kolonagaza7
اعتبر المرجع الاسلامي الشيخ حسين المؤيد في لقاء مع «الشروق التونسية » ان نهاية العقيد الليبي معمر القذافي تدشن مرحلة جديدة من الاستقرار والسلام في ليبيا لكن الخطر يبقى قائما بسبب الهيمنة الغربية الساعية الى وضع اليد على ثروات هذا البلد. كما شرح الشيخ حسين المؤيد موقفه من الثورات الاخرى على غرار التجربة التونسية التي وصفها بالنموذجية. وفي ما يلي هذا الحوار :
كيف تقيمون الثورات العربية...والى أي مدى تعتقدون ان هذا المد الثوري سيتواصل في دول اخرى في المنطقة وسيطيح بانظمتها تباعا؟
الثورات العربية هي انعكاس طبيعي لأوضاع التردي التي وصلت اليها الأمة العربية والأقطار العربية التي قامت فيها الثورات التي فتحت صفحة جديدة مشرقة في تاريخنا العربي الحديث وهي تدلل على أن مجتمعاتنا العربية على الرغم من الضغوط الهائلة التي كانت ولا تزال ترزح تحت نيرها هي مجتمعات حية واعية طموحة تتطلع الى مستقبل واعد تتجسد فيه إرادة الجماهير, كما دللت الثورات العربية على أن الأنظمة عاجزة عن إخضاع المواطنين وخطف إرادتهم, وأن سياسة الإستعلاء والإمتهان وإعمال القوة هي سياسة فاشلة وعاجزة عن ضمان بقاء النظام الذي لا يستند الى حاضنة شعبية, وأن صمام الأمان لأي نظام ليس هو الرضوخ لقوى الهيمنة الخارجية، وإنما هو علاقته الطيبة مع شعبه الذي هو الحاضنة الحقيقية والطبيعية للنظام .
إن الربيع العربي طفق يعطي ثماره في أرجاء الوطن العربي فقد أحدث صدمة للأنظمة , ودفعها للتحرك باتجاه الإصلاح, وجعلها تخشى شعوبها فانقلبت المعادلة حيث كانت الجماهير تخشى النظام بل يعتمد النظام في إحكام سيطرته على بث روح الخوف والهلع والذعر في نفوس شعبه, فإذا به اليوم يخشى شعبه ويخاف على حكمه منه, ومن هذه الزاوية يكون الربيع العربي قد امتد بالفعل الى الأقطار العربية. وأما امتداد الثورات العربية الى بلدان أخرى فأعتقد أنه يرتبط بطبيعة المجتمعات من بلد الى آخر , وبمدى قدرة الأنظمة على استيعاب المتغيرات والتفاعل معها بإيجابية.
كيف ترى مستقبل الاوضاع في ليبيا بعد مقتل القذافي؟ وهل ترى بان المناخ السائد هناك يمهد فعلا لبناء نظام جديد يقطع بالكامل مع الحقبة السابقة؟
إنني مع الشعب الليبي في تطلعه للحرية والديمقراطية والعدالة الإجتماعية, وأفرح لفرحة الليبيين وبهجتهم وهم ينفضون عن بلدهم ركام الديكتاتورية والتسلط والقهر والظلم, لكنني كنت قلقا جدا منذ البدايات الأولى للتحرك ضد النظام السابق حيث سارع الغرب الى التدخل, وكان القلق مبررا لمعرفتي بتاريخ ليبيا ومدى حرص قوى الهيمنة على النفوذ فيها وحجم أطماع الإمبريالية في هذا البلد وأبعاد الرؤى السياسية للقوى الخارجية في هذا المجال. وكان اللازم أن لا تسمح الدول العربية والإسلامية بالتدخل الغربي , وإن كانت ثمة ضرورة لتدخل خارجي لمساعدة الشعب الليبي فيجب أن يكون في أطار عربي إسلامي. ولا يزال يتملكني القلق على ليبيا خوفا من النفوذ الغربي والهيمنة الغربية.
إن أمام ليبيا والشعب الليبي مستقبلا واعدا لبناء الدولة والمجتمع شريطة أن لا يسمح الشعب الليبي لقوى الهيمنة الخارجية أن تلتف عليه, وشريطة أن يحافظ على وحدة ليبيا ونسيجها المجتمعي, وأن يسلم مقاليد الأمور في ليبيا الى قيادة وطنية مخلصة كفأة منتخبة انتخابا حرا نزيها تدير البلد على أساس مشروع وطني يحافظ على وحدة الشعب الليبي وهويته العربية والإسلامية, ويحقق له العدالة والرفاه والرقي في المجال الإنساني والتقني, ويرتقي بدور ليبيا في أمتها العربية والإسلامية التي هي جزء لا يتجزأ منها .
اعتبرت ان «الربيع العربي» بدا يعطي ثماره اليوم في المنطقة العربية لكن ما هو حكمك في هذه الحالة على التجربة التونسية وكيف تفاعلت معها كمراقب؟
لقد كانت إنطلاقة الثورات العربية من تونس مفاجأة سعيدة أعتقد أنها لم تمر بخيال النخب السياسية العربية, لكنها تحققت وقلبت الطاولة وقلبت معها معادلات عديدة, وأصبحت الثورة التونسية وستبقى مثار فخر واعتزاز للجماهير العربية ولكل أحرار العالم. ونحن نتابع اليوم المشاركة الفعالة للشعب التونسي العظيم في انتخابات المجلس التأسيسي والحضور الواعي المفعم بالحيوية والأمل لهذا الشعب الذي أراد الحياة فكسر القيد عن نفسه وألهب الثورات العربية . وهذا هو مفتاح مستقبل تونس فمادام زمام الأمور بيد الشعب, وما دام أن هذا الشعب مستعد للحضور في الميدان دفاعا عن إرادته وكرامته, وما دام أن الشعب التونسي يتحرك بحيوية فاعلة ووعي عميق وحرص على أصالته وإرادته أن لا تستلب سواء من قوى الهيمنة الخارجية وأذنابها في الداخل أو القوى التي أضاعت البوصلة فلا تصلح أن تكون معبرة عن الهوية الحقيقية لهذا الشعب , وما دام أن الشعب التونسي حريص على أن ينهض باتجاه الرقي والتقدم دون تفريط بأصالته ودون تنكر لتراثه وتاريخه وقيمه وهويته الوطنية والعربية والإسلامية, فإن مستقبل تونس هو مستقبل مشرق واعد, ولن تستطيع قوة الإلتفاف على الثورة وتفريغها من محتواه.
بقي شهران عن موعد الانسحاب الامريكي المحتمل من العراق كيف تقيم الموقف على الارض هناك؟ وكيف توصف المشهد السياسي في ضوء ما يحدث من تجاذبات بين اطرافه من جهة والاحتلال الامريكي من جهة ثانية؟
إذا ما قورن الوضع الأمني بما كان عليه في السنوات السابقة فلا شك في أنه أقل ترديا, إلا أنه لم يشهد استقرارا, فالإضطراب الأمني لا يزال قائما يتراوح بين مد وجزر . ونحن منذ البداية كنا نقول ولا زلنا إن المشكلة الأمنية في العراق معلولة للمشكلة السياسية, وإن حل الأزمة السياسية سيعالج المشكلة الأمنية الى حد كبير. وحينما نقول إن الأزمة الأمنية ناتجة من الأزمة السياسية فإننا ننظر الى الأزمة السياسية بأبعادها المتنوعة, فالعملية السياسية بحكم بنائها الخاطئ هي عملية مأزومة وتجعل الوضع السياسي في العراق مضطربا على الدوام , ولم تنجح القوى السياسية في العملية السياسية في بناء دولة حديثة قوية, والمشروع السياسي المتبنى في العراق منذ الإحتلال ينطوي على ثغرات لها انعكاساتها السلبية, كما أن العراق لا يزال ساحة للنفوذ والتجاذبات الخارجية الأمر الذي ينعكس سلبا على الوضع السياسي والأمني, مضافا الى أن الأمور تدار بأسلوب لا ينتج علاجا للأزمات, والقوى السياسية الماسكة بالواقع السياسي في العراق غير قادرة على رؤية الأمور من أبعادها المتنوعة, وهذا خلل كبير وخطير, لأن السياسي إذا لم تكن له رؤية مستوعبة ويعمل بروحية تلك الرؤية فإن عمله السياسي محكوم عليه بالفشل , وهذا يعني أنه يسير الى حافة السقوط وسيجد نفسه على تلك الحافة غير قادر على حفظ توازنه فتكون نهايته السياسية, وخلال مسيرته تلك نحو السقوط تتدهور الأوضاع وتتفاقم ويعيش البلد والشعب في أوضاع سلبية. هذه قاعدة عامة تحكم العمل السياسي في كل زمان ومكان. ومن الشواهد الحية على ذلك سقوط الأنظمة في أكثر من بلد عربي حيث لم يعد النظام قادرا على حفظ توازنه بعد أن سار بنفسه وبفعل رؤيته غير المستوعبة الى حافة السقوط والهاوية فسقط في الهاوية.
كيف تقيمون الثورات العربية...والى أي مدى تعتقدون ان هذا المد الثوري سيتواصل في دول اخرى في المنطقة وسيطيح بانظمتها تباعا؟
الثورات العربية هي انعكاس طبيعي لأوضاع التردي التي وصلت اليها الأمة العربية والأقطار العربية التي قامت فيها الثورات التي فتحت صفحة جديدة مشرقة في تاريخنا العربي الحديث وهي تدلل على أن مجتمعاتنا العربية على الرغم من الضغوط الهائلة التي كانت ولا تزال ترزح تحت نيرها هي مجتمعات حية واعية طموحة تتطلع الى مستقبل واعد تتجسد فيه إرادة الجماهير, كما دللت الثورات العربية على أن الأنظمة عاجزة عن إخضاع المواطنين وخطف إرادتهم, وأن سياسة الإستعلاء والإمتهان وإعمال القوة هي سياسة فاشلة وعاجزة عن ضمان بقاء النظام الذي لا يستند الى حاضنة شعبية, وأن صمام الأمان لأي نظام ليس هو الرضوخ لقوى الهيمنة الخارجية، وإنما هو علاقته الطيبة مع شعبه الذي هو الحاضنة الحقيقية والطبيعية للنظام .
إن الربيع العربي طفق يعطي ثماره في أرجاء الوطن العربي فقد أحدث صدمة للأنظمة , ودفعها للتحرك باتجاه الإصلاح, وجعلها تخشى شعوبها فانقلبت المعادلة حيث كانت الجماهير تخشى النظام بل يعتمد النظام في إحكام سيطرته على بث روح الخوف والهلع والذعر في نفوس شعبه, فإذا به اليوم يخشى شعبه ويخاف على حكمه منه, ومن هذه الزاوية يكون الربيع العربي قد امتد بالفعل الى الأقطار العربية. وأما امتداد الثورات العربية الى بلدان أخرى فأعتقد أنه يرتبط بطبيعة المجتمعات من بلد الى آخر , وبمدى قدرة الأنظمة على استيعاب المتغيرات والتفاعل معها بإيجابية.
كيف ترى مستقبل الاوضاع في ليبيا بعد مقتل القذافي؟ وهل ترى بان المناخ السائد هناك يمهد فعلا لبناء نظام جديد يقطع بالكامل مع الحقبة السابقة؟
إنني مع الشعب الليبي في تطلعه للحرية والديمقراطية والعدالة الإجتماعية, وأفرح لفرحة الليبيين وبهجتهم وهم ينفضون عن بلدهم ركام الديكتاتورية والتسلط والقهر والظلم, لكنني كنت قلقا جدا منذ البدايات الأولى للتحرك ضد النظام السابق حيث سارع الغرب الى التدخل, وكان القلق مبررا لمعرفتي بتاريخ ليبيا ومدى حرص قوى الهيمنة على النفوذ فيها وحجم أطماع الإمبريالية في هذا البلد وأبعاد الرؤى السياسية للقوى الخارجية في هذا المجال. وكان اللازم أن لا تسمح الدول العربية والإسلامية بالتدخل الغربي , وإن كانت ثمة ضرورة لتدخل خارجي لمساعدة الشعب الليبي فيجب أن يكون في أطار عربي إسلامي. ولا يزال يتملكني القلق على ليبيا خوفا من النفوذ الغربي والهيمنة الغربية.
إن أمام ليبيا والشعب الليبي مستقبلا واعدا لبناء الدولة والمجتمع شريطة أن لا يسمح الشعب الليبي لقوى الهيمنة الخارجية أن تلتف عليه, وشريطة أن يحافظ على وحدة ليبيا ونسيجها المجتمعي, وأن يسلم مقاليد الأمور في ليبيا الى قيادة وطنية مخلصة كفأة منتخبة انتخابا حرا نزيها تدير البلد على أساس مشروع وطني يحافظ على وحدة الشعب الليبي وهويته العربية والإسلامية, ويحقق له العدالة والرفاه والرقي في المجال الإنساني والتقني, ويرتقي بدور ليبيا في أمتها العربية والإسلامية التي هي جزء لا يتجزأ منها .
اعتبرت ان «الربيع العربي» بدا يعطي ثماره اليوم في المنطقة العربية لكن ما هو حكمك في هذه الحالة على التجربة التونسية وكيف تفاعلت معها كمراقب؟
لقد كانت إنطلاقة الثورات العربية من تونس مفاجأة سعيدة أعتقد أنها لم تمر بخيال النخب السياسية العربية, لكنها تحققت وقلبت الطاولة وقلبت معها معادلات عديدة, وأصبحت الثورة التونسية وستبقى مثار فخر واعتزاز للجماهير العربية ولكل أحرار العالم. ونحن نتابع اليوم المشاركة الفعالة للشعب التونسي العظيم في انتخابات المجلس التأسيسي والحضور الواعي المفعم بالحيوية والأمل لهذا الشعب الذي أراد الحياة فكسر القيد عن نفسه وألهب الثورات العربية . وهذا هو مفتاح مستقبل تونس فمادام زمام الأمور بيد الشعب, وما دام أن هذا الشعب مستعد للحضور في الميدان دفاعا عن إرادته وكرامته, وما دام أن الشعب التونسي يتحرك بحيوية فاعلة ووعي عميق وحرص على أصالته وإرادته أن لا تستلب سواء من قوى الهيمنة الخارجية وأذنابها في الداخل أو القوى التي أضاعت البوصلة فلا تصلح أن تكون معبرة عن الهوية الحقيقية لهذا الشعب , وما دام أن الشعب التونسي حريص على أن ينهض باتجاه الرقي والتقدم دون تفريط بأصالته ودون تنكر لتراثه وتاريخه وقيمه وهويته الوطنية والعربية والإسلامية, فإن مستقبل تونس هو مستقبل مشرق واعد, ولن تستطيع قوة الإلتفاف على الثورة وتفريغها من محتواه.
بقي شهران عن موعد الانسحاب الامريكي المحتمل من العراق كيف تقيم الموقف على الارض هناك؟ وكيف توصف المشهد السياسي في ضوء ما يحدث من تجاذبات بين اطرافه من جهة والاحتلال الامريكي من جهة ثانية؟
إذا ما قورن الوضع الأمني بما كان عليه في السنوات السابقة فلا شك في أنه أقل ترديا, إلا أنه لم يشهد استقرارا, فالإضطراب الأمني لا يزال قائما يتراوح بين مد وجزر . ونحن منذ البداية كنا نقول ولا زلنا إن المشكلة الأمنية في العراق معلولة للمشكلة السياسية, وإن حل الأزمة السياسية سيعالج المشكلة الأمنية الى حد كبير. وحينما نقول إن الأزمة الأمنية ناتجة من الأزمة السياسية فإننا ننظر الى الأزمة السياسية بأبعادها المتنوعة, فالعملية السياسية بحكم بنائها الخاطئ هي عملية مأزومة وتجعل الوضع السياسي في العراق مضطربا على الدوام , ولم تنجح القوى السياسية في العملية السياسية في بناء دولة حديثة قوية, والمشروع السياسي المتبنى في العراق منذ الإحتلال ينطوي على ثغرات لها انعكاساتها السلبية, كما أن العراق لا يزال ساحة للنفوذ والتجاذبات الخارجية الأمر الذي ينعكس سلبا على الوضع السياسي والأمني, مضافا الى أن الأمور تدار بأسلوب لا ينتج علاجا للأزمات, والقوى السياسية الماسكة بالواقع السياسي في العراق غير قادرة على رؤية الأمور من أبعادها المتنوعة, وهذا خلل كبير وخطير, لأن السياسي إذا لم تكن له رؤية مستوعبة ويعمل بروحية تلك الرؤية فإن عمله السياسي محكوم عليه بالفشل , وهذا يعني أنه يسير الى حافة السقوط وسيجد نفسه على تلك الحافة غير قادر على حفظ توازنه فتكون نهايته السياسية, وخلال مسيرته تلك نحو السقوط تتدهور الأوضاع وتتفاقم ويعيش البلد والشعب في أوضاع سلبية. هذه قاعدة عامة تحكم العمل السياسي في كل زمان ومكان. ومن الشواهد الحية على ذلك سقوط الأنظمة في أكثر من بلد عربي حيث لم يعد النظام قادرا على حفظ توازنه بعد أن سار بنفسه وبفعل رؤيته غير المستوعبة الى حافة السقوط والهاوية فسقط في الهاوية.