الثلاثاء، 23 أغسطس 2011

اثنان وثمانون عاماًً على هبة البراق



kolonagaza7



بقلم الأسير المحرر أ. رافت حمدونة






فى مثل هذا اليوم كانت هبة أو انتفاضة البراق من يوم الجمعة ( 23 آب 1929 ) والتى تحمل فى طياتها الكثير من الشواهد والدلالات والتأريخ ، ففى هذه الذكرى الثانية والثمانين يمكن أن نؤرخ الصراع العربى اليهودى المسلح ، وبداية الانتفاضات الفلسطينية فى وجه الاحتلالات " البريطانية واليهودية " ، ويمكن أن نؤرخ الحق القانونى لملكية حائط البراق للمسلمين وحدهم ، ونؤرخ رفض الأسماء الأخرى " حائط المبكى " لهذا المكان الذى لا يتجزأ عن امتداد مساحة المسجد الأقصى المبارك ، ونؤرخ الحركة الوطنية الفلسطينية الأسيرة حيث شهداء أبطال سجن عكا وتضحية الآلاف من الفلسطينيين و الثمن الباهظ الذى دفع من أجل القدس " 1200 شخص بين قتيل وجريح وأسير " .
فى هذه الذكرى الثانية والثمانين على هبة البراق نتذكر جذور الاحتلال الصهيونى حيث المؤتمر الصهيوني السادس عشر الذي عقد في زيوريخ وتأسيس الوكالة اليهودية ونداءات اليهود الصهاينة لإثارة قلق يهود العالم وتحريضهم على العمل على إعادة حائط البراق إليهم – كما يدعون .
وفى أعقاب قرارات ذلك المؤتمر انطلقت مظاهرة اليهود من تل ابيب الى القدس وقد سمح لهم الانجليز القيام بها ، وقد وصلوا إلى حائط البراق الشريف وهتفوا هتافات تحد للعرب ولمشاعر المسلمين قائلين (هذا الحائط حائطنا )وانشدوا نشيد (الهاتكفا ) واعتدى المتظاهرون على المسلمين الذين كانوا قرب الحائط ، واشتبكوا معا فى 23 آب 1929 والمصادف للمولد النّبويّ الشّريف وكانت المواجهات عنيفة وشّاملة ، حيث أن المقدسيين قد خرجوا مسلحين بالهراوات والسّكاكين، واشتبكوا مع اليهود ثم انتقلت الانتفاضة إلى غالبيّة المدن الفلسطينيّة والتي استمرت اسبوعين كاملين مؤكدة على حق الشعب الفلسطيني على مقدساته التاريخية واحتجاجاً على جهود بريطانيا لإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين وانحيازهم للصهاينة .
فى هذه الذكرى تعرض ما يزيد عن 1200 شخص بين قتيل وجريح وأسير فى السجون البريطانية بعد تدخلها لوقف الانتفاضة بالطائرات والمصفحات ، وحكمت على 23 مناضل عربى بالسجن المؤبد وعلى 187 أسير آخر بأحكام متفاوتة ، ونفذت بعد ذلك حكم الإعدام بحق ثلاثة أسرى فى سجن عكا وهم " فؤاد حجازى ومحمد جمجوم وعطا الزير " .
فى هذه الذكرى نذكر اليهود بأن صلاتكم فى هذا المكان ما هو الا منحة محددة بأمر من الدولة العثمانية التي اشترطت الا تؤدي هذه الزيارة الى احداث اي صوت او ازعاج في ذلك المكان على الا يستخدم فيه اليهود ادوات للجلوس او ستائر والمنحة ليست حق .
ونذكر العالمين العربى والاسلامى « أن الملكية لحائط البراق هى لكم لانه جزءاً لا يتجزأ من ساحة الحرم الشريف التي هي من املاك الوقف..وللمسلمين ايضاً تعود ملكية الرصيف الكائن امام الحائط وامام المحلة المعروفة ب«حارة المغاربة» المقابلة للحائط لكونه موقوفاً حسب أحكام الشرع الاسلامي لجهات البر والخير.
ونذكر بريطانيا «بالكتاب ابيض» والتى اعترفت فيه بملكية المسلمين لحائط البراق وحقهم في التصرف فيه فى أعقاب الثورة ، ونذكر العالم بلجنة التحكيم الدولية التى أكدت من انه لا يوجد في الحائط الغربي للحرم الشريف أي اثر او حجارة من بقايا هيكل سليمان .
ونذكرهم باللجنة التى اقترحتها بريطانيا واجتمعت فى أعقاب الحدث فى العاصمة الفرنسية باريس في الفترة من 28 نوفمبر الى الاول من شهر ديسمبر عام 1930 والتى قررت بالاجماع على: « ان للمسلمين وحدهم تعود ملكية الحائط الغربي ولهم وحدهم الحق العيني فيه لكونه يؤلف جزءاً لا يتجزأ من ساحة الحرم الشريف التي هي من املاك الوقف.
________________________________________
تعريف بالأستاذ / رأفت خليل حمدونة
** أ . رافت حمدونة - من مواليد مخيم جباليا بتاريخ 8/8/1970 ، تم اعتقاله في العام 1990 م على خلفية نضالية وحوكم 15 عام وإغلاق جزء من بيته ، أمضى فترة اعتقاله في سجون عدة منها " عزل الرملة ، عسقلان ، نفحة ، بئر السبع ، هداريم ، ريمونيم ، جلبوع " وتم تحريره في 2005 م بعد قضاء كامل محكومتيه .
حصل على شهادة البكالوريوس في علم الاجتماع والعلوم الإنسانية من الجامعة المفتوحة في إسرائيل - رعنانا خلال فترة اعتقاله ، ويحمل درجة الماجستير في الدراسات الإقليمية مسار " دراسات إسرائيلية " وبتقدير ممتاز من جامعة القدس / أبو ديس .
ومن مؤلفاته داخل الاعتقال ” نجوم فوق الجبين – عاشق من جنين – الشتات – ما بين السجن والمنفى حتى الشهادة – قلبي والمخيم – لن يموت الحلم – صرخة من أعماق الذاكرة ”
كما أن الكاتب " حمدونة " مدير دائرة القانون الدولى بوزارة شئون الأسرى والمحررين وعمل مستشاراً لوزير الأسرى فى الشأن الاسرائيلى ، ومحاضر غير متفرغ بجامعة القدس المفتوحة - شمال قطاع غزة ، وباحث فى قضايا الأسرى ، وعضو فى لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية ، ومدير لمركز الأسرى للدراسات ، وعضو مساند فى اتحاد الكتاب الفلسطيني ، وعضو فى نقابة الصحفيين الفلسطينيين ، ومعد ومقدم برامج إذاعية " صوت القدس 102.7 والأسرى 107.9 " وتلفزيونية فى فضائية هنا القدس 11334 نايل سات - أفقى.
للمراسلة :

مشاركة مميزة