الاثنين، 1 أغسطس 2011

نظام بشار يحرق سوريا

kolonagaza7

عادل عبد الرحمن

قبل أيام قليلة أنهيت رواية الأديب السوري مصطفى خليفة «القوقعة»، التي يروي فيها قصة مذبحة مدينة حماة سنوات القحط والبؤس وغياب القانون، وتعميم سياسة البطش والقهر لنظام الأسد الأب. الرواية التي تأخذك الى ظلام النظام الاستبدادي البشع، القتل دون وازع اخلاقي او سياسي او قيمي. محاكمات واهية وكاذبة، ليس فيها من القضاء أي شيء. تغول الارهاب لقتلة وبلطجية النظام في السجون المختلفة وخاصة السجن الصحراوي. مئات وآلاف الضحايا سحلهم النظام دون أي معيار من اي نوع. يوم أمس الأحد كان انعطافة جديدة في مسار افلاس نظام الرئيس بشار الأسد، الذي فقد السيطرة على الأوضاع في البلاد، فلجأ الى ما فعله الأسد الأب في العام 1982 ضد الشعب العربي السوري في عموم البلاد من شمالها الى جنوبها ومن غربها الى شرقها، وخاصة في مدينة حماة، التي اكتوت بنيران مذبحة الثمانينيات من القرن الماضي. بعد قرابة الشهر من الحصار الدامي لمدينة حماة قامت قوات الجيش السوري وأجهزة الأمن والبلطجية وشبيحة حزب البعث بشن حرب مفتوحة على المدينة الشامخة، وعلى مدينة دير الزور والبو كمال وغيرها من المدن السورية، وسقط من الشهداء والجرحى المئات حتى كتابة هذه الزاوية. فصل دموي جديد دخلته الثورة السورية على يد النظام الاستبدادي، الذي لم يتمكن طيلة الشهور الخمسة الماضية من قهر ارادة الثورة. كما لم يتمكن من جر الثورة السلمية الى مربع الافلاس والعنف. رغم محاولات أهل النظام العبثي والبعثي من تزوير الحقائق، وتلفيق الأكاذيب ضد المتظاهرين في المدن والقرى السورية المختلفة. فقد نظام بشار الأسد السيطرة على الأوضاع في البلاد، وشعر انه في النزع الأخير من دنو أجله. ولادراكه انه يصارع الزمن والوقت، لجأ الى حرق كل أوراقه الكاذبة التي حاول طيلة الأشهر الخمسة الماضية ان يمررها على المواطنين السوريين بالادعاء انه يريد تحقيق «اصلاحات حقيقية» في بنى ومؤسسات النظام والدستور. بالأمس سقط النظام شر سقطة. وافتضح أمره، وانكشف وجهه البشع والمعروف لأبناء الشعب السوري دون مساحيق او تزويق او رتوش. لم يعد نظام آل الأسد العبثي قادرا على تحمل لعبة الديمقراطية. لذا فتح نيران أسلحته ودباباته وطائراته على المواطنين العزل، وشن حملة اعتقالات غير مسبوقة على ابناء الشعب السوري في ريف دمشق وحماة ودير الزور والبوكمال وغيرها من المدن السورية عشية شهر رمضان المبارك. وكأن النظام اراد ان يعلن للمواطنين السوريين جميعا، انه يريد التضحية بالشعب في شهر رمضان الفضيل، كما يريد ان يقطع الطريق على ما أعلنه أصحاب القرار في المدن والمنسقيات الشعبية للثورة، من انهم سيقومون في شهر رمضان بالتظاهر كل ليلة من المساجد، التي باتت عنوانا لحركة الشعب، دون ان يعني ذلك ان المتظاهرين هم من رواد الحركات الدينية. مع ذلك، الشعب السوري يعرف كيف يواجه النظام، ولم يعد يخشاه او يخشى بلطجيته ولا أجهزته الأمنية. كما لا يريد من احد التدخل في شؤونه الداخلية لا من أميركا ولا من أوروبا كما فعلوا في ليبيا، التي هتكوا فيها عرض الثورة، انما يريد الشعب السوري وقواه الشعبية الحية، ان يرفع العالم والعرب الغطاء عن نظام بشار. ان يقاطعوا النظام، ويطردوا سفراءه وممثليه لتعميق حصاره وحمله على الاندثار والزوال عن الشعب العربي السوري، القادر بقواه السورية الديمقراطية على ترتيب شؤون البيت السوري وفق معايير الدولة المدنية، دولة كل المواطنين من القوميات والأقليات والمذاهب والاتجاهات الفكرية والسياسية. a.a.alrhman@gmail.com

مشاركة مميزة