kolonagaza7
أدب ساخر
صدر مؤخرا كتاب دليل السلاطين العرب، عن دار نشر( مخابرات دوت كوم)
يحتوي الكتاب على مائتي صفحة من القطع الكبير، وفيه إرشادات لنيل رضا سلاطين العرب، ومما جاء في الكتاب التوصيات التالية:
الأولى:
على رعية السلطان أن يواظبوا على رفع صورته في كل مكان حتى على معاطفهم وأن يحسنوا اختيار صورة سلطانهم ، فإذا كان سلطانُهُم دميما، فعليهم أن يلتزموا بنشر صور السلطان( الرسمية) فقط !! والتي يوزعها ديوان أمن رئاسة السلطان ، وهي صور السلطان في ريعان الشباب، وميعة الصبا، بعد إزالة تعرجات الجبهة،وبقايا جدري الخدين،وترميم حفرتي الأنف،وإزالة شعيرات الذقن البريَّة،وإبراز العينيين من محجريهما، مع تحديدهما بالكحل العربي الأسود الأصيل!!
ويجب تكليف الفنانين والمثَّالين بملء الشوارع والساحات بصور السلطان وتماثيله حتى تتحول صورة السلطان في الليل إلى كوابيس ، تثير الرعب في أحلام الرعية، فيحجمون عن نقد السلطان وذمِّهِ!
وعلى رافعي صورة السلطان في منازلهم ومكاتبهم ودوائرهم الرسمية والخاصة،أن يلتزموا برفعها في أعلى سقف الغرفة، بحيث يبدو السلطانُ سلطانا علويا لا تكبره صورةٌ أو شعارٌ، حتى ولو كانت الصورة في غرفة النوم !
وعليهم أن يختاروا لها بروازا مُذهَّبا، لا نظير له أبدا!!
الثانية:
يجب على رعية السلطان الذي هُزم في معركة واحدة ، أو في عدة معارك،أن يُكثروا من الإشادة ببطولاته وانتصاراته على أعدائه، وأن ينحتوا له من التاريخ ما يؤيد بطولاته وانتصاراته، وأن يسموا الهزيمة نكسة أو كبوة جواد، أو خطة مُبرمجة!
الثالثة:
على التربويين ومؤلفي المناهج المدرسية أن ينحتوا للسلطان وآبائه وأجداده قصصا تماثل بطولات القادة الشجعان أو قصص الأنبياء والرسل، وأن تكون أسئلة الامتحانات في هذه القصص، وبخاصة في امتحانات الشهادات العامة!
الرابعة:
يجب على أصفياء السلطان وخلصائه أن يستميلوا الشعراء والأدباء والمثقفين ويُغروهم بالمال والمنصب والجاه بشرط أن يكونوا من أتباع وروّاد مدرسة الشاعر ابن هانئ الأندلسي الذي قال يمدح السلطان (المعز):
ما شئت لا ما شاءت الأقدار
فاحكم فأنت الواحدُ القهَّارُ !!
الخامسة:
ينبغي إجزال العطايا والمنح والموائد والمناصب لأئمة المساجد، لكي يقوموا بالدعاء للسلطان ليل نهار على منابرهم، في كل الصلوات، وأن يجعلوا الدعاء للسلطان سُنَّة مؤكَّدة، و فرضا من الفروض!
السادسة:
على مسؤولي الإذاعة ووسائل الإعلام أن يُكلفوا المطربين والمطربات بتلحين الأغاني الرسمية، التي جاءت على ألسنة شعراء السلطان ، أو من هم مرشحون لأن يكونوا شعراء السلطان، بحيث تُذاع الأغاني السلطانية عشر مرات في اليوم الواحد كحد أدنى ، وعشرين مرة في المناسبات السلطانية ،بشرط أن تكون الأغاني على وزن:
أنت السبع، أنت الصقر، أنت الليث ، أنت النمر، أنت العم أنت الخال، يا قاهر الأبطال،وقائد مسيرة النضال!!
أو، بالروح بالدم نفديك يا عم،بالروح بالمال نفديك يا خال!!
السابعة:
يحتوي الدليل على جدولٍ بألقاب السلطان ، وهي تبدأ من الألقاب الدينية الإيمانية ، وتنتهي بألقاب العظمة الإمبراطورية، ويُستحسن استعمال كنية السلطان بدلا من اسمه، إن كان له ابن سيتولى عرشه يبدأ (بأبي...)!!
مع الحذر كل الحذر من ذكر إخوته تصريحا أو تلميحا، ممن ينافسون ابنه على خلافته!!
الثامنة:
إرسال برقيات التأييد والمبايعة للسلطان، حتى في عصر الإنترنت، وزوال النظام البرقي، ينبغي أن يواظب الرعية على إرسال البرقيات في كل احتفال لأنها دليلُ على التزام الرعية بالتراث الحزبي العربي الأصيل!! بشرط أن تكون البرقيات بأسماء القبائل والعشائر، والمخاتير والوجهاء،ورؤساء الأحزاب والهيئات والمؤسسات، على أن تكون بالصيغة التالية:
" الآن حصحص الحق وزهق الباطل، إن الباطل كان زهوقا... إن ينصركم الله فلا غالب لكم، لقد كان ارتقاؤكم للعرش بمشيئة الله مبعث الخير والبركة على بلادنا، نحن شيخ مشايخ العربان نعاهدكم أن نظل جنودكم الأوفياء... اضربوا بيد من حديد كل من تسوِّل له نفسه الاقتراب من حدود السلطنة!!
وهناك نموذجٌ ثانٍ للبرقيات للراغبين في التميُّز:
الله أكبر... الله أكبر... وأما الزبد فيذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس، فيمكث في الأرض .عاش السلطان، ولتذهب إلى الجحيم طغمة الفساد، وأعداء البلاد!
القافلة تسير والكلابُ تعوي!! لقد أيدك الله بنصره، فلا عزيز إلا أنت ، ولا ناصر إلا أنت ، سيروا والله يرعاكم ، ونحن من ورائكم جنودا ودروعا حتى النصر أو الشهادة!"
وللدليل السلطاني العربي بقية !!
صدر مؤخرا كتاب دليل السلاطين العرب، عن دار نشر( مخابرات دوت كوم)
يحتوي الكتاب على مائتي صفحة من القطع الكبير، وفيه إرشادات لنيل رضا سلاطين العرب، ومما جاء في الكتاب التوصيات التالية:
الأولى:
على رعية السلطان أن يواظبوا على رفع صورته في كل مكان حتى على معاطفهم وأن يحسنوا اختيار صورة سلطانهم ، فإذا كان سلطانُهُم دميما، فعليهم أن يلتزموا بنشر صور السلطان( الرسمية) فقط !! والتي يوزعها ديوان أمن رئاسة السلطان ، وهي صور السلطان في ريعان الشباب، وميعة الصبا، بعد إزالة تعرجات الجبهة،وبقايا جدري الخدين،وترميم حفرتي الأنف،وإزالة شعيرات الذقن البريَّة،وإبراز العينيين من محجريهما، مع تحديدهما بالكحل العربي الأسود الأصيل!!
ويجب تكليف الفنانين والمثَّالين بملء الشوارع والساحات بصور السلطان وتماثيله حتى تتحول صورة السلطان في الليل إلى كوابيس ، تثير الرعب في أحلام الرعية، فيحجمون عن نقد السلطان وذمِّهِ!
وعلى رافعي صورة السلطان في منازلهم ومكاتبهم ودوائرهم الرسمية والخاصة،أن يلتزموا برفعها في أعلى سقف الغرفة، بحيث يبدو السلطانُ سلطانا علويا لا تكبره صورةٌ أو شعارٌ، حتى ولو كانت الصورة في غرفة النوم !
وعليهم أن يختاروا لها بروازا مُذهَّبا، لا نظير له أبدا!!
الثانية:
يجب على رعية السلطان الذي هُزم في معركة واحدة ، أو في عدة معارك،أن يُكثروا من الإشادة ببطولاته وانتصاراته على أعدائه، وأن ينحتوا له من التاريخ ما يؤيد بطولاته وانتصاراته، وأن يسموا الهزيمة نكسة أو كبوة جواد، أو خطة مُبرمجة!
الثالثة:
على التربويين ومؤلفي المناهج المدرسية أن ينحتوا للسلطان وآبائه وأجداده قصصا تماثل بطولات القادة الشجعان أو قصص الأنبياء والرسل، وأن تكون أسئلة الامتحانات في هذه القصص، وبخاصة في امتحانات الشهادات العامة!
الرابعة:
يجب على أصفياء السلطان وخلصائه أن يستميلوا الشعراء والأدباء والمثقفين ويُغروهم بالمال والمنصب والجاه بشرط أن يكونوا من أتباع وروّاد مدرسة الشاعر ابن هانئ الأندلسي الذي قال يمدح السلطان (المعز):
ما شئت لا ما شاءت الأقدار
فاحكم فأنت الواحدُ القهَّارُ !!
الخامسة:
ينبغي إجزال العطايا والمنح والموائد والمناصب لأئمة المساجد، لكي يقوموا بالدعاء للسلطان ليل نهار على منابرهم، في كل الصلوات، وأن يجعلوا الدعاء للسلطان سُنَّة مؤكَّدة، و فرضا من الفروض!
السادسة:
على مسؤولي الإذاعة ووسائل الإعلام أن يُكلفوا المطربين والمطربات بتلحين الأغاني الرسمية، التي جاءت على ألسنة شعراء السلطان ، أو من هم مرشحون لأن يكونوا شعراء السلطان، بحيث تُذاع الأغاني السلطانية عشر مرات في اليوم الواحد كحد أدنى ، وعشرين مرة في المناسبات السلطانية ،بشرط أن تكون الأغاني على وزن:
أنت السبع، أنت الصقر، أنت الليث ، أنت النمر، أنت العم أنت الخال، يا قاهر الأبطال،وقائد مسيرة النضال!!
أو، بالروح بالدم نفديك يا عم،بالروح بالمال نفديك يا خال!!
السابعة:
يحتوي الدليل على جدولٍ بألقاب السلطان ، وهي تبدأ من الألقاب الدينية الإيمانية ، وتنتهي بألقاب العظمة الإمبراطورية، ويُستحسن استعمال كنية السلطان بدلا من اسمه، إن كان له ابن سيتولى عرشه يبدأ (بأبي...)!!
مع الحذر كل الحذر من ذكر إخوته تصريحا أو تلميحا، ممن ينافسون ابنه على خلافته!!
الثامنة:
إرسال برقيات التأييد والمبايعة للسلطان، حتى في عصر الإنترنت، وزوال النظام البرقي، ينبغي أن يواظب الرعية على إرسال البرقيات في كل احتفال لأنها دليلُ على التزام الرعية بالتراث الحزبي العربي الأصيل!! بشرط أن تكون البرقيات بأسماء القبائل والعشائر، والمخاتير والوجهاء،ورؤساء الأحزاب والهيئات والمؤسسات، على أن تكون بالصيغة التالية:
" الآن حصحص الحق وزهق الباطل، إن الباطل كان زهوقا... إن ينصركم الله فلا غالب لكم، لقد كان ارتقاؤكم للعرش بمشيئة الله مبعث الخير والبركة على بلادنا، نحن شيخ مشايخ العربان نعاهدكم أن نظل جنودكم الأوفياء... اضربوا بيد من حديد كل من تسوِّل له نفسه الاقتراب من حدود السلطنة!!
وهناك نموذجٌ ثانٍ للبرقيات للراغبين في التميُّز:
الله أكبر... الله أكبر... وأما الزبد فيذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس، فيمكث في الأرض .عاش السلطان، ولتذهب إلى الجحيم طغمة الفساد، وأعداء البلاد!
القافلة تسير والكلابُ تعوي!! لقد أيدك الله بنصره، فلا عزيز إلا أنت ، ولا ناصر إلا أنت ، سيروا والله يرعاكم ، ونحن من ورائكم جنودا ودروعا حتى النصر أو الشهادة!"
وللدليل السلطاني العربي بقية !!