الخميس، 25 أغسطس 2011

منتهى الخطورة



kolonagaza7

محمد سيف الدولة
Seif_eldawla@hotmail.com
· مرة اخرى يقتل الصهاينة 3 شهداء مصريين على الحدود ، والتحقيقات الأولية تفيد بانها فعلوا ذلك عن عمد
· وقبلها بعدة ايام فوجئنا جميعا باضطرابات أمنية مريبة فى سيناء .
· وهدد عوزى ديان رئيس مجلس الامن القومى الاسرائيلى بتنفيذ عمليات عسكرية فى سيناء ضد من اسماهم بالارهابيين
· وكانت قد صدرت عشرات التصريحات الاسرائيلية منذ الثورة بان مصر فقدت السيطرة الأمنية على سيناء .
· بالاضافة الى سلسلة من الادعاءات الكاذبة بأن تنظيم القاعدة ينشط فى سيناء ، وان حماس نقلت نشاطها العسكرى من سوريا الى سيناء
· و تهديد نتنياهو فى اول يونيو الجارى بان اسرائيل لن تقف صامتة امام ما يحدث فى مصر ، وان كل الخيارات مفتوحة امامها بما في ذلك اعادة احتلال سيناء
· كما لا نستطيع ان ننسى تصريحات آفى ديختر وزير الامن الداخلى فى عام 2008 ، بان اسرائيل خرجت من سيناء بضمانات امريكية بالعودة اليها فى فى حالة تغير سياسة النظام فى مصر من اسرائيل
· وأن على راس هذه الضمانات منع القوات المسلحة المصرية من التواجد فى ثلثى سيناء ، بالاضافة الى وجود القوات الامريكية والغربية المسماة بقوات متعددة الجنسية هناك .
· وكلنا يتذكر تصريحات مناحم بيجين بعد توقيع معاهدة السلام مع مصر ، بأنهم انسحبوا من سيناء لعدم توافر طاقة بشرية قادرة على الاحتفاظ بهذه المساحة المترامية الأطراف لأنها تحتاج الى ثلاثة ملايين يهودى على الأقل لاستيطانها والدفاع عنها ، وبأنه عندما يهاجر مثل هذا العدد من الإتحاد السوفيتى أوالأمريكتين إلى إسرائيل سنعود إليها وستجدونها فى حوزتنا .
* * *
ثم أن اسرائيل قامت بالفعل بالعدوان علينا واحتلال سيناء مرتين فى عامى 1956 و1967 التى لا زلنا نسدد فواتيرها الغالية حتى الآن .
وهى لم تتورع أبدا منذ قيامها على تنفيذ تهديداتها .
ولم تتورع عن ارتكاب مئات المذابح والاعتداءات و القيام بعشرات الحروب .
فالصهاينة لا يهزلون و لا يهوشون .
وهم يعلنون طول الوقت عن نواياهم العدوانية تجاه مصر وتجاه سيناء
فلا يستطيع أحدا ان يدعى بعد ذلك أنه لم يكن يعلم ، والا كنا كما وصفنا موشى ديان حين سألوه : كيف قمت باحتلال سيناء بذات الخطة التى كتبت عنها سابقا ؟ قال : ان العرب لا يقرأون ، وان قرأوا لا يفهمون ، وان فهموا لا يفعلون شيئا .
* * *
والصهاينة لن يعدموا وسيلة لفبركة حادث هنا او حادث هناك ، ليحولوه فى بضعة ساعات الى أزمة كبرى ، ثم يقوموا بتصعيدها الى ابعد مدى ، لنستيقظ فى احد الايام على خبر اقتحام قوات العدو الصهيونى لسيناء ، بعد أن يكونوا قد رتبوا كل التفاصيل مع الامريكان وضمنوا الغطاء الدولى المطلوب .
· فعلوها معنا فى 1956 بعد تأميم القناة .
· وفعلوها فى 1967 ، بعد فبركة قصة الحشود الاسرائيلية على حدود سوريا
· وفعلوها فى العراق 1981
· وفعلوها فى لبنان عام 1982 بعد حادثة صغيرة مفتعلة فى سفارتهم فى لندن .
· وفعلوها فى تونس اعوام 1985 و 1988 و1991
· وفعلوها فى لبنان مرة اخرى فى عام 2006 بذريعة خطف حزب الله لجنود اسرائليين ليبادلهم مع أسراه فى سجون اسرائيل .
· و يفعلونها طول الوقت فى فلسطين .
· وفعلها الامريكان 2001 فى افغانستان و2003 فى العراق ، فبركة حوادث لاستخدامها ذريعة للاعتداء والغزو .
* * *
ان سيناء فى خطر داهم
وحتى ان لم يحتلوها ، فانهم سيجعلون منها سيفا مسلطا على رقابنا طول الوقت ، وفزاعة مستمرة ، لاخضاع ارادتنا وتوجيه سياساتنا .
ولقد أفنى شيوخنا حياتهم ، وهرم منا جيل كامل ، وهو يحذر وينادى ويصرخ أن القيود العسكرية المفروضة علينا فى سيناء يجب أن تتوقف .
وانه يجب ان نسترد سيادتنا الكاملة عليها بأى ثمن ، وان يكون من حق قواتنا المسلحة ان تتواجد و تتمركز و تتحرك بكل حرية على كل شبر من ارض سيناء .
وانه لو لم نتدارك هذا الأمر فورا فالخطر واقع لا محالة ، وان العدوان الصهيونى قادم ان عاجلا أم آجلا .
وقدمنا تصورات محددة حول هذه القضية .
وقلنا انه على اضعف الايمان يجب التركيز على المادة الرابعة من المعاهدة الخاصة بالترتيبات الامنية
فيمكننا أن نستخدم حقنا فى طلب اعادة النظر فى هذه الترتيبات
و فى حالة الخلاف ، فانه يجوز لنا وفقا للمادة السابعة من المعاهدة ان نلجأ الى التحكيم كما حدث فى قضية طابا .
* * *
وان كان النظام ايام مبارك ، تابعا ومتخاذلا وخاضعا خضوعا كاملا ، فلم يجرؤ على الاقتراب من هذه القضية ، بل كان متواطئا معهم بشكل كامل .
فاننا بعد الثورة ليس لنا حجة فى الصمت والخنوع وابقاء الوضع على ما هو عليه .
بل يتوجب علينا ان نستفيد بحالة الزخم الثورى الحالية ، للضغط دوليا واقليميا وفى كافة الاتجاهات من اجل تحرير مصر من قيود المعاهدة .
فللضغط الشعبى والمليونيات مفعول السحر ، وارادة لا يمكن كسرها ، وقوة يخشاها الجميع ويعمل لها الف حساب ، بما فيهم الصهاينة والامريكان .
اما عن اخواننا واصدقائنا الذين يريدون تأجيل هذه القضايا الى ما بعد المرحلة الانتقالية ، فاننا نؤكد لهم ان اسرائيل لن تمهلنا ذلك .
فسنجد أزمة مماثلة فى سيناء ، كلما اقدمنا على اى خطوة لا ترضى عنها اسرائيل أو أمريكا : انتخاب برلمان او رئيس جمهورية معاد لها ، رفع الحصار عن غزة وفتح المعبر ، اعادة العلاقات مع ايران ، تبنى سياسة خارجية مستقلة ، الوقوف ضد انفصال دارفور ، رفض التدخل الامريكى فى شئوننا الداخلية ، السعى نحو تحقيق اكتفاء ذاتى من القمح ....الخ
وان كنا قد بددنا كثيرا من جهودنا بعد الثورة فى خلافات وصراعات حول قضايا هامشية او وهمية ، فانه من باب أولى ان نتوحد على هذه القضية الخطيرة والمصيرية ، ولا ننصرف عنها أبدا قبل أن نحسمها .
بارك الله فى الشباب المرابط حول السفارة الصهيونية
و حفظ الله مصر و الأمة من كل سوء .

مشاركة مميزة