kolonagaza7
هادي جلو مرعي
فشلت ثلاث محاولات عراقية سابقة لضم الكويت ..الأولى إنتهت عند عمود كهرباء, كان ضحيتها البطل ذاته الملك غازي ,في العام 1939. والثانية إنتهت قبل أن تصل رياحها الى الحدود الجنوبية في عهد الزعيم عبد الكريم قاسم. أما الثالثة والأخيرة فقد إنتهت بكارثة على يد الدكتاتور صدام حسين في أوغست من العام 1990, ولا نعلم متى ستكون الرابعة ؟ وهل ستكون عسكرية أم (تلقائية)؟ وفي ظل إفتقاد القيادة الكويتية الى الحكمة في التعامل مع بغداد فإن الأمور مرشحة للتطور بإتجاهات عدة ,وبأشكال مخيفة, ومع تنامي روح الإنتقام لدى الكويتين فليس واضحا الطريقة التي سيرد بها العراق ؟.
يحذر مراقبون وباحثون من مساعي سعودية لتحويل جزيرة العرب وما يحيط بها من جزر صغيرة الى مسمى (الولايات المتحدة السعودية), بدأت من خلال محاولات التدخل في الشؤون الداخلية لبلدان جوار وجزر في الخليج ومن بينها اليمن وقطر التي تتنازع للبقاء بعيدا عن الطموحات السعودية من خلال تحالفات تثير السخرية (أمريكا ، إسرائيل، إيران ، الخ)..
تضم الولايات المتحدة السعودية, وعاصمتها الرياض دول وجزر (اليمن ، عمان، البحرين، قطر ، الإمارات ، الكويت) ,وتلك المحاولات ماضية رويدا بترتيب وموافقات من الولايات المتحدة الأمريكية التي وقعت عددا من الإتفاقيات الدفاعية مع هذه الدول .
لكن ما تتمناه الرياض ليس ممكنا بالفعل ..فعمان واليمن ليستا جزرا نفطية ,وهما تضاهيان السعودية في الوجود الحضاري, فمنذ كانت جزيرة العرب (السعودية) كانت عمان ,وكانت اليمن اللتان تملكان عمقا حضاريا لا تملكه المملكة .
التطورات الإقليمية وإتجاهات الصراع والمصالح الدولية تدفع الى شكل آخر من التوازنات والتشكلات السياسية والجغرافية ,وقد تؤدي الى نشوء منظومة إقليمية جديدة مرتبطة بأطماع التوسع, أو لضرورات واقعية كما هي العلاقة بين السعودية وجزيرتي قطر والبحرين من جهة, وبين عمان والأمارات من جهة ثانية ,وبين العراق والكويت من جهة ثالثة.. والتشكل الجديد يتمثل في ضم قطر والبحرين الى المملكة العربية السعودية, بينما تعود الكويت الى العراق, وتكون الأمارات جزءا من سلطنة عمان. وهذا يعتمد إضافة الى التحولات السياسية والإقتصادية عاملا مهما يتمثل بنفاد مخزون النفط في الصحاري الممتدة على شواطئ الخليج ما سيجعل من قطر والبحرين والإمارات والكويت مجرد هياكل كونكريتيه تعوي بجنباتها الريح ولا يعود من قيمة لها سوى أن تكون تحت عباءة البلاد العريقة في وجودها الحضاري .. الأمر بالغ الخطورة هو أن تتجاوز المملكة السعودية الخطوط الحمراء, وتطمع بضم الكويت اليها ,إضافة الى قطر والبحرين حيث ترتبط معها بحدود برية تسهل السيطرة عليها.
في حال ضمت السعودية الكويت إليها ترى ما هو رد الفعل العراقي ؟ وهل سينتظر حكماء السياسة العراقية لحظة الحقيقة تلك أم إنهم سيسارعون الى إتخاذ خطوات إستباقية تمنع الرياض من تنفيذ هذا المخطط المرعب وتعتمد إستراتيجية بعيدة المدى ,وعلى صعد السياسة, والإقتصاد, والثقافة ,والحضور العسكري ..
على الصعيد السياسي لابد من التعامل مع الكويت بواقعية, وتدعيم العلاقات معها وفق المعايير والأعراف الدولية دون المساس بوجودها وسلطتها وإستقلاليتها ,وعدم إشعارها بأنها مهددة ,بل تأكيد ضرورة أن تراع في علاقتها مع العراق الإحترام المتبادل ,وتجنب الإستفزاز كما يحصل منها الآن من تصرفات تفتقد الحكمة كبناء ميناء عملاق على الخليج قد يؤدي الى خنق العراق إقتصاديا ,وفرض حصار بحري عليه وتعطيل موانئه ,والتجاوز على حقوله النفطية وحدوده .
وعلى الصعيد الإقتصادي فلا بد من فتح الحدود على التبادل التجاري, وإقامة معارض مشتركة ,والسماح للشركات الكويتية بالعمل في مجال البناء والإعمار في مدن العراق المختلفة ,وكذلك إنشاء سوق حرة متاحة لمواطني البلدين ..
أما على الصعيد العسكري فلابد من بناء قواعد عسكرية في المناطق المحاذية للسعودية والكويت تكون مجهزة بأحدث المعدات الثقيلة والأسلحة ,وأجهزة المراقبة الجوية, وتهيئة مراكز للإستخبارات ,ووضع قوات خاصة تبعث إشارات الى السعودية مفادها,إن الكويت تمثل عمقا إستراتيجيا للعراق.. وإذا كان ضمها الى هذا البلد غير ممكن في الوقت الراهن,فلا أقل من منع السعودية عن محاولاتها في ضمها .
من المهم إشعار السعوديين إن التفكير بضم الكويت يمثل تهديدا للعراق ,وإن الرد على ذلك لا يكون بالكلمات, بل قاسيا وصاعقا ,وفعالا ,لا يتيح الفرصة للطرف الآخر التفكير في ذلك,لا الآن ,ولافي المستقبل .وبخلاف ذلك فإن السعودية يمكن أن تفعل الكثير وهي تعتمد تماما على النفوذ الأمريكي في المنطقة .
لكن وقبل ذلك علينا أن نراقب التطورات في المشهد العالمي والإقليمي, وكيف تتجه الأحداث, فالوضع خطير الى درجة يصعب تصورها, أو التنبؤ بما ستؤدي إليه ..
الأمور يمكن أن تأخذ مسارات خارج السيطرة ولا بد من الحذر ..
hadeejalu@yahoo.com
فشلت ثلاث محاولات عراقية سابقة لضم الكويت ..الأولى إنتهت عند عمود كهرباء, كان ضحيتها البطل ذاته الملك غازي ,في العام 1939. والثانية إنتهت قبل أن تصل رياحها الى الحدود الجنوبية في عهد الزعيم عبد الكريم قاسم. أما الثالثة والأخيرة فقد إنتهت بكارثة على يد الدكتاتور صدام حسين في أوغست من العام 1990, ولا نعلم متى ستكون الرابعة ؟ وهل ستكون عسكرية أم (تلقائية)؟ وفي ظل إفتقاد القيادة الكويتية الى الحكمة في التعامل مع بغداد فإن الأمور مرشحة للتطور بإتجاهات عدة ,وبأشكال مخيفة, ومع تنامي روح الإنتقام لدى الكويتين فليس واضحا الطريقة التي سيرد بها العراق ؟.
يحذر مراقبون وباحثون من مساعي سعودية لتحويل جزيرة العرب وما يحيط بها من جزر صغيرة الى مسمى (الولايات المتحدة السعودية), بدأت من خلال محاولات التدخل في الشؤون الداخلية لبلدان جوار وجزر في الخليج ومن بينها اليمن وقطر التي تتنازع للبقاء بعيدا عن الطموحات السعودية من خلال تحالفات تثير السخرية (أمريكا ، إسرائيل، إيران ، الخ)..
تضم الولايات المتحدة السعودية, وعاصمتها الرياض دول وجزر (اليمن ، عمان، البحرين، قطر ، الإمارات ، الكويت) ,وتلك المحاولات ماضية رويدا بترتيب وموافقات من الولايات المتحدة الأمريكية التي وقعت عددا من الإتفاقيات الدفاعية مع هذه الدول .
لكن ما تتمناه الرياض ليس ممكنا بالفعل ..فعمان واليمن ليستا جزرا نفطية ,وهما تضاهيان السعودية في الوجود الحضاري, فمنذ كانت جزيرة العرب (السعودية) كانت عمان ,وكانت اليمن اللتان تملكان عمقا حضاريا لا تملكه المملكة .
التطورات الإقليمية وإتجاهات الصراع والمصالح الدولية تدفع الى شكل آخر من التوازنات والتشكلات السياسية والجغرافية ,وقد تؤدي الى نشوء منظومة إقليمية جديدة مرتبطة بأطماع التوسع, أو لضرورات واقعية كما هي العلاقة بين السعودية وجزيرتي قطر والبحرين من جهة, وبين عمان والأمارات من جهة ثانية ,وبين العراق والكويت من جهة ثالثة.. والتشكل الجديد يتمثل في ضم قطر والبحرين الى المملكة العربية السعودية, بينما تعود الكويت الى العراق, وتكون الأمارات جزءا من سلطنة عمان. وهذا يعتمد إضافة الى التحولات السياسية والإقتصادية عاملا مهما يتمثل بنفاد مخزون النفط في الصحاري الممتدة على شواطئ الخليج ما سيجعل من قطر والبحرين والإمارات والكويت مجرد هياكل كونكريتيه تعوي بجنباتها الريح ولا يعود من قيمة لها سوى أن تكون تحت عباءة البلاد العريقة في وجودها الحضاري .. الأمر بالغ الخطورة هو أن تتجاوز المملكة السعودية الخطوط الحمراء, وتطمع بضم الكويت اليها ,إضافة الى قطر والبحرين حيث ترتبط معها بحدود برية تسهل السيطرة عليها.
في حال ضمت السعودية الكويت إليها ترى ما هو رد الفعل العراقي ؟ وهل سينتظر حكماء السياسة العراقية لحظة الحقيقة تلك أم إنهم سيسارعون الى إتخاذ خطوات إستباقية تمنع الرياض من تنفيذ هذا المخطط المرعب وتعتمد إستراتيجية بعيدة المدى ,وعلى صعد السياسة, والإقتصاد, والثقافة ,والحضور العسكري ..
على الصعيد السياسي لابد من التعامل مع الكويت بواقعية, وتدعيم العلاقات معها وفق المعايير والأعراف الدولية دون المساس بوجودها وسلطتها وإستقلاليتها ,وعدم إشعارها بأنها مهددة ,بل تأكيد ضرورة أن تراع في علاقتها مع العراق الإحترام المتبادل ,وتجنب الإستفزاز كما يحصل منها الآن من تصرفات تفتقد الحكمة كبناء ميناء عملاق على الخليج قد يؤدي الى خنق العراق إقتصاديا ,وفرض حصار بحري عليه وتعطيل موانئه ,والتجاوز على حقوله النفطية وحدوده .
وعلى الصعيد الإقتصادي فلا بد من فتح الحدود على التبادل التجاري, وإقامة معارض مشتركة ,والسماح للشركات الكويتية بالعمل في مجال البناء والإعمار في مدن العراق المختلفة ,وكذلك إنشاء سوق حرة متاحة لمواطني البلدين ..
أما على الصعيد العسكري فلابد من بناء قواعد عسكرية في المناطق المحاذية للسعودية والكويت تكون مجهزة بأحدث المعدات الثقيلة والأسلحة ,وأجهزة المراقبة الجوية, وتهيئة مراكز للإستخبارات ,ووضع قوات خاصة تبعث إشارات الى السعودية مفادها,إن الكويت تمثل عمقا إستراتيجيا للعراق.. وإذا كان ضمها الى هذا البلد غير ممكن في الوقت الراهن,فلا أقل من منع السعودية عن محاولاتها في ضمها .
من المهم إشعار السعوديين إن التفكير بضم الكويت يمثل تهديدا للعراق ,وإن الرد على ذلك لا يكون بالكلمات, بل قاسيا وصاعقا ,وفعالا ,لا يتيح الفرصة للطرف الآخر التفكير في ذلك,لا الآن ,ولافي المستقبل .وبخلاف ذلك فإن السعودية يمكن أن تفعل الكثير وهي تعتمد تماما على النفوذ الأمريكي في المنطقة .
لكن وقبل ذلك علينا أن نراقب التطورات في المشهد العالمي والإقليمي, وكيف تتجه الأحداث, فالوضع خطير الى درجة يصعب تصورها, أو التنبؤ بما ستؤدي إليه ..
الأمور يمكن أن تأخذ مسارات خارج السيطرة ولا بد من الحذر ..
hadeejalu@yahoo.com
