الأربعاء، 3 أغسطس 2011

المشابهة بين عباس وبشار

kolonagaza7

د. فايز أبو شمالة
سيغضب أنصار السيد محمود عباس إذا تم تشبيهه بالرئيس السوري بشار الأسد، سيثورون، ويقولون: كيف تشبه رئيساً انتخب ديمقراطياً برئيس تورث الحكم عن أبيه؟ أي ظلم هذا؟ وكيف تشبه رجلاً ليبرالي متسامح برجل ديكتاتوري يقتحم المدن السورية بالدبابات، ويقتل منهم ويجرح في يوم واحد المئات؟ كيف تشبه عباس الواقعي الذي يصارح شعبه بالحقيقة، برئيس يخادع شعبه، ويبيعه الشعارات الزائفة؟
وسيغضب أنصار الرئيس السوري بشار الأسد إذا صار تشبيهه بالسيد محمود عباس، سيقولون: كيف تشبه أسد سوريا، وحامي حمى الأوطان، والرافض للاستسلام والهوان، كيف تشبهه برجل يفاوض الإسرائيليين عشرين عاماً دون فائدة؟ كيف تشبه من يساند المقاومة، ويدعم الحقوق العربية الثابتة بمن يحارب المقاومة، ويعتقل المقاومين، ويرفض أي خيار آخر غير خيار المفاوضات؟ أي ظلم هذا؟ كيف تشبه عدو إسرائيل بصديق إسرائيل؟
رغم كلام المؤيدين لكل طرف، والذي ينفي المشابهة بين الرجلين، إلا أن هنالك قاسماً مشتركاً بينهما وفق رأي المعارضين لهما، وهو كالتالي:
أولاً: يقول المعارضون السوريون لنظام حكم الأسد: إن بقاء النظام السوري يخدم إسرائيل، ويوفر لها الأمن المطلوب، ويستدلون على ذلك بما قاله "رامي مخلوف" صهر الرئيس السوري، ويتحدثون عن المشاكل التي ستصب على رأس إسرائيل في حالة سقوط النظام السوري، ويستشهد المعارضون بأقوال الصحف الإسرائيلية، ورأي الخبراء الإستراتيجيين الذي يحذرون إسرائيل من مستقبل مظلم، ومصير مجهول إذا سقط النظام السوري. ويقولون: إن النظام السوري الذي يتشدد في الأقوال والتصريحات العلنية، لهو في السر لين ورخو وسمح مع إسرائيل، وقد أثبتت السنين الأربعين أنه لم يطلق رصاصة واحده على إسرائيل، وهذا ما تتمناه وتسعى إليه إسرائيل، لذا فهو ذخر إستراتيجي لها.
ثانياً: يقول المعارضون للسيد عباس: إن بقاء السلطة الفلسطينية على ما هي عليه، يمثل ذخراً إستراتيجياً لإسرائيل، وهذا ما قاله: "بن يامين بن أليعازر" لأن الوضع الذي توفره السلطة لإسرائيل هو الوضع الأمثل، فالمفاوضات متوقفة والاستيطان متواصل، والأهم من ذلك؛ أن السلطة تحمي أمن المستوطنين، وتوفر الأمن المطلوب للإسرائيليين! وليتحدث السيد عباس عن الثوابت الفلسطينية كما يحلو له، وليفتح باب الشعارات على مصراعيه، فهو رائع لإسرائيل طالما أغلق باب المقاومة، وكسر عنق البندقية الفلسطينية!.
إن القاسم المشترك بين الرجلين هو مهادنة إسرائيل، وعدم إيذائها، وتحقيق الأمن والاستقرار الفعلي الذي تسعى إليه، والقاسم المشترك هو فرض الرجلين نفسيهما على الشعب العربي بقوة الأمر الواقع، وهما يمارسان التشدد اللفظي الذي يحفظ ماء وجه الرجلين، رغم أنهما في اتجاهين سياسيين متناقضين!.

مشاركة مميزة