kolonagaza7
هآرتس 12/8/2011
الاف المصريين وقعوا حتى الان على العريضة الجديدة على الفيس بوك والتي تدعو الى طرد السفير السوري من مصر. لاول مرة لم يعد السفير الاسرائيلي هو الوحيد الذي يحظى بمثل هذا الاهتمام، وفي نية المبادرين الى العريضة الوصول الى مليون توقيع كفيلة بان تدفع الحكم العسكري في مصر للخروج ببيان تنديد حاد اللهجة ضد بشار الاسد. صفحات فيس بوك سورية جديدة قررت بالذات ان تتبنى الدعابة لتجنيد المعارضة، وهم يصفون الاحداث في سورية وكأنها وقعت في بريطانيا العاصفة. ‘التلفزيون الرسمي البريطاني أعلن بانه لم تكن أي مظاهرات في المدن البريطانية’، كتبوا مثلا. اما تركيا فالوضع في سورية يضحكها اقل.
في الايام الاخيرة استدعى الجيش التركي الى خدمة الاحتياط مئات الضباط بمن فيهم اولئك الذين خرجوا على التقاعد، ونقلهم الى قواعد قريبة من الحدود مع سورية. وتفيد مصادر تركية بحالة تأهب عالية على طول الحدود السورية، بالتخوف من فرار الاف المواطنين السوريين الى تركيا، وباحتمال هجوم عسكري لقوات الناتو في سورية. وفي غضون ساعات من انتهاء زيارة وزير الخارجية التركي الى دمشق، فهمت تركيا بان الانذار الذي وجهه رئيس وزراء تركيا، رجب طيب أردوغان للاسد، وقع على اذنين سوريين صماوين، وان التصريح بشأن اخراج القوات السورية من حماة كان كاذبا. امس كان هذا دور محيط مدينة حمص امتصاص النار التي قتل فيها ما لا يقل عن 11 شخصا.
من الجانب الاخر، ايران، التي لا تبلغ صحفها الرسمية ومواقع الانترنت المؤيدة للنظام بالثورة في سورية، تحذر من تحويل سورية الى بؤرة لحرب دولية. رئيس لجنة الامن القومي في البرلمان الايراني، علاء الدين بروجردي، يدعو الى مساعدة سورية لمنع ‘سقوط سورية بين براثن الذئب الذي يسمى الولايات المتحدة’. ايران لا تكتفي بالاقوال: فقد نقلت نحو 5 مليارات دولار الى سورية في الاسابيع الاخيرة. وحسب مصادر عراقية، طلبت من الحكومة العراقية ان تحول الى سورية نحو 10 مليارات دولار.
تدخل ايران، تركيا، السعودية وباقي دول الخليج سرعان ما يحول المعركة في سورية من حدث داخلي نتاج ثورة تستند الى بنية من الفقر، القمع وانعدام الافق الاقتصادي والسياسي وتتغذى بالاحداث الثورية في تونس وفي مصر الى بؤرة ذات امكانية كامنة لحرب اقليمية. سورية، التي اهميتها الاستراتيجية الاقليمية لا تعتمد على مصادر طبيعية كالنفط والغاز بل على علاقتها الوثيقة مع ايران وقدرتها على التدخل في ما يجري في العراق، نجحت في هذه الاثناء في منع قيام جبهة عسكرية ضدها. ومقابل السرعة التي تطور فيها الاجماع الدولي للهجوم في ليبيا، لا توجد حاليا أي مبادرة لاشراك مجلس الامن في بلورة مثل هذا القرار.
خلافا لليبيا، التي تطورت فيها معارضة قتالية يمكنها ظاهرا أن تشكل ايضا قوة سياسية بديلة، ففي سورية ليس فقط لم يتعارض مثل هذا البديل بل ولا يزال غير واضح الى أي جهة ستقع سورية، اذا ما تحطم النظام الحالي بالفعل. هل ستكون دولة فوضى مثل العراق، الذي طور بداية حربا اهلية مضرجة بالدماء بعد سقوط الاسد؟ هل النظام البديل الذي هو ايضا سيتعين عليه الاعتماد على ذات الجيش السوري سيتبنى العلاقة مع ايران أم يتوجه الى الغرب؟ هل تركيا مثلا، يمكنها ان تعتمد على النظام الجديد والجيش القديم بصد نشطاء حزب العمال الكردي؟ هل من الافضل للسعودية زعيم مكروه ولكن معروف، زعيم يمكن ادارة الاعمال معه مقابل مردودات مناسبة، مقابل نظام جديد وغير معروف؟ هذه الاسئلة تشغل بال الغرب ايضا الذي مقابل موقفه من مبارك، لم يدع الاسد حتى الان الى مغادرة قصره.
في ظل غياب ضغط عسكري خارجي، وحين يكون بوسع سورية الاعتماد على قوة الردع الايرانية التي يمكنها أن ترد باشعال الخليج الفارسي اذا ما تعرضت سورية للهجوم، من الصعب القول ان ايام الاسد معدودة او أن نظامه يوشك على التحطم قريبا. استراتيجية القمع الذي ينتهجها الجيش السوري يفكك الدولة الى جبهات مدينية حيث ‘تحظى’ كل مدينة بمعالجة تفصيلية لتكون مثالا لمدن اخرى تحاول الانضمام الى الاحتجاج. هكذا مثلا حوصرت و ‘احتلت’ مدن درعا، دير الزور، ادلب، حماة وبلدات اخرى استمرارا للقتل المكثف فيها، تحول بعضها الى مدن اشباح أو مناطق سكنية يصعب العيش السليم فيها. مواطنو هذه المدن يضطرون الى المغادرة والانتقال الى مدن وقرى اخرى، حيث لا يمكنهم ان يجدوا دعما لاستمرار الثورة.
هذه استراتيجية تطورت في الاشهر الخمسة الاخيرة وتفترض بان الصراع قد يستمر لوقت طويل. الاسد نفسه تحدث في احد خطاباته بان المعركة قد تستمر حتى سنتين. وهي تعتمد على القمع المكثف ولكن دون تصفيات جماهيرية مثل المذبحة في حماة في العام 1982. كما ينجح الاسد في الحفاظ على الوحدة في صفوف الجيش، رغم عدد الفارين الذي يقدر بنحو 2000. التقديرات بانشقاق في صفوف النظام، والتي تعتمد اساسا على اقالة المحافظين، تنحية ضباط كبار وتعيين وزير دفاع جديد، لا تجد تعبيرها في الشكل الذي يسلكه النظام، وخلافا لليبيا، لا يوجد ضباط سوريون كبار يتحدثون علنا خلافا لموقف الاسد الرسمي.
على نحو رمزي، فتحت السلطة السورية للابداع التلفزيوني موسم الدراما للعام 2011 2012 بالمسلسل
في الايام الاخيرة استدعى الجيش التركي الى خدمة الاحتياط مئات الضباط بمن فيهم اولئك الذين خرجوا على التقاعد، ونقلهم الى قواعد قريبة من الحدود مع سورية. وتفيد مصادر تركية بحالة تأهب عالية على طول الحدود السورية، بالتخوف من فرار الاف المواطنين السوريين الى تركيا، وباحتمال هجوم عسكري لقوات الناتو في سورية. وفي غضون ساعات من انتهاء زيارة وزير الخارجية التركي الى دمشق، فهمت تركيا بان الانذار الذي وجهه رئيس وزراء تركيا، رجب طيب أردوغان للاسد، وقع على اذنين سوريين صماوين، وان التصريح بشأن اخراج القوات السورية من حماة كان كاذبا. امس كان هذا دور محيط مدينة حمص امتصاص النار التي قتل فيها ما لا يقل عن 11 شخصا.
من الجانب الاخر، ايران، التي لا تبلغ صحفها الرسمية ومواقع الانترنت المؤيدة للنظام بالثورة في سورية، تحذر من تحويل سورية الى بؤرة لحرب دولية. رئيس لجنة الامن القومي في البرلمان الايراني، علاء الدين بروجردي، يدعو الى مساعدة سورية لمنع ‘سقوط سورية بين براثن الذئب الذي يسمى الولايات المتحدة’. ايران لا تكتفي بالاقوال: فقد نقلت نحو 5 مليارات دولار الى سورية في الاسابيع الاخيرة. وحسب مصادر عراقية، طلبت من الحكومة العراقية ان تحول الى سورية نحو 10 مليارات دولار.
تدخل ايران، تركيا، السعودية وباقي دول الخليج سرعان ما يحول المعركة في سورية من حدث داخلي نتاج ثورة تستند الى بنية من الفقر، القمع وانعدام الافق الاقتصادي والسياسي وتتغذى بالاحداث الثورية في تونس وفي مصر الى بؤرة ذات امكانية كامنة لحرب اقليمية. سورية، التي اهميتها الاستراتيجية الاقليمية لا تعتمد على مصادر طبيعية كالنفط والغاز بل على علاقتها الوثيقة مع ايران وقدرتها على التدخل في ما يجري في العراق، نجحت في هذه الاثناء في منع قيام جبهة عسكرية ضدها. ومقابل السرعة التي تطور فيها الاجماع الدولي للهجوم في ليبيا، لا توجد حاليا أي مبادرة لاشراك مجلس الامن في بلورة مثل هذا القرار.
خلافا لليبيا، التي تطورت فيها معارضة قتالية يمكنها ظاهرا أن تشكل ايضا قوة سياسية بديلة، ففي سورية ليس فقط لم يتعارض مثل هذا البديل بل ولا يزال غير واضح الى أي جهة ستقع سورية، اذا ما تحطم النظام الحالي بالفعل. هل ستكون دولة فوضى مثل العراق، الذي طور بداية حربا اهلية مضرجة بالدماء بعد سقوط الاسد؟ هل النظام البديل الذي هو ايضا سيتعين عليه الاعتماد على ذات الجيش السوري سيتبنى العلاقة مع ايران أم يتوجه الى الغرب؟ هل تركيا مثلا، يمكنها ان تعتمد على النظام الجديد والجيش القديم بصد نشطاء حزب العمال الكردي؟ هل من الافضل للسعودية زعيم مكروه ولكن معروف، زعيم يمكن ادارة الاعمال معه مقابل مردودات مناسبة، مقابل نظام جديد وغير معروف؟ هذه الاسئلة تشغل بال الغرب ايضا الذي مقابل موقفه من مبارك، لم يدع الاسد حتى الان الى مغادرة قصره.
في ظل غياب ضغط عسكري خارجي، وحين يكون بوسع سورية الاعتماد على قوة الردع الايرانية التي يمكنها أن ترد باشعال الخليج الفارسي اذا ما تعرضت سورية للهجوم، من الصعب القول ان ايام الاسد معدودة او أن نظامه يوشك على التحطم قريبا. استراتيجية القمع الذي ينتهجها الجيش السوري يفكك الدولة الى جبهات مدينية حيث ‘تحظى’ كل مدينة بمعالجة تفصيلية لتكون مثالا لمدن اخرى تحاول الانضمام الى الاحتجاج. هكذا مثلا حوصرت و ‘احتلت’ مدن درعا، دير الزور، ادلب، حماة وبلدات اخرى استمرارا للقتل المكثف فيها، تحول بعضها الى مدن اشباح أو مناطق سكنية يصعب العيش السليم فيها. مواطنو هذه المدن يضطرون الى المغادرة والانتقال الى مدن وقرى اخرى، حيث لا يمكنهم ان يجدوا دعما لاستمرار الثورة.
هذه استراتيجية تطورت في الاشهر الخمسة الاخيرة وتفترض بان الصراع قد يستمر لوقت طويل. الاسد نفسه تحدث في احد خطاباته بان المعركة قد تستمر حتى سنتين. وهي تعتمد على القمع المكثف ولكن دون تصفيات جماهيرية مثل المذبحة في حماة في العام 1982. كما ينجح الاسد في الحفاظ على الوحدة في صفوف الجيش، رغم عدد الفارين الذي يقدر بنحو 2000. التقديرات بانشقاق في صفوف النظام، والتي تعتمد اساسا على اقالة المحافظين، تنحية ضباط كبار وتعيين وزير دفاع جديد، لا تجد تعبيرها في الشكل الذي يسلكه النظام، وخلافا لليبيا، لا يوجد ضباط سوريون كبار يتحدثون علنا خلافا لموقف الاسد الرسمي.
على نحو رمزي، فتحت السلطة السورية للابداع التلفزيوني موسم الدراما للعام 2011 2012 بالمسلسل