والقمع التي تشهدها البلاد، معلنا استدعاء السفير السعودي من دمشق للتشاور. وكان خادم الحرمين الشريفين وجّه كلمة يوم الأحد الماضي إلى «الأشقاء في سوريا العروبة والإسلام»، قال فيها إن «تداعيات الأحداث التي تمر بها الشقيقة سوريا، والتي نتج عنها تساقط أعداد كبيرة من الشهداء، الذين أريقت دماؤهم، وأعداد أخرى من الجرحى والمصابين، ويعلم الجميع أن كل عاقل عربي ومسلم أو غيرهم يدرك أن ذلك ليس من الدين، ولا من القيم، والأخلاق. فإراقة دماء الأبرياء لأي أسباب ومبررات كانت لن تجد لها مدخلا مطمئنا، يستطيع فيه العرب، والمسلمون، والعالم أجمع، أن يروا من خلالها بارقة أمل، إلا بتفعيل الحكمة لدى القيادة السورية، وتصديها لدورها التاريخي في مفترق طرق، الله أعلم أين تؤدي إليه». وقال العاهل السعودي في كلمته الأسبوع الماضي إن الحدث أكبر من أن تبرره الأسباب، مطالبا بإيقاف آلة القتل وإراقة الدماء قبل فوات الأوان. وأكد الملك عبد الله أن ما يحدث في سوريا لا تقبل به المملكة، وأن بإمكان القيادة السورية تفعيل إصلاحات شاملة وسريعة، وأن أمام سوريا خيارين لا ثالث لهما، إما الحكمة وإما أن تنجرف للفوضى والضياع لا سمح الله. وأيضا يوم أمس، اتصل أوباما برئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، لبحث الملف السوري بالإضافة إلى ملفات عدة أخرى منها ليبيا. وقال بيان للبيت الأبيض إنه بالإضافة إلى التنديد بالعنف ضد المدنيين، شدد أوباما وكاميرون على «إيمانهما بأن مطالب الشعب السوري الشرعية للانتقال إلى الديمقراطية يجب أن يستجاب لها». وأضاف البيان أنهما «اتفقا على مراقبة تصرفات الحكومة السورية والتشاور على خطوات إضافية في الأيام المقبلة».
واشنطن: مينا العريبي جدة: «الشرق الأوسط»

مشاركة مميزة