الاثنين، 29 أغسطس 2011

المغرب و "ويكليكس" مرة أخرى ماذا وراء التحريض على الإسلاميين لدى الأمركيين؟



kolonagaza7



بعد أزيد من عشرة أشهر على انطلاق موجة تسريبات وثائق ما عرف بوثائق موقع ويكليكس الخاصة بمرسلات سفارات وقنصليات الولايات المتحدة في العالم، وضع هذا الموقع الأربعاء 24 غشت الجاري ما يناهز الألف وثيقة جديدة حول المغرب تمثلت في سلسلة مراسلات كل من سفارة أمريكا بالرباط ومعها قنصلية البيضاء مع تركيز كبير على الفترة الممتدة من 2005 إلى 2010، بما يمثل دفعة كبيرة من الوثائق لم يشهدها هذا الموقع في السابق حيث كان يكتفي بالكشف عن بضع وثائق بين الفينة والأخرى. مما يطرح بالتالي أسئلة حول توقيت هذا الضخ الكبير من الوثائق في الوقت الذي لم يتم القيام بنفس الشيء مع دول أخرى. احتل الملف الإسلامي حيزا معتبرا في عدد من الوثائق، وخاصة ما يهم استطلاع الرأي الشهير للمعهد الجمهوري الأمريكي الذي قال بان 46 في المائة من الناخبين من المحتمل أن يصوتوا على العدالة والتنمية في انتخابات 2007، وبعدها تفاعلات تأسيس الأصالة والمعاصرة وانتخابات 2009 ثم المواقف الصادرة إزاء السياسة الخارجية الأمريكية. يمكن الوقوف هنا عند سمات دالة ومثيرة في تعاطي جزء من النخب المغربية مع الملف الإسلامي، حيث نلحظ نزعة عدائية ضد الإسلاميين وسلوك متكرر لممارسة التحريض عليهم في اللقاءات مع الأمريكيين، واستغلال ذلك في تبرير وتسويق مشروع حزب الأصالة والمعاصرة، وبلغ حد اتهام حزب العدالة والتنمية بأنه تهديد للحكم والمجتمع ويمثل خطرا وعقبة أمام السياسات الجديدة حول المرأة، وهي اتهامات عن شخصيات متباينة الخلفيات اليسارية والليبرالية، وتفرض التساؤل عن خلفيات مثل هذا السلوك؟ وإن كان يتعلق بنموذج جديد لشرعنة التحكم في الحياة السياسية والانقلاب على المكتسبات الديموقراطية من خلال التخويف من الإسلاميين؟ أو أنه يعبر عن استقواء من قبل النخبة بالخارج الأمريكي ضدا على كل قواعد احترام السيادة الوطنية ورفض التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية؟ في الواقع، فإن هذه الوثائق لا تضيف سوى تقديم تفاصيل عملية مرتبطة بوقائع محددة، أما ما خفي فهو أعظم، خاصة عندما نتذكر أن جهات متنفذة وظفت بطريقة غير مباشرة شركة علاقات عامة في واشنطن للقيام بحملة تشويه ضد العدالة و التنمية هناك، والتي لا نستبعد أن تكون مستمرة بآليات أخرى، كاشفة عن مأزق قطاع من النخب المغربية، لا يضع القضايا الوطنية في مقدمة أولوياته في حواره مع الخارج، والأسوأ أنه يقدم الدليل على ضعف مصداقية الإصلاحات السياسية المعلنة وعدم الجدية في تطبيقها مادام يلجأ إلى هذا الخطاب التحريضي البائد.
مصطفى الخلفي

مشاركة مميزة