kolonagaza7
بقلم: د. رفعت سيد أحمد
فى مثل هذا اليوم (السبت) من الأسبوع الماضى ، اقتحم أشرف وأنبل أبناء مصر (نعم هم الأشرف والأنبل بين ائتلافات الثورة) مقر سفارة العدو الصهيونى بالقاهرة ورفعوا العلم المصرى فوقه بعد أن أسقطوا علم دولة العدو ؛ وهو عمل – وفق القانون الدولى ومفاهيم الثورات وحق الشعوب فى القصاص لدم الشهداء وبعد تخاذل الحكام الذين هم هنا حكومة عصام شرف ومن يديرها – يعد حقاً مشروعاً ومنطقياً على مدار أسبوع كامل جرت تحت الجسور ، مياه كثيرة ، بعضها آسن ، والبعض الآخر سام ، والبعض الثالث نقى ، صاف ، لا تشوبه مصلحة ، أو منفعة أو رخص !! .
دعونا نسجل ، هذا الرصد ، والتحليل ، لما جرى :
أولاً : لم يذهب الشباب ، بل قل الشعب المصرى ، إلى سفارة العدو الصهيونى ، ليقتحمها ، إلا بعد أن يئس من أن تسترد له حكومته برئاسة المتردد دائماً د. عصام شرف ، حقه وقصاصه فى الـ 6 جنود وضباط الذين قضوا شهداء على الحدود مع فلسطين المحتلة على أيدى طائرات العدو الصهيونى ، وأيضاً القصاص لآلاف الأسرى والضحايا المقتولين عبر 60 عاماً من الصراع مع هذا العدو ، يئس الشعب من (حكومة الثورة !!) فأراد أن يأخذ قصاصه بيده ، فكان الاقتحام ، فلماذا نناقش (النتيجة) بعيداً عن (السبب) ؟ .
ثانياً : من المؤسف له أن يتم خلط الأحداث وتصويرها وكأنها حادث منشية جديد (نقصد طبعاً محاولة الإخوان لاغتيال عبد الناصر فى المنشية بالإسكندرية عام 1954) ، يفعل بعده قانون الطوارىء وتتم الردة الكاملة عن الثورة ، وهنا نسجل أن (حادث السفارة) منفصل كلية عن حادثى اقتحام مديرية أمن الجيزة ، ومبنى وزارة الداخلية فى لاظوغلى ، فمن قام بهذا الحدث (اقتحام السفارة) ، شباب مختلف عمن قام بالحادث الثانى (مديرية الأمن ومبنى الداخلية) ، والإصرار على الخلط بهذا الشكل ، رغم الاختلاف التام بينهم يؤكد أن الهدف هو تشويه الفعل النبيل والمشروع لشباب مصر ، ثم أن يدخل على الخط البعض ممن ينسبون أنفسهم للثوار فيعلنون تبرءهم من أبطال موقعة السفارة ، ومنهم فريق من حركة 6 أبريل وأيمن نور وبعض القوى السلفية والليبرالية .. إلخ ، فإنهم بذلك ينفون عن أنفسهم صفة (الثورية) ، وصفة الارتباط الجاد بثورة يناير ، لأن من قام باقتحام السفارة هم شباب الثورة ، والتبرؤ منهم يعنى ممالأة أمريكا (الغاضبة) وإسرائيل (الحزينة) ، وحكومة شرف المترددة والعاجزة ، فأى ثائر هذا الذى يقبل على نفسه أن يكون فى مربع إسرائيل وأمريكا وفلول النظام السابق؟!.
ثالثاً : إن ألف باء السياسة ، كان ينبغى أن تدفع المسئولين فى مصر ، وبعضاً من ساستها المنتسبين زيفاً للثورة ، أن يستفيدوا من حدث الاقتحام لسفارة العدو ، فى مواجهة الهجمة الغربية والإسرائيلية الشرسة ، بالقول بأن لديهم شعب حر يريد حقوق أبناءه الشهداء ، ويريد حقوق دولته التى فقدت استقلالها الحقيقى مع توقيع اتفاقات كامب ديفيد ، وأن يناور (أى أهل الحكم) ويفاوض ، حتى يأخذ أفضل النتائج السياسية مع قوى استعمارية لا تفهم سوى لغة القوة ، أما أن يتم إلقاء القبض على 150 من أنبل وأشرف (هم الأشرف مرة ثانية بين ائتلافات الثورة) ومعاقبتهم مجاناً لصالح العدو باسم الأعراف والقوانين الدولية ، التى لا تحترمها أصلاً إسرائيل ، فهذا هو الغباء السياسى ، بل قل هو العار بعينه !! .
* إننا نعيد ، ونؤكد فى الذكرى الأسبوعية للاقتحام المشروع لسفارة عدو قتل أولادنا على الحدود ، بأن ما جرى (نتيجة) لسبب ، وأن إصرار حكومة عصام شرف ومن يديرها على هذه المعاقبة القاسية لثوار موقعة السفارة ، لهو إعادة انتاج لنظام حسنى مبارك ، وإذا كان من المفهوم أن تمارس الحكومة الانتقالية ومن يديرها ، هذا السلوك مع الثوار فإن من العار ، ومن المخجل أن يتهم البعض ثوار (السفارة) بأنهم مدفوعون فى إطار مؤامرة خارجية ، نفس اللغة التى كان يستخدمها مبارك لاتهام الشرفاء من أبناء مصر ، ومن غير المفهوم أن تمارس قوى وتيارات تنسب نفسها للثورة ، فليس بثائر من يدين الثوار الذين اقتحموا السفارة ، وليس بثائر من يضع نفسه فى ذات المربع مع حلف الناتو ، وواشنطن ، وتل أبيب !! فإنتبهوا يا أولى الألباب !! .
Email:yafafr@hotmail.com
فى مثل هذا اليوم (السبت) من الأسبوع الماضى ، اقتحم أشرف وأنبل أبناء مصر (نعم هم الأشرف والأنبل بين ائتلافات الثورة) مقر سفارة العدو الصهيونى بالقاهرة ورفعوا العلم المصرى فوقه بعد أن أسقطوا علم دولة العدو ؛ وهو عمل – وفق القانون الدولى ومفاهيم الثورات وحق الشعوب فى القصاص لدم الشهداء وبعد تخاذل الحكام الذين هم هنا حكومة عصام شرف ومن يديرها – يعد حقاً مشروعاً ومنطقياً على مدار أسبوع كامل جرت تحت الجسور ، مياه كثيرة ، بعضها آسن ، والبعض الآخر سام ، والبعض الثالث نقى ، صاف ، لا تشوبه مصلحة ، أو منفعة أو رخص !! .
دعونا نسجل ، هذا الرصد ، والتحليل ، لما جرى :
أولاً : لم يذهب الشباب ، بل قل الشعب المصرى ، إلى سفارة العدو الصهيونى ، ليقتحمها ، إلا بعد أن يئس من أن تسترد له حكومته برئاسة المتردد دائماً د. عصام شرف ، حقه وقصاصه فى الـ 6 جنود وضباط الذين قضوا شهداء على الحدود مع فلسطين المحتلة على أيدى طائرات العدو الصهيونى ، وأيضاً القصاص لآلاف الأسرى والضحايا المقتولين عبر 60 عاماً من الصراع مع هذا العدو ، يئس الشعب من (حكومة الثورة !!) فأراد أن يأخذ قصاصه بيده ، فكان الاقتحام ، فلماذا نناقش (النتيجة) بعيداً عن (السبب) ؟ .
ثانياً : من المؤسف له أن يتم خلط الأحداث وتصويرها وكأنها حادث منشية جديد (نقصد طبعاً محاولة الإخوان لاغتيال عبد الناصر فى المنشية بالإسكندرية عام 1954) ، يفعل بعده قانون الطوارىء وتتم الردة الكاملة عن الثورة ، وهنا نسجل أن (حادث السفارة) منفصل كلية عن حادثى اقتحام مديرية أمن الجيزة ، ومبنى وزارة الداخلية فى لاظوغلى ، فمن قام بهذا الحدث (اقتحام السفارة) ، شباب مختلف عمن قام بالحادث الثانى (مديرية الأمن ومبنى الداخلية) ، والإصرار على الخلط بهذا الشكل ، رغم الاختلاف التام بينهم يؤكد أن الهدف هو تشويه الفعل النبيل والمشروع لشباب مصر ، ثم أن يدخل على الخط البعض ممن ينسبون أنفسهم للثوار فيعلنون تبرءهم من أبطال موقعة السفارة ، ومنهم فريق من حركة 6 أبريل وأيمن نور وبعض القوى السلفية والليبرالية .. إلخ ، فإنهم بذلك ينفون عن أنفسهم صفة (الثورية) ، وصفة الارتباط الجاد بثورة يناير ، لأن من قام باقتحام السفارة هم شباب الثورة ، والتبرؤ منهم يعنى ممالأة أمريكا (الغاضبة) وإسرائيل (الحزينة) ، وحكومة شرف المترددة والعاجزة ، فأى ثائر هذا الذى يقبل على نفسه أن يكون فى مربع إسرائيل وأمريكا وفلول النظام السابق؟!.
ثالثاً : إن ألف باء السياسة ، كان ينبغى أن تدفع المسئولين فى مصر ، وبعضاً من ساستها المنتسبين زيفاً للثورة ، أن يستفيدوا من حدث الاقتحام لسفارة العدو ، فى مواجهة الهجمة الغربية والإسرائيلية الشرسة ، بالقول بأن لديهم شعب حر يريد حقوق أبناءه الشهداء ، ويريد حقوق دولته التى فقدت استقلالها الحقيقى مع توقيع اتفاقات كامب ديفيد ، وأن يناور (أى أهل الحكم) ويفاوض ، حتى يأخذ أفضل النتائج السياسية مع قوى استعمارية لا تفهم سوى لغة القوة ، أما أن يتم إلقاء القبض على 150 من أنبل وأشرف (هم الأشرف مرة ثانية بين ائتلافات الثورة) ومعاقبتهم مجاناً لصالح العدو باسم الأعراف والقوانين الدولية ، التى لا تحترمها أصلاً إسرائيل ، فهذا هو الغباء السياسى ، بل قل هو العار بعينه !! .
* إننا نعيد ، ونؤكد فى الذكرى الأسبوعية للاقتحام المشروع لسفارة عدو قتل أولادنا على الحدود ، بأن ما جرى (نتيجة) لسبب ، وأن إصرار حكومة عصام شرف ومن يديرها على هذه المعاقبة القاسية لثوار موقعة السفارة ، لهو إعادة انتاج لنظام حسنى مبارك ، وإذا كان من المفهوم أن تمارس الحكومة الانتقالية ومن يديرها ، هذا السلوك مع الثوار فإن من العار ، ومن المخجل أن يتهم البعض ثوار (السفارة) بأنهم مدفوعون فى إطار مؤامرة خارجية ، نفس اللغة التى كان يستخدمها مبارك لاتهام الشرفاء من أبناء مصر ، ومن غير المفهوم أن تمارس قوى وتيارات تنسب نفسها للثورة ، فليس بثائر من يدين الثوار الذين اقتحموا السفارة ، وليس بثائر من يضع نفسه فى ذات المربع مع حلف الناتو ، وواشنطن ، وتل أبيب !! فإنتبهوا يا أولى الألباب !! .
Email:yafafr@hotmail.com