عمار طلال
علم المفجوعون باستشهاد هادي المهدي ان رسالة تبعث من خلال نحره غيلة، مفاده مفتوح التاويلات، لكنها في ابسط اجماع تقريبي تشير الى باب فظيعةيفتحها الذين يمولون الشغب في ساحة التحرير من سحت الفساد.. حراما ذاهبا الى حرام متقصدين احراج الحكومة.
لن ابكي هادي المهدي شهيدا خلف اطفالا قصرا ولا اعلاميا جرئيا.. مهنيا جسورا، انما ابكي العراق الذي صار مقبرة للانبياء والاولياء والصالحين منذ فجر الخليقة... والحبل على غارب الزمان جرارا.
اراد الارهابيون.. سواء أكانوا من داخل العملية السياسية ام من خارجها، أن ينسبوا الجريمة الى الحكومة منتهزين فسحة التاويلات التي يتركها مقتله عقب شدة تصديه للحكومة وحثه الشباب عبر المواقع الالكترونية الى الاعتصام في ساحة التحرير التي يريد مضادو العملية السياسية تحويلها الى طف معاصرة يقتل فيها كل من لا يبايع الحكومة في محاولة لاظهار المالكي بمظهر يزيد العصر.
فرضت الحكومة طوقا امنيا لحماية المتظاهرين صباح الجمعة الماضي خشية نفاذ مخرب مدفوع من قبل مضادي العملية السياسية الى المحتشدين يتوسطهم هاتفا بالخدمات الغائبة ثم يفجر نفسه فتعلق ديته على ذمة الحكومة، لكن الحكومة التي حرست التظاهرة في موقعها المعلن فاتها حراسة اطراف التظاهرة واحدا واحدا في منازلهم، فذاك امر متعذر.. محال، مكن المخربين من الالتفاف على تحوطات الحكومة بالنفاذ الى المهدي في شقته الكائنة بالكرادة، وقتله لتبدو العملية كما لو كانت مدبرة من الحكومة.
لا ابرئ افرادا يعملون في الحكومة من تهمة الاستياء من طول تناول هادي المهدي لدوائرهم وشخصياتهم بالتقصير والفساد الاداري والمالي عبر برامجه في قناة (السومرية) الفضائية وسواها من وسائل الاعلام ودعوته المستمرة للتظاهر في ساحة التحرير سعيا لتصحيح مسارات العمل الحكومي من الفساد الى الصلاح.
لكنه لم يدع الى اسقاط العراق او سحب الثقة من الحكومة، لان الاخيرة اسهل من التظاهر في ساحة التحرير.
التفوا على تحوطات الحكومة في حماية المتظاهرين، مثلما التف عمرو بن العاص على الحسن والحسين وهما يذودان عن بيت عثمان بن عفان، ودخل المنزل من الخلف ليقتله فيركب معاوية الموجة يطالب بدم عثمان من علي يؤلب الناس بقميصه المدمى.
فها هي قنوات فضائية وجهات حزبية من داخل العملية السياسية وخارجها تتبنى قضية هادي المهدي (رحمه الله) بقصد تصفية حساباتها الموتورة ضد العراق.. شعبا وحكومة.
"تموت كحيلة من اجل ان يشبع ثعلب" فواحدة ممن اعلنوا تبنيهم لعائلة هادي المهدي ما كانت لترضى بتعيينه لديها ولا كانت لتبث برامجه من اثيرها لوانه تقدم طالبا التعيين او بث برامجه منها، لكنها الان تعلن تبني عائلة المهدي وهي تتحرز على بضعة من اشيائه تؤلب بها شباب ساحة التحرير ضد العراق من خلال ادعائها تضادا مع الحكومة التي تيسر على المخربين بلوغ اهدافهم باصرارها على اهمال الخدمات ومبالغة اطرافها سادرين في الفساد الاداري والمالي برعونة فاضحة؛ فـ (علكة المجنون ملء فمه).
hadee jalu mareeIraq-Baghdad Journalist & Writer(JFO)
009647901645028009647702593694