الجمعة، 28 أكتوبر 2011

صفقة الأسرى : إنجاز ممتاز ..ولكن :

kolonagaza7

* عبدالله خليل شبيب *
لا شك أن صفقة تبادل الأسرى التي أجرتها حماس وتحقق فيها تحرير (1027) اسيرا وأسيرة .. كانت إنجازا ممتازا يحسب لها ..مهما كانت الانتقادات والتعليقات على تلك الصفقة التي جرت في ظروف يعتبر إنجازها فيها معجزة ؟.. في ظل حكومة يهودية [ يمينية – كما يصفونها – كأن في اليهود فرقا بين اليمين أو اليسار – إلا إذا نُسِب لليد التي يذبح بها الفلسطينين والعرب : اليمين أواليسار !] حكومة متطرفة اضطرت للتنازل عن بعض ما كانت تعتبره محرمات – مثل - : إطلاق أسرى من عرب 48 الذين تعتبرهم مواطنين [ إسرائيليين ] لا حق لأحد التدخل في شؤونهم . فهي تزعم أنها وليتهم تفعل بهم ما تشاء ..وتؤدبهم كما تشاء !..وكذلك اصحاب المؤبدات والأحكام [ الفلكية! ]..ومن تصفهم بأن أيديهم ملطخة بالدماء اليهودية ..إلخ !
ولكنها في نفس الوقت أجبرت حماس على القبول بإبعاد بعض الأسرى مقابل إطلاق سراحهم..كما أصرت على عدم إطلاق القياديين الكبار من حماس والقائد الفتحاوي مروان البرغوثي الذي سبق لخالد مشعل أن أكد لزوجته أنه على رأس القائمة التي يطالبون بالإفراج عنها ..وكذلك رئيس الجبهة الشعبية أحمد سعدات ..فرج الله عنهم وعن جميع الأسرى في القريب العاجل ..إنه على كل شيء قدير.
.. ولعل تلك الأمور التي ذكرنا هي التي أخّرت الصفقة وعثّرتها وعقّدتها .
ولولا الاختلال الفادح في ميزان القوى وفي الظروف المعلومة .. لكان يجب أن يكون العكس فالفلسطيني أو العربي بألف يهودي ..وهذا هو المقياس الحقيقي ..!
..ولكن استقواء الباطل الصهيوني استطاع أن يقلب الحقائق ..ويحول الضحايا المطالبين بحقوقهم وأوطانهم المسلوبة إلى إرهاببيين ومعتدين ..ويحّوِّل المجرمين المعتدين اللصوص الناهبين ..إلى أصحاب حق يدافعون عن كيانهم وامنهم..ومُواطنهم [ الحرامي ] الذي يعيش على أرض ووطن غيره ..فيما يهيم معظم أصحاب الوطن الأصليين على وجوههم في انحاء الأرض ! فأية عدالة هذه ؟ وأي حق ؟ إنها معايير وثقافات المسيخ الدجال الذي ينتظره اليهود ليحكم بهم العالم !
..ولذا فقد أسس اليهود عصابات لمحاولة قتل الأسرى المحررين ! وأعلنوا ذلك على الملإ [ والعالم الديمقراطي المتحضر الأعور ] بل الأصم الأعمى لا يرى في ذلك إرهابا ..كما يتعامى عن عدوانات ووحشية المستوطنين الذين يعتدون يوميا على أصحاب الأرض ..وعلى أرضهم وأشجارهم .. وكثيرا ما يمنعونهم من جني محاصيل الزيتون أو غيره...أو يحرقون ويقطعون الشجر ..ويعتدون على المواطنين العرب بالضرب والإهانة والشتم وغير ذلك ..تحت حراسة شرطة وجيش الاحتلال ..وليس تحت سمعه وبصره فحسب ..وكثيرا ما يكونون مسلحين ..بينما الفلسطيني لو حمل سكينا لزج به في غياهب السجون !!
..هذا مع ملاحقة اليهود للفلسطينيين في كل مكان لقتلهم..أو التحريض عليهم ..والأمر بإهانتهم ..كما حصل ويحصل في وقائع كثيرة ..ولا يعد [ عميان الحضارة ] ذلك إرهابا ..أما الفلسطيني الذي يطالب بحقه ويدافع عنه..فهو الإرهابي – كما ذكرنا في رباعية قديمة لنا بعنوان ( زمان الشقلبة ):
هذا زمان الشقلبة تبا له ما أعجبه !
أضحى الضحايا مجرمين وأحجيات مرعبة !
والمجرمون المعتدون غدَوا حمائم طيبة !
..كما أن العالم [ وخصوصا المتحضر ] يتفرج على اليهود ودولتهم تخرق كل القوانين والقرارات الدولية ولا يحرك ساكنا .. أما إذا فعل غير اليهود معشار ما يفعلون أقام [ عالم مصاصي الدماء ] الدنيا ولم يقعدها !
ومن ذلك العدوانات اليهودية والقتل والاعتقال اليومي حيث تسرح قوات الاحتلال وتمرح حيث شاءت – عدا قطاع غزة فالضرب عن بعد! فمتى تُفرّغ السجون ..والمحتل ووكلاؤه يعتقلون الأحرار ومن يحلو لهم يوميا ؟؟!

مشاركة مميزة